اخر الاخبار

06‏/11‏/2011

رسالة من مقاتل إلى المشير بقلم خالد منصر

وصلتنى رسالة من اللواء طيار متقاعد محمد زكى عكاشة، هى رسالة موجهة للمشير طنطاوى، لكنها فى حقيقة الأمر موجهة إلى عقل ووجدان كل مصرى.. تقول الرسالة:

«سيادة المشير.. لقد أقسمت يوم تخرجك فى الكلية الحربية قسم الولاء الذى تقول فيه (أن أحافظ عليها مخلصا).. وأنا لا أطلب منك إلا أن تنفذ هذا القسم.. لقد نفذت هذا القسم من قبل فى حرب ١٩٧٣ حين تكلل جبين مصرنا بالانتصار الرائع، الذى تحقق بأيدى أبنائها المخلصين. وكنت أنت أحدهم. لقد قاتلت بكتيبتك معركة رائعة فى المزرعة الصينية طوال أيام ١٥، ١٦، ١٧ أكتوبر، وكنت على استعداد لتقديم دمك وروحك فداء لهذا الوطن، لكن الله بحكمته شاء وقدر أمورا وأحداثا، حتى تصبح أنت المكلف والمسؤول عن حماية مصرنا والحفاظ عليها.
يا سيادة المشير.. أنا لن أذكرك بوحدة الدم والمصير والهدف بين المصريين جميعهم مسلمين وأقباطاً، فالمدافع والطائرات والرشاشات الإسرائيلية كانت تطلق ذخائرها ودانتها على مصريين دون تفريق بين مسلم ومسيحى، لن أذكرك بأننى كنت أهاجم بتشكيلى مواقع العدو والمكلف بحمايتى تشكيل مقاتلات مصرى يضم الطيارين المسيحى والمسلم. لقد كنا نحارب معركة مصر، معركة وطن، وليس معركة جامع أو كنيسة، وأظنك تعلم وتعرف الكثير عن بطولات أبناء مصر فى تلك الحروب، وما سألنا يوماً عن ديانة من قام بهذه البطولة. الأرواح والدماء كانت تبذل رخيصة من أجل مصر وشعب مصر.

يا سيادة المشير.. كفانا ارتباكا وتداخلا فى الأمور، أربعون عاما ونحن نخلط الدين بالسياسة، فالإسلام يقول إننا أدرى بشؤون دنيانا كما قال رسولنا الكريم، وليس فى العهد القديم أو الجديد آية واحدة تقول بأن يتدخل القسيس أو البطريرك فى أمر السياسة. الإسلام يقول (لكم دينكم ولى دين) والمسيحية تقول (إن الله محبة) فهل لنا أن نفيق من هذا الهوس الدينى الذى يغمر الكثيرين فى هذا الوطن. الله حافظ لدينه، وليس لبشر أن يدعى لنفسه أنه صاحب الحقيقة، أو أنه مفوض من الله بالحكم على شرائع الآخرين.

يا سيادة المشير.. هذه رسالة من مقاتل شاركك فى حرب أكتوبر وما قبلها، ويشاركك الآن حب هذا الوطن، ويشاركك أيضا فى الخوف على أمن واستقرار وتقدم مصرنا الحبيبة. الخطر محدق والتصدى له أمر حتمى، وثقتى فى وطنيتك وحبك لهذا البلد تؤكد أنك قادر على التصدى لهذا الأمر الجلل، وسيذكر التاريخ لك أنك كنت صاحب هذا الفضل الذى أنقذ مصر من دوامة الشر التى ندعو الله جميعا أن يجنبنا آثارها.

يا سيادة المشير.. آن للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأنت رئيسه، أن يقوم بوأد هذه الفتنة من جذورها وبلا رجعة. ولكى يتم هذا أتقدم باقتراحى بأن يصدر عن المجلس مرسوم بقانون يشتمل على الآتى:

- قانون ينص على أن أى إثارة للفتنة الطائفية بالفعل أو القول أو التحريض أو المساهمة تعامل معاملة جريمة الخيانة العظمى.

- حظر تعرض أى من رجال الدين لأى دين آخر سواء بالكتابة أو القول أو الشرح أو التفسير وإلا تعرض لعقوبة إثارة الفتنة الطائفية.

- الصحيفة أو القناة التليفزيونية أو دار النشر تكون مسؤولة ومتضامنة عما ينشر فيها وتتعرض للعقوبة نفسها.

يا سيادة المشير.. مصر غالية علينا جميعا، مسلمين ومسيحيين، وحان أوان حشد جهودنا جميعا لنحقق لها المكانة التى تستحقها بين الأمم بعد تراجع طال لأكثر من ستين عاما.. أنا أثق تماما فى أن الضابط المصرى محمد حسين طنطاوى لن يبخل على مصر بأى جهد حتى يجنبها ذلك الخطر الذى يتربص بنا جميعا، ولبنان عبرة ماثلة أمام الجميع، سبعة عشر عاما اللبنانى يقتل لبنانياً والكل على يقين بأنه على حق، وفى النهاية كانت الخسارة للبنان ولكل اللبنانيين. ألا هل بلغت اللهم فاشهد».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق