اخر الاخبار

31‏/10‏/2011

فى انتظار جودو بقلم حمدى رزق

قبل الثورة بسنة، صحت القاهرة على ملصقات حائطية بصورة مدير المخابرات عمر سليمان ترشحه رئيسا للبلاد، وضربنا جميعا من فوق لتحت أخماساً فى أسداس، من فعلها، بل من تجرأ على فعلها، ومن تجرأ على نشرها بطول البلاد وعرضها، ومن له مصلحة فى نشرها، وماهية علاقة عمر سليمان بالملصقات التى نشرت أثناء وجوده مع الرئيس (السابق) فى واشنطن، وعلام تدل، وإلام ترمى، ومنعت صحيفة «الدستور» من الطباعة فى تلك الليلة، وكانت الدستور تنفرد بالملصق والصورة والترشيح، وظل سر هذه الملصقات غامضا حتى اعترف الزملاء بما فعلوه فى الدستور (تحت رئاسة إبراهيم عيسى) بإسهامهم الحميد فى العملية (بعد الثورة) فى إطار مناهضتهم للتوريث.

حمدى قنديل: يكتب الامتحان أمام المشير


لم تكن الأجواء السياسية فى مصر مواتية أبداً للحملة التى أطلقتها تلك المجموعة الغاضبة التى استلهمت من النازية اسمها «مصر فوق الجميع»، وخرجت تدعو للمشير طنطاوى رئيساً للجمهورية، فقد بدت الحملة متناقضة تماماً مع المظاهرات التى تجوب الشوارع كل يوم والتعليقات التى تسود شاشات التليفزيون فى المساء منددة بطريقة المجلس العسكرى فى إدارة شؤون البلاد..

تعليم جديد أو‏..‏ الكارثة‏!‏ بقلم: د‏.‏ سعيد اللاوندي



د‏.‏ سعيد اللاوندي

كنا نشكو دائما أن العلم شئ والواقع شئ آخر حتي خرج علينا هذا الرجل د‏.‏سامي نصار بدراسة تحدث فيها تربويا عن ثورة 25 يناير‏,‏ تعليقا علي ماكنا طرحناه علي هذه الصفحة‏..‏ يقول الرجل‏:‏ في ثمانينيات القرن الماضي أطلق المفكر الكبير زكي نجيب محمود كتابه مجتمع جديد.. او الكارثة كان بمثابة صرخة في واد لم تجد أذنا صاغية في مجتمع شد الي الماضي بوثاق لافكاك منه, وأدار عقله اليه خاضعا مستسلما, لا ناقدا مستنبطا أفضل ما فيه.
وفي اعقاب ثورة الشعب المصري في25 يناير, نجد أنفسنا كتربيويين محاضرين في ذات المأزق تعليم جديد أو الكارثة وليس ثم من مفر.

30‏/10‏/2011

انتخابات نقابة الأطباء وكارثة التغطية الصحفية بقلم د. محمد أبوالغار

مما لا شك فيه أن نقابة الأطباء هى نقابة عريقة لمهنة إنسانية مهمة، وكانت انتخابات النقابة، التى جرت حديثاً، تستحق تغطية صحفية أكبر وأوسع، وتستحق توضيحاً أميناً للنتيجة الحقيقية للانتخابات وهذا لم يحدث، بل حدث العكس، وأظهرت مانشيتات «الأهرام والمصرى اليوم والشروق» صورة غير حقيقية ولا تعبر عن النتيجة وهذا أمر مؤسف من المسؤولين عن هذا الملف فى الصحف المصرية، وفى هذا المقال سوف أوضح بدقة نتائج انتخابات النقابة.

مناورات «إخوانجية» (١-٢) بقلم د.حسن نافعة

أُغلق باب الترشح لانتخابات مجلسى الشعب والشورى، ومن المقرر أن تبدأ الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب فى ٢٨ نوفمبر المقبل، وأن تنتهى جولتها الثالثة والأخيرة يوم ١٠ يناير المقبل، وأن تعلن نتائجها يوم ١٣ يناير، وأن يعقد مجلس الشعب الجديد أولى جلساته قبل نهاية يناير. أما انتخابات مجلس الشورى فمن المقرر أن تبدأ جولتها الأولى فى ٢٩ يناير، وأن تنتهى جولتها الأخيرة فى ١١ مارس، وأن تعلن نتائجها النهائية فى ١٤ مارس، وأن يعقد مجلس الشورى الجديد أولى جلساته قبل نهاية شهر مارس عام ٢٠١٢.

الانتخابات البرلمانية المقبلة هى الأهم والأخطر فى تاريخ مصر الحديث، وذلك لسببين رئيسيين، الأول: لأنها الأولى بعد ثورة عظيمة أسقطت نظام الفساد والاستبداد الذى خيّم على مصر لما يقرب من ثلث قرن، وبالتالى يفترض أن تشكل اللبنة الأولى فى بناء نظام جديد يأمل شعب مصر أن يكون ديمقراطياً كاملاً. والثانى: لأن البرلمان الذى ستفرزه هذه الانتخابات سينفرد بانتخاب أعضاء اللجنة التأسيسية المخولة بكتابة الدستور الجديد.

28‏/10‏/2011

مصر فى مقاعد المتفرجين بقلم وائل قنديل

المصريون يمدون أبصارهم يمينا ويسارا، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، ويندهشون ثم يتحسرون على حالهم، من تونس غربا إلى إندونيسيا شرقا، تغيرت الدنيا إلى الأفضل على نحو هادئ وسلس، وانطلقت مسيرة العبور إلى ديمقراطية حقيقية.
فى تونس أجروا انتخابات أبهرت العالم، وقطعوا شوطا كبيرا فى المرحلة الانتقالية بعد ثورة الياسمين، دونما مطبات أو منعطفات خطيرة وكلمة السر هى «وضوح الرؤية وجدية الإرادة»، وهما الضمانتان الوحيدتان لإدارة أى فترة انتقالية تعقب ثورة شاملة.
لقد تحركت تونس وفقا لخارطة طريق محددة وواضحة المعالم، فكان هناك جدول زمنى محل احترام والتزام جميع الأطراف، فحدث التحرك إلى الأمام بلا تعقيدات، بالتزامن مع محاكمات حقيقية لمن أجرموا فى حق الشعب، وإجراءات عادلة وصارمة تمنع الذين أفسدوا الماضى من إفساد الحاضر والمستقبل.

مصر فى مقاعد المتفرجين وائل قنديل

المصريون يمدون أبصارهم يمينا ويسارا، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، ويندهشون ثم يتحسرون على حالهم، من تونس غربا إلى إندونيسيا شرقا، تغيرت الدنيا إلى الأفضل على نحو هادئ وسلس، وانطلقت مسيرة العبور إلى ديمقراطية حقيقية.
فى تونس أجروا انتخابات أبهرت العالم، وقطعوا شوطا كبيرا فى المرحلة الانتقالية بعد ثورة الياسمين، دونما مطبات أو منعطفات خطيرة وكلمة السر هى «وضوح الرؤية وجدية الإرادة»، وهما الضمانتان الوحيدتان لإدارة أى فترة انتقالية تعقب ثورة شاملة.
لقد تحركت تونس وفقا لخارطة طريق محددة وواضحة المعالم، فكان هناك جدول زمنى محل احترام والتزام جميع الأطراف، فحدث التحرك إلى الأمام بلا تعقيدات، بالتزامن مع محاكمات حقيقية لمن أجرموا فى حق الشعب، وإجراءات عادلة وصارمة تمنع الذين أفسدوا الماضى من إفساد الحاضر والمستقبل.

لم نعرف فى الحق هوية عمرو خفاجي

لم تكن «الشروق» مجرد جريدة صدرت. فحقائق وأحداث ألف عدد تحكى قصة من قصص اشتباكات السياسة بالصحافة والسلطة بالرأى.. قصة تليق تماما بثورة مثل تلك الثورة التى تفجرت فى 25 يناير..
«الشروق» قصة صحيفة أخلصت للمهنة وتحملت مسئوليتها الوطنية وانتصرت للشعب.. صحيفة أعلنت عن دستورها قبل أن تصدر: عين على الحقيقة، وعقل للوطن، وقلب مع الناس.. لذا لم يكن الأمر، سهلا ولم تكن الطريق سالكة..
«الشروق» .. تحقق لمصر منذ ذلك الصباح البديع صباح الثلاثاء 25 يناير.. كانت الجريدة كما صدرت شروقا لمصر.. جنديا فى مقدمة صفوف التغيير لا يكل ولا يمل من إعلان أن «الحقيقة واضحة زى الشمس».. وحين آن أوان القتال.. انتصرت للشعب.. فانتصر لها الشعب.. وتم الإعلان عن أن «الشروق» جريدة الثورة..

المحافظون والأندية بقلم حسن المستكاوي

● هذه الظاهرة يجب أن تتوقف.. إنها ظاهرة المحافظ الذى يدفع من فلوس المحافظة دعما للأندية.. أموال المحافظات، ليست ملكا للمحافظين، ولا هى حق للأندية.. إنها أموال الناس، وهم يحتاجونها لبناء مدرسة، أو مستشفى أو مصنع يفتح أبواب العمل لشباب عاطل عن العمل.. إن المساعدات التى تفرضها الأندية على الدولة هى نتاج سياسة نظام قديم رحل، وكان هذا النظام يحرص على اختصار الوطن فى فريق. وكان سعيدا باحتفال الناس بانتصارات أى فريق، ويروج بالخطأ أنه انتصار للدولة.. والنتيجة هى خلط الشعور الوطنى، بالانتماء الرياضى.. فتعزف الأناشيد الوطنية وترفرت أعلام الوطن حين يفوز الفريق. فكانت تلك هى الحالة الوحيدة التى يرفع فيها علم مصر فى يد المصرى.. لأنه لا يوجد مشروع وطنى قومى حقيقى..

الديمقراطية.. أن تهنئ خصمك بالفوز بقلم عماد الدين حسين

عندما تم الإعلان عن فوز الزميل ممدوح الولى بمنصب نقيب الصحفيين ليلة الأربعاء الماضى، فوجئت بأحد الأصدقاء يصرخ فى وجهى غاضبا: «مكتب إرشاد الإخوان فرض علينا النقيب».
وعلى هذه النغمة، تحدث أكثر من زميل وصديق، متبرمين من فكرة الديمقراطية.
 قلت لهم الأمر ببساطة ان الذى انتخب ممدوح الولى نقيبا هم الزملاء الصحفيون وليس مكتب الإرشاد أو أى مكتب خارج النقابة، وأى شخص لا يرى ذلك فليبحث عن علاج لأفكاره.
  سواء كان الإخوان أبدوا تأييدهم للولى أم لا، وسواء كان الولى اخوانيا أم شيوعيا، فلم نر كتائب إخوانية أو غيرها ترغم الصحفيين على انتخاب هذا ورفض ذاك. ما حدث كان ممارسة ديمقراطية راقية أفرزت من اختارهم الصحفيون.
مثل هذه النوعية من الأفكار تكشف ــ للأسف الشديد ــ عن هيمنة ذهنية وعقلية غريبة وسط قطاع لا بأس به من النخبة المصرية خلاصتها ان الديمقراطية شىء جميل ومثالى طالما انها تأتى بالشخص أو الحزب الذى أريده، اما إذا جاءت بأشخاص أو أحزاب لا احبهم فهى سيئة وعلينا أن نرفضها.

خارج دايرة الضوء حماك الله وحباك يا مصر بقلم: ابراهيم حجازى

الأسبوع الماضي تحدثت عن الجزء المهم في قضية الإيجارات القديمة متناولا الشق الحكومي فيها وأقصد العقارات التي يملكها مواطنون وتحت يد الحكومة بحكم مؤبد لا نهاية له ولا نظير له في أحكام القضاء التي لها أجل وتنتهي..
لكن مؤبد الإيجارات القديمة لا ينتهي رغم مخالفته للشرع والقانون والمصيبة هنا أن الحكومة هي التي تخالف وهي التي تدهس علي القانون وعلي قرار مجلس وزراء سابق يقضي بإخلاء الحكومة لكل العقارات التي تقطنها في مدة أقصاها خمس سنوات انقضت وفوقها عشر سنوات أخري والحكومة ولا هي هنا...

كل يوم حرب أكتوبر‏..‏ أوراق مقاتل‏(19)


مرسى عطا الله

لم يكن حادث الاختراق التجسسي الذي نفذته طائرتا الاستطلاع الأمريكيتين فوق المواقع المصرية شرق وغرب القناة ظهر يوم السبت‏13‏ أكتوبر بالأمر الذي يمكن أن يمر بسهولة
 دون فحص وتمحيص وبحث وتحليل من جانب القيادة العسكرية المصرية التي كانت تتأهب لبدء مرحلة تطوير الهجوم.
وصحيح أن التدخل الأمريكي إلي جانب إسرائيل بدأ مبكرا عن ذلك التاريخ وبالتحديد مع بداية الجسر الجوي الثقيل لنقل الإمدادات والأسلحة والمتطوعين بعد اليوم الرابع للحرب.. وصحيح أيضا أن الأمريكيين أعلنوا عن تدخلهم السافر إلي جانب الإسرائيليين دون خشية وبلا أي مواربة معللين ذلك بأن إسرائيل لم تعد فقط مجرد عاجزة عن الصمود في وجه الهجوم العربي وإنما أصبح الوجود الإسرائيلي ـ إذا استمرت نغمة الحرب كما هي عليه ـ أمرا مشكوكا فيه.. ولكن القيادة العسكرية المصرية كانت تري في هذا الاختراق ما هو أبعد من تعاظم ووضوح التدخل الأمريكي السافر!

حكم العسكر (١-٢) بقلم عمرو الليثى

مازلنا نبحث ونقلب فى دفاتر التاريخ محاولين أن نقرأه قراءة متأنية تكون دليلا لنا فى المستقبل القريب، خاصة أن الآراء اتفقت على أن التاريخ يعيد نفسه.

ففى ديسمبر ١٩٥٢، تم إلغاء دستور ٢٣ الذى يمثل أساس النظام البرلمانى، وصدر قانون حل الأحزاب السياسية ومصادرة أموالها فى ١٦ يناير ١٩٥٣، وفى اليوم التالى أُعلن رسميا تشكيل «مجلس قيادة الثورة»، وفى ٢٣ يناير أُعلن تشكيل «هيئة التحرير» باعتبارها الحزب الوحيد المسموح به، ورغم أن هيئة التحرير كانت بمثابة هيكل بلا مضمون، فإنها لعبت دورا مهما إلى جانب «عبدالناصر» فى أزمة مارس ١٩٥٤.

ما رأى وزير الداخلية؟ بقلم د. حسن نافعة

وصلتنى رسالة موقعة باسم «ائتلاف شباب الثورة بالمنوفية»، حملت عنوان «النداء الأخير للعيسوى»، ويرغب أصحابها فى توجيهها إلى السيد وزير الداخلية من خلال هذه النافذة.

فيما يلى نصها:

«السيد...

بعد التحية..

26‏/10‏/2011

كلمات راقصة بقلم جلال عامر

■ حبيب العادلى يُحاكم فى أكاديمية الشرطة، ويُعالج فى مستشفى الشرطة، وبقى أن يلعب فى فريق اتحاد الشرطة.

■ بعد الثورة ألغينا تأخير الساعة وتقديم الساعة، لذلك توقفت الساعة.

■ الحاكم بأمر الله طلع المقطم ثم اختفى، وعصام شرف نزل الميدان ثم اختفى.. اقبضوا على «ست الملك».

■ كان أحمد نظيف يحتاج إلى موكب كبير ليعطل المرور على المحور، وعظمة عصام شرف أنه يعطل كل شىء وبدون موكب.

■ الخرفان ملأت الأرصفة وسدت الشوارع دون أن تدهسها السيارات.

■ القضاة يبحثون عن الحماية فى قانون السلطة القضائية، والمحامون يبحثون عن الحماية فى قانون السلطة القضائية.. والله العظيم من يحتاج إلى حماية من الاثنين هو «المتهم».

■ فى تركيا تعثر اقتصادى وتفجيرات كردية ضخمة وزلزال مدمر.. كل ده من زيارة واحدة لنا فقط.

■ المعاملة بالمثل.. أوباما طلب من المشير «رفع الطوارئ» وعلى المشير أن يطلب من أوباما «خفض» الضرائب.

■ قفلوا باب الترشيح.. الباب اللى يجيلك منه الترشيح سده واستريح.

■ قال الثوار إنهم عيّنوا عصام شرف فى ميدان التحرير دون أن يحددوا فى أنهى محل.

■ سؤال إجبارى: قارن بحياد وموضوعية بين التعامل مع جثة أسامة بن لادن والتعامل مع جثة معمر القذافى.. مع الرسم.

الاتحاد الكونفدرالى هو الحل بقلم جمال البنا

انزاحت بمقتل القذافى عقبة كأداء.. وقفت فى طريق النهضة المصرية العربية التى كان يجب أن تقوم طبقاً لتجارب التاريخ والحقائق العملية، فطبقاً للتاريخ القديم ظهرت مصر طوال ألفى عام وهى أقوى دولة فى المنطقة، وتمتد حدودها شمالاً لتشمل الشام، وجنوباً لتضم السودان، وتلحق بها الديار المقدسة ــ الحجاز ــ وحدث هذا قبل أن تبدأ الغزوات على مصر وتجعلها دولة مستعمرة محتلة، حتى مشارف العصر الحديث عندما ظهر محمد على، رجل الدولة الكبير، الذى نهض بمصر بعد أن أنهكتها الحملة الفرنسية وحكم المماليك الفاسد، واستطاع أن يصعد بها إلى حدودها القديمة بفضل تنازلات حصل عليها من الخليفة العثمانى وخدمات قدمها وحروب قام بها نيابة عن الدولة، وانتصر فيها ابنه إبراهيم على اليونان وعلى الحجاز،

25‏/10‏/2011

ضل حيط.. ولا ضل الإخوان بقلم محمد أمين

بالأمس كتبت مقالاً، تحت عنوان «نظرية الأكل والبحلقة».. وتعرضت فيه لثلاثة أنواع من الأحزاب، فى مصر الآن.. وقلت إنها كالآتى: أحزاب تجرى إليها.. وأحزاب تجرى إليك.. وأحزاب تجرى منها.. الأولى تدفع لها، والثانية تدفع لك، والثالثة تشبهك.. وكنت أحاول أن أشرح خطورة ما آل إليه حال الحياة الحزبية، وظاهرة المال السياسى.. وكان هناك من هو أكثر سخرية!
لا أحد فينا يريد أن يسخر لمجرد السخرية، لولا أنها حالة تدعو للسخرية.. وقد رأى الصديق الدائم «ميدو مصطفى»، على التفاعلى بموقع «المصرى اليوم»، أنها نظرية طبق الكشرى، وليس الأكل والبحلقة فقط، وراح يتساءل: «هل تعرف برنامج حزب واحد واضحاً؟».. الجميع يشتركون فى عدم وجود برامج واضحة.. فهى أحزاب متشابهة وبرامج متشابهة، وأشخاص مختلفون، فى الاسم فقط!

ما لم يسمعه المجلس العسكرى بقلم علاء الأسوانى

فى الأسبوع الماضى اتصل بى صديقى الإعلامى الكبير يسرى فودة وطلب استضافتى فى برنامجه الشهير «آخر كلام» حتى أعلق على الحلقة التى أجراها اللواء العصار واللواء حجازى من المجلس العسكرى على قناة دريم. تحمست للفكرة وشاهدت ما قاله اللواءان، ومع احترامى البالغ لهما فإن كلامهما جاء مخيباً للآمال، لأنه انحصر فى مديح قرارات المجلس العسكرى وبيان أوجه الحكمة والعظمة فيها. فى اليوم التالى اتصل بى الأستاذ يسرى فودة ليؤكد على موعد الحلقة، وبينما أستعد للذهاب إلى الاستوديو اتصل بى من جديد ليخبرنى بأن الحلقة تم إلغاؤها ودعانى لمقابلته. ذهبت إليه فوجدته هادئاً مبتسماً كعادته ولما سألته عما حدث قال بهدوء:

ليبيا: من الجهاد الأصغر إلى الأكبر بقلم صلاح منتصر

رغم فداحة الثمن الذى دفعه الشعب الليبى من أبنائه وممتلكاته للتخلص من حكم القذافى، فما حققه لا يتجاوز الجهاد الأصغر، الذى ينتقل منه إلى الجهاد الأكبر، إذا كان يريد أن يجنى ثمار تضحياته.. ففى مرحلة الجهاد الأصغر امتلك الشعب نفسه بعد أن انتصر على القذافى وأعوانه،
 بينما فى الجهاد الأكبر على هذا الشعب أن ينتصر على نفسه ليبنى بلده.
إن طلقات الرصاص تنطلق اليوم فى كل أرجاء ليبيا، ليس فقط تعبيراً عن الفرحة، وإنما إعلانا من كل صاحب بندقية ومدفع عن قوته،
 وهذه هى مشكلة ليبيا الأولى، أن يتنازل الليبيون عن استعراض القوة الذى عاشوه الشهور الثمانية الماضية.. وإذا كان انتشار السلاح وتحول كل

22‏/10‏/2011

انيس منصور ... احب الفلسفه وتزوج الصحافه

لم يكن أنيس منصور كاتبا عاديا‏,‏ ولم يكن إنسانا عاديا ولا صديقا عاديا‏..‏ بقدر ما أحب الناس كتاباته بقدر ما أثارت من الجدل والنقاش‏..‏ وبقدر ما عاش حياته كإنسان عادي بقدر ما حرك الكثير من المياه في بحيرات راكدة‏..
 أما أنيس منصور الإنسان فقد جمع في شخصيته كل متناقضات الفنان بما فيها من الدهشة والتساؤل والقلق.كان أنيس منصور من قلة قليلة جدا من الكتاب الذين جمعوا رصيدا غير مسبوق من القراء.. امتدت رحلته في أكثر من مكان وأكثر من جريدة ومجلة وبقي فيها جميعا يحتل الصدارة دون منافس في بساطة أسلوبه وتنوع كتاباته ومواقفه التي اختلف الناس عليها أو اتفقوا ولكنها كانت دائما تحمل الجديد المثير والمبهر.

21‏/10‏/2011

بعض أمراض نخبة السياسة بقلم عمرو حمزاوي


الأمراض المشار إليها هنا لا تقتصر على ممارسى السياسة فى مصر، بل هى حاضرة بين النخب السياسية فى كل مكان بما فى ذلك فى المجتمعات الديمقراطية. إلا أن انتشار أمراض النخبة فى مصر هو على نطاق أوسع ونتائجها السلبية أكثر خطورة من حالات أخرى.
١ــ ضعف القدرة على العمل الجماعى: المشهد الراهن الذى صنعته التحالفات الانتخابية والسياسية المختلفة بتفككها وصراعاتها على القوائم الانتخابية وتغليب الكثير من الأحزاب للمصالح الضيقة على حساب مصالح سياسية أشمل، وبالتأكيد على حساب المصلحة الوطنية هو الدليل الأبرز على تهافت قدرات العمل الجماعى بين صفوف النخبة. بغض النظر عن حظوظ الأحزاب والمرشحين الفرديين من النجاح أو الفشل فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، أشعر بتخوف شديد على عمل البرلمان المقبل ومدى قدرة نواب الشعب على تجاوز التفكك والصراع للاضطلاع بالمهام الكبرى للبرلمان، تشكيل لجنة وضع الدستور، التشريع، الرقابة الفعالة على السلطة التنفيذية.

اعتذار الأهلى خطأ.. واحتساء الزمالك لـ (شوربة الغزل) أفسده التحكيم.بقلم حسن المستكاوي

●● إلا الاعتذار، إنه قرار مرفوض فى ساحات الرياضة، لكن من الذى قال إن خلافتنا رياضية، إنها «خناقات تجارية».. قرار الأهلى بالاعتذار عن عدم المشاركة من كأس مصر خطأ أراه مماثلا لقرارات سابقة بالانسحاب من البطولات الأفريقية والعربية دفعت ثمنها.. المشكلة أن المصلحة العامة غائبة، أو ميتة، وأن الحوارات بين أطراف أى خلاف تجرى فوق صفحات الجرائد أو عبر شاشات التليفزيون، ولا تجرى فوق طاولات.. وكل مشكلة يكون فيها لعبة «مصارعة اليدين» من يهزم الآخر أو مصارعة المجالدين الرومان فى الكوليزيوم.. من يقتل الآخر؟
●● فى مصر تقع أزمات لا يمكن أن نتوقعها أو نتخيلها، لأننا أمام صناعة جديدة، لا نمارسها باحتراف، ولأننا لانعترف بالمواءمة بين الحقوق، ولأننا نلعب بالاستقواء والاستعداء، ولأن القيادات الرياضية تربت على ذلك طوال سنوات طويلة، وإن لم تتغير فى عقولها وأفكارها، فإنها يجب أن تتغير، خاصة أن تلك القيادات لا تريد أن تتعلم.. وإليهم هذا المثال البسيط، لعلهم يدركون جميعا أين يقفون؟
●● فى الدورى الإيطالى جلس كلاوديو رانييرى المدير الفنى لفريق إنتر ميلان وخلفه شعارات جميع رعاة الكرة الايطالية ورعاة النادى.
حيث ترعى النادى شركتا نايكى Nike وبيريللى Pirelli، بينما ترعى شركة تيليكوم إيطاليا للاتصالات Telecom Italia TIM الدورى الإيطالى ويطلق عليه دورى تى أى إم Serie A TIM، وتتواجد شعارات الرعاة جنبا إلى جنب مع باقى الرعاة نظرا لعدم وجود تضارب أو منافسة بينهم.

كيف نجمع بين التدين.. والتقدم؟بقلم جلال امين

عرفت فى حياتى من جمع بين تدين عميق وإيمان قوى، وبين رغبة صادقة فى تحقيق نهضة شاملة لهذه الأمة، وحيوية جعلته طول حياته ناشطا سياسيا، ينضم إلى هذا الحزب ثم ذاك، على أمل أن يسهم فى تحقيق هذه النهضة التى يرنو إليها.
كان تفسير هذا النوع الفذ من الناس للدين، تفسيرا عقلانيا تماما، فيفهم النصوص الدينية دائما بمعان تتفق مع متطلبات النهضة الاجتماعية والسياسية. ولكنه كان يدرك أيضا أن أعدادا غفيرة من المتدينين فى مصر يقبلون تفسيرات للدين أقل عقلانية، وينشغلون بأمور صغيرة لا علاقة لها بقضية النهضة، بل وقد تتعارض معها فى كثير من الأحيان. لم يتم هذا من عزم هذا النوع المستنير من الناس، ولكنه اعتقد، بسبب ثقته الشديدة بنفسه، وبسلامة موقفه، أنه قادر على التأثير فى هذه الجماهير على نحو يجعلهم يفهمون الدين الفهم الصحيح والايجابى، وعلى تعبئتهم للسير وراءه فى سبل تحقيق الأهداف السامية للأمة.

عن أى مرحلة انتقالية نتحدث؟ (٣-٣) بقلم حسن نافعة

٣- مستقبل يتعين أن ننشغل به

بعد كل اللغط الذى دار حول طبيعة المرحلة الانتقالية والارتباك الذى اتسمت به طريقة إدارتها، علينا أن نلقى وراء ظهورنا بالجدل العقيم الذى طال كثيرا حول الدستور أم الانتخابات أولا، وأن نبحث عن وسيلة تمكننا من تحديد ملامح لمستقبل أفضل رغم كل ما يحيط بعملية إدارة المرحلة الانتقالية من ضبابية. وربما يكون التحلى بالواقعية هو أفضل وسيلة تقربنا من تحقيق هذا الهدف، وهو ما يفرض علينا:
١- عدم جدوى العودة إلى الوراء، ولأن الانتخابات البرلمانية أصبحت على الأبواب فيجب أن تكون هى نقطة الانطلاق نحو صناعة المستقبل، لذا لم تعد القضية الأساسية تتعلق بتوقيتها، أو حتى بالدستور الذى ستجرى على أساسه، بقدر ما تتعلق بنتائجها المحتملة، التى يتعين العمل على أن تأتى متوافقة قدر الإمكان مع طموحات التغيير التى فجرتها ثورة يناير.

وطن ينحدر.. و«مافيا» تواصل الصعود بقلم محمد البرغوثى

منذ الوهلة الأولى لاندلاع المظاهرات الفئوية فى مصر بعد تنحى مبارك، وأنا أدرك بما لا يدع مجالاً لأى شك أن «عناصر» محددة من نظام مبارك هى التى رعت وشجعت هذه الإضرابات الفئوية، ولن أنسى إطلاقاً أن أول مؤتمر فئوى شهدته مصر بعد تنحى مبارك مباشرة، انعقد فى جامعة الأزهر بدعوة محمومة من أستاذ جامعى كان يشغل موقع أمين الحزب الوطنى بالمنوفية، وكان اللافت فى هذا المؤتمر الذى ضم المئات من أساتذة الجامعات المصرية أنه انتهى إلى إعداد قائمة مطالب تعجيزية يستحيل على دولة تعانى من انهيار اقتصادها أن تلبى أياً منها.

بعد ذلك مباشرة تكاثرت الإضرابات الفئوية فى كل مواقع الإنتاج، ولم يفلت قطاع واحد من هذه الظاهرة المربكة التى امتدت مؤخراً إلى مؤسسة «العدالة» وعطلتها تماماً عن العمل بعد إضراب المحامين فى كل محافظات مصر اعتراضاً على النصوص الخاصة بالمحاماة فى مشروع قانون السلطة القضائية.. ثم اعتراضاً على قيام اللجنة القضائية المشرفة على نقابة المحامين بتعطيل انتخاباتها.

19‏/10‏/2011

هديتنا للثورة المضادة-فهمي هويدي

فهمي هويدي 

يوما بعد يوم نكتشف أننا نتعرض لحملة تشويش وبلبلة قد نفهم مقاصدها لكن الله وحده أعلم ببواعثها. آية ذلك مثلا أننا عشنا طوال الأسبوعين الأخيرين فصول قصة هدم كنيسة الماريناب بمحافظة أسوان التى كانت ذريعة لمظاهرة الأحد الدامى (9/11) وانتهت بفاجعة قتل 25 شخصا وأصابت أكثر من مائتين. وبعد كل ذلك تبين أن الكنيسة لم تهدم، وأن بعض الشباب هدموا قبة لها تجاوزت الارتفاع القانونى المقرر كما ذكرت صحيفتا أخبار اليوم والوفد. وهو ما أشرت إليه فى سياق التدليل على أن الانفعال ذهب بالناس بعيدا فى إساءة الظن، إلا أنه تبين لاحقا أننا كنا ضحية معلومات مغلوطة، وأن ثمة تلاعبا فى تراخيص البناء، حيث لم تكن هناك كنيسة أصلا فى المكان.

إعادة ضبط بوصلة الذات السياسية (١)بقلم عمرو حمزاوي

والمقصود بالذات السياسية هو ذلك الجزء منى الذى يهتم ويمارس السياسة كعمل عام. وجوهر إعادة ضبط البوصلة هو استخلاص بعض الدروس من خبرتى خلال الأشهر الثمانية الماضية بالتعامل النقدى معها. ومصارحة القراء هنا تستند إلى مسئولية ممارس السياسة المؤمن بالديمقراطية تجاه الرأى العام وضرورة التزامه العلنية حين تقييم الأفعال وتصويبها. ومن الطبيعى، وليس من باب جلد الذات، أن يقتصر التعامل النقدى مع الذات على توضيح وتحليل السلبيات والنواقص وأن يترك أمر الإيجابيات المحتملة لآخرين.
الدرس الأول خطورة التسرع فى بيئة سياسية متغيرة: عندما أنظر إلى الأشهر الماضية أجد أن عملى فى السياسة مر بمرحلة أولى انتهت بعد استفتاء التعديلات الدستورية وإعلان نتيجته واتسمت فى ظنى بمواقف واضحة وذات جوهر ديمقراطى مثل تفضيل التصويت بـ«لا» على التعديلات دون تخوين لدعاة نعم ثم قبول نتيجة الاستفتاء منذ اليوم الأول لإعلانها واحترام الإرادة الشعبية. أما المرحلة الثانية التى امتدت إلى لحظة تقديمى أوراق ترشحى للانتخابات البرلمانية فى الأسبوع الماضى، وأحاول اليوم الخروج الواعى منها بهذا النقد الذاتى، فشهدت شيئا من التأرجح المقلق للرأى العام.

غرائب الانتخابات بقلم سلامة احمد سلامة

قبل يومين فقط على غلق باب الترشيح للانتخابات البرلمانية، يقف المواطن المصرى حائرا وضائعا بين تحالفات لم تصمد، وقوائم لم تكتمل، وانسحابات لم تنسحب، وأحزاب غير معترف بها، وفلول تقامر بمستقبلها، ودوائر انتخابية لم تتحدد.. وهو ما يطلق عليه أول انتخابات ديمقراطية بعد الثورة لاختيار أول برلمان ثورى لا أثر فيها للذين قاموا بالثورة!
 تمتلئ صفحات الصحف كل يوم على اختلافها بأنباء المرشحين على القوائم الفردية، وتتسابق الأحزاب والتكتلات إلى اختيار شخصيات عامة أو قيادات محلية فى الأغلب من أعيان المنطقة، أو من الحزب الوطنى المنحل. وفى كل يوم يقفز هؤلاء المرشحون من حزب إلى حزب، ومن تكتل إلى تكتل. ولا غرابة فى ذلك، فقد انهارت التحالفات والتكتلات.. انهار «التحالف الديمقراطى من أجل مصر»، الذى كان يضم نحو 40 حزبا وائتلافا سياسيا يتزعمه حزب الحرية والعدالة (الإخوان المسلمين). ولكن سرعان ما انسحب منه حزب الوفد.. ولم يبق غير عدد محدود لا يتجاوز عشرة أحزاب. ونشب خلاف بين قيادة الوفد وأعضائه، بسبب إصرار القيادة السياسية للوفد على ضم بعض أعضاء الحزب الوطنى من الفلول إلى قوائمه، ووضع بعضهم على رأس هذه القوائم!

أقوال السلفية عن الملعونة الديمقراطية بقلم خالد منتصر

هل السلفيون مقتنعون حقاً بالديمقراطية، أم أن ما يفعلونه الآن مجرد تكتيك مرحلى لتدمير وإحراق سلم الديمقراطية بعد استخدامه فى الصعود؟، وبما أن الإنسان حيوان تاريخى أكد علماء الاجتماع أنه الكائن الوحيد الذى دوَّن تاريخه وكتبه وحكاه، فمن المؤكد أن فى رصد مواقف السلفيين من الديمقراطية ذكرى تنفع المؤمنين.

فى مجلة التوحيد، الناطق الرسمى باسمهم فى العدد (٦) صـ٣٠ المجلد ٢٠ وتحت عنوان «شخاشيخ الأطفال» بقلم أ. د/ إبراهيم هلال يقول: «ليس فى الإسلام مدة محددة يحكم فيها الحاكم المسلم، وإنما حين يبايع بالحكم بانتخاب أو عن طريق اختيارات أهل الحل والعقد، فإن مدته لا تنتهى إلا بوفاته مهما طالت أو بعجزه لمرض لا يستطيع معه مباشرة هذه المسؤولية، فليس هناك حاجة لأن يجدد انتخابه، ولا أن يفتح الباب له ولغيره لانتخاب من جديد»، وفى العدد (٥) صـــ ٦ المجلد ٢٣ وتحت عنوان «العلمانية ردة عن الإسلام» بقلم صفوت الشوادفى يقول:

«الإسلام برىء من الديمقراطية فإنها ضلال وفساد»، ويكرر مفهومه هذا فى العدد (٦) صــ٦ المجلد ٢٩ وتحت عنوان «أنصار السنة والانتخابات» يقول:

ـ استطاع النساء دخول مجلس النواب ١٩٥٣م وذلك بفضل الغمزات والهمزات.

ـ الديمقراطية فى ميزان الله جاهلية.

ـ تداول السلطة مفهوم غربى النشأة لا علاقة للإسلام به وللحاكم أن يستمر فى الحكم مدى الحياة.

ـ نسبة العمال والفلاحين نسبة ظالمة والعدل يقتضى أن يخصص نصف مقاعد مجلس الشعب لعلماء الأزهر الشريف ونصفها الآخر للخبراء والمتخصصين فى جميع المجالات.

فى العدد ٤ ص ٤٦ المجلد ٣١ وتحت عنوان «الإسلام الديمقراطى» تقول مجلة التوحيد:

الإسلام الديمقراطى معناه:

- أن يكون المسلم مفرغا من دينه فلا يعلم ولا يعمل ولا يدعو.

- ألا تقوم لعقيدة الجهاد قائمة.

- أن ينشغل المسلم بنفسه ولا يسأل عن أخيه ولا يفكر فى دعوة غيره إلى الإسلام.

وفى العدد ٤٠٦ ص ٣٢ المجلد ٣٤ وتحت عنوان من روائع الماضى مقال بعنوان «أنصار السنة والانتخابات» جاء فيه: إقامة الأحزاب حرام بصريح القرآن!!

ننتقل من المكتوب إلى المسموع، يقول الشيخ محمد إسماعيل المقدم:

الأصل فى دخول الدعاة البرلمان المنع لأنه فى الدخول مفاسد كثيرة وتنازلات عديدة.

وأن هذا الطريق شره أكبر من خيره، وأن ذلك رأى ابن باز، وابن عثيمين، والألبانى.

ويقول: معظم العلماء السلفيين يرفضون الدخول فى لعبة الديمقراطية والبرلمانات، فالديمقراطية سراب «منقول من سلسلة حول دخول البرلمان نظرية السيادة».
أما الداعية محمد حسين يعقوب، فينتقد نظام الديمقراطية والبرلمان والانتخابات ويقول إنه مخالف للمنهج السلفى «من شريط العزلة وطلب الآخرة»، وكذلك الشيخ محمد حسان يقول: «يجب على المسلمين، وفوراً، أن يعودوا إلى الإسلام، وأن يكفروا بجميع قوانين البشر، من ديمقراطية و... و.. إلى آخر هذه القوانين الكافرة التى نحت شرع الله عز وجل، وأعلت شرع البشر على شرع الله جل وعلا، يجب على جميع المسلمين - وأنت واحد منهم- ألا يذعنوا لهذا القانون على قدر ما استطاعوا. (من شريط المستقبل لهذا الدين)».

الإسلام والحرية والعلمانية (٣ -٥) بقلم جمال البن

فى المقال السابق أوضحنا موقف الإسلام من الحرية، وبوجه خاص حرية الفكر والاعتقاد، وفى الجزء الثالث نشرح موقفه من العلمانية، ذلك أنهما عندما استبعدا الله، أَلَّهَا الإنسان، عبر عن ذلك أول حكماء اليونان «الإنسان مقياس الأشياء»، وهو المعنى الذى كرره «كانت» و«هيجل» بتعبيرات أخرى مثل «الإنسان غاية فى ذاته». فالحضارة الأوروبية هى السليلة
 الشرعية لليونان والرومان، وعندما أرادوا النهضة أخذت هذه النهضة شكل إحياء Renaissance الحضارة اليونانية/الرومانية.
وكما تكوّن «الإنسان» المُؤَلَّه فى أثينا وفى روما، فإنه- فى صورة الفرد المحـرر- نشأ فى محضن «البـورو» أو «البورج» فى القرن الثانى عشر، والثالث عشر فى بريطانيا وفرنسا، وهذا الفرد هو الذى حملت الحضارة الأوروبية المعاصرة شارته التى تقوم على الحرية لا الإيمان، والتعاقد لا الالتزام، الفرد وليس الجماعة، وهكذا ظهرت البورجوازية بواجهتيها

15‏/10‏/2011

ماذا لو حكم الإخوان مصر؟ (٢) بقلم د. رفعت السعيد

ولأن الانتخابات البرلمانية تقترب، فإننا نعتقد أن من واجبنا محاولة كشف الغطاء عن التاريخ الإخوانى.
والحقيقة أنه لا يوجد تيار سياسى لا يخطئ عبر مساره الطويل، فقد يخطئ أحد قياداته وقد يخطئ كجماعة أو كحزب. لكن مشكلتنا مع جماعة الإخوان هو تقديسها المبالغ فيه لكل ما كان من تاريخها. وتقديسها للرجل الربانى- كما أسموه هم- الأستاذ حسن البنا. وقد بلغ تقديسهم لمؤسس جماعتهم أن قال أحد القادة المؤسسين للجماعة، «لم أعرف فضل النبوة إلا بعد أن جلست إلى هذا الرجل حسن البنا». (محمد عبدالحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ- الجزء ١- صـ٥٤).
ولكى نعرف الفارق بين الزعيم السياسى والزعيم «الربانى» نراجع على سبيل المثال موقفاً للزعيم الوطنى المهيب، وقائد ثورة ١٩١٩ سعد زغلول فعبر مسار المفاوضات وما سبقتها من مماحكات مع لورد ملنر وغيره من قادة الاحتلال، أخطأ سعد، أو تصور البعض أنه أخطأ، فخرجت جريدة «النظام» وكانت جريدة وفدية بقصيدة شديدة اللهجة تهاجم فيها سعد زغلول. وصاحب القصيدة فرح أنطون لم يكن وفدياً لكنه كان يعمل فى الجريدة.. وتقول بعض أبيات هذه القصيدة:

14‏/10‏/2011

الدولة المتراخية بقلم عمرو حمزاوي

الدولة المصرية ومؤسساتها تعانى حالة تراخٍ شديدة الخطورة. أدوات الدولة القانونية والسياسية والتفاوضية تكاد تكون غائبة، باستثناء الموظف منها لإعداد المشهد السياسى للانتخابات البرلمانية القادمة.
أين الدولة من ملف الاحتجاجات العمالية والمهنية المستمرة فى التصاعد على خلفية سياسات أجور غير عادلة ومظالم تراكمت طوال العقود الماضية دون حلول جذرية؟ حكومة الدكتور شرف لم تقم سوى بمفاوضات جزئية مع المحتجين والمعتصمين والمضربين ولم تتخذ سوى إجراءات محدودة الفاعلية. وقد كان بإمكانها التفاوض بجدية والتعامل مع الحقوق والمطالب على نحو تستجيب معه فورا لبعضها وتحدد جداول زمنية لتنفيذ البعض الآخر وترفض بعض ما تراه مبالغا به كتعيين كل حملة الماجستير والدكتوراه فى المؤسسات الأكاديمية.
أين الدولة المصرية من ملف التوتر الطائفى والاعتداءات المتكررة على دور عبادة المصريين المسيحيين؟ غابت الدولة إلى أن وقعت جريمة ماسبيرو ثم بدأت فى الإعلان عن إجراءات كان يمكن تنفيذها منذ عدة أشهر. الدعوة لإصدار قانون موحد لدور العبادة وتقنين أوضاع دور العبادة غير المرخص لها وإضافة فقرة لقانون العقوبات تجرم التمييز وتحدد العقوبات المترتبة على الممارسات التمييزية جميعها إجراءات طالب بها الرأى العام المصرى منذ حادثة كنيسة صول. الأمر من تأخر الفعل هو استمرار غياب المساءلة القانونية عن المتورطين فى العنف ضد الكنائس والاعتماد المتكرر للأجهزة الحكومية على الحلول العرفية ووساطة بعض الشيوخ لمنع تفجر الأوضاع بين المسلمين والمسيحيين فى المناطق التى شهدت الاعتداءات.
أين الدولة المصرية من الانفلات الأمنى المتواصل منذ رحيل الرئيس السابق ومن الفلول التخريبية التى تحولت إلى السبب المعلن لكل كارثة أمنية تحدث فى مصر؟ أين أدوات الدولة للسيطرة على الفلول وهم بقايا شبكة القمع التى صنعها جهاز أمن الدولة؟ لا يمكن أن يقبل المواطن هذا الغياب المؤلم للدولة عن الاضطلاع بوظيفتها الأساسية، ضمان السلامة الشخصية والحياة الآمنة لكل المواطنين.



ناقوس خطر ينبغى أن يدق لدولة متراخية باتت مؤسساتها محدودة الفاعلية.

الخطر الأكبر الآن بقلم محمد سلماوى

 بعيداً عن مشاعر الألم التى تعتصر قلب مصر منذ أحداث يوم الأحد الدامى فى ماسبيرو، وبعيداً عن إنكار كل فريق اعتداءه على الفريق الآخر وإلقاء اللوم - كما جرت العادة قبل ٢٥ يناير - على العناصر المندسة، فإن ما تؤكده المواجهة المسلحة التى تابعها المواطنون بكل أسى هو الخطر المقبلة عليه البلاد خلال الانتخابات البرلمانية التى فتح باب الترشيح لها منذ أيام والتى تنذر بتكرار مواجهات يوم الأحد الدامى فى كل أيام الأسبوع وفى جميع الدوائر الانتخابية.

تلك هى الحقيقة التى لا يجب تجاهلها، وذلك هو الخطر الأكبر الذى يواجه مصر فى الوقت الحالى.

لقد أصر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى يتولى مسؤولية رئاسة الجمهورية فى الوقت الحالى، على إجراء الانتخابات قبل وضع الدستور، وأصر على البدء بانتخابات مجلسى الشعب والشورى قبل انتخابات الرئاسة والتى لم يحدد لها موعداً حتى الآن، وحين أبدى البعض تخوفه من حالة الفوضى والانفلات الأمنى التى تعم البلاد، وما يمكن أن تفجره من صراعات خلال فترة الانتخابات، تعهد المجلس العسكرى بحفظ الأمن الذى خرج مع خروج النظام السابق ولم يعد حتى الآن، فمرة يقال إن ضباط الأمن متألمون، ومرة يقال إنهم متآمرون مع النظام السابق، وحين توجه الرأى العام إلى الجيش للقيام بهذه المهمة كان الرد أن الجيش الذى يقوم بحماية حدود البلاد الجوية والأرضية والبحرية لا يملك وسائل حفظ الأمن الداخلى وتعقب المجرمين وضبط المرور.

هل الانتخابات هى الحل؟ بقلم د.حسن نافعة

بدأ فتح باب الترشح للراغبين فى عضوية مجلس الشعب من المنتمين إلى الأحزاب أو من المستقلين. وفى غمرة الانشغال بهذه العملية يجب ألا يغيب عن تفكيرنا أن الانتخابات ما هى إلا وسيلة لترشيد شؤون الحكم وليست هدفا فى حد ذاته لاختبار القدرات بالانتصار على «الآخر» المنافس. لذا علينا أن ننشغل منذ الآن بالبحث عن إجابة واضحة عن سؤال محدد: هل ستشكل الانتخابات القادمة خطوة على طريق الخروج من الأزمة الراهنة، أم أنها على العكس ستزيدها تعقيدا وتفاقما؟

للانتخابات البرلمانية القادمة خصوصية شديدة تجعلها مختلفة تماما عن كل ما سبقها من انتخابات مماثلة، وذلك لأسباب عدة أهمها:

١- أنها تأتى عقب ثورة كبرى أطاحت بالنظام القديم، ويفترض أن تشكل بالتالى لبنة أولى فى الجهود الرامية لبناء النظام الجديد.

٢- إن دور البرلمان القادم لن يقتصر على ممارسة وظائفه التقليدية، التشريعية والرقابية، وإنما سيشمل، بالإضافة إلى ذلك، مسألة أساسية وهى اختيار اللجنة التى ستتولى وضع دستور جديد للبلاد.

خارج دائرة الضوء بقلم: ابراهيم حجازى

الشعب الذي انتصر في‏73‏ مطلوب لإنقاذ مصر في أكتوبر الحزين‏!‏
المصريون حققوا المستحيل في6 أكتوبر1973
والمصريون أيضا وضعوا مصر علي حافة الهاوية يوم9 أكتوبر2011
المصريون الذين حرروا أرضا مصرية مدنسة في1973.. يقدرون اليوم بإذن الله علي إنقاذ مصر من فتنة هي أسوأ من مليون احتلال!.
هذه حقيقة وعلينا أن نراها ونتمسك بها ونثق فيها وكل المطلوب أن نضع مصر بالأفعال لا الأقوال فوق الجميع...
كل المطلوب.. قدر من التسامح وقدرة علي الحوار ومزيد من الحب...
كل المطلوب.. معرفة أن المحنة التي ورطنا الوطن فيها.. صعوبتها لا تقارن بالمستحيل الذي كانت مصر فيه وعليه قبل حرب أكتوبر...
نعرف أننا قهرنا المستحيل.. بالفكر والتخطيط وعندنا عقول جبارة.. قهرناه بالعمل والجهد والتدريب ونحن نعمل عندما نريد.. قهرنا المستحيل بالشجاعة والتضحية والفداء وما من إنس أو حتي جن يرقي إلي مرتبة المصريين في شجاعتهم...
المصريون في أكتوبر1973 قهروا المستحيل عندما اقتحموا القناة واخترقوا الساتر الترابي ودمروا خط بارليف وأسقطوا أسطورة الجيش الذي لا يقهر...

مصر ١٩٥٤ بقلم عمرو الليثى

ما أشبه الليلة بالبارحة..!

وإن التاريخ ليعيد نفسه بل إن هناك أحداثاً سياسية تتكرر وتكاد تكون بحذافيرها.. فهل ذلك يعود للظروف التى أحاطت بتلك الأحداث، أم بالأشخاص الذين يعيشون على ظلال الماضى، أم بالشعب الذى يرضى ويقبل أى شىء تحت اسم الاستقرار والأمن والأمان؟

 وسأحاول أن أضع أمامكم الصورة متكاملة.. وبغض النظر عن موقفى الشخصى فى تلك الأحداث المتشابهة لكنها محاولة منى لقراءة ما يحدث الآن فى مصر، وأيضا هى محاولة لاستشراف المستقبل القريب أو البعيد.. محاولاً التأكيد على أن لكل زمن ظروفه وملابساته.. ولنعد بالذاكرة إلى عام ١٩٥٢، فبعد قيام الثورة وعد الضباط بتسليم البلاد لسلطات مدنية خلال شهور قليلة وإجراء انتخابات مجلس الشعب ورئاسة الجمهورية، ووعد مجلس الثورة بأنه لن يؤسس أى حزب سياسى، ولكن -وللأسف وخلال شهور قليلة- انقلبت كل الموازين، بغض النظر عن النوايا وحكم الضباط الثوار مصر، واستمر الحكم العسكرى ٦٠ سنة..

سيناريو إحراق مصر بقلم محمد البرغوثى

تكشف الطبعات الأولى من الصحف المصرية الصادرة يوم الاثنين الماضى - ١٠ أكتوبر الجارى - عن الكثير من ملابسات المذبحة الكارثية التى وقعت أمام ماسبيرو، مساء الأحد الماضى.
لقد انتهت كل الصحف من تجميع أخبار مسيرة الأقباط فى الساعة الرابعة عصر الأحد الماضى، ولم تتمكن صحيفة واحدة من التقاط صورة لهذه المسيرة، ولهذا خرجت الطبعات الأولى من كل الصحف خالية تماماً من الصور، واضطرت «المصرى اليوم» إلى نشر صورة من مظاهرات الأقباط فى أسوان مع خبر فى النصف الأسفل من الصفحة تحت عنوان «مسيرة قبطية - صوفية ضد أحداث الماريناب.. ومظاهرات فى ٣ محافظات لإعادة بناء الكنيسة»، وهو الأمر نفسه الذى فعلته جريدة «الشروق» فى طبعتها الأولى من عدد الاثنين، ولكن تحت عنوان: «إخلاء سبيل ٦ أقباط فى واقعة كنيسة الماريناب. والصوفية تشارك الأقباط مسيرات الاحتجاج».
لا شىء أكثر أو أقل فى كل الصحف القومية التى اتفقت مع الصحف المستقلة فى الإشارة إلى المسيرة «القبطية - الصوفية» التى ستبدأ من دوران شبرا وتنتهى أمام ماسبيرو، للاحتجاج على استخدام الأمن والشرطة العسكرية العنف المفرط فى فض اعتصام قبطى يوم الثلاثاء ٤ أكتوبر أمام ماسبيرو أيضاً.

13‏/10‏/2011

الفرصة الأخيرة بقلم د.عمرو الشوبكى

فتحت أحداث يوم الأحد الدامى الباب أمام أخطر أزمة تواجهها مصر منذ ثورة ٢٥ يناير، وصارت البلاد أمام خطر حقيقى يهدد وحدتها وتماسكها المجتمعى، وبات العمود الأخير للدولة المصرية ممثلاً فى الجيش الوطنى محل اتهام من قطاع من المصريين بعد أن اضطرته ظروف كثيرة لأن يدخل فى مواجهة مفتوحة مع متظاهرين أقباط، سقط على أثرها عشرات الضحايا الأبرياء.. الحقيقة أن تجاهل وجود اعتداء حدث على رجال القوات المسلحة من عناصر غير معروفة دفعتهم إلى استخدام عنف مفرط مع المتظاهرين الأقباط - يعمق من الشروخ الموجودة ويجعل الجيش فى موقع الاتهام الطائفى، كما يصر أن يروج بعض المتطرفين، رغم أنه - هذا الجيش نفسه - هو الذى حمى مظاهرات واعتصامات الأقباط طوال الفترة الماضية، وزادت على ١٢ اعتصاماً أمام ماسبيرو وغيره.
إن الجرح الذى أصاب الأقباط كبير، وإن الضحايا الأبرياء الذين سقطوا دون ذنب، وكثير منهم نشطاء سياسيون وآخرون، خرجوا للدفاع عن حقوق مهدرة وإحساس بالظلم والتهميش والغربة فى مجتمع يتجه بفضل خطاب الأسلمة الشكلى والتدين المغشوش إلى التعصب ضد الأقباط، وممارسة صور مختلفة من التمييز بحقهم.

يعنى إيه كلمة وطن؟بقلم نفين مسعد

كَتبت صاحبتى المسيحية فى صفحتها على الفيس بوك عبارة تقول « لم يعد لى مكان فى هذا البلد»، وتلقت العديد من إشارات الاستحسان مع بعض تعليقات تشير عليها بالصبر والعمل من أجل تغيير الظروف إلى الأفضل. صاحبتى هذه فتاة عادية نشأت وتربت فى حى شبرا، كانت أمامها فرصة سفر للخارج خصوصاُ أن أفرادا من أسرتها هاجروا للولايات المتحدة ويحملون الجنسية الأمريكية، لكن الجاذبية الوطنية ظلت تشدها إلى هذه الأرض وهؤلاء الناس والجيران. ولذلك فإن عبارتها الصادمة على الفيس بوك كانت أقسى مشاهد يوم الأحد التاسع من أكتوبر رغم كل دمويته وحماقته، كانت الأقسى لأنها تعاملت مع الوطن على أنه «هذا البلد»، فقاومَتَ لأول مرة جاذبيته الأرضية وقطعت الصلة التى كانت تشدها إلى ترابه هى ومعها كل من شاركها فى الرأى.

 فى كل الأحداث التى توصف إعلاميا بالوصف الكريه «الفتنة الطائفية» يوجد سؤال غائب هو : كيف ينظر المسلمون إلى المسيحيين المصريين؟ هل هم مواطنون كما هو أنت وأنا وكل من وُلد على أرض مصر وعاشت فيه ولم يكتف هو فقط بالعيش فيها؟ أم هم ليسوا مواطنين أو هم فى أفضل الظروف مواطنون من الدرجة الثانية لأنهم ولدوا على غير دين الأغلبية المسلمة فى مصر؟ الإجابة على هذا السؤال شديدة الأهمية لأنها تؤشر للاتجاه الذى سنسير فيه فى المستقبل.

اسئلة الصدمة المعلقة بقلم فهمي هويدي

ذا استفقنا من حالة الحزن والصدمة المخيمة فى مصر هذه الأيام وحاولنا أن نفهم ما جرى، فسوف نفاجأ بأن كل المعلومات الأساسية المتعلقة بالموضوع غائبة ولا يعرف الناس عنها شيئا. بل إن بعض المسئولين أنفسهم لديهم صورة عما جرى مختلفة عما هو شائع بين الناس فيما خص بعض الوقائع.

أرجو ألا يجادل أحد فى أن من حقنا أن نعرف ونفهم ما جرى، ليس إشباعا للفضول وإنما لأن وقائعه تتعلق بمستقبل كل واحد فينا، وبأمن واستقرار البلد الذى نعيش فيه، ومن ثم بمصير الحلم الذى ظننا أننا قبضنا عليه بالثورة، وصرنا بصدد نسج ملامحه وتنزيله على أرض الواقع، ولأن الأمر كذلك فإننا لن نستطيع أن نفهم وأن نحدد موقفا من عناصر المشهد المختلفة إلا إذا حصلنا على إجابة وافية لقائمة من الأسئلة فى مقدمتها ما يلى:

● ما هى حقيقة قصة كنيسة قرية الماريناب التى أطلق هدمها شرارة الغضب الأخير، وهل حصلت على ترخيص بالبناء أم لا، وهل صحيح ما قيل من أن ثمة تلاعبا وتدليسا فى إصدار الترخيص. ذلك أنه إذا ثبت صحته وسلامة إجراءاته فإن المحافظ الذى اعترض على البناء يكون مخطئا قطعا، ويجب أن يحاسب على تعنته. أما إذا تبين أن ثمة تلاعبا فى الترخيص، فإن موقف الرجل يكون سليما، ويكون الآخرون هم الذين أخطأوا. علما بأننى أعارض بشدة لجوء بعض أهل القرية إلى هدم مبانى الكنيسة، حتى إذا كان البناء بغير ترخيص، لا هذه مسئولية السلطة وليست مسئوليتهم.

5 دقائق ذهب فيها الزمالك.. وعاد إنبى بقلم حسن المستكاوي

خلال خمس دقائق فقط.. خسر الزمالك.. هذا هو الوقت الحقيقى الذى شهد هزيمة (المرشح المحتمل) للبطولة الثانية التى كانت فى متناول يده خلال بضعة أشهر، بعد خسارته للدورى.. إنه الوقت الذى تلا تسجيل عمرو زكى هدف فريقه الوحيد فى الدقيقة الرابعة من الشوط الثانى، ثم سجل فيه عادل مصطفى هدف التعادل من ضربة جزاء.. إنها خمس دقائق فقد خلالها لاعبو الزمالك تركيزهم تماما، حين شعروا أن أجواء الاحتفال بدأت، وأن الستار سوف يسدل قريبا فوق خشبة المسرح وهم يحملون لقب أبطال كأس مصر.. فى تلك الفترة القصيرة تجلت الفردية والعشوائية على أداء اللاعبين، ولم يتعامل الفريق مع الموقف بذكاء وبحكمة، بتهدئة اللعب، وامتصاص اندفاع إنبى، أو حتى بتغيير الإيقاع.. وإنما تعالت صيحة مكتومة بالغرور والثقة.. فضاع لقب آخر كان فى يد الفريق..
●● لا أستطيع الآن الحديث عن تشكيل البداية الذى بدأ به حسن شحاتة المباراة، فقد كان الجميع يراه تشكيلا صائبا فى نهائى بطولة حاسم، ويتواءم مع أهداف الزمالك من المباراة.. لكن فى المقابل لعب إنبى مباراة كبيرة، وهزم بالأداء الجماعى والمساندة والترابط الأداء الفردى والمواهب الفردية، ونجح فى اختراق نقطتين تمثلان أكبر نقطة ضعف فى خطوط الزمالك.. النقطة الأولى هى عمق وسط الملعب، الذى يتمركز به الثنائى إبراهيم صلاح والميرغنى فى ظل غياب المساندة الدفاعية من جانب لاعبى الوسط المهاجمان، شيكابالا، وأحمد حسن، وفعل ذلك مختار مختار بضغط هجومى من جانب ثلاثة لاعبين فى إنبى، وهم شعبان، وعادل مصطفى، ومحمد صبحى.. وحقق المدير الفنى لإنبى فى هذا الصراع المعادلة الصعبة، وهى كيف يزيد لاعبا فى كل خط؟

كيف نمحو العار؟ محمد المخزنجي

مهما تكن الملابسات، وأيا كانت التبريرات، فإنه عار أن يتواصل ضرب جثة إنسان بعد دهسها تحت عجلات مدرعة عسكرية، وأن يستمر ذلك الضرب الذى حاولت منعه عن الجسد المدهوس بنت كان هذا المقتول خطيبها الحى منذ لحظة، وكان يقول لها وهو يمسك يدها قبل أن يضيع منها: «ما تسبينيش» ربما لاستشعاره بقرب موته، وعلى الأرجح لأنه كان يصر أن يحميها، ويخرج بها من ساحة الحرب والدهس الغريبة تلك!
البنت التى انكفأت على جثة خطيبها تكلمه لعله يجيبها ويقول لها إنه معها وأنه حى لا يزال، رفعت رأسها تكلم الجلادين الذين لم يتوقفوا عن توجيه الضربات المسعورة للقتيل، والتى كانت تتلقى منها الكثير وهى محنية عليه، رجتهم أن يتوقفوا وأن يبتعدوا عنه فهو لم يعد يتحرك ولا يتكلم، ولم تستطع أبدا أن تقول أو تصدق أنه مات، وجاءتها الإجابة شتيمة فاحشة وعصفا أقبح ما يكون: «اسكتى يا كافرة»!
حدث هذا فى ليلة ماسبيرو السوداء، البنت اسمها فيفيان مجدى، وخطيبها القتيل دهسا اسمه مايكل سعد، أحد شباب الثورة الذين سبقت إصابتهم برصاصة من أمن مبارك وحبيب العادلى فى جمعة الغضب، تلك الجمعة المجيدة التى رسمت ببسالة الشباب، مسلمين ومسيحيين، منعطفا باهرا انتهى بالإطاحة بحكم أحط عصابة حكمت مصر. أما المدرعة التى دهست مايكل فهى للجيش المصرى، والجلاد الذى كان يضرب قتيلا ويستبيح التنكيل بفتاة كانت تحاول حماية ما تبقى من خطيبها، ويسبها ويكفرها، فقد كان للأسف: جندى مصرى!

11‏/10‏/2011

استهتار أم غفلة؟ بقلم د. حسن نافع

يرتكب المجلس الأعلى للقوات المسلحة خطأ كبيراً، قد يصل إلى حد الخطيئة، إن هو تعامل مع الأحداث التى وقعت أمام ماسبيرو مساء الأحد الماضى بنفس الطريقة التى تعامل بها حتى الآن مع ما اصطلح على تسميته «أحداث الفتنة الطائفية». فحين تسيل الدماء بهذه الغزارة، ويصبح القتلى والجرحى بالعشرات، وتحرق مدرعات الجيش وعربات الشرطة، لابد من وقفة جادة لمراجعة الأوضاع قبل أن يفلت الزمام ويبدأ الجميع فى عض أصابع الندم.

 وقد تعمدت أن أتوجه بخطابى إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وليس إلى الحكومة، وذلك لسببين رئيسيين، الأول: أنه الجهة المسؤولة رسمياً عن الإدارة السياسية للدولة والمجتمع فى هذه المرحلة التاريخية الحساسة، ولديه سلطة مطلقة يمارسها بلا أدنى رقابة من أى جهة أو مؤسسة أخرى رسمية أو شعبية، وبوسعه اتخاذ أى إجراء يراه لمعالجة الموقف، بما فى ذلك إقالة الحكومة أو أى مسؤول فيها إن رأى لذلك ضرورة أو حاجة.

مصر فى مواجهة الفاشية بقلم علاء الأسوانى

ما رأيك فى سعد زغلول ومصطفى النحاس وجمال عبدالناصر؟..أليس هؤلاء زعماءنا العظام الذين ناضلوا طويلا من أجل استقلال مصر وحريتها؟.. لماذا طالبوا جميعا بدولة مدنية ولم يفكروا فى دولة دينية؟.. هل كانوا كفارا أو معادين للإسلام؟!.. بالعكس كانوا مسلمين ملتزمين، حتى إن مصطفى النحاس كان يُضرب به المثل فى التدين. سؤال آخر: هل كان المصريون قبل عقد الثمانينيات أقل إسلاما منهم اليوم؟!.. بالعكس كانوا مسلمين يحافظ معظمهم على الفروض ويتقون الله بقدر استطاعتهم فى كل تصرفاتهم.. المصريون إذن كانوا مسلمين قبل أن تصل الدعوة الوهابية إلى مصر.. ما الفرق بين إسلام المصريين المعتدل وإسلام مشايخ الوهابية؟!.. الفرق أن المصريين جميعا كانوا يرون جوهر الإسلام فى القيم الإنسانية العظيمة التى يدعو إليها: العدل والحرية والمساواة.. لكنهم لم يفكروا قط فى استعمال الإسلام كبرنامج سياسى من أجل الوصول للحكم. يُحكى أن الزعيم أحمد حسين ذهب ليعرض برنامج حزبه «مصر الفتاة» على مصطفى النحاس وما إن قرأ النحاس كلمة الله فى البرنامج حتى غضب، وقال: «لفظ الجلالة أكبر وأعظم من أن يكتب فى برنامج سياسى.. إذا تحدثت عن الله فى برنامج سياسى ستكون دجالاً».

ولمصر شعب يحميها بقلم حمدين صباحى

قبل أى تحليل أو تعليق على ما يحدث بمصر الآن، أتوجه بخالص العزاء الحار لأسر من راحوا ضحية أحداث العنف والاشتباكات التى جرت فى الساعات الأخيرة، مسيحيين ومسلمين، مدنيين وجنوداً، فلقد أدموا قلب مصر والمصريين جميعاً. وإننى إذ أدعو لهم بالمغفرة والرحمة أدعو كل المصريين للحفاظ على وطنهم من نار الفتنة التى يحاول البعض تأجيجها الآن، خاصة أن هناك بعض الشواهد فى الأيام الأخيرة التى تؤكد تحريض البعض على إشعال الفتنة واستغلال الظرف الحالى وما يشوب النفوس من توتر وغضب للمزيد من النيران التى ستحرق مصر والمصريين، ولن تخدم إلا أعداء الثورة والوطن فى الداخل والخارج.

إن الصراع الآن فى مصر ليس بين مسلمين ومسيحيين، إنما هو بين ثورة تحاول استكمال مسيرتها، وفلول مضادة وبقايا نظام تحاول الانقضاض على ثورتنا وهدم وحدتنا التى كانت سبباً فى نجاح الثورة وإسقاط النظام السابق.

فتنة ماسبيرو بقلم محمد عصمت

ما بين الرواية الرسمية للأحداث الدامية التى شهدتها منطقة ماسبيرو أمس الأول، والرواية القبطية، اختلافات ضخمة تصل لحد التناقض.. فالسلطة اتهمت من سمتهم بـ«مثيرى الشغب» بالمسئولية عن تفجر الأوضاع ومقتل 25 وإصابة أكثر من مائتين آخرين، وقالت إن هذه العناصر المثيرة للشغب اندست وسط الأقباط كان بعضهم يقود موتوسيكلات واعتدت بأسلحة نارية وزجاجات مولوتوف على قوات الشرطة العسكرية، التى اضطرت إلى الرد بالقوة دفاعا عن النفس.
أما الرواية القبطية فتؤكد أن قوات الأمن دهست بسياراتها عددا من المتظاهرين لقوا حتفهم بطريقة بشعة تحت عجلاتها، مما أشعل فتيل العنف، كما قال الكثير من الأقباط ان ما حدث هو حلقة جديدة فى سلسلة اضطهاد ممنهج ضدهم، وليس مجرد واقعة فتنة عابرة أو حوادث عشوائية.
وحتى لا ندفن رءوسنا فى الرمال، فإن هناك مبررات مشروعة للغضب القبطى، الذى يتفهمه الغالبية العظمى من المسلمين، بعد مسلسل حرق الكنائس فى صول وإمبابة والماريناب، إضافة إلى الاتهامات الموجهة إلى جهاز أمن الدولة فى عهد حبيب العادلى بالتورط فى تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، دون إجراء تحقيقات جادة فيها..

هل وقعت الفتنة الطائفية.. أم لا تزال هناك فرصة أخيرة؟ بقلم زياد بهاء الدين

هل هذه هى الفتنة الطائفية التى تحدثنا عنها طويلا وحذرنا منها؟ أم أنها مجرد أحداث أخرى سوف تمر كما مر غيرها وتعود المياه إلى مجاريها؟ لا أعلم بعد، ولكن أخشى أن يكون الموضوع هذه المرة مختلفا. فى كل مرة جرى فيها الاعتداء على كنيسة أو انفجار سيارة أو اشتباك بين مواطنين أو انفلات للمشاعر، كانت النقطة المضيئة الوحيدة هى اتفاق الشعب على نبذ الفتنة وإجماعه بكل طوائفه على أن هذه أحداث خارجة عن عقيدة وقناعة أغلبيته الساحقة. ولذلك فمهما كانت مأساة سقوط ضحايا ووقوع خسائر، كان عزاؤنا فيما يظهره الشعب المصرى وقت الأزمات من ترابط ووئام. هذه المرة الوضع مختلف، وهذا هو أخطر ما فى الموضوع. سقط فى أحداث يوم الأحد أربعة وعشرون شهيدا وأكثر من مائتى

مطلوب حكومة إنقاذ عمرو خفاجى

أصبح من العبث وقلة الحيلة، أن نطالب حكومة السيد عصام شرف بالاستقالة، أو حتى نطلب من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يدير شئون البلاد إقالة هذه الحكومة.. وفى هذه الحالة يصبح من السخف السياسى الكلام عن ضرورة استقالة أو إقالة محافظ أسوان، أو التحقيق فيما بثه التليفزيون المصرى، لأنه ببساطة ما تشهده مصر الآن، تجاوز كل ذلك بكثير ووصلنا إلى منطقة شديدة الخطورة، أمن البلاد.. ليس فقط فى الحاضر، ولكن كما هو ماثل بوضوح شديد أمام الجميع سيعصف بالمستقبل.

حكومة شرف هى حكومة الفشل الذريع، خاصة أنها حكومة مرحلة انتقالية يأتى فى مقدمة مهامها قضية الأمن.. الذى أفلت من قبضة الجميع.. وبات مصطلح «الانفلات الأمنى» عاديا ومتكررا صباح مساء.. انفلات لا يهدد فقط الأمن الشخصى للبعض، وإن كان ضرورة أساسية وواجب على من يدير شئون البلاد، بل تطاول هذا الانفلات على أمن تماسك الوطن كله.. فما حدث أمام ماسبيرو يعبر أول ما يعبر عن العجز التام لحكومة السيد شرف والذين معه من وزراء فى الغالب الأعم لا يعرفون ماذا يصنعون. (بعضهم مازال يفكر ويفكر ويفكر فى الاستقالة).

هل هيبة الدولة ذاهبة إلي المجهول؟‏!‏ بقلم: د.محمد حسن رسمى

هيبة الدولة في هيبة قانون جاد يطبق بصرامة علي الشعب والمسئولين وبصرف النظر عن الثمن المدفوع بعيدا عن التوازنات‏.‏ هيبة الدولة تتمثل في حفظ هيبة كل مسئوليها وموظفيها.

وعلي رأسهم كل مرتد للبدلة الرسمية سواء كان من الشرطة أو الجيش وكل من يتعدي عليهم يجب ردعه بأقصي العقوبات. هيبة الدولة تتمثل في ضبط أمن حدودها وألا تكن مرتعا لتهريب أي شيء وكل شيء وأهمها الأسلحة والمخدرات. هيبة الدولة تتمثل في سرعة كشف حقائق كل حدث أو حادثة وبالذات المرتبطة بالأمن القومي.
هيبة الدولة تتمثل في قدرتها علي توفير الأمن والأمان والطمأنينة في وجدان كل مصري يعيش علي الأرض المصرية وتحميه من بطش المجرمين والبلطجية والباعة الجائلين القوي الجديدة الزاحفة, بالإضافة إلي أمواج البشر المبتزين والمزايدين وصائدي الفرص قبل ضياع الفرص. هيبة الدولة تتمثل في ردع كل من يحاول أن يهتك مصالح المواطنين ويضرب اقتصاد الدولة ويضر بالأمن العام سواء كان قطع الطرق أو كباري أو سكك حديدية. هيبة الدولة تتمثل في شعب يعشق أمنه وينتمي لوطنه ويجعله فوق رءوس الجميع. إن هيبة الدولة تتمثل في قدرتها علي ضبط إيقاع الأداء الشعبي وتسقط عندما تصبح الفوضي هي العنوان العريض لكل أنشطة الحياة.

07‏/10‏/2011

سيناء البوابة الشرقية.. الجغرافيا والتاريخ والهوية بقلم محمد عفيفي

منذ أولى الحملات العسكرية للفراعنة الأقدمين عبر سيناء لتأديب البدو الآسيويين، وحماية الحدود، إلى سقوط الجنود الشهداء المصريين فى حادث الحدود الأخير على يد الجيش الإسرائيلى (البدو الآسيويين!!) لا تزال أرض سيناء تمثل الكرامة والعزة لمصر وللمصريين.

ولقد جذب ذلك اهتمام العديد من أصحاب الدراسات فى مجالاتٍ شتى، من تاريخ وجغرافيا والعلوم الاستراتيجية، حتى أصبحت سيناء بحق ليست مجرد رقعة جغرافية، ولكن جزءا من الهوية المصرية.

 نعوم شقير: التاريخ والجغرافيا فى خدمة الاستخبارات

رسائل فى ذكرى نصر أكتوبر بقلم عمرو حمزاوي

الرسالة الأولى هى تحية لأرواح شهدائنا فى الحرب المجيدة التى أخرجت مصر من نفق مظلم، وأعادت للمصريين ثقتهم فى قدرة جيش الوطن على القيام بمهمته الأساسية، الدفاع عن التراب الوطنى وطرد المحتل وحماية سيادة الدولة. تحية للجيش العظيم ولأبطاله من جنود وضباط وقيادات خططت منذ ١٩٦٧ للعبور والتحرير ونفذته ببراعة فى ١٩٧٣، تحية كاملة دون انتقاص لهم جميعا.
الرسالة الثانية هى تحية لصبر وتماسك ذلك الجيل من المصريات والمصريين الذين ذاقوا مرارة الهزيمة وتكاتفوا بتضحيات رائعة لتحقيق النصر بظهير مجتمعى غلب مصلحة الوطن على كل ما عداها ولولاه، لولا كل مواطنة ومواطن فى هذا الجيل، لما استفاقت مصر ونهضت مجددا.
 الرسالة الثالثة هى تقدير لوحدة ذلك الجيل الوطنية التى أبدا لم تفرق بين مصرى مسيحى ومصرى مسلم، ودعوة للعمل المخلص للحفاظ عليها وتجديد دمائها كسبيل خلاص الوطن من أزماته وتقدمه لغد أفضل على ما أظهرت ثورة يناير العظيمة. أشعر بألم عميق من أن مصر ١٩٧٣ ومصر ما بعد يناير ما زالت تعانى من أعمال عنف طائفية وتهدم بها دور عبادة وتغيب عنها حقوق المواطنة المتساوية للمسيحيين والمسلمين. وأغلبية المصريين المنتمية دينيا للإسلام الحنيف أمام مسئولية تاريخية ومجتمعية كبرى للدفاع عن الوحدة الوطنية برفض التمييز ضد المصريين المسيحيين والانتصار لحقوقهم وللمساواة الكاملة.

التراخى فى الفترة الانتقالية طارق البشري

فى 19مارس سنة 2011 استفتى الشعب استفتاء قانونيا صحيا نزيها وشريفا على عدة أحكام دستورية، وأعلنت نتيجة الاستفتاء فى 20 مارس سنة 2011 بالموافقة بأغلبية 77.2٪ على كل الأحكام الواردة بالاستفتاء. وفى 30 مارس صدر من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تولى السلطة الثورية فى البلاد ــ إعلان دستورى متكامل ينظم فترة الانتقال التى أشير إليها ورسمت لها الأحكام المستفتى عليها وبرنامجها الزمنى، وتضمن الإعلان الدستورى فى مواده كل الأحكام الواردة بالاستفتاء.

 إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، تولى سلطة الحكم فى البلاد بموجب الشرعية الثورية التى أحدثتها ثورة 25 يناير 2011، وهو قد تولى هذه السلطة منذ أصدر بيانه الأول فى 10 فبراير واكتملت له السلطة بتنحى الرئيس المخلوع فى 11 فبراير 2011، وقد حل فى السلطة محل رئاسة الدولة التى آلت إليه ثوريا وبحل مجلسى الشعب والشورى الذى قرره استجاب لمطالب الثورة، وتسلم ناصية سلطتى التشريع والتنفيذ. وهو بموجب هذا الوضع صار بإمكانه تنظيم علاقات الحكم فى الدولة على ما جاء بالإعلان الدستورى الذى أصدره، ولكنه كان فقيرا فى إصدار هذا الإعلان بنتائج الأحكام الدستورية التى استُفتى الشعب عليها، فلا يستطيع أن يحيد عنها، لأنها إرادة شعبية صدرت بعد الثورة وبموجبها على وجه نظامى وديمقراطى، ولأنها هى ذاتها ما صار يستمد المجلس العسكرى شرعية حكمه منها، وهى من حدد لسلطته فترة انتقالية ببرنامج زمنى معين وبإجراءات سياسية لابد من اتخاذها. لقد عرض المجلس هذه الأحكام على الشعب طالبا الاستفتاء عليها، فوافق الشعب عليها على النحو السابق.

ولايزال التستر على الفساد مستمراً بقلم د.حسن نافعة

«السيد...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد،

تحية تقدير لسيادتكم على دوركم الوطنى المهم، خاصة فى الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد حاليا... كنتم سيادتكم من أولى الشخصيات العامة التى التقينا بها فى ميدان التحرير لشرح قضية إصلاح أوضاع الجهاز المركزى للمحاسبات، ليستعيد مكانته كجهاز عريق مهمته حماية الأموال العامة، وكنتم سيادتكم من أوائل من اهتم بتلك القضية وتعرضت لما تعرضت له من بعض فلول النظام السابق فى سبيل ذلك، وتعلم سيادتك ويعلم الجميع أن مطالبنا مطالب عامة تهم الأمة كلها وليست مطالب فئوية، وتتمثل فيما يلى:

مؤامرة على الثورة «١ من ٢» بقلم محمد البرغوثى

فى السنوات العشر الأخيرة من حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، كانت مصر دولة رخوة يديرها نظام أمنى شديد القسوة، وبعد سقوط مبارك أصبح الأمر أكثر سوءاً، لأننا مازلنا نعيش فى دولة رخوة يحكمها نظام أكثر رخاوة، لا يعرف ما الذى يريد، ولا نعرف كيف سيغادر بنا هذا المستنقع الذى أوصلتنا إليه السياسات والقرارات الغامضة والمتخبطة والملتوية.

فى ظل حكم مبارك تمكنت أجهزته الأمنية الفاسدة والمتوحشة من فرض سيطرتها على المجتمع لقمع الاحتجاجات وتزوير الانتخابات، ولم تترك هذه الأجهزة مكاناً إلا واخترقته: صنعت شيوخاً أشاعوا الجهل والخنوع عبر الفضائيات، ودفعت بالأفاكين والكذبة واللصوص إلى مناصب الإدارة العليا فى الجامعات ومراكز البحوث والهيئات الاقتصادية والشركات القابضة، وربت هذه الأجهزة عشرات الآلاف من البلطجية لاستخدامهم عند الضرورة فى إفساد المظاهرات ومنع الناخبين من الاقتراب من اللجان، واعتمدت على كبار المسجلين خطر فى تلفيق التهم للمواطنين إذا جرؤ أحد منهم واعترض على إهانة أو فكر فى رد اعتداء.

06‏/10‏/2011

أكتوبر 73.. الحرب حرب بقلم حسن المستكاوي

●● لا توجد حرب جميلة، ولا يوجد سلام سيئ، لكن فى الحروب قصص بطولات وتضحيات فيها الكثير من الجمال والقيم والمعانى، لا حصر لها، وحرب أكتوبر 73 واحدة من تلك الحروب التى شهدت قصص بطولات رائعة، ويكفى أن هؤلاء الرجال أمسكوا بالسلاح وخاضوا المعارك وهم يدركون أن النتيجة هى النصر أو الشهادة. تخيل أن يضحى إنسان بحياته من أجلك.. فكر كيف تقابل ذلك وبأى قدر من الحب والاحترام والتقدير يجب أن تقابله؟

 ●● بالنسبة لأجيالنا فإننا نتعامل مع تلك الحرب بانفعال يحمل ذكريات اليوم والساعة التى عبرت فيه قواتنا المسلحة قناة السويس.. إنه نفس الانفعال كلما حلت ذكرى هذا اليوم.. ونحن أيضا نفس هذا الجيل الذى خرج فى مظاهرات من الجامعة يطالب بالحرب، ويرفض حالة اللاسلم واللاحرب.. ولم يسكت جيلنا إلا مع دوى المدافع وهدير الطائرات وصيحة «الله أكبر»  التى ظللت جيوشنا وهى تعبر القناة.. نسترجع الصور والمشاهد كلما جاء يوم 6 أكتوبر من كل عام.. نسترجع الأناشيد الوطنية التى سادت وأطربتنا، ونسترد أجمل اللحظات.

الخروج من المستنقع بقلم محمد المخزنجي



تقول النكتة، أن أحد مذنبى الدنيا عُرضت عليه ألوان العذاب ليختار من بينها، فرأى النار تشوى الوجوه، ورأى الجلود تمزقها مقالع الحديد، ورأى ورأى، وما أن أبصر مذنبين يقفون فى مستنقع فضلات ونفايات تغمرهم حتى أعناقهم، حتى سارع فى فى اختيار هذا النوع من العذاب على اعتبار أنه الأهون، لكنه بعد أن وقف مع الواقفين، رأى أحد الزبانية يعتلى تلة تشرف على المكان ومعه صفارة عندما يُنفخ فيها يتوجب على الواقفين فى المستنقع أن يقرفصوا ليغطسوا فى هذا القرف المهين، ولا يخرجون رؤوسهم إلا بعد صدور صفارة أخرى يطول انتظارها، وتتكرر دورات العذاب!


هى نكتة قديمة، توحى لى بالموقف الذى صرنا إليه، فنحن الآن كالواقفين فى المستنقع ننتظر الأسوأ. و هذا لايعنى أننا كنا سابقا فى الجنة تحت مظلة النظام الساقط، فقد كان جحيما من قرف أشنع، وما هذا المستنقع الذى انحدرنا إليه إلا حساء نفايات إجرامه البليد الغليظ المتكاثف على امتداد السنين. لكننا بدلا من أن نقوم بتجفيف هذا المستنقع وردمه وإقامة حديقة أو ناديا أو مجمعا سكنيا أو مصنعا أو مزرعة بمكانه، تركناه يزداد تحللا، وانسقنا إلى الخوض فيه!



 الهشاشة الأمنية التى نعيشها الآن ليست جديدة، بل هى متفاقمة من زمن اختطاف مؤسسة الشرطة لتكون حارسة أمن ومواكب ومهرجانات وكرنفالات وسرقات وتعديات الأسرة الحاكمة السابقة وبطانة السوء والمحاسيب والمنتفعين من حولها. وعشوائية المجتمع وقمامة الشوارع ليست بالشيء الجديد. أما «عجلة الانتاج «، فقد كانت تدور بطاقة تخريبية على حساب تدمير البيئة والأرض الزراعية التى أشارت التقديرات المستقبلية إلى كامل انقراض رقعتها فى أقل من عقدين، ولصالح مشاريع النهب فى قطاع البناء الذى كان مغارة على بابا لعصابة ناهبى الأرض وبناء مدن لاظهير لها ولا مستقبل، إضافة للصناعات الملوثة للبيئة ونهمة الاستهلاك للطاقة التى كان الغرب يطردها من أراضيه ليستقبلها على أرضنا المحاسيب من عصابة الفساد والتربح الفاحش الحرام.

كرسى الرئاسة ينتظر عودة بوتين بقلم جميل مطر

فى تطور أتصور أنه لا سابقة له، أعلن الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف أنه لن يترشح لدورة ثانية فى منصب الرئاسة لصالح فلاديمير بوتين الرئيس الحالى لمجلس الوزراء باعتباره، حسب تصريحات ميدفيديف، أكثر نفوذا وشعبية. وفى اجتماع لحزب روسيا المتحدة قرر الحزب ترشيح بوتين لرئاسة الجمهورية، والموافقة على ترشيح ميدفيديف لمقعد نائب فى البرلمان فى الانتخابات التى ستجرى فى ديسمبر المقبل. بدهشة شديدة تخيلت سيناريو يظهر فيه رئيس الجمهورية يدير حملة لانتخابه نائبا ويظهر فيه رئيس وزراء يقود حملة انتخابه رئيسا للجمهورية.

●●●
أقول بدهشة شديدة لأنى لم أكن أتصور أن النخب السياسية الحاكمة فى بعض البلدان قد تدنى مستوى احترامها إلى الحد الذى سمح لها بأن تجاهر بخيانتها للعهود التى قطعتها على نفسها أمام الجماهير، أو بأنها نسجت شباكا خدعت بها الرأى العام لفترة طالت أو قصرت، وفى الحالة التى نناقشها فقد استمرت هذه الفترة طيلة أعوام ثلاثة أو أربعة تعددت خلالها تصريحات ميدفيديف بأنه يفكر فى إعادة ترشيح نفسه لولاية ثانية كرئيس للجمهورية.

فلوس وفلول بقلم فهمي هويدي

يوم 11 سبتمبر الماضى، قبل نحو شهر تقريبا خرجت علينا صحيفة الأهرام بعناوين احتلت رأس صفحتها الأولى تحدثت عن «تفاصيل خطيرة خلال أيام عن الثورة المضادة والأصابع الخارجية لـ«إسقاط مصر» ــ تورط عدد من دول الجوار فى تمويل بالملايين لمنظمات مصرية.
 التفاصيل الخطيرة التى ذكرتها العناوين جاءت على لسان وزير العدل المستشار محمد عبدالعزيز الجندى. الذى قال إنه تلقى تقريرا خطيرا بشأن تورط عدد من الدول المجاورة لمصر فى تقديم مبالغ مالية تفوق التصور. تقدر بالملايين من الجنيهات لبعض الجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدنى. كما أشار إلى أن رئيس الوزراء سوف يعلن التفاصيل خلال الأيام القليلة المقبلة. منوها إلى أن ما يحدث فى الشارع المصرى تحركه بعض الأيادى الخارجية والداخلية، بهدف تخريب المنشآت العامة ومؤسسات الدولة، كما  تستهدف انتهاك الأمن القومى للبلاد وترويع المواطنين. 

04‏/10‏/2011

لماذا يموت الحب إكلينيكياً بعد الزواج؟ بقلم خالد منتصر

رجل يتحدث الفارسية وامرأة تتحدث العربية تحت سقف واحد، هذا هو حال مؤسسة الزواج فى معظم بيوتنا المصرية، فاللغتان مكتوبتان بنفس الحروف، لكنهما لغتان مختلفتان تماماً، الحوار مفقود والتواصل معدوم، والصمت هو سيد الموقف، والخرس الزوجى هو شعار المرحلة، وكأن الزواج جلطة تسد شرايين التواصل، وكوليسترول يترسب على جدران الود والفهم والحنان والتعاطف، فيحدث الشلل العاطفى وينتهى الأمر بأن يدخل الزواج غرفة العناية المركزة لوضعه تحت الملاحظة وتوصيله بخراطيم الأكسيجين، بالفعل هو لم يفارق الحياة، ولكنه فى مرحلة الموت الإكلينيكى، وفرق كبير بين الجسد والجثة، فالجسد نبض وحياة والجثة كفن وقبر، ورغم أن الكفن أبيض والضريح مذهب الجدران فإننا فى النهاية يلفنا صمت الموت.
«آهى عيشة والسلام».. نشيد قومى يردده الأزواج المصريون كلما سألوا عن الزواج، فهم يمارسون العيشة لا الحياة، فالعيشة هى مجرد أنفاس تدخل وتخرج، نبضات قلب تسرع وتبطئ، يتحول فيها الزوج إلى روبوت، والزوجة إلى عروسة ماريونيت، ولكن الحياة شىء آخر، هى دفء وحرارة وعنفوان وتألق وتجاوز وتفاعل واحتضان، والعيشة هى السلام الجمهورى للبيت المصرى، الزوج غارق إما فى جريدته الصباحية أو شخيره المسائى، والزوجة إما متربصة أو متلصصة أو متخصصة ولكن فى شؤون النكد الأزلى، نقل إليهما المجتمع المصرى كل أمراضه وعقده وكلاكيعه النفسية، فصار البيت مورستان، وتحولت العلاقة من علاقة مودة وسكن إلى علاقة مخدة ومكن !!

مسلم أم قبطى أم إنسان..؟! بقلم علاء الأسوانى

هل تعتبر نفسك فى المقام الأول مسلما أم مسيحيا أم إنسانا.؟!. هل تعتبر انتماءك أولا إلى دينك أم أن انتماءك إلى الإنسانية يسبق أى انتماء آخر.. إن إجابة هذا السؤال سوف تحدد رؤيتك للعالم وتعاملك مع الآخرين. فلو أنك تعتبر نفسك إنسانا قبل أى اعتبار آخر فإنك قطعا سوف تحترم حقوق الآخرين بغض النظر عن أديانهم. إن الفهم الصحيح للدين سيجعلك بالضرورة أكثر انتماءً للإنسانية لأن الدين فى جوهره دفاع عن القيم الإنسانية: العدل والحرية والمساواة..

 أما لو اعتبرت أن انتماءك للدين يسبق انتماءك للإنسانية فقد بدأت طريقا خطرا ستتورط آخره غالبا فى التعصب والعنف.. الدين بطبيعته ليس وجهة نظر وإنما هو اعتقاد حصرى لا يفترض صحة الأديان الأخرى. يبدأ الأمر بأن يؤمن الانسان بأن دينه هو الوحيد الصحيح أما أتباع الأديان الأخرى فهم فى نظره ضالون لأن أديانهم مزيفة أو محرفة أو لم تنزل من السماء أساسا.. هذا الاحتقار للأديان الأخرى سيؤدى بك بالضرورة إلى التقليل من شأن أتباعها. فإذا كان المختلفون عنك دينيا يؤمنون بأوهام وخزعبلات بينما أنت الوحيد الذى يؤمن بالدين الصحيح فلايمكن أن يتساوى هؤلاء الضالون معك فى الحقوق الإنسانية.. شيئا فشيئا سيؤدى بك هذا التفكير إلى نزع الطابع الإنسانى عن المختلفين معك فى الدين.. dehumanizatio

كيف تقرأ برنامجاً انتخابياً؟ بقلم د.عمار على حسن

لا تخلو البرامج الانتخابية من خدع وحيل، إذ إن مصمميها لا يضعون هدفا أمامهم سوى اصطياد الناخب، وهذا الهدف لا تنازل عنه حتى لو انطوت البرامج على بعض صدق، فهذا الصدق قد يكون جزءا لا يتجزأ من خطة الخداع.

ليس معنى أن المرشحين أشرار بطبعهم، لكن كلا منهم يضع فى حسبانه أنه لا سبيل أمامه سوى التعامل مع الناخب، بوصفه مستهلكا يبحث عن سلعة معينة، ومن ثم فإن لفت انتباهه ومداعبة خياله وإيقاظ غرائزه ومخاطبة عقله ودغدغة مشاعره، هو ما يجب أن تقوم عليه عملية الدعاية التى تجعله يتخير تلك السلعة، أو يلتقطها من بين سلع أخرى منافسة ومزاحمة.

وغالبا ما يستعين المرشحون بأشخاص مهرة فى إعداد برامجهم الانتخابية، وهؤلاء لا يتوقفون طويلا أمام أى أكاذيب يكتبونها على الورق، فكل منهم يدرك أنه إن لم يجمِّل ما يطرحه فإن منافسه سيفعل ذلك. ولهذا يقول كثيرون إن الانتخابات لا تأتى بالأفضل فى أغلب الأحوال.

العضلات السياسية فى مصر وانسحاب المرأة بقلم د. نوال السعداوى

نجحت الثورة التونسية فى التخطيط لوضع دستور جديد يقرر المساواة الكاملة بين النساء والرجال فى الدستور والقوانين السياسية والاجتماعية، تحقيقا لمبادئ الثورة: العدالة، الحرية والكرامة، شعرت بالسعادة وأنا أسمع هذا الخبر خلال مؤتمر عالمى فى بلجيكا ٢٤ سبتمبر ٢٠١١.

تحدثت فيه وفود من تونس وفلسطين ومصر وبلجيكا وبلاد أخرى، حضر المؤتمر حوالى ألف امرأة ورجل، لم أشعر بالغربة وأنا جالسة فى مجتمع تتساوى فيه النساء مع الرجال، تعلو أصوات النساء مثلما تعلو أصوات الرجال، تتساوى فيه فلسطين مع كل البلاد ويعلو صوت فلسطين مثل كل أصوات الدول، بالطبع لا يمثل هذا المؤتمر الحكومة البلجيكية، فهى مثل غيرها من الحكومات غرباً وشرقاً تتقن اللعب السياسية والانتخابية المفروضة فى عالم تحكمه القوة وليس العدل أو الحرية أو الكرامة. لقد نظم هذا المؤتمر حزب العمال فى بلجيكا، وسألت مرافقى الشاب البلجيكى «بيرت»: هل حزب العمال يعنى الحزب الشيوعى؟ فقال: لا لقد اخترنا أن نسمى حزبنا حزب العمال لندافع عن حقوق العاملين جميعا وحقوق النساء، وقد نقدنا الأحزاب الشيوعية فى بلجيكا وأوروبا لأنها تخلت عن قضايا العمال والنساء.

01‏/10‏/2011

سوريا المسكوت عليها بقلم فهمي هويدي

خلال مؤتمر «الصحوة» الذى شهدته فى طهران. كان هناك حضور قوى للافتات التضامن مع المظلومين فى البحرين، ولا ذكر على الإطلاق لمظلومية الشعب السورى. بل إن مجرد ذكر محنة السوريين الراهنة كان يفتح الباب لسجال أثناء المناقشات تعلو فيه أصوات المدافعين عن نظام دمشق باعتباره رائد الممانعة وحامى حمى المقاومة، والمستهدف من قوى الاستكبار المتحالفة مع الصهيونية. حتى حينما قلت إننا مع المظلومين فى البلدين، فإن ذلك لم يعجب المدافعين عن الرئيس بشار الأسد وجماعته، وظللت ألاحق طوال الوقت بالتحفظات والاعتراضات من جانب بعض الإيرانيين المتحمسين وآخرين من الشبان البحرانيين الذين هربوا من بلادهم ولجأوا إلى إيران، حيث انطلقوا منها للدفاع عن قضيتهم بشتى الوسائل.أكثر ما أقلقنى فى الموقف الإيرانى أنه غلب الحسابات والمصالح السياسية على الموقف المبدئى. إذ ليس سرا أن ثمة تحالفا استراتيجيا بين طهران ودمشق، وأن ذلك التحالف كان له أثره الفعال فى دعم المقاومة الوطنية اللبنانية ممثلة فى حزب الله وحلفائه. كما أنه أسهم فى تثبيت موقف النظام السورى ومساندته فى مواجهة الكثير من العواصف التى تعرض لها. وفى الوقت ذاته فإنه أفاد إيران من زاويتين، الأولى أنه كسر طوق العزلة التى فرضتها عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها، والثانية أنه مكن إيران من أن تلعب دورا مؤثرا فى الخريطة السياسية للعالم العربى.

مخابرات وصحف ومصادراتبقلم صلاح عيسى

خلال ثلاثة أيام متفرقة من الأسبوع الماضى، أوقف طبع ثلاثة أعداد من ثلاث صحف، هى «صوت الأمة»، و«روزاليوسف» و«الفجر»، وصودرت النسخ التى كانت قد طبعت من بعضها، وجرى فرمها، وفى الحالات الثلاث أعيد طبع العدد، وجرى تداوله فى الأسواق، فى الموعد المحدد لصدوره، بعد حذف موضوعات كانت تتعلق بجهاز المخابرات العامة.. وهو ما جدد الهواجس والشكوك، حول المخاطر التى تحيق بحرية الصحافة والإعلام، بعد أن ساد الظن، خلال الشهور الثمانية الماضية بأن الثورة قد حررتهما تحريراً كاملاً غير منقوص، وأن الصحفيين والإعلاميين أصبحوا متحررين من كل القوانين والمسؤوليات فى ظل الشرعية الثورية التى طبطبت على كتف كل منهم، وقالت لهم - على طريقة فيلم «رد قلبى» - إنت من الأحرار يا صحفى!

والمؤكد أن الجهة التى أوقفت الطبع - وهى فى الغالب شرطة المطبوعات - وطلبت حذف الموضوعات قد وقعت فى خطأ قانونى، لأن ما فعلته يعتبر رقابة إدارية مسبقة على الصحف، يحظرها الدستور والقانون، وكان يتوجب عليها إذا رأت أن الصحف الثلاث قد ارتكبت جريمة نشر مما ينص عليه القانون، أن تبلغ النيابة العامة وتستصدر منها أمراً بمصادرة العدد بعد طباعته وتوزيعه، لأن جريمة النشر لا تقع إلا بطرح الصحف للبيع.. ثم تلجأ إلى المحكمة لعرض الأمر عليها، لتؤيد قرار المصادرة، أو تأمر بالإفراج عن الصحيفة وإعادة طرحها فى الأسواق.. أما إذا كان صاحب الجريدة قد وافق مسبقاً على وقف الطبع، وحذف الموضوعات التى أثارت المشكلة، فإنه بذلك يكون قد تنازل عن حقه فى مقاضاة هذه الجهة.

أما المؤكد ثانياً، فهو أن الصحف الثلاث قد وقعت بحسن نية فى خطأ قانونى، وخالفت المادة ٧٠ مكرر (ج) من قانون المخابرات التى تنص على أنه «يحظر نشر أو إذاعة أو إفشاء أى أخبار أو معلومات أو بيانات أو وثائق تتعلق بالمخابرات العامة، سواء كان ذلك فى صورة مذكرات أو مصنفات أدبية أو فنية أو على أى صورة، أو بأى وسيلة كانت إلا بعد الحصول مقدما على إذن كتابى من رئيس المخابرات العامة، ويسرى هذا الحظر على مؤلف أو واضع أو طابع أو موزع أو عارض المادة المنشورة أو المذاعة، وعلى المسؤول عن نشرها أو إذاعتها، ويعاقب كل من خالف هذا الحظر بالعقوبات المنصوص عليها فى المادتين ٨٠ «أ» و«ب» من قانون العقوبات، وهما تقضيان بالحبس بين ستة أشهر وخمس سنوات، وإذا عاد على الجانى منفعة أو ربح من الجريمة، حكم عليه بغرامة إضافية مساوية لمثلى ما عاد عليه من منفعة أو ربح.. ويحكم فى جميع الأحوال بمصادرة المواد محل الجريمة.

وما لم يتنبه إليه - كذلك - أسيادنا الذين فى كوكب الصحافة والإعلام، هو أن القانون المصرى يفرض هذه الرقابة المسبقة أيضاً على كل ما يتعلق بما ينشر عن القوات المسلحة، ويحظر نشر أو إذاعة أى معلومات أو أخبار عن القوات المسلحة وتشكيلاتها وتحركاتها وعتادها وأفرادها وبصفة عامة كل ما يتعلق بالنواحى العسكرية أو الاستراتيجية، بأى طريق من طرق النشر أو الإذاعة، إلا بعد الحصول على وثيقة كتابية من مدير إدارة المخابرات الحربية بالنسبة لمؤلف أو واضع المادة المنشورة أو المذاعة أو بالنسبة للمسؤول عن نشرها أو إذاعتها.
أما ثالثة الأثافى فهى «الصحفيين والإعلاميين الذين يخالفون هاتين المادتين من القانون، يحاكمون أمام محاكم عسكرية وليس أمام محاكم مدنية، انطلاقاً من أن القانون يجيز محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، ومن باب أولى إذا ارتكبوا جريمة بحق القوات المسلحة.
ومع التسليم بأن الحفاظ على أمن القوات المسلحة وأسرار الأجهزة المسؤولة عن حماية الأمن القومى، هو واجب عام، ينبغى أن نشترك جميعاً فى القيام به، وأن نحترم القوانين التى تكفل ذلك، فلابد من التسليم كذلك بأن هذه النصوص، بتوسعها المبالغ فيه فى رصد الأفعال المؤثمة، تنطوى على مخالفة دستورية ظاهرة، وتفرض رقابة إدارية مسبقة على حرية الصحافة والإعلام تحظرها كل الدساتير المصرية.
تلك حقائق أردت أن أذكر بها، أسيادنا الذين فى كوكب الصحافة حتى يقدروا أولاً لأقدامهم قبل الخطو موضعها، ويتنبهوا إلى أن الشرعية الدستورية لا تلغى بشكل ميكانيكى كل القوانين القائمة، إذ إن كل الثورات والانقلابات والإعلانات الدستورية التى تصدر بعدها، بما فيها الإعلان الدستورى القائم فى مصر الآن، تلتزم بإبقاء كل القوانين القائمة سارية المفعول، إلى أن تقوم السلطة التشريعية، أو من يقوم مقامها، بتعديلها، أو إلغائها..

التحور.. فى العلم وفى القانون د. رفعت السعيد

والتحور فى العلم أى Mutation هو حدوث تغير فى البنية الوظيفية للكائن بحيث تتغير طبيعة تأثيره سواء على الكائن ذاته أو على الآخر. وهذا «التحور» يؤدى إلى أحد سبيلين فقد يتواءم مع البيئة فيعيش ويتعايش فينتج من ذاته كائناً جديداً.. وقد لا يتواءم مع البيئة فلا تتحقق له الاستمرارية بما قد يؤدى إلى إبادته. وعبر المسار التاريخى للكائنات التى تتحور أبيدت ملايين من هذه الكائنات وتبدلت طبيعة ملايين أخرى.
ومن ثم بدأنا نسمع صيحات تحذر من تحور يطرأ على أنفلونزا الطيور فيزيدها شراسة وكذلك أنفلونزا الخنازير وحتى الأنفلونزا العادية التى تتغير قدراتها ومجالات تأثيرها. ولأن القانون ليس مجرد نص مكون من كلمات منمقة مرصوصة فى صفحات كتاب، وإنما هو كائن حى يتعامل به ويتفاعل معه مجموع المعنيين بمحتواه. يتفاعلون معه فيتفاعل معهم، ويتحاكمون به وعن طريقه فيتحكم فى تصرفاتهم سلباً أو إيجاباً، ويحكم عليها سلبياً أو إيجاباً. فإن هذا الكائن الحى لا يلبث أن «يتحور» هو أيضاً، والتحور هنا قد يأتى عبر عدة سبل..