اخر الاخبار

11‏/11‏/2011

لعب وحرب وأشباح بقلم حسن المستكاوي

انتهت إجازة العيد. انتهت أيام «راحة الدماغ».. لكن صداع الشماريخ واقتحام الملاعب لم يتوقف ولن يتوقف، ولن يوقفه هذا الكم الهائل من الأسف أو من مقالات وكلمات معبأة بالحذلقة والتبرير والتمرير.. فما جرى فى مباراة الأهلى وإنبى ثم الزمالك والشرطة ليس حبا من جماعات الألتراس أو الوايت نايتس فى اللعب بالشماريخ.. القضية هى الرفض والتمرد، وظن هؤلاء الشباب أنهم أقوى من القانون.. فى دولة باتت تنحنى أمام اختراق القانون، وقد حدث الاقتحام وسط إعلام يتعامل مع مواجهة الفوضى بنفاق مذهل وشوزوفرينيا حقيقية، فهو يطالب بالحسم ضد كل من يمارس البلطجة بأى صورة، ثم يطالب بالرأفة مع ممارسى البلطجة تحت ستار الحقوق المدنية.

(الحديث هنا عن البلطجية بكل صورهم وليس عن أصحاب الحق).

●● كاميرات الفضائيات وعدسات المصورين صنعت حمى الظهور عند الجميع، وأحد الخيارات التى يجب أن تطرح الآن هو التوقف عن بث صور اللافتات سواء الطيبة أو الخبيثة.. فقد أصبح واضحا أن أضواء الكاميرات جعلت الكثير من المصريين فى شتى المواقع والمجالات مثل الفراشات، يدورون ويحومون حولها، وفى النهاية يكون الثمن هو الحياة نفسها.

●● للأسف هذا الإعلام الذى يشكو ويرتدى ثوب الحكمة والفضيلة لن يستجيب، وسوف يلهث خلف كل ما هو مثير تحت شعار حق المشاهد، أو حق القارئ، وينسى الجميع حق البلد وحق الأغلبية التى أصابها الإحباط واليأس والتشاؤم.. وهم يرون صراعا داميا فى الطريق بسبب لعبة أوبسبب صواريخ وشماريخ.. وهناك بالمناسبة ملايين المصريين يتساءلون ألم يكن مجديا أن يقدم هؤلاء الشباب الذين يرفعون راية العدالة والحرية والنضال فى ملاعب كرة القدم آلاف الجنيهات التى يحرقون بها شماريخهم إلى فقراء هذا البلد ومرضاه؟
●● بدون حذلقة، هذا الشباب الذى أضفى البهجة على ملاعب الكرة يسير باللعبة إلى كارثة، وكل من يشجع على هذا التجاوز بأى صورة سيكون متهما بالاشتراك فى الكارثة حين تقع، وسوف تقع إذا استمر هذا الحال، وأوضح أكثر راجيا منكم وضع ألف خط أسفل كل كلمة بدءا من هنا: «هل ابتعاد سمير زاهر وجميع أعضاء هذا الاتحاد سوف يرضى شباب الألتراس فيقبل هذا الشباب بقرار منع إشعال الشماريخ.. وهل ابتعاد زاهر ورفاقه يعنى احترام قرار أى اتحاد جديد بمنع الجمهور من حضور مباريات؟.. إذا كانت الإجابة هى نعم، فهى قضية شخصية، وليست قضية حرية ولا قضية حق فى إشعال الشماريخ.. وإذا كانت الإجابة هى لا، فلماذا تلك الإساءات التى وجهت إلى زاهر ورفاقه؟.. ثم ما هو المقصود بالضبط من حديث شباب عن: تحديد المصير.. وجلب الحرية بالدم أو بغيره؟».
أؤكد لكم أننا أمام لعب وحرب وسوف يخلف اللعب والحرب الكثير من الأشباح..

●● لن تنهض مصر بدون قانون قوى يطبق على الجميع.. افتحوا كتاب التاريخ، صفحة نهضة الأمم، ستجدون سيف القانون العادل فوق كل رأس أولا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق