اخر الاخبار

25‏/05‏/2011

فصل القوات بقلم رولا خرسا

هدوء نسبى يشوبه التخوف مما سوف يحدث يوم الجمعة القادم الذى يطلق عليه اسم «الانتفاضة الثانية» أو «جمعة الغضب الثانية»، والتى تخرج للضغط على الحكومة والمجلس العسكرى لتحقيق مطالب الثوار على اعتبار أن الوعود كلها لم تنفذ. واختلفت المطالب، وقد جمعت بعضها وأفندها معكم، أولها: «محاكمة كل رموز نظام الرئيس السابق مبارك وإيداعهم السجون وعدم تباطؤ المحاكمات ومصادرة أموالهم وعدم قبول التنازل عنها وإيداع مبارك وسوزان السجن»، على حد تعبيرهم، وهذا على حسب علمى أول المطالب.. على اعتبار أننى سألت وبحثت واتقصيت زى ما بيتقال لأفهم.. أريدكم أن تلاحظوا فقط الصيغة التى كتب بها المطلب «محاكمة» تعقبها «إيداع السجون»، يعنى لا أمل فى احتمال أن يكون أى «رمز»، مادام قد اعتبر رمزاً، بريئاً.. لقد أصدر «الشعب» القرار، على اعتبار أن المتحدثين باسم «الثورة» التى يطلق العالم عليها اسم «انتفاضة»، يطلقون لفظ شعب على أنفسهم.. مع أنى أجد كثيراً حولى ومن الشعب أيضاً ممن يطالب بمحاكمات عادلة، ولديهم استعداد للانتظار لمعرفة البرىء من المتهم.. وأنا هنا أدافع عن حق كل متهم على وجه الأرض فى محاكمة عادلة. ولاحظوا ما جاء بعدها «مصادرة أموالهم»، يعنى لو ثبت أنهم سرقوا أو لم يثبت عايزين الفلوس وخلاص.. وأنا أُكرر أتحدث فى المطلق لا عن أشخاص بأعينهم.

المطلب الثانى: رفع حالة الطوارئ فوراً والإفراج الفورى عن كل المعتقلين المدنيين والعسكريين بالسجون المدنية والحربية الرسمية والسرية، على حد تعبير المطالبين وممن احتجزوا قبل يناير وبعده.. وفى نهاية المطلب «فتح باب تقدم السجناء بالتظلمات للجان تابعة للقضاء تعلن أسماء المسجونين فى مصر». وهذه النقطة الأخيرة طبعاً مهمة ويجب أن تنفذ.

أما عن المطلب الذى يسبق هذه العبارة فأذكّر «الثوار» بما حدث بعد ٢٨ يناير عندما انهالت علينا طلبات زوجات وأمهات تجار المخدرات، بل قاموا بمظاهرات أمام ماسبيرو للإفراج عن محبوسيهم، وقالوا فى المحطات التليفزيونية المختلفة عبارات من نوعية: «محكوم عليه بـ٢٥ سنة سجن.. التهمة مخدرات، بس هو مظلوم».. والعهد البائد هو من ظلمه طبعا!! وبالتالى المطلوب الإفراج عنهم وعن القتلة والمغتصبين عشان تكمل وكأن البلطجية مش كفاية علينا.

أصل إلى مطلب جديد من مطالب مليونية الجمعة القادم: «تشكيل لجنة من الخبراء لتحديد الحد الأقصى والحد الأدنى من الأجور وتوزيع الأجور بما يتناسب مع الأسعار العالمية مع بدء العمل بها فوراً»، طبعا مطلب عادل ورائع وضرورى ومُلح. ولكن مع اقتصاد ينهار مثل اقتصادنا كيف له أن يتحقق؟

أضف إلى ما سبق طلبات بانتخابات رئاسية قبل البرلمانية ومجلس رئاسى ولجنة تأسيسية للدستور. والسؤال هنا: من سيشكل المجلس الرئاسى؟ ومن سيوافق عليه؟ وهل سيقبل الشعب؟ وهنا أتحدث عن المعنى الحقيقى للكلمة لا التحرير فقط. ومن يقرر إن كانت اللجنة سوف ترضى الناس أم لا، يا جماعة أفيقوا، هناك عشرات الدساتير الجاهزة، ترجموها، عدلوها، المهم خلصونا. كثير (كى لا أعمم) من الشعب تعب، مل من أيام الجمعة. ما حدث فى لجنة الحوار من تراشق وإقصاء انعكاس لما يحدث فى الشارع أو العكس: الشارع أصبح انعكاساً للقائمين عليه، وأصبح شعار بوش القديم: «إن لم تكن معنا فأنت علينا» هو السائد.. وكل من يخالف الرأى هو إما فلول: بالزيت الحلو أو الحار، أو ثورة مضادة. ما يحدث فى جلسات الحوار وما يحدث على صفحات «فيس بوك» و«تويتر» والمواقع المختلفة، جعلنا نشعر بأن البلد أصبح منقسما، إما مع الاستقرار أو مع الثوار.

المشكلة أن الثوار لا يتفقون، بل يرفض معظمهم الحوار مع من يخالفهم الرأى، لذا فكرت فى اقتراح ثورى يتفق وطبيعة المرحلة: أن تقسم مصر لمحافظات نصفها يوضع فيه من يبحثون عن الاستقرار والنصف الآخر أو من تبقى يسكنه الثوار بتوجهاتهم المختلفة، وأنا هنا أقترح أن تكون هذه المحافظات هى التى فيها مدن كثيرة كى نضمن استقلالية كل فريق من فرق الثوار وما بين المحافظات المختلفة أقترح وضع فصل للقوات منعاً للاحتكاك، أو قوات حفظ السلام.. ونسمى سكان المحافظات المستقرة «فلول» وتصبح «فلول قبلى» و«فلول بحرى» ورايح فين؟؟ أزور خالى من الفلول.. جاى منين؟ من عند عمى من الثوار.. وأمنيا سيكون هذا أفضل إذ عندما تخرج التظاهرات ستكون مئوية أو ألفية لا مليونية.

. وهكذا نحقق ما لم يتحقق بعد ٢٥ يناير: الحرية فى التعبير والاختيار ولا يفرض فريق على آخر رأيه.. ولا يتحدث أحد باسم غيره إن لم يكن منتخبا.. وأحتفظ بحقى بأنى صاحبة الفكرة الثورية.. لو أعجبتكم موعدنا مليونية أمام الهرم، فهو المكان الوحيد الذى لم يشغل بعد وكى لا نعطل المرور.. فالتحرير مشغول بالثوار، والقوميون أمام السفارة الإسرائيلية، وماسبيرو مشغول بالأقباط ومصطفى محمود بـ«آسفين يا ريس»، والسلفيون أمام الكاتدرائية للمطالبة بأى أخت من الأخوات، وأهالى المساجين أمام السجون، والبلطجية أمام الأقسام، والأغلبية الصامتة فى البيوت أمام التليفزيون وعلى الإنترنت.. أما مصر فلها الله...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق