اخر الاخبار

28‏/12‏/2012

معارك الدستور.. سنوات الهدوء بقلم عماد ابو غازي



بعد شهور قليلة من عودة العمل بدستور 1923 توفى الملك أحمد فؤاد وخلفه على عرش مصر ابنه فاروق، وخلال سنوات حكم فاروق الستة عشر تحول الصراع الدستورى إلى أسلوب جديد، أسلوب الصراع بالنقاط وليس بالضربات القاضية.
المعركة الأولى التى تهاونت فيها حكومة الوفد كانت معركة اختيار رئيس الديوان الملكى، فبعد تولى فاروق سلطاته الدستورية كاملة وانتهاء مرحلة الوصاية على العرش بأشهر قليلة، وفى شهر أكتوبر 1937 عين الملك فاروق على باشا ماهر رئيسا للديوان الملكى دون مشاورة الحكومة.

كان الصراع حول السلطات الدستورية للملك قد بدأ مع أول حكومة دستورية شكلها سعد زغلول بعد صدور دستور 23، يومها أصر سعد على أن اختيار رئيس الديوان وموظفى السرايا يجب أن يحظى بموافقة الحكومة، وانتصر فى معركته، لكن حكومة الوفد سنة 1937 لم تتمسك بحقها فى الموافقة على تعيين رئيس الديوان، وتغاضت عن إصدار الملك لقرار تعيين على ماهر وسكتت عنه، فاتجه الملك ورئيس ديوانه إلى انتزاع مزيد من السلطات الدستورية من الحكومة، كأن يكون للملك الرأى النهائى فى منح الرتب والنياشين، وفى تقديم مشروعات القوانين للبرلمان، وفى تعيين موفى السرايا.

أبانا الذى علّمنـا السحر بقلم عمرو سليم


الزمان: أبريل 1986

المكان: إشارة مرور فى شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين
 تفصلنى سيارتان فقط عن عربة يجلس فيها صلاح جاهين وبجواره زوجته السيدة منى قطان. سيارتان فقط. لم أهتم كثيرا وقتها. ولم أكن أعرف أننى بعد عام، عام واحد فقط، سادخل مجلة روز اليوسف وسأمشى فى نفس الممرات التى مشى فيها من قبلى صلاح جاهين. وسأصبح رسام كاريكاتير مثله!
 آسف. أعتذر بشدة. مثله مين؟؟ العين ما تعلاش ع الحاجب. صلاح جاهين لن يتكرر. هو أستاذنا. وتاج راسنا. وناظر مدرستنا. وأبانا الذى علمنا السحر.
 يقول العارفون ببواطن الامور الكاريكاتيرية ان من يرى صلاح جاهين فى المنام. فقد رآه فعلا. الشيطان لا يتمثل ابدا بصلاح جاهين. كيف يتمثل الشيطان بهذا الطفل الرائع. ده يبقى شيطان بجح ومجرم بصحيح!

وبناء عليه ــ مع الاعتذار للكتاتنى ــ فقد جاءنى صلاح جاهين مرتين فى المنام. لا. ثلاث مرات. ب. بل عشر مرات.

اللامعقول فى السلطة والمعارضة بقلم وائل قنديل


لا يعقل أبدا أنه فى اللحظة التى يتم فيها الإعلان عن سريان الدستور الجديد بما يحتويه من مادة للعزل السياسى لرجال النظام السابق، تأتى تعيينات مجلس الشورى متضمنة بعض فلول الحزب الوطنى المنحل.
 
ولا يعقل أن يتحجج البعض هنا بأن التعيين سبق تفعيل الدستور، فهذا كلام ينسف كل ما يقال عن دستور للثورة يؤسس لعهد جديد على أنقاض عهد سقط.

كما لا يستقيم أن تضم حكومة هشام قنديل بعد أن قرر رئيس الجمهورية بقاءها على قيد الحياة، وزراء من زمن حسنى مبارك، ينتمون إلى قيمه بأكثر مما ينتمون لثورة يناير، ويجسدون منهجه أكثر مما يعبرون عن مستقبل ينبغى أن يكون مغايرا تماما لما كان.

إن استمرار هشام قنديل على رأس الحكومة بعد بدء العمل بالدستور الجديد أصاب قطاعات واسعة من المصريين بالصدمة، ذلك أن الفترة الماضية لم تسفر عن أية مهارات أو قدرات تبرر التمسك به، فضلا عن أن أنهارا من الكلام جرت عن أن هذه الحكومة تمثل عبئا على الرئيس، وتسهم بقدر كبير فى حالة التردى التى تضرب بمصر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.

فتنة الشيخ المحلاوى بقلم عماد الدين حسين


من الذى أشعل الشرارة الأولى فى المأساة المستمرة من يوم الجمعة قبل الماضى فى مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية؟.
 
بوضوح شديد هو الشيخ أحمد المحلاوى القطب الإخوانى وخطيب المسجد.

سيغضب هذا الكلام كثيرين فى التيار الإسلامى لكن أناشد عقولهم أن يسألوا أنفسهم سؤالا بديهيا وبسيطا هو: إذا لم يكن الشيخ المحلاوى قد حاول توجيه المصلين للتصويت بنعم فى استفتاء الدستور، هل كنا سنشهد هذه الاشتباكات؟!.
بالطبع لا أريد أن أبرر ما حدث، ومبدئيا ينبغى إدانة أعمال العنف فى أى مكان، خصوصا إذا استهدفت أماكن العبادة.

مسجد القائد إبراهيم وغيره ليس ملكا للشيخ المحلاوى ولا للإخوان أو السلفيين أو لأى حزب أو جماعة.. هو مكان لكل المسلمين، المؤيد منهم للإخوان والمعارض لهم.

2012.. الملك فيلبس بقلم حسن المستكاوي


•• دورة لندن الأوليمبية أهم حدث رياضى فى العام الذى يطوى أوراقه.. تلك الألعاب أهم من كأس الأمم الأوروبية التى أقيمت فى العام نفسه. حيث يتحدى الإنسان الزمن والمسافة والثقل، وتتجلى فى الأوليمبياد القدرة البشرية..
 
 وكان نجم الدورة هو السباح الأمريكى فيلبس الذى أحرز 4 ميداليات ذهبية وفضيتين فى لندن ليرفع رصيده فى ثلاث دورات إلى 22 ميدالية، منها 18 ذهبية، وفضيتان،  وبرونزيتان.. وقيمة إنجاز فيلبس ترجع إلى أن السباحة رياضة يستهلك فيها السباح سريعا، ومن الصعب أن يستمر على القمة 12 عاما متتاليا.. كما أنه من الصعب أن يحرز إنسان 22 ميدالية أوليمبية خلال عقود قادمة.

ما سيكتبه المؤرخون عن ثورة 25 يناير؟ بقلم جلال امين


أما وقد كاد يكتمل عام على قيام ثورة 25 ياير 2011، فمن المفيد أن نتساءل عما يمكن أن يكتبه المؤرخون عن هذه الثورة، مما لم يكن واضحا تماما فى الأسابيع أو الشهور الأولى التالية لقيامها.

المؤرخون لا يكتبون مثلما يكتب المعلقون على الأحداث اليومية. فالمؤرخ لا يتوقف عند الحدث العارض، ولا يهتم بالشخصيات الثانوية، ولا يحاول أن يشبع نهم القارئ أو المستمع لمعرفة أحدث الأخبار أو ما حدث للمشهورين من الناس. المؤرخ يحاول، بدلا من ذلك، استخلاص المهم من غير  المهم، والتميز بين الحادث ذى الآثار الباقية أو الممتدة فى الأمد الطويل، وبين الحادث الذى ينتهى أثره بعد بضعة أيام وسرعان ما ينساه الناس. (كتكوين لجنة استشارية مثلا أو الإعلان عن بدء حوار بين الرئيس والمعارضة، أو حتى الاختلاف حول صياغة هذه المادة أو تلك من مواد الدستور ...الخ) المؤرخ يحاول أيضا أن يضع الحادث فى سياقه التاريخى، فيقارن بينه وبين ما قد يبدو شبيها له مما حدث فى الماضى، كما يحاول اكتشاف آثاره المحتملة فى المستقبل، وهذا يتطلب البحث فى أسبابه، واحتمال بقاء أو تغير هذه الأسباب فى المستقبل.

هل مر وقت كاف على قيام ثورة 25 يناير لكى نقدم على محاولة من هذا النوع؟ لايزال الوقت قصيرا، ولكنى أظن أن هناك من الملامح ما قد يسمح الآن بإثارة هذا السؤال، مع الاعتراف بالطبع بضرورة التعديل والتصحيح مع مرور الزمن.

•••

27‏/12‏/2012

إيران الثورة والربيع العربي بقلم حسن حنفي

كانت بين مصر وإيران علاقات خاصة دائما، ليس فقط مصاهرة القصرين، زواج الشاه من أخت الملك فاروق، بل أيضاً حسن الجوار، وترجمة الأدب الفارسى إلى العربية، وغناء أم كلثوم رباعيات الخيام، وقراءة الشاهنامة للفردوسى، والمتنوى للرومى، وترجمة معظم أعمال صوفية فارس. فيجمع بين مصر وإيران ثقافة إسلامية واحدة، صوفية أو فلسفية أو علمية.

جاوب يا ريس بقلم محمد سلماوي



فى الوقت الذى تتمزق فيه البلاد بشكل لم تعهده مصر فى تاريخها بسبب ذلك الانقسام الحاد والغريب على تاريخنا، وصلتنى على بريدى الإلكترونى رسالة بليغة جاءت كلماتها منظومة تحمل عنوان «جاوب يا ريس السؤال» لصاحبتها الدكتورة نادية رضوان.

وقد رأيت أن أنشرها، كما هى بلا اختصار، لما تعكسه من شعور عام بالاستياء تجاه ما ألم بمصر، من ذلك الانقسام الذى أصبح يتهدد أهم مكونات الشعب المصرى، وهو وحدته التى حمته عبر آلاف السنين فى الوقت الذى اندثرت فيه شعوب وحضارات أخرى مع الزمان.
تقول الرسالة:

21‏/12‏/2012

هل يظلون فاشيين؟! بقلم أحمد عبد المعطي حجازي


لم أكن أتصور، لا أنا ولا غيرى، أن تكشف لنا الأيام والحوادث أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة فاشية إلى هذا الحد، وأن فاشية هذه الجماعة طبيعة متأصلة فيها لا تستطيع أن تتحرر منها لأنها لا تستطيع أن تتحرر من الخلط بين السياسة والدين.

والخلط بين السياسة والدين يُفقد المنتمين لهذه الجماعة قدرتهم على التفكير السليم، ويجعلهم أدوات فى أيدى من يحركونهم، ويبررون لهم هذا العنف الوحشى الذى يواجهون به خصومهم، إذ يعتبرون معاركهم السياسية حروباً دينية يمثلون فيها الإسلام ويمثل غيرهم الكفر، فكل ما يصنعونه فى هذه الحرب حق لهم، لأنهم يجاهدون فى سبيل الله وينتصرون لدينه!

ولقد كنا نظن أن الاعتراف بحق الإخوان فى النشاط العلنى وما حققوه بعد ثورة يناير من مكاسب سيفرض عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويحترموا قواعد العمل فى ضوء النهار، ويتخلصوا من الأخطاء والنقائص التى كان يفرضها عليهم العمل فى الظلام. لكن شيئاً من هذا لم يحدث، فالخلط مستمر بين السياسة والدين، والسمع والطاعة شرط الانتماء للجماعة، والعنف هو العنف، والتنظيم الخاص الذى اغتال أحمد ماهر، والخازندار، ومحمود فهمى النقراشى، هو التنظيم الذى يتصدى الآن للذين يعارضون طغيان الإخوان، وهو الذى يصطاد زعماء المتظاهرين ويسحلهم ويمزق أجسادهم، وهو الذى يحاصر المحكمة الدستورية العليا، ويهدد القضاة والإعلاميين ويعتدى على الفنانين، وهو الذى أشعل النار فى حزب الوفد واغتال الحسينى أبوضيف.

فالإخوان المسلمون إذن جماعة فاشية، لأنها تحول قضايا السياسة التى تقبل الاختلاف وتتعدد فيها الآراء والمواقف، وتحتمل المراجعة، ويجوز فيها الصواب والخطأ إلى عقيدة تفرضها على غيرها بالقوة، وتستخدم فى ذلك ما تقدر على استخدامه من صور الإرهاب والعنف المادى والمعنوى. وفى هذا يقول الشيخ حسن البنا، مؤسس الجماعة، لأتباعه «إن الأمة التى تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياة العزيزة فى الدنيا والنعيم فى الآخرة، وما الوهم الذى أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة».

والخلط واضح هنا بين التضحية بالحياة والتضحية فى سبيل الحياة، بين الشجاعة التى يجب أن نتحلى بها ونحن ندافع عن حياتنا وحريتنا ونواجه ما يهدد الحياة والحرية من أخطار وبين صناعة الموت التى لا يحسنها إلا الذين احترفوها.

فى إيطاليا الفاشية كان العنف نشاطاً يومياً يمارسه الفاشيون: حملات تأديبية يشنونها على خصومهم، يفتشون المنازل ويدمرون مقار الأحزاب الأخرى، ويشعلون النار فى الفنادق، ويغلقون الحانات، ويعتقلون المعارضين، ويغتالون زعماء المعارضة، ويقف موسولينى بعد ذلك ليعلن مسؤوليته عما يقوم به أنصاره، كأنما يباهى به، ويتحدى أن يعترض معترض: «أعلن أمام هذا الجمع وأمام الشعب الإيطالى أننى أتحمل بمفردى مسؤولية ما حدث فإذا كانت الفاشية عصابة من المجرمين فإننى زعيمها».

والحقيقة أن الفاشية لم تكن إلا كما وصفها زعيمها: عصابة من المجرمين، وهذا هو المعنى الذى تشير إليه كلمة «فاشية» فهى مصدر من الكلمة الإيطالية «فاشيو» ومعناها حزمة، أو عصبة، أو عصابة، أو جماعة مترابطة، أو خلية فى حزب، أو حركة سياسية، ومن هذا المعنى استمد الفاشيون اسمهم واختاروا شعارهم، وهو حزمة العصى المشدودة حول البلطة ذات الحدين، وكانت فى الماضى شعار قضاة الإمبراطورية الرومانية التى اعتبر الفاشيون أنفسهم استمراراً لها، ولهذا تبنوا شعاراتها وألقابها وتشكيلاتها ورتبها، ومنها القنصل، والتريبونو أى المنصة أو الرواق، وقائد المائة.. فإذا نظرنا إلى الاسم الذى اختاره الشيح حسن البنا لجماعته وإلى الشعار الذى جعله تجسيداً لما تعتنقه من أفكار وما تسعى لتحقيقه من غايات، فلن نجد اختلافاً جوهرياً، الإخوان اسم جماعة المؤمنين، والجماعة عصبة أو رباط والرباط عند المسلمين هو القلعة التى يرابط فيها المجاهدون. وقد أطلق هذا الاسم على العاصمة المغربية كما هو معروف. أما البلطة ذات الحدين فهى ليست بعيدة عن السيفين المتقاطعين.

وإذا كان الفاشيون يقدسون الوطن ويتغنون بمجد الرومان كما نجد فى قصائد الشاعر جابرييل دانونزيو، الذى كان قريباً من موسولينى: «إنه يومك يا إيطاليا! إنها ساعتك!»- أقول إذا كان الفاشيون يقدسون الوطن، فالإخوان يسيّسون الدين ويجعلون العقيدة وطناً يحملونه ويرتحلون به إلى الماضى، حيث الخلافة التى يحلمون باستعادتها كما يحلم الفاشيون باستعادة الإمبراطورية الرومانية.

ومن الواضح فى كل هذا أن السلطة هى هدف الفاشيين، كما أنها هدف الإخوان، لا سلطة الأمة التى تناضل فى سبيلها الأحزاب الليبرالية، ولا سلطة الطبقات الكادحة التى يناضل فى سبيلها الاشتراكيون، لكن سلطة العصبة أو الجماعة، سلطة البلطة والسيفين، والطريق إلى السلطة هو «السكوادريستى» عند الفاشيين، والتنظيم الخاص عند الإخوان.

والسكوادريستى كلمة إيطالية مشتقة من كلمة سكوادرو أى السرب أو الفصيل الذى كان يقوم بإرهاب الخصوم كما كان التنظيم الإخوانى يقوم بهذه العمليات الإرهابية.

الإخوان المسلمون إذن جماعة فاشية، وهذا ما أدركه الكثيرون منذ ظهرت هذه الجماعة فى العشرينيات الأخيرة من القرن الماضى، فالشعارات التى رفعها الإخوان والمواقف التى اتخذوها مما كان يحدث فى مصر آنذاك تلفت النظر بقوة لوجوه الشبه التى تجمع بينهم وبين الحركات الفاشية التى نشطت على اختلاف صورها فى أوروبا، واستطاعت أن تصل إلى السلطة فيما بين الحربين العالميتين.

كانت الحرب الأولى قد وضعت أوزارها وخرج منها الأوروبيون مثخنين بالجراح، المنتصرون منهم والمهزومون على السواء، ضحايا بعشرات الملايين قتلى وجرحى، أزمة روحية طاحنة انبثقت منها حركات أدبية وفنية متفجرة واقتصاد مترنح، والبطالة منتشرة، والمظاهرات لا تتوقف، والشيوعيون يستولون على السلطة فى روسيا، والحرب الأهلية تهدد الجميع، وفى هذا المناخ العنيف ظهرت الحركات الفاشية وحققت انتصارات مدوية فى أنحاء أوروبا المختلفة.

الفاشيون الإيطاليون بزعامة بنيتو موسولينى ظلوا يتأرجحون يميناً ويساراً، ويغازلون الملك والبابا والعمال والرأسماليين حتى استطاعوا الحصول على عدد من المقاعد فى البرلمان، قفزوا منها إلى الوزارة، ومن ثم تمكنوا من إزاحة غيرهم، وانفردوا بالسلطة وسيطروا على مؤسسات الدولة كلها.


والذى حدث فى إيطاليا خلال العشرينيات حدث فى ألمانيا خلال الثلاثينيات بزعامة أدولف هتلر الذى استثار فى ألمانيا المهزومة عواطفها القومية، وأحقادها العرقية، وكراهيتها لليهود والشيوعيين، وألف من كل هذا العنف حزبه النازى، واستطاع أن يصل إلى السلطة ليقضى على خصومه جميعاً، وينهض باقتصاد بلاده، ويبنى قواتها العسكرية، ثم يدفع بها إلى جحيم الحرب الثانية.

وكما صنع الفاشيون والنازيون فى إيطاليا وألمانيا صنع الفالانج ـ الكتائب ـ فى إسبانيا بزعامة فرانكو، والعسكريون فى البرتغال بزعامة سالازار.

هذه الأحداث العنيفة وهذه التحولات الكبرى التى شغلت العالم كله فيما بين الحربين العالميتين شغلت المصريين أيضاً وفرضت نفسها عليهم، وجعلتهم يشاركون فيها بإرادتهم أحياناً وبالرغم عنهم أحياناً أخرى.

السقوط الأخلاقى لـ«الإخوان» بقلم عمار علي حسن



عندما يستحل من يرفع راية الدين تزوير الانتخابات والاستفتاءات وإطلاق الأكاذيب المنظمة فى آذان الناس فهذه بداية انهياره، والسقوط الأخلاقى يسبق السقوط السياسى، هكذا قالت كل تجارب الحياة وسننها، لكنها لا تعمى الأبصار إنما القلوب التى فى الصدور.
أتخيل لو عاد الشيخ حسن البنا إلى الحياة سينظر فى عين من يتربعون فى غرور وزهو اليوم على عرش الجماعة التى كافح ومات فى سبيل تأسيسها، ثم يقول لهم:
- ضعيتمونى. ثم يغادرهم وبعضهم يعيد جملته القديمة التى أطلقها فى وجه التنظيم الخاص الدموى الذى انحرف بالدعوة عن مسارها الصحيح:
- «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين».
فى ظل انشغال الإخوان بالإجابة عن سؤالهم الملح والقاطع والغارق فى الأنانية والانتهازية: متى نهيمن على كل مفاصل الدولة؟ ينشغل كثيرون بالرد على سؤال أشد وقعاً ووطأة، مفاده: هل يخرج الإخوان من التاريخ؟ ليولوا وجوههم شطر معطيات حقيقة على الأرض تقول بلا مواربة إن «الجماعة» على محك تاريخى، وإن استمرار تماسكها وتواصل نفوذها وحضورها السياسى والاجتماعى الطاغى والمتحكم لم يعد قضية موضع تسليم، وأن الآتى غير الآنى وما ذهب. ذات جمعة من جمع الثورة وقف

ليلة الاعتداء على المصريين الجنوبيين اللاجئين فى مصر بقلم وائل قنديل


وكأنها كانت أمس، تلك الليلة الحالكة السواد التى بدأت فيها مجزرة مجلس الوزراء فى مثل هذه الأيام من ديسمبر ٢٠١١.
 
من الذاكرة أعيد هذا المقال المنشور فى ١٧ ديسمبر من العام الماضى:

الفرق الوحيد بين مذبحة ميدان مصطفى محمود عام 2005 وبين مجزرة شارع مجلس الشعب ليلة الجمعة (١٦ ديسمبر ٢٠١١) يكمن فى جنسية الضحايا، ففى الأولى قتلت قوات وزارة الداخلية المصرية وأصابت عشرات من المعتصمين السودانيين الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فتصوروا أن فى مصر مكانا لهم.. وفى الثانية كان الضحايا مصريين والجناة أيضا مصريين، غير أن المفارقة أن وزارة الداخلية لم تكن الفاعل فى هذه الجريمة رغم أن وزيرها الجديد هو بطل مذبحة السودانيين فى ميدان مصطفى محمود.

ما معنى الحرام عند المصريين؟ بقلم جلال أمين


ما أكثر ما كان لفظ «الحرام» يتردد على لسان والدتى، أكثر بلا شك مما كان يرد على لسان أبى أو أحد من أخوتى. لم يكن السبب أن أمى كانت أكثر تدينا، بل إنها كانت أرقنا قلبا. لم تكن أمى تذكر «الحرام» كوصف لشرب الخمر، إذ لا أظن أنها رأت الخمر فى بيتنا قط، ولا لوصف التمثال الصغير الذى كنت أضعه على مكتبى، إذ لم يخطر بذهنها قط أننى سأقوم بعبادته. ولا بالطبع لوصف عزف الموسيقى أو الغناء، الذى كانت تحبه ولو كان يتضمن كلمات الحب والعشق، طالما كان اللحن جميلا.
 حاولت أن أبحث عن المعنى المشترك فى أكثر ما كانت تصفه أمى بالحرام فوجدت أنه القسوة. قلت لنفسى انه ليس غريبا أن يفهم كل شعب دينه بما يتفق مع طبعه، فقد لاحظت عندما زرت بعض البلاد الإسلامية، كتركيا وباكستان وإندونيسيا، بل حتى فيما رأيت من بلاد عربية، أن التدين يتطبع فى كل بلد بشخصية شعبه. والشعب المصرى من أقل شعوب العالم ميلا إلى القسوة (وربما كان هذا هو السبب الحقيقى فى دأب الأجانب على التعبير عن حبهم للشعب المصرى وللإقامة فى مصر رغم كل ما يصادفه الأجنبى فى حياته اليومية فى مصر من متاعب).

17‏/12‏/2012

استفتاء النهاية بقلم ابراهيم عيسى :



كنا نصل إلى قلب ميدان التحرير فنهتف ونهنّئ أنفسنا، وبعد دقائق تنطلق طلقات رصاص. فى ما بعد عرفنا أنها قادمة من أسطح الجامعة الأمريكية تضرب فتصيب وتقتل، فينفضّ جمع الجموع ونتراجع مصحوبين بقنابل مسيلة للدموع تُرمى فوقنا من مدافع الشرطة، تملأ الأنوف دخانا والعيون دموعا وبللا، فتمسكنا أيادٍ وتحضننا أخرى تمنعنا من التعثر والسقوط على الأرض وتثبِّت وقفتنا عند المكان حتى نعاود ونعود إلى قلب ميدان التحرير. ومَن كان يمسك حتى نتماسك هو الذى يرجع بعد قليل مضروبا أو دامعا مخنوقا فنمسكه نحن ونثبّته. هكذا دورات متوالية متتالية من مئات وعشرات يشكلون مقدمة الاختراق لهذا الحصار الأمنى الذى نفكه لمئات الآلاف القادمين بعدنا. ومن فرط دماثة المصريين ولطفهم فى هذه اللحظات التى تكاد تفصلنا فيها عن الموت سنتيمترات هى المسافة الفاصلة بيننا وبين من يموت شهيدا بجوارنا، أن أحدا ممن أحاطنى لم يدّخر وسعا ولا تمنّع عن أن يبذل جهدا مهما كانت سنه فى حمايتى ورعايتى. كان هذا التضامن إلى جانب ما غمرنى من فضل متظاهرين أفاضل على شخصى فإنه كشف عن رغبة حقيقية لدى المصريين فى الامتنان لمن وقف أمام ظلم حاكمهم فى الوقت الذى لم يكن فيه أحد مستعدا أن يقف مثلما وقف الآن بصدره وبعمره فى مواجهته.

16‏/12‏/2012

دماء على الدستور بقلم محمد حبيب


التخبط والارتباك يسودان الحياة السياسية.. الأخبار والمعلومات التى يتم بثها وتداولها من خلال الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعى لا يدرى أحد مدى صحتها وحقيقتها.. التربص هو السمة الغالبة التى تميز أطراف الجماعة الوطنية.. كما أن فقدان الثقة وغياب الشفافية يزيدان من حيرة واضطراب المواطن العادى..الانقسام والانشقاق الحاد، حتى فى الأسرة الواحدة، سوف تكون له آثاره السيئة وعواقبه الوخيمة على الوطن كله.. ليته كان اختلافا فى الرأى.. لكنه تصدع وتشرخ فى البناء الوطنى.. التماسك المجتمعى يتعرض لأخطر عملية تحلل، والذى يتصور أن الاستفتاء الذى تحدد له السبت ١٥ و٢٢ ديسمبر، سوف يضع حدا للأزمة، ويوقف تمدد الشرخ الحادث فى المجتمع المصرى، أقول هو واهم وغير مدرك لما يجرى على الساحة.. إن من يقارن بين الأجواء التى سبقت الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى ١٩ مارس ٢٠١١، وبين الأجواء الحالية، يجد الفارق ضخماً

حين تكون السياسة إبداعا وليست لعبة كراسيّ بقلم نوال السعداوي


متى ينتصر الإبداع على السياسة؟ متى تتشكل الحكومات من المبدعين والمبدعات بدلاً من محترفى اللعب السياسية والانتخابية والاستفتائية؟

الإبداع ليس سهلا، قد تدفع حياتك ثمن الإبداع، أى ثمن الصدق والحرية والعدل والكرامة.

تتشابه أهداف الإبداع مع أهداف الثورة العظيمة أو السياسة النظيفة التى لا تلعب ولا تتلاعب، وتتمسك فى دستورها بمبادئ العدل والحرية والكرامة والمساواة للجميع دون تمييز على أساس الجنس أو الطبقة أو الدين أو غيرها.

السياسة النظيفة مثل الإبداع بسيطة مباشرة واضحة لا تتسربل فى غموض الألفاظ وغياهب الشرائع وأدغال المراوغات، قد تدفع حياتك ثمن الإبداع كما تدفع حياتك فى الثورة ضد العبودية.

ليس سهلاً تحرير العبيد (نساء ورجالاً) من القهر الاقتصادى والجنسى الذى وقع عليهم منذ نشوء التاريخ المكتوب، رغم ثورات العبيد والنساء المتكررة عبر القرون وما حصلوا عليه من حقوق تتزايد مع تكرار حركات التحرير فى كل بلد، إلا أن جوهر العبودية لايزال قائماً حتى اليوم، فى البلد الذى خاض أعنف المعارك لتحرير العبيد، وهو الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تشهد حركة تحريرية تتجسد اليوم فى انتفاضة الـ99٪ من الشعب ضد طبقة الـ1٪ الذين يملكون كل شىء.

15‏/12‏/2012

الدستور بقلم حمزة النجار


عندما تقوم ثورة على فساد وديكتاتورية وحكم الفرد مثلما قامت ثورة يناير فى مصر فلابد من أن يحدث تحول ديمقراطى ينقل مصر مما كانت فيه إلى عالم الحرية الرحب ..ومن سمات الحكم الديمقراطى أن يحكم الأكثرية ولكن دون المساس بحق الأفراد والأقليات فى الحرية والكرامة والعيش الكريم ويجب أن يكون هناك ضامن لهذه الحقوق .. وكان الدستور هو الضامن الذى يضمن عدم تغول الأكثرية على الأقلية ويوفر ما يعرف بالتوازن بين الأقلية والأكثرية وبين أرجاء الوطن شماله وجنوبه وشرقه وغربه ..فإذن فإن التحول الديمقراطى له أصول وثوابت وخطوات متتالية لها ترتيب زمنى من وجهة نظرى لم يتوفر فى الحالة المصرية إذ كان من الواجب أن نضع ضامن لهذا التحول الديمقراطى قبل كل شئ بحيث يتوافق عليه الجميع ولا يكون عرضة للعبث من أى فصيل يصل إلى السلطة ثم نبدأ بناء مؤسساتنا الوطنية من سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية تخضع لهذا الضامن

ما بعد الاستفتاء بقلم سعيد الشحات


كتبت هذا المقال فى بداية الإعصار الغاضب من الإعلان الدستورى، وأعيد نشره اليوم مع بدء الاستفتاء على الدستور.
أصل إلى أسوأ التوقعات التى يتخوف منها البعض حاليا، وهى أن الرئيس قد يجنى فوزا بالموافقة على الدستور، بحشد أجهزته، وتعبئة جماعته للناخبين، والدعاية بتكفير كل من يقول «لا» للدستور.
هذا التوقع يشغل الكثير من المصريين حاليا، وتلقيت كثيرا من الأسئلة حوله، والبعض يطرحه محبطا لأننا سنكون محكومين به بالحديد والنار، وأستعين فى الرد على ذلك، بدروس التاريخ التى يتجاهلها الحاكم فيتحول إلى ديكتاتور بدرجة امتياز.
فى دروس تاريخنا القريب، ما حدث فى مظاهرات 18 و19 يناير عام 1977 والمعروفة تاريخيا بـ«انتفاضة الخبز»، لكن السادات أطلق عليها «انتفاضة الحرامية»، جاءت انتفاضة يناير بعد أقل من أربع سنوات من انتصارات أكتوبر، وهى الانتصارات التى يمكن القول إنها أعطت السادات شرعية جديدة فى حكمه.

07‏/12‏/2012

دولة الإخوان المسلمين بقلم محمد سلماوي



كل التقدير لدولة الإخوان المسلمين، التى أثبتت اقتداراً سياسياً فائقاً لا ينكره إلا جاحد جهول، أو كافر ملحد، أو فل من الفلول، أو كلهم، فإن معارضى الإخوان تنطبق عليهم كل هذه الأوصاف فى آن واحد.

أقول: التقدير لدولة الإخوان، لأن الانتخابات الرئاسية الأخيرة لم تأت لنا برئيس للجمهورية فقط، وإنما جاءت بدولة كاملة ظهر مختلف أجهزتها المدربة ومؤسساتها الفاعلة على مدى الأشهر الأربعة الأخيرة، التى كان آخرها تلك الميليشيات المسلحة التى وصلت إلى الاتحادية، أمس الأول، والتى ظنها المتظاهرون فى البداية «الطرف الثالث» الذى قابلوه قبل ذلك فى مسرح البالون وفى ماسبيرو وفى محمد محمود وأمام مجلس الوزراء، لمجرد أن طريقة أدائهما كانت واحدة.

لكن قدرات دولة الإخوان المسلمين ظهرت بأذرعها المختلفة منذ بداية تنصيب محمد مرسى رئيساً، حيث ثبت أن مرسى ليس مجرد رئيس منتخب له أن يفعل بنا ما يحلو له، أو أن يطبق علينا سياسات من وحى رأسه، وإنما هناك جهاز قادر ومقتدر يقوم على التفكير والتدبير، وما على رئيس الجمهورية إلا التنفيذ، ومن هنا فإن كل من عينهم الرئيس كمساعدين له أو مستشارين لم يكن لهم أى دور أمام التخطيط الأكبر الذى يضعه الجهاز المدبر للإخوان، الذى يقبع فوق جبل المقطم.

هل خافت «الدستورية» من حصار الإخوان؟ بقلم جمال زهران



يعد حصار أنصار «الإخوان المتأسلمين»، المحكمة الدستورية العليا ليلة الثانى من ديسمبر فى أعقاب تجمعهم أمام جامعة القاهرة تحت عنوان «الشرعية والشريعة» يوم أول ديسمبر، «بلطجة سياسية» غير مسبوقة. فى الوقت الذى يبرر فيه قادة الإخوان وحزبهم الإعلان الدستورى الديكتاتورى للرئيس، والإسراع بالدستور فى محاولة لخطفه كما سبق أن خطفوا الثورة والسلطة، بأن كل ذلك بهدف بناء مؤسسات الدولة، نجدهم يساهمون فى هدم أحد صروح العدالة بمحاصرتهم «الدستورية» ومنع القضاة من الدخول! وكان هؤلاء قد سبق أن حاصروا مجلس الدولة للتأثير ولإرهاب القضاة، لإجبارهم على إصدار أحكام لصالحهم، فهل تؤخذ الأمور بهذا الشكل؟! ولا يمكن تصور أن يتحرك أنصار فصيل سياسى معين لمنع إحدى مؤسسات القضاء المصون من ممارسة عملها، فهذه جريمة سياسية كبرى، والسؤال هنا: لماذا امتنعت المحكمة الدستورية من ممارسة عملها حتى ولو خارج المحكمة، وتقول كلمتها للتاريخ بغض النظر عن الاحتمالات الضعيفة لتنفيذ أحكامها، وفى نفس الوقت الذى تآمرت فيه اللجنة التأسيسية للإخوان على المحكمة الدستورية بتقليص عدد أعضائها إلى رئيس وعشرة أعضاء بدلاً من رئيس وسبعة عشر عضواً!!

قائمة الشرف فى معركة الدستور بقلم وحيد عبد المجيد



لا يمكن لأى مصرى أن يرفض المشاركة فى عملية وضع دستور يحدد اتجاهات مستقبل وطنه، أو ينسحب من هذه العملية، إلا لأسباب قهرية بل قاهرة. فالمشاركة فى صنع الدستور شرف، لكن بشرط لا بديل له وهو أن يكون هذا الدستور معبراً بحق عن مختلف فئات المجتمع، ومشرّفاً بالتالى لمن يشارك فى إخراجه على هذا النحو.

فإذا انحرفت عملية صنع الدستور عن الاتجاه الذى ينتج وثيقة توافقية بلا مغالبة أو هيمنة لفصيل واحد ودون إقصاء أو تهميش لأى من شرائح المجتمع واتجاهاته، أصبح الانسحاب منها ضرورة وطنية مثله مثل رفض المشاركة فيها منذ البداية. وعندئذ يكون هذا الانسحاب شرفاً لمن يقدم عليه ويتحمل مسؤوليته عندما تفشل جهوده من أجل دستور توافقى محترم يضمن الحقوق الأساسية لمختلف فئات المجتمع، وفى مقدمتها الضعفاء الذين يحتاجون إلى حماية دستورية صريحة وقاطعة.

06‏/12‏/2012

عبد الرحمن يوسف من أجل الاستقرار... «لا» للدستور


بدون مقدمات، هذه مقالة عن دستور مصر الجديد، كتبت بدون النظر إلى من كتب هذا الدستور، وكيف كتبه، ومن انسحب من الجمعية، وكيف تم التصويت عليه.
هذا رأى لم ينظر إلا لمواد الدستور فقط، لا إلى أى شىء آخر.
وبرغم ما فى هذا الدستور من إيجابيات قليلة، فإنه يحمل عدة كوارث تدفعنا مضطرين للتصويت بــ«لا»، وذلك لخمسة أسباب:
أولا: دستور يخلق دولة عسكرية:
فهو لا يحدد اختصاصات واضحة لمجلس الدفاع الوطنى «وأغلبيته من العسكريين»، بل يفتح الباب أمام قوانين تتيح له التحكم فى سياسات الدولة، والتدخل فى الشؤون المدنية بحجة «تأمين البلاد وسلامتها» «مادة 197»، وهذه المادة تحديدا رفضتها الأمة فى وثيقة السلمى الشهيرة، ومن أغرب الغرائب أن تدخل فى الدستور بعد أن رفضها غالبية من هم فى اللجنة التأسيسة!

05‏/12‏/2012

الشعب يريد أن يفهم بقلم فهمي هويدي



لا الدولة الدينية قامت ولا ولاية الفقيه لاحت ولا اللون الواحد انفرد بكتابة الدستور الجديد. وهى الحقائق التى تبدت حين خرج المشروع إلى النور، وأتيح لنا أن نقرأه بأعيننا، وليس بأعين الذين استبقوا ووصفوه بأنه دستور العار وحذرونا من الكارثة التى يحملها إلينا، وقرروا أنه يعصف بحقوق المصريين وحرياتهم.

حتى اعتبر البعض أنه صدر فى يوم بائس وحزين وصفه أحدهم بأنه أسود من قرن الخروب؟ وقال آخر إنه جزء من مؤامرة على الثورة. وقرأت فى أهرام الثلاثاء 4/12 مقالة لأستاذ محترم للعلوم السياسية قوله إنه: «يحول طبيعة المجتمع المصرى من مجتمع مدنى يحكمه القانون إلى مجتمع يحكمه الفقهاء والفتاوى، وينشئ نظاما استبداديا دائما يكرس تزوير الانتخابات ويميز بين المواطنين».

ما سبق يعد من قبيل الكلام المهذب نسبيا الذى صدر فى سياق التعليق على المشروع. وأقول إنه مهذب رغم حدَّته لأن آخرين كتبوا كلاما هابطا يعبر عن مدى التدهور الذى وصلنا إليه فى أجواء الاشتباك الراهنة، ظنا منهم بأن رص الكلمات المسيئة والأوصاف الجارحة يقوى وجهة النظر ويرجح الكفة فى خضم التراشق والاشتباك.

أَزِفَتْ الآزِفَةُ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ بقلم جمال البنا


كنا فى معتقل الطور عام 1949م حوالى عشرة آلاف معتقل بالإضافة إلى بضع مئات من الشيوعيين وبضع عشرات من اليهود نجلس نتسامر حتى نسمع صفير الباخرة «عايدة» فيهرع بعضنا إلى الميناء، فنجد أن المعتقلين الجدد من الإخوان المسلمين وأن وراءهم أعداداً أخرى ستمتلئ بهم حذاءات الطور فيعودون منكسى الرؤوس ونعرف من مقدمهم أننا سننتظر مزيدًا من الإخوة، وأن الحكومة قد أعدت عدتها لاستيعاب أعداد كبيرة وعندئذ يرتفع صوت أحدهم بالآية «أَزِفَتْ الآزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ» يكررها الإخوان بصوت عالٍ مؤثر، وكنت معهم أتلو كما يتلون وأقول كما يقولون وإن كانت فكرتى مختلفة عن فكرتهم، فأنا أتصور أن الله تعالى رتب الأسباب التى يقوم عليها نجاح أو فشل المجتمع، فمن اتبعها اهتدى وانتصر ومن خالفها فشل وانهزم، وأن معظم الناس لا تفكر مثل ذلك وإنما ترى فيه قدرًا مقدروًا ولو أنهم فكروا لكان ذلك أفضل لحل مشكلاتهم، ويمضى الوقت وتنتهى الليلة ويأتى الضيوف القادمون من القاهرة، ليقصوا علينا الأنباء المجهولة للمجتمع.

بين مرسى ومبارك بقلم عمرو الشوبكي



لا يمكن مقارنة طريقة وصول مرسى للسلطة بمبارك، فالأول جاء بالانتخاب الحر والثانى جاء بالتزوير، والأول لم يبق فى السلطة إلا 6 أشهر والثانى جثم على صدر الشعب 30 عاما بالتزوير والبلطجة، إلا أن الخوف من إعادة إنتاج نظام مبارك فى قالب إخوانى جديد يقلق كثيراً من المصريين.

الفارق بين مرسى ومبارك أن الأول له قاعدة اجتماعية ويدعمه تنظيم عقائدى قائم على السمع والطاعة (يا بديع يا بديع إنت تؤمر واحنا نطيع) - من شعارات مليونية جامعة القاهرة، وجمهور سلفى كثير منه حسن النية ويمكن جمعه بسهولة على أى شعار يدعى أن الشريعة فى خطر.

إن الحشد الذى قام به الإخوان على قضية مصطنعة «الشرعية والشريعة» لكى يحضر السلفيون وبسطاء الريف يوم السبت الماضى وتغييب القضايا السياسية الحقيقية محل الخلاف - دل على أن كل الأسلحة سيستخدمها الإخوان من أجل بسط هيمنتهم على النظام السياسى المصرى.

جريمة بطعم الفضيحة بقلم حسن نافعه



الحصار الذى ضربه المتظاهرون حول مبنى المحكمة الدستورية العليا طوال يوم الأحد الماضى، وأدى إلى منع قضاة المحكمة من الوصول إلى أماكن عملهم، وأجبرهم على تأجيل دعاوى مهمة مرفوعة أمامها، كان يفترض أن ينظر فيها فى ذلك اليوم، يعد جريمة كبرى يتعين ألا تمر بغير عقاب أو محاسبة. صحيح أن التظاهر حق يكفله الدستور ويحميه القانون فى كل الدول الديمقراطية، لكن ينبغى أن يمارس الحق فى الحدود التى يسمح بها القانون ويحقق المصلحة العامة.

 ولأن إرهاب القضاة ومنع هيئة قضائية، مهما كانت وجهة نظرنا فى تشكيلها الحالى أو فى طبيعة الدور الذى تقوم به، لا يمكن أن يكون عملا يقره القانون أو يستهدف تحقيق مصلحة عامة، علينا جميعا أن نستنكر ما جرى أمام المحكمة الدستورية العليا وأن ندينه بكل قوة.

03‏/12‏/2012

عزيز علي المصري


الفريق عزيز المصري..الأب الروحي للضباط الأحرار
مثلما ظل حادث هروبه لغزاً، عاش الفريق عزيز باشا المصري، لغزاً يعصي علي الفهم.. اعتقل عدة مرات.. وشارك في عدة ثورات.. وحير سلطات الاحتلال ورجال البوليس السياسي، إلي أن رحل في صمت، وحيداً، في منزله بالزمالك.

الفريق عزيز المصري (1880- 1965) عسكري وسياسي مصري، ورائد من رواد الحركة القومية العربية وحركات التحرر الوطنية المصرية. وُلِد باسم "عبد العزيز علي المصري" لعائلة شركسية عريقة ترجع أصولها إلى القفقاس تعرف بعائلة شاهلبة، سكنت العراق لفترة ثم انتقلت إلى مصر، درس الثانوية في القاهرة، والتحق بالكلية العسكرية في الأستانة، ثم في كلية الأركان حيث تخرج منها بتفوق عام 1904. انضم إلى جمعية الاتحاد والترقي، وشارك في انقلابها العسكري عام 1908، ترك الاتحاد والترقي بعدما تبدى له معاداتها للعرب. أسس مع الشهيد سليم الجزائري الجمعية القحطانية، التي نادت بمملكة ذات تاجين العرب والترك.
حكم عليه بالإعدام مرتين من قبل السلطات العثمانية عامي 1914 و1916

01‏/12‏/2012

بقلم محمد الدسوقى رشدى ..لهذه الأسباب لا تثق فى دستور الغريانى


الدستور أصبح جاهزا، تم «سلقه» فى أقل من 48 ساعة، ربما يكون فى حاجة إلى بعض الملح أو الكثير من الفلفل الأسود، ولكن من المؤكد أنه سيسبب حالة من «الانتفاخ» السياسى والتشريعى للوطن الذى سيتعاطاه.

قرأت المسودة النهائية وتابعت بعضا من الساعات الطويلة لجلسة التأسيسية الأخيرة التى شهدت عملية طبخ تتطابق تفاصيلها ومكوناتها مع تفاصيل جلسات برلمان فتحى سرور فى زمن مبارك، وقبل أن نتحدث عن عيوب المواد أو عظمتها أو جمالها دعنا نتفق على ما هو أهم، والأهم هنا يتعلق بالقاعدة الشهيرة ما بنى على باطل فهو باطل، وهذا الدستور الذى يدعونا عصام العريان للتصويت عليه بنعم لكى نتخلص من الإعلان الدستورى الكارثى فى مقايضة سياسية رخيصة وغير شريفة، هو نتاج عمل جمعية تأسيسية ولدت مشوهة ومنذ اللحظة الأولى وهى تعانى من حالة عوار سياسى ومازالت أوراق صلاحيتها من عدمه أمام القضاء بغض النظر عن التحصين الديكتاتورى الذى منحه الرئيس لها.

وائل السمرى جماعة مضاجعة الجثمان



سألنى أحد أصدقائى الذى كان يفتخر بكونه من «حزب الكنبة» قبل انتخابات مجلس الشعب الإخوانى المنحل: لماذا تقف ضد الإخوان هكذا؟ فقلت له: لى ثلاثة أسباب: أولهما أن الجماعة لا تضع مصر فى أولوياتها، وأفرادها لا ينتمون إلى مصر بقدر انتمائهم إلى الجماعة، أى أنهم يعتبرون أنفسهم «إخوان» ثم مصريين، بالتالى فالجماعة «عنصرية بامتياز، تفرق بين المصرى والمصرى بحسب انتمائهم للجماعة من عدمه، وانظر مثلا إلى مدارس الإخوان ونقابات الإخوان لترى كيف يتعامل الإخوان مع «إخوانهم» وكيف يتعاملون مع من عداهم، وثانيا أن حرصها على استخدام الدين فى السياسة سيجرنا إلى حروب أهلية قريبة، ليس بين المسلمين والمسيحيين فحسب وإنما بين المسلمين والمسلمين، ثم بين المسلمين أتباع المذهب الحداثى فى الإسلامى، والآخرين أصحاب المذهب السلفى، وثالثا أنهم رأسماليون فى الاقتصاد، بما يعنى أنهم لن يصلحوا حال مصر ولن يقفوا فى صفوف الوطن والمواطن وإنما سيقفون فى صف رجال الأعمال باختلاف انتماءاتهم ولن يتذكروا الفقراء إلا على أبواب الانتخابات، ولن يعطونا نصيبنا من الدخل القومى باعتباره «حقا» وإنما باعتباره «صدقة» وإن لم تصدقنى فانظر إلى المستقبل القريب، ويبدو أنه لم يقتنع يومها بهذا الكلام، فصوت لقائمة الحرية والعدالة وقال لى: أدينا هنجربهم.

بقلم كريم عبد السلام «خليهم يتظاهروا»




الرئيس مبسوط بالمظاهرات الحاشدة ضد الإعلان الدستورى الباطل الذى أصدره الخميس قبل الماضى، ويرى فى الاحتجاجات والمليونيات بالقاهرة والمحافظات مجرد تعبير عن الرأى لا يدفع المسؤول عن البلد إلى مراجعة نفسه وقراراته.

الرئيس يرى تأكيدا على انبساطه وفرحه بالمليونيات التى هتفت بسقوط نظامه ورحيله عن الرئاسة، أن نحب بعض وأن نحضن بعض وأن نتمسك بعجلة الإنتاج، وأقترح أن يشتغل الشعب صباحا وأن يثور ضده فى الليل بشرط أن نحضن بعض!

تأكيدات الرئيس مرارا وتكرارا فى حواره لتليفزيون الدولة المعلّب والمزفلط والمتكلف، على أن نحب بعض وأن نحضن بعض، أشعرنى أن الغضب فى التحرير والمحافظات مجرد فوتوشوب، ومشاهد غير حقيقية، وأن الانقسام الخطير الذى يمر به الشعب المصرى بين القوى الوطنية والجماهير فى ناحية، والإخوان وحلفائهم السلفيين فى ناحية أخرى مجرد حلم يقظة بالنسبة لنا، أو أن الرئيس نفسه هو من يعيش فى حلم يقظة بعيدا عن الأرض التى تهتز تحت قدميه.

29‏/11‏/2012

يختزلون مصر فى الإسلام ويختزلون الإسلام فى الحكومة! بقلم احمد عبد المعطي حجازي


ليس غريباً وليس جديداً أن يكون الإخوان المسلمون وحلفاؤهم من السلفيين وغير السلفيين أعداء ألداء لمصر وحضارتها القديمة ونهضتها الحديثة، وأن يختزلوا الهوية المصرية فى الإسلام كما يفهمونه هم فيسيئون فهمه هو أيضاً ويسيئون إليه، لأنهم يعتقدون أنهم أحاطوا بكل شىء علماً، وأصبح من حقهم أن يفرضوا علمهم على كل ما يحيط بهم، وأن يتحدثوا وحدهم عن الإسلام باسم الإسلام، خاصة بعد أن سطوا على ثورة يناير وأمسكوا بمقاليد السلطة فى البلاد.
الإخوان والسلفيون- وهم فى الحقيقة فكر واحد، وإن كانوا فى السياسة حزبين مختلفين- هؤلاء وهؤلاء يسيئون فهم الإسلام لأنهم يخرجون النصوص والأحكام من سياقها، ويقرأونها بعيداً عن تاريخها، ويفصلونها عما كان قبلها وعما جاء بعدها، وينكرون علاقتها بالزمان والمكان، ويرفضون أى إضافة إليها وأى اجتهاد، ظانين أنهم ينزهون الوحى السماوى ويحصنونه ويحفظون له قداسته وطهارته حين ينفون علاقته الحية بالتاريخ وجدله المثمر مع الحياة البشرية. وهذا منطق فاسد. لأن الديانات السماوية رسالات للبشر تخاطب عقولهم، وتوقظ ضمائرهم، وتجيب عن أسئلتهم، وتعالج مشاكلهم، وتلمس مواطن القوة فيهم ومواطن الضعف، وتساعدهم على تصحيح الخطأ وتجنب العثرات.

مرسى والسادات: التاريخ لا يكرر نفسه! بقلم وحيد عبد المجيد


رغم أن ثورات الشعب المصرى الوطنية الديمقراطية فشلت كلها فى تحقيق أهدافها على مدى 130 عاماً، منذ الثورة العرابية وحتى ثورة 25 يناير، فإنه لم يعد سهلا حرمان هذا الشعب من الحرية وإعادة فرض الاستبداد والقهر عليه. ورغم أن المصريين لم يتمكنوا من المحافظة على الروح التى دبت فيهم مرات فى تاريخهم الحديث، فليست هذه قاعدة أبدية غير قابلة للتغيير.
كما أن الروح التى دبت فى شعبنا وجعلته قادرا على الثورة فى 25 يناير تقترن بحيوية يتميز بها قطاع كبير من أجياله الجديدة الناشئة لا سابقة لها فى تاريخه. فلم تكن هذه الحيوية موجودة عقب حرب أكتوبر 1973 التى ظهرت فيها روح مصر محلقة فى عنان السماء، ولكنها لم تلبث أن هبطت فى فترة لا تزيد على تلك التى تفصلنا عن ثورة 25 يناير، على نحو جعل شعبنا مهيأ للتفريط فى إرهاصات التطور الديمقراطى وقبول إعادة إنتاج الحكم الاستبدادى.
فقد خلق انتصار أكتوبر 1973 روحاً سرت فى المجتمع، وفرضت على نظام الرئيس الراحل أنور السادات استجابة جزئية للمطالب الديمقراطية التى ظلت مقموعة على مدى عقدين من الزمن، وبلغت ذروتها فى الحركة الطلابية الكبرى عامى 1972 و1973 وتفاعل المجتمع معها.

27‏/11‏/2012

شرعية الرئيس ليست دائمة.. وليست ملكه وحده بقلم زياد بهاء الدين


خلال الخمسة أشهر الماضية ــ منذ يوم إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة وحتى صدور الإعلان الدستورى يوم الخميس الماضى ــ دارت خلافات ومعارك عديدة بين القوى السياسية والاجتماعية، حول الجمعية التأسيسية والدستور، وحول عودة البرلمان المنحل، وحول الوضع فى سيناء، وقرض صندوق النقد الدولى، وأزمة الوقود، وغيرها من القضايا المعروفة للجميع. ولكن برغم شدة الخلاف واحتدامه أحيانا، إلا أنه ظل هناك اتفاق واسع بين كل القوى السياسية (فيما عدا الأكثر مغالاة منها) على أن د. محمد مرسى هو رئيس مصر المنتخب بشكل ديمقراطى، وأن شرعيته غير منقوصة أو محل جدال، وأنه يمثل مرجعية يمكن لكل القوى السياسية أن تحتكم إليها حينما يصبح التفاهم بينها متعذرا أو مقطوعا.

السلطوية والديمقراطية والحكم فى مصر بقلم ابراهيم عوض


باغت الرئيس محمد مرسى مصر والمصريين باعلان دستورى مكمل جديد يوم الخميس 22 نوفمبر وردت فيه أحكام لم يتوقعها أحد فى المجتمع السياسى المصرى ولا فى عموم الجماعة المصرية. الأحكام الواردة فى الإعلان من أنواع ثلاثة، الأولى هى من الأحكام التى يمكن أن ترد بالفعل فى اعلانات دستورية مثل مدِ فترة عمل الجمعية التأسيسية، أما الثانية فهى أحكام ليست الإعلانات الدستورية مكانها بأى شكل من الأشكال، مثل تحديد فترة ولاية النائب العام، وإلغاء اختصاص المحكمة الدستورية فى البت فى دستورية قانون انتخابات مجلس الشورى، والنوع الثالث هى أحكام إما أنها غير ضرورية، مثل منح رئيس الجمهورية صلاحية إصدار قوانين وإجراءات لحماية الثورة، والوحدة الوطنية، وأمن البلاد، حيث إن الرئيس يمارس بالفعل السلطة التشريعية، او أنها خروج على كل مبادئ القانون، مثل الحكم الأخطر المرتبط بالحكم الأول والذى ينص على تحصين كل قانون أو إجراء يتخذه الرئيس بهذا الشأن ضد كل طعن عليه، فضلا على محاكمة أشخاص للمرة الثانية على جرائم اتهموا بارتكابها.

صراع على المستقبل .. حسن المستكاوي


الصراع السياسى الديمقراطى وارد فى كل دولة يمارس شعبها هذا الحق منذ عقود، وينتهى الصراع بإرادة الاختيار الحر من الشعب وانحيازه لطرف دون طرف. ولاشك أنه فى الفترات الانتقالية أو فيما بعد الثورات تتزايد حدة هذا الصراع وترتفع درجة حرارته،  خاصة حين يحرم الشعب من ممارسة هذا الحق السياسى والدستورى لعقود طويلة.. ولذلك فإن ما نشهده الآن هو صراع سياسى منفلت بالاشتباك، وبالتحريض، وبالعنف وأحيانا يكون صراعا منفعلا بالهوى، تماما كما يرى المشجع المتعصب فريقه مغبونا ومظلوما، ويرى حكم المباراة له وحده، وليس حكما لفريقين. ويرى فريقه صاحب الحق، بدون وجه حق. 

 إنه صراع على المستقبل، هكذا تقول الشواهد والمشاهد وهكذا تقول أحداث العنف المريبة التى جعلت مصريين يتقاتلون ويشتبكون دون أن يسمع أحدهما الآخر. وهو من أسف شديد صراع يدور وسط مناخ ينطق بالتعصب المقيت والمريض. فيه اجتراء على الحقيقة، وتشويها للحقائق، واجتزاء النصوص وأخذ منها ما يتفق مع الهوى. وهو صراع يختفى فيه العقل. ويحتفى فيه الحمقى بالأصوات العالية الصاخبة النادبة.. فى زمن بات فيه السباب شجاعة وبات فيه التشويه خفة ظل. ويبدو المشهد أحيانا كأننا أمام ناس تلعب دولة، وناس تلعب ثورة. ويطالب أطراف هذا الصراع أصحاب الرأى، والكتاب، بالتحيز لطرف، ومن أسف أن كل فريق يريدك أن تمسك عصاه وتضرب بها الفريق الآخر.

أحدث مقالات الشروق المزيد » زياد بهاء الدين شرعية الرئيس ليست دائمة.. وليست ملكه وحده خوله مطر فضاء بحجم جحر فهمي هويدي هل هو انقلاب على الانقلاب؟ غاليا ليندر نشتراوس وعوديد عيران من الصحافة الإسرائيليةعملية «عمود السحاب» من المنظور الدولى امال قرامى الشعب.. ما عاد يُريد إبراهيم عوض السلطوية والديمقراطية والحكم فى مصر طباعة 94 يارب انقلاب ٠٠ يارب شهيد التصعيد إلى الأسفل بقلم وائل قنديل


كان البعض يتحرق شوقا استعجالا لإعلان موت الشهيد جابر صلاح " جيكا" ، فقط للاستثمار السياسي ، وتشاء الأقدار أن يسقط شهيد آخر في اللحظة التي تصعد فيها روح جيكا إلى بارئها ، ليستفيق الكل على فاجعة تساقط أجمل الزهور ثمنا لمهرجان العبث السياسي المنصوب بطول مصر و عرضها٠

إن دماء جابر في محمد محمود و إسلام في دمنهور تفضح الجميع ، سلطة و معارضة ، و تصرخ فيهم أن يتوقفوا عن لعبة الموت ، و يكفوا عن إلقاء مزيد من الحطب في الحريق الذي سيطالنا جميعا ، و يلتهم ما تبقى من ثورة دفعنا فيها كل مدخراتنا من الحلم بوطن أجمل و أنظف٠

و من العبث أن يستغرق البعض في لعبة المقارنة و المفاضلة بين دم جابر و دم إسلام ، فالدم واحد و الجرح واحد ، و القاتل واحد أيضا ، فكلاهما شهيد للعبث و الارتباك و الاقتتال بين فرقاء كانوا في معسكر واحد ثم تفرقت بهم السبل٠

وتبقى قمة العبث و العوار الأخلاقي أن يمني البعض النفس بانقلاب يطيح بالسلطة المنتخبة ، و كأننا قررنا أن نكفر بالثورة و قيمها و معانيها ، و نسلمها مرة أخرى لمن قامت ضدهم ٠

إقصاء الآخر بقلم عماد الدين حسين

الكلام التالى سيغضب الجميع تقريبا، لكن لا بد من قوله.  
أحد الأسباب الرئيسية للأزمة المستحكمة الراهنة أن الطرفين الرئيسيين فيها لا يطيقان بعضهما البعض ولا يؤمنان بضرورة التعايش معا، ويعتقد كل فريق أن الآخر مؤقت وسيتلاشى من الحياة بأكملها إن آجلا أو عاجلا.

قبل يومين قال لى شخص قريب من دوائر صنع القرار إن لدى أغلب حكام مصر الجدد يقين راسخ بأن كل القوى السياسية غير الإسلامية عبارة عن هاموش لا قيمة لهم.

يقول هذا المصدر إنه كان يتكلم مع أحد مستشارى الرئيس وفوجئ به يتحدث عن المعارضين بصورة أشد سوءا من حديثه عن المستوطنين الصهاينة فى الضفة الغربية.

يضيف هذا المصدر أن لدى هذا المستشار ولدى غيره أيضا نظرة استعلائية على كل من لا ينتمون للتيار الإسلامى.

هل هو انقلاب على الانقلاب؟بقلم فهمي هويدي


اذا اصحت المعلومات التى تتداولها دوائر السلطة فى الأسابيع الأخيرة، فهى تعنى أن الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى يوم الأربعاء الماضى (21/11) هو خطوة استباقية لإجهاض انقلاب قانونى كان يجرى الإعداد له. بما قد يصف قراره بأنه انقلاب على الانقلاب.

(1)

يستطيع المرء أن يستشف ذلك من ملاحظة النقطة الجوهرية فى الإعلان (الواردة فى المادة الثانية) التى نصت على ان الإعلان الدستورى والقوانين والقرارات الصادرة عن رئيس الجمهورية حتى نفاذ الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد تكون نافذة ونهائية وغير قابلة للطعن عليها. وهى المادة التى أريد بها تحصين ما يصدره الرئيس من قرارات ضد دعاوى الطعن والإلغاء التى لا تتم إلا من خلال القضاء. وقد قيل لى ان هناك أربعة أمور تكمن فى خلفية إيراد هذه المادة هى:

 إن المحكمة الدستورية العليا كانت قد ألغت قرارا للرئيس محمد مرسى قضى بعودة مجلس الشعب للانعقاد، بعدما تم حله بصورة متعسفة من جانب المحكمة الدستورية، التى نصت على الحل فى الحيثيثات وليس فى نص حكم لها بخصوص طعن فى دستورية انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشعب.

20‏/11‏/2012

قبل أن تقطعوا أيدينا! بقلم علاء الأسواني


«هل أنت مسلم؟! إذا كنت مسلما لماذا تعارض تطبيق شرع الله؟! إن من يرفضون تطبيق الشريعة ليبراليون وشيوعيون، عملاء الغرب وأعداء الإسلام، فهل أنت منهم؟!».. هذه الأسئلة هى التى يتوجه بها الإخوان والسلفيون إلى الناس (خصوصا البسطاء منهم) لكى يؤثروا فى عواطفهم الدينية ويحشدوهم فى مظاهرات ويدفعوهم إلى اتخاذ المواقف التى تحقق المكاسب السياسية لجماعات الإسلام السياسى.. والحق أن هذه الطريقة فى مناقشة الشريعة غير أمينة، إذ إن أى مسلم قطعا يحب أن يطبق شريعة الإسلام. لكن يجب أولا أن نشرح للناس الفرق بين الشريعة والفقه. الشريعة هى المبادئ الثابتة التى أنزلها الله علينا. الفقه هو العلم الذى يمكّننا من فهم الشريعة وتطبيقها على حياتنا اليومية. الشريعة إلهية ثابتة لا تتغير أبدا، لكن الفقه إنجاز بشرى يتغير بتغير الزمان والمكان. شريعة الإسلام بالتأكيد تدعو إلى الحق والخير والعدل والمساواة. إن ما يدعو الإخوان والسلفيون إلى تطبيقه ليس مبادئ الشريعة التى أنزلها الله، وإنما أحكام فقهية كتبها بشر مثلنا، يصيبون ويخطئون، وكثير من هذه الأحكام كانت مناسبة للمجتمع فى القرن العاشر لكنها لم تعد ملائمة للمجتمع فى القرن الحادى والعشرين. إن الإخوان والسلفيين يسيطرون على لجنة كتابة الدستور من أجل تطبيق الأحكام الفقهية القديمة بأى وسيلة. بعد أن اتفق الليبراليون والأقباط والإسلاميون على المادة الثانية التى تؤكد أن مبادئ الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع.. عاد الإخوان والسلفيون ووضعوا مادة فى مسودة الدستور تقول:

13‏/11‏/2012

مجرد رأي الجنرال وثلاث نساء بقلم: صلاح منتصر


صلاح منتصر
أقطع مؤقتا الحديث عن زيارة القدس لأشير إلي فضيحة تحتل اليوم اهتمام أمريكا لما تحويه من بهارات وتوابل الدراما المثيرة‏,‏ فالبطل‏:‏ ديفيد بتريوس جنرال أمريكي
 وسيم في سن الستين كان قائدا بارزا في حرب العراق ثم مديرا منذ سبتمبر2011 لوكالة المخابرات الأمريكية( السي آي إيه) وما أدراك ما المخابرات الأمريكية, وفي المواجهة ثلاث نساء, الأولي هي الزوجة منذ عام1974(38 سنة زواج) وأم الولدين آن وستيفن, وهي سيدة وقور زحف الشعر الأبيض إلي رأسها وآخر مرة شوهدت فيها عندما رافقت زوجها في جلسة الإستماع التي عقدتها لجنة بالكونجرس لتنصيب زوجها مديرا للمخابرات, والمرأة الثانية جيل كيلي(37 سنة) وهي علي علاقة صداقة قديمة مع بتريوس وزوجته, ومنذ أسابيع فوجئت جيل برسائل تهديد عبر بريدها الإلكتروني الخاص فلجأت إلي مكتب التحقيقات

سرى جدًا..لكنه للنشر بقلم حسن المستكاوي



فى الزميلة «المصرى اليوم» قرأت هذه التصريحات لرئيس نادى الاتحاد السكندرى عفت السادات.. فجر السادات مفاجأة من العيار الثقيل بأنه لن يسمح بمشاركة النادى الأهلى فى أى بطولة مقبلة، سواء إفريقية أو عربية، وقال: «الاتحاد السكندرى وجماهيره لن يسمحوا بمشاركة الأهلى فى أى مسابقة داخل مصر، وستقتحم جماهير الاتحاد أى ملعب لمباراة طرفها النادى الأهلى فى أى بطولات مقبلة». وقال: «الأهلى هو المستفيد الوحيد، وبقية الأندية دخلت النفق المظلم بسببه، ومن ثم فلن نسمح لهم بالمشاركة فى أى بطولة». وأضاف: «نمتلك أعدادا كبيرة من الألتراس والجماهير الوفية، وإذا حشد الأهلى 2000 مشجع فسنحشد 5000، وإذا حشد 5000 فسنحشد لهم 10000، ولن يشاركوا فى أى مسابقات»..

الفلول فى حزب الدستور بقلم وائل قنديل


عندما بدأ التفكير فى إنشاء حزب يكون على رأسه الدكتور محمد البرادعى، كان الهدف الأوحد منه هو جمع شتات قوى الثورة المبعثرة، والإبقاء على جذوة حلم التغيير الشامل فى نفوس المتعبين المنهكين المحبطين.

وأذكر أنه فى الاجتماعات الأولى للتحضير والتى كان لا يشارك فيها إلا عدد أصابع اليدين كان هناك حرص من الجميع على أن يكون النقاء الثورى معيارا أساسيا يتصدر معايير اختيار أول لجنة تأسيسية من مائة شخصية تمهيدا للانطلاق، بحيث لا يقبل أية أجسام غريبة عن الثورة فى مكوناته.

وفى تلك الاجتماعات التى شرف كاتب هذه السطور بالمشاركة فيها بجوار قامات وطنية مثل الدكتور حسام عيسى والأديب علاء الأسوانى كان الحوار يدور على أرضية أن هذا هو حزب ثورة 25 يناير متبنيا شعاراتها البسيطة «تغيير حرية عدالة اجتماعية» ليكون إطارا جامعا لكل القوى المنتمية للثورة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.

كيف نؤدب الفاسدين ونسترد أموالنا؟عماد الدين حسين


مبدئيا، علينا أن نرحب ونشيد بإعلان مكتب النائب العام قبل يومين استرداد مبلغ 9.6 مليار جنيه و450 مليون دولار كانت مستحقة للدولة من مستثمرين ورجال أعمال.
 
معظم هذه الأموال عبارة عن أراض لم يتم تسديد حقها أو غرامات ورسوم.

الدكتور محمد محسوب وزير الشئون القانونية والمجالس المحلية قال على عهدة موقع «اليوم السابع» عقب اجتماع مجلس الوزراء مساء الأربعاء قبل الماضى: «لن يتم التصالح مع أركان النظام السابق، ولن نترك لهم مليما واحدا، لأن هذه الأموال من حق الشعب».

لو أن الكلام الحاسم للدكتور محسوب قد جرى تطبيقه على أرض الواقع، فوقتها وجب علينا أن نشعر بالسعادة، لأنه سيشفى صدور قوم محبين للوطن، واكتووا بنار الفساد طوال عهد مبارك.

خوف على الشريعة من أنصارها قبل خصومها بقلم فهمي هويدي



الخوف الحقيقى على الشريعة ليس من خصومها على كثرتهم وعلو صوتهم، لكنه من أنصارها الذين ابتذلوها وأهانوها.
 (1)
 يوم الجمعة الماضى حين خرج بضعة ألوف من الرجال والنساء إلى ميدان التحرير مطالبين بتطبيق الشريعة فى هتافاتهم ولافتاتهم، نشرت جريدة الأهرام تقريرا تحت العنوان التالى: 40 مليون مصرى فى خطر. وفيه أن 50 فى المائة من قرى مصر محرومة من الصرف الصحى، وتأكل وتشرب من الزراعات والمياه المختلطة بمخلفات الصرف، وتطاردها الأمراض والأوبئة الفتاكة. ولحل هذا الإشكال مطلوب توفير نحو 80 مليون جنيه، وعمل يستغرق زمنا يتراوح ما بين 10 و15 سنة.

فى الصباح ذاته نشرت الجريدة تقريرا مطولا عن الديون التى تكبل القرار الوطنى فى مصر، ذكرنا بأننا ورثنا عن النظام السابق بلدا مدينا ومقصوم الظهر، وأن الدين العام المحلى وصل فى شهر مارس من العام الحالى 1183 مليار جنيه، وأن كل مواطن مصرى أصبح مدينا بمبلغ 14232 جنيها.

10‏/11‏/2012

عن طبعنا الوطنى بقلم فهمي هويدي

فوجئ كثيرون بالمعلومات التى تسربت عن هبوط مستوى الحوار بين  
ممثلى القوى السياسية أثناء التقاء الرئيس محمد مرسى بهم فى مسعاه لإطلاق حملة الحوار الوطنى حول القضايا العالقة، وفى مقدمتها مشروع الدستور الجديد. من جانبى اعتبرت أن الجديد فى الأمر هو أن ذلك الحوار تم فى القصر الجمهورى وأمام الدكتور مرسى، الذى قيل له إنه فوجئ بالتراشق الحاصل بين بعض الحاضرين، الأمر الذى اضطره إلى تذكيرهم بأنهم فى حضرة رئيس الجمهورية.
 
فيما عدا ذلك فإن ما سمعه الرئيس كان امتدادا لما تحفل به وسائل الإعلام من اشتباك، لم يخل من وصلات «ردح» تستخدم مصطلحات وعبارات مما يعاقب عليه القانون، وفى الكثير مما تبثه تلك الوسائل المرئية والمقروءة فإن ما تقدمه يتعذر وصفه بأنه حوار، لأنه مسكون بالتحامل والكيد والاصطياد

سلق الدستور.. وطبخ الانتخابات بقلم وائل قنديل

لا معنى لكل هذه المماطلات والتلكؤات فى تحقيق تقدم ما على صعيد التوافق على الدستور، سوى أن البعض لا يريد الانتهاء من وضع الدستور الآن، وبوضوح أكثر يبدو سلوك تيار الأغلبية فى الجمعية التأسيسية، أى جماعة الإخوان ممثلة فى حزب الحرية والعدالة، وكأنهم يريدون مط مسلسل العك الدستورى لأطول فترة ممكنة.
ولاحظ أنه فى كل المنعطفات الحادة فى مسيرة الجمعية التأسيسة كان هناك سيناريو واحد لا يتغير فى محتواه، إذ كلما لاحت انفراجة تأسيسية يتحمس لها الأعضاء الممثلون للقوى الليبرالية والمدنية، يأتى عضو أو مجموعة من أعضاء الجمعية المنتمين للتيار الإسلامى ليفجر لغما جديدا يهدم ما يبنى من جسور للثقة، ويبتلع ما يظهر من فرص للتوافق، لتعود الأمور سريعا إلى نقطة الصفر، وربما ما قبلها.

06‏/11‏/2012

كيف تتخلص من الأحزاب الكرتونية فى ثلاث خطوات؟بقلم وائل قنديل

فى إندونيسيا من جديد، لا تتوقف المشاهدات والمقارنات، هذه المرة كان الوفد المصرى مكونا من شخصيات سياسية من أطياف مختلفة فى مصر، بدعوة من معهد السلام والديمقراطية للنقاش حول الدستور بعد المنعطفات الكبرى.

وللتذكرة فقط، إندونيسيا تخلصت من ديكتاتورية ثلاثين عاما من حكم سوهارتو، كما تخلصت مصر من ثلاثين عاما من استبداد مبارك، وإن كان الإندونيسيون يفضلون أن يطلقوا على ما جرى فى بلادهم «إصلاحا» وليس «ثورة».

وعلى الرغم من ذلك فإن هذا «الإصلاح» حقق للشعب الإندونيسى خلال ١٤ عاما فقط من عمره، ما لم تحققه ثورات كاملة فى عقود طويلة، ذلك أن إندونيسيا الآن هى ثالث ديمقراطية فى العالم، وبحلول ٢٠٢٠ ستكون القوة الاقتصادية السابعة على مستوى العالم.

دعوة للتحقيق فى غارة إسرائيل على الغاز المصرى بقلم فهمي هويدي


كل ما هو مطلوب الآن أن يفتح ملف التحقيق فى قضية الغارة الإسرائيلية على مكامن ثروة الغاز الهائلة التى تقع داخل الحدود المصرية. فالأمر أجل من أن يسكت عنه وأخطر من أن يتم التهاون فيه.

(1)

هو خبر طيب لا ريب، ان تشير التقارير العلمية إلى أن منطقة شرق البحر المتوسط تحفل بثروة هائلة من الغاز الطبيعى، وانه يتم الإعلان عن اكتشافات فى تلك المنطقة تجاوزت احتياطاتها 1.22 تريليون متر مكعب قدرت قيمتها الحالية بنحو 220 مليار دولار، لكن المفاجأة فى الأمر أن تقع تلك الثروة فى داخل حدود مصر الاقتصادية، وان يتم الاكتشاف لحساب بلدين هما إسرائيل وقبرص. والمؤسف، بل الصادم والمفجع، ألا تحرك مصر ساكنا، وان تقف متفرجة على ما يجرى، بل وان تبدى استعدادا لتمريره وغض الطرف عنه.

هل المرأة إنسان؟! بقلم علاء الأسوانى

اعرف فتاة فى العشرينيات محجبة ترتدى دائما ثيابا محتشمة، كانت تمشى فى الشارع فى عز النهار فإذا بشاب يتحرش بها بشراسة. حاولت أن تدفعه لكنه كان أقوى منها واستمر فى التحرش بها، لكن رجل الشرطة لحسن حظها كان يقف قريبا فقبض على الشاب واقتاده إلى قسم الشرطة.. فى طريقها إلى القسم فوجئت الفتاة بأن كل من قابلتهم، رجالا ونساء، يحاولون إقناعها بالتنازل عن المحضر الذى ستحرره ضد المتحرش حرصا على مستقبله، بل إن امرأة من الذين شهدوا الواقعة احتدت على الفتاة الضحية وقالت بغضب:

ــ حرام عليك. خلى الولد يعتذر لك وسيبيه يمشى بدل ما تضيعى مستقبله!

ملاحظات على المسودة الأولى للدستور بقلم د.حسن نافعة

المقومات المعنوية للدولة والمجتمع:

تضمنت مسودة الدستور فى باب «الدولة والمجتمع» ٢٧ مادة، بعضها يتعلق بالمقومات المعنوية: كالهوية والدين والثقافة والأخلاق والتقاليد وغيرها، وبعضها الآخر يتعلق بالمقومات المادية: كالاقتصاد والزراعة والثروات الطبيعية وغيرها.

وقد أكدت المسودة، عند تناولها قضايا الهوية والدين والثقافة، إسلامية الدولة المصرية ديناً، وعروبتها لغةً وثقافةً، وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع «مادة ٢»، لكنها حرصت فى الوقت نفسه على التأكيد على سيادة الشعب باعتباره مصدرا للسلطات «مادة ٥»، وعلى المساواة الكاملة فى الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين وتحريم التمييز بكل صوره وأشكاله «مادة ٦»، والاعتراف بحق المسيحيين واليهود فى تنظيم أحوالهم الشخصية وشؤونهم الدينية واختيار قياداتهم الدينية وفق مبادئ شريعتهم «مادة ٣». ورغم وجود توافق عام بين مختلف التيارات على كل هذه الأمور، فإن المسودة تضمنت نصوصا أخرى لاتزال خلافية، كالنص على «أحكام الشريعية» بدلا من «مبادئ الشريعة» فى بعض المواضع، وعلى «مرجعية الأزهر الشريف» عند الخلاف على ماهية أحكام الشريعة واجبة التطبيق، بل على حق المجتمع فى التدخل «لفرض التقاليد والقيم الخلقية».

إنتى بتشتغلى إيه يا خلبوصة؟! بقلم حمدى رزق

المتولى صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، قال لوكالة «عمون» الأردنية: «إن ضعف وصول كميات الغاز المصرى للأردن يعود لأسباب فنية، وإن الحكومة المصرية ملتزمة بتنفيذ الاتفاقية، ولا يمكنها أن تبخل على الأردن بالغاز».

وكمان بتصرح لوكالة «عمون» الأردنية، وفى الغاز، ولأسباب فنية! والله وبقيت تشتغل فى السمين يا متولى، بلاها ماسبيرو، الوزير الغازى برقبة الوزير التلفازى، تصدق يا متولى شكلك ينفع وزير طاقة، عندك طاقة زيادة، وزير ساخن، ويفضل الأسئلة السخنة!.

كريم والله كريم يا متولى يا أخويا، حكومة الإخوان لا يمكنها أن تبخل على الأردن بالغاز، عمان نورت، وغزة كمان، ولكن حكومة الإخوان يمكنها أن تبخل على مصر بالغاز والبنزين والسولار، وتنيّمنا من الساعة عشرة، وتحبسنا فى غرفة واحدة وتلبسنا قطنيات توفيراً للطاقة، المصرى كريم العنصرين، يعنى كريم مرتين، مرة مع الأردن، ومرة مع غزة، وبحماس منقطع النظير.

رشيد» مستشاراً لـ«مرسى» بقلم سليمان جودة

المحاكمات الثلاث التى دعوت، قبل أيام، إلى خضوع عبدالناصر والسادات ومبارك لها، حتى لا يكرر مرسى أخطاءهم، تحتاج فى الوقت نفسه إلى محاكمات معادة موازية لوزراء المجموعة الاقتصادية الذين عملوا مع الرئيس السابق فى سنواته الأخيرة.

وسوف نكون أمام ثلاثة أسباب تدعونا إلى عقد محاكمات جديدة، لهؤلاء الوزراء، فى هذه الأيام.

أما السبب الأول، فهو أن الذين حصلوا منهم على أحكام، من محاكم الدرجة الأولى، قد جرت محاكمتهم على أشياء تبدو غير منطقية وغير معقولة، تماماً كما نتمسك بأن نحاكم مبارك الآن، على أنه حصل على فيلا فى شرم الشيخ هنا، أو على أنه يملك حساباً فى البنك الفلانى هناك، ثم لا نحاكمه على أنه وضع بلداً بكامله فى الثلاجة، طوال ٣٠ عاماً!.. أيهما، إذن، أحق بأن نحاكمه عليه؟!

وائل السمرى يكتب زمن الكلاب


حينما واجهنا مبارك بعصى الأمن المركزى قلنا إنه مستبد وظالم، فماذا نقول الآن فى واقعة إطلاق الكلاب البوليسية على صيادى البرلس تحت مسمع ومرأى من السيد المحافظ الإخوانى سعد الحسينى؟

لا يختلف الحسينى عن «الكتالوج» الإخوانى فى شىء، غير أنه دائما ما يفعل ما يستوجب الانتباه، فسيرا على العرف الإخوانى حرص السيد المحافظ فى أول عهده على اتباع سير الخلفاء الراشدين بتفقد الرعية ليلا، فحمل السيد المحافظ سكرتاريته وأعضاء مكتبه الإعلامى المدججين بالكاميرات ليلتقطوا له صورة بالجلابية- شوف البساطة يا أخى- وهو يتفقد أحد المستشفيات، ثم طلع السيد المحافظ علينا بتصريح نورانى يقول فيه إنه لم يأت محافظا إلا لنشر الدعوة إلى الله– شوف الإيمان يا أخى– ثم طلع السعد علينا من ثنيات الكلاب، فلم يجد السيد المحافظ إلا الكلاب ليفرق جموع الصيادين الذين يطالبون بحقوقهم متحججا بأنه قال انتخبو خمسة ليحدثونى ثم لم يتفقوا، وأن الكلاب التى فرقتهم كانت دون علمه وأنه أمر بالتحقيق فى تلك الواقعة.

19‏/10‏/2012

من لديه مشروع لمصر؟ مصطفى النجار


تمر مصر بمرحلة حرجة تدفع فيها ثمن التراكمات السلبية لممارسات النظام القديم، الذى أفقر المصريين ورحل وقد خلف وراءه تركة ثقيلة من الديون والاستحقاقات التى تكبل عجلة النمو، بالإضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادى بشكل عام وضعف الاستثمارات عقب الثورة ووصول عجز الموازنة إلى أعلى درجاته فى تاريخ مصر الحديث.

نحن أمام مشكلة مركبة ومعقدة تحتاج إلى حلول عاجلة على المدى القريب وتحتاج إلى خطط متوسطة وبعيدة المدى للهروب من شبح الافلاس والانهيار الاقتصادى، ومن المنطقى اذا وجدت بلدا بهذه الظروف أن نخبتها وقادتها لا يألون جهدا للعمل متكاتفين قبل وقوع الكارثة.

الكرة.. ومقاول السياسة حسن المستكاوي



●●تمر كرة القدم العالمية بفترة صعبة، إذ تزدهر أندية ومسابقات، وتختفى أندية وتتراجع مسابقات. ويتنازع اللعبة الثراء والفقر، وكذلك الروح الرياضية والروح الشريرة. ومن مظاهر الانهيار الأخلاقى، ظاهرة العنصرية التى تكررت كثيرا بهتافات مسيئة ضد لاعبين من أصحاب البشرة السمراء. وآخرها ما جرى فى مباراة إنجلترا وصربيا تحت 21 سنة، حينما صرخ الجمهور الصربى بأصوات القردة ضد اللاعب دانى روز. وحين انتهت المباراة وقع اشتباك بالأيدى بين لاعبى الفريقين فى مشهد لا يتكرر كثيرا فى ملاعب أوروبا.

●● زادت أيضا أحداث الشغب والاجتياح فى الملاعب.. فهل بدأ عصر انهيار اللعبة.. والسؤال بصيغة أخرى هل تعود كرة القدم إلى أصلها؟

15‏/10‏/2012

نجاحات طرد المنتجين فهمي هويدي



قال لى أحد الصناعيين الكبار إنه قرر أن يستغنى خلال الأشهر الستة المقبلة عن نصف العاملين فى مصنع النسيج الذى يملكه ليصل إلى ألفى عامل بدلا من أربعة آلاف، وقد أبلغ الإدارة بتلك الخطوة التى اعتبرها تمهيدا لتصفية نشاطه والخروج من السوق بعد كفاح استمر ربع قرن. أعرف مستثمرا آخر بدأ مشروعا يستوعب خمسة آلاف عامل، وقرر تعيين 1500 عامل فى المرحلة الأولى، ولكن الصعوبات والعقبات التى صادفها دفعته إلى إيقاف مراحله التالية حتى تتجلى الأمور وتتوافر ظروف تشجعه على الاستمرار.
 وحدثونى عن أكثر من مستثمر آخر انتهوا من إغلاق مصانعهم وتسريح عمالهم، وقرروا بيع أصولهم بأى سعر، وإيداع حصيلة البيع فى البنوك التى تعطيهم فوائد تصل إلى 12%، معتبرين أن ذلك يوقف استنزافهم وينقذهم من ارتفاع ضغط الدم الذى بات يهددهم.
 سألت فقالوا إنهم يقرأون فى الصحف عن تمنيات طيبة وتفاؤل مبالغ فيه بالمستقبل، لكن ما يشهدونه على أرض الواقع يعطيهم انطباعا معاكسا ويجعلهم يقتنعون يوما بعد يوم بأن الانسحاب هو الحل.

بالصُّرَم بقلم حمدى رزق



.. وفى سنة ١٩٥٤ جرت مذبحة مجلس الدولة، حيث ضُرب الدكتور عبدالرزاق السنهورى «باشا» بالأحذية «بالصُرَم» على رأسه الكريم بشكل أجبره على الاحتماء تحت مكتبه من اعتداء الأوغاد والسفلة.

نسب النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود للمستشار حسام الغريانى، رئيس الجمعية التأسيسية للدستور، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، تهديداً خطيراً، بأنه إذا لم يقبل السفارة سيلقى مصير السنهورى «باشا»، الذى قضى الشطر الأخير من عمره متأثراً بضربه بالصُرم «جمع صرمة قديمة» على أم رأسه حيث موطن العلم والفقه والنبوغ.

حصّلت الضرب بالصُرم يا سيادة المستشار الغريانى! لا أظن أن الضرب بالصُرم وارد فى قانون السلطة القضائية، ولا كان من مطالب تيار الاستقلال، لماذا صمت التيار وشيوخه الأجلاء على تهديد النائب العام بالضرب بالصُرم؟، الضرب بالصُرم من فعل الأوغاد والسفلة.

جريمة بلا أب بقلم سليمان جودة



الذين سمعوا المستشار محمود مكى، نائب رئيس الجمهورية، وهو يتحدث فى مؤتمره الصحفى، مساء أمس الأول، عن أزمة النائب العام، لابد أنهم أحسوا بأنهم أمام أحد احتمالين: إما أن يكون الرجل قد غاب عن الموضوع كاملاً، من أوله لآخره، وبالتالى راح يتكلم فى موضوع لا يعرفه، وإما أنه افترض أن الذين يتابعون كلامه بلا عقول، فظل يردد كلاماً لا يصدقه عقل، ولا يسنده أى منطق، ولا ينطلى إلا على مجنون!.. ذلك أنه قال إنه ليست هناك أزمة أصلاً!!.. وأنه ليست هناك إقالة للنائب العام ولا حتى استقالة!!.. وإن الإعلام الذى صنع الأزمة!!.. وكأننا نحن فى الإعلام وليس الدكتور أحمد عبدالعاطى، مدير مكتب، رئيس الجمهورية، الذين خرجنا على المصريين وقلنا إن الدكتور مرسى قرر - نعم قرر، بصيغة الماضى هكذا - تعيين المستشار عبدالمجيد محمود سفيراً فى الفاتيكان!..

الأنسب أن يكون مدير مكتبك لا رئيس وزرائك يا د. مرسى بقلم د. طارق الغزالى حرب


ليس من طبعى أن أبدى رأياً فى أحد بناءً على انطباع شخصى أو أقوال مُرسلة وشائعات، ولهذا فقد انتقدت كثيراً من الكُتاب والأصدقاء الذين اتخذوا موقفاً سلبياً تجاه د. هشام قنديل فور الإعلان عن اختيار د. مرسى له لتولى منصب رئيس الوزراء. صحيح لم أكن سعيداً عندما قرأت سيرته الذاتية وعرفت منها أنه استمر لسنوات طويلة مديراً لمكتب أحد الوزراء فى نظام مبارك اللعين، أو كما يسمونه فى قاموس البيروقراطية المصرية «رئيس قطاع مكتب الوزير»، ففضلا عن أن صفته وموقعه فى هذا الزمن تبعد عنه انتماءه للثورة بأى صورة من الصور، فإننى أعرف من خبرتى العملية أن من يُختار لمثل هذا المنصب يكون من أهل الثقة ذوى القدرة على العمل الشاق المُطيعين للأوامر والقائمين بتنفيذها على وجه السرعة بدون نقاش، مع قدر من الذكاء والمراوغة لعدم إزعاج الوزير، ويكون تركيزه منصباً على تنفيذ تعليمات وترتيبات وقت الوزير، وبالتالى فإنه ليس لديه وقت أو حتى رغبة فى التفكير الإبداعى والرؤية المختلفة..

عار على الإخوان بقلم حمدى قنديل


هل وافق النائب العام عبدالمجيد محمود على قرار تعيينه سفيرا قبل أن تعلنه الرئاسة أم أنه لم يوافق؟ ذلك هو سؤال الساعة الذى لم تستطع الرئاسة إقناع الرأى العام بإجابته.. الرئاسة ظلت مرتبكة منذ الإعلان عن إقصاء النائب العام بعد ظهر الخميس الماضى، وزادت تصريحات المسؤولين وأشباه المسؤولين فيها من الغموض الذى أحاط الموقف.. المستشاران أحمد مكى وزير العدل وحسام الغريانى، رئيس الجمعية التأسيسية للدستور، هما اللذان قاما بالاتصال المباشر بعبدالمجيد محمود، وهما قامتان أحترمهما ويحترمهما غيرى كثيرون، ومن الصعب أن يطعن أحد فى تصريحاتهما.. مجمل ما قالاه أن سفارة مصر فى الفاتيكان عرضت على النائب العام، وأنه وافق، وأن الإعلان عن ذلك تم بعد موافقته، وفى المقابل أنكر الرجل ذلك وأعلن تمسكه بمنصبه.

12‏/10‏/2012

من المجرم إذن؟ بقلم د.حسن نافعة

قضت محكمة جنايات القاهرة فى حكم أصدرته، أمس الأول، الأربعاء، ببراءة جميع المتهمين فى قضية الاعتداء على المتظاهرين فى ميدان التحرير يومى ٢ و٣ فبراير عام ٢٠١١، والتى سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى، وهى القضية التى أطلق عليها إعلاميا «موقعة الجمل».

جاء فى حيثيات الحكم، وفقا لما نشر فى وسائل الإعلام المختلفة، أمس، أن المحكمة لم تطمئن إلى أقوال الشهود فى الدعوى لأسباب عدة، منها: ١- أن هذه الأقوال كانت جميعها «سماعية ووليدة أحقاد بين المتهمين والشهود نتيجة خلافات حزبية وبرلمانية»، فضلا عن خلو الدعوى «من أى شاهد رؤية واحد تطمئن إليه المحكمة». ٢- ثبت من صحيفة الأحوال الجنائية لبعض هؤلاء الشهود أنهم «من المسجلين خطر»، بل تبين للمحكمة أنه سبق أن حكم على أحد شهود الإثبات بالحبس بتهمة الإدلاء بشهادة زور. ٣- جاء فى أقوال اللواء حسن الروينى، الذى تشير حيثيات الحكم إلى أن المحكمة «اطمأنت إلى شهادته»، أنه «لم يرصد قتلى بميدان التحرير»، كما «لم يثبت حمل المتهمين - الذين ألقى القبض عليهم بالميدان، وتمت محاكمتهم عسكريا فى القضية رقم ١١٨ لسنة ٢٠١١ عسكرية شرق القاهرة - السلاح».

معذورون والله بقلم حمدى رزق


أعلم علم اليقين أن النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود لن يستقيل، ولا يفكر فى الاستقالة، ولسان حاله ياما دقت على الروس طبول، طبول الحرب على النيابة العامة التى تدق كلما صدر حكم براءة من المحاكم فى قضايا تمس الثورة والثوار، ورغم أن براءة «موقعة الجمل» لا علاقة لها البتة بالنيابة العامة، لم تحققها، ولم تستمع لشهودها، ولم تستجوب متهميها، حققها بالكامل قاضى تحقيق «مستقل» فإن النائب العام رأسه مطلوب، مطلوب من الثوار، وأسر الشهداء، معذورون والله، النار والعة فى القلوب المكلومة على ضناها الذى قتل غيلة بأيد آثمة.. تستاهل قطعها.

طبيعى أن يتنادى الثوار لخلع النائب العام، ماذا تنتظر من ولى دم، دم ابنه يهرق أمام عينيه مرة فى التحرير ومرة تلو المرة فى المحاكم التى لا تجد سندا لأحكام وتعوزها الأدلة ويثبط من عزيمتها على القصاص، شهود ما هم بشهود، سوابق، ولكن من غير الطبيعى أن تتحدث جماعة الرئيس، مستشاروه، وإخوانه، والمؤلفة قلوبهم من القانونيين عن إقالة النائب العام، وهم يعلمون علم اليقين أن النائب العام برىء من هذه البراءة براءة الذئب من دم ابن يعقوب، بل ويدرس الطعن على الأحكام، وباليقين سيقبل.

عبارة «مرسى».. وأهدافه! بقلم سليمان جودة



نحن، إذن، أمام عبارتين: إحداهما قالها الرئيس عبدالناصر، فى أعقاب ثورة يوليو ٥٢، والأخرى قالها الرئيس مرسى، فى أعقاب ثورة ٢٠١١.

عبدالناصر قال فى حينه، إن مجتمع ما قبل يوليو، كان مجتمعاً للنصف فى المائة، وكان يقصد أن نصفاً فى المائة فقط من إجمالى المصريين، قبل ثورة الضباط الأحرار، كان - أى هذا النصف - يتحكم فى البلد، ويملكه، ويحكمه!

والدكتور مرسى قال هو الآخر، إن ٣٢ أسرة، كانت تتحكم فى اقتصاد مصر كله قبل ثورة يناير.. ولابد أن وجه الشبه بين العبارتين، ظاهر شكلاً، وواضح، وليس فى حاجة إلى تعليق.

لكن.. ما يظل فى حاجة ليس فقط إلى تعليق، وإنما إلى وقفة طويلة وجادة، هو هدف كل من عبدالناصر، ومرسى، من وراء عبارته.

الفقر للركب بقلم د. عمرو الليثى



آن الأوان للبدء الفورى فى التعامل مع مشاكلنا الملحة بشىء من الجدية والموضوعية، بعيداً عن الخطب والشعارات الرنانة التى عشنا فيها على مدار الثلاثين عاماً الماضية.. إن المواطن المصرى لا أعتقد أنه يهتم الآن بالدستور الجديد أو بانتخابات الشعب القادمة أو بالأفكار التى يصدّرها له الصفوة والنخبة السياسية فى مصر.. ففى طريق تصويرى لحلقة جديدة من برنامج «واحد من الناس» فى محافظات بنى سويف والإسماعيلية والبحيرة وجدنا أننا فى وادٍ والناس جميعاً فى وادٍ آخر!

فالناس من أهل بلدى لا يوجد لديهم أى اهتمام بفكرة المشروع السياسى المصرى الجديد أو من يحكم مصر أو استمرار المجلس العسكرى من عدمه أو كيفية وضع الدستور الجديد أو من هم الوزراء فى حكومة الجنزورى.. ليس لديهم أى اهتمام بالنواحى السياسية.. أظنهم لا يفرق معهم حتى إذا كان حسنى مبارك يحاكم من عدمه.. لماذا؟

11‏/10‏/2012

عبد الرحمن يوسف لعنة الاستقطاب أم لعنة الاعتدال؟



يقول لى الأصدقاء: «الكل يهاجمك لأنك معتدل، لست مع الإسلاميين مائة فى المائة، ولست مع التيار المدنى مائة فى المائة». 
يتحدثون وكأن الاعتدال لعنة حلت بالمعتدلين، فترى كلامهم ممزوجا بالشفقة!
الحقيقة المرة أن الاستقطاب لعنة، وأن الاعتدال هو التصرف الصحيح، خصوصا لمن هم فى موقع الكاتب أو الإعلامى، فالضمير المهنى والوطنى يحتم على كل إنسان محترم أن يدفع المحسن للأمام وأن ينصح المسىء، وأن يعارض أى مستبد جديد. 
يظن البعض أننى متطرف بطبعى، وقد أخذوا هذا الانطباع بسبب قصائد الهجاء التى اشتهرت فى عصر مبارك، فهم يظنون أننى سأعارض كل رئيس وأى رئيس كما عارضت مباركا، وأننى سأكون متطرفا فى معارضتى كما كنت فى معارضتى لمبارك. 
والحقيقة أننى لم أكن متطرفا، بل كان المتطرف هو مبارك، فقد كان رجلا خائنا للأمة، ولم نكن نملك سوى أن نقف فى وجهه ضد خيانته، ولست أرى ذلك تطرفا بأى حال من الأحوال، بل الوقوف أمام الخيانة شيطانا أخرس هو الاستخذاء بعينه، وهو شراكة فى بيع الوطن، خصوصا ممن يفترض فيهم أن يجهروا بكلمة «لا» أمام الناس. 

07‏/10‏/2012

خيبة الدولة بقلم نوارة نجم



قسما بالله العظيم، والنعمة دى على عينى، والعشرة دول، وعهد الله، والختمة الشريفة، نحن لم نلزم السيد الرئيس الدكتور الباشمهندز اللواء بطل حرب أكتوبر… كنت عايزة أقول اسم مين؟ آه.. محمد مرسى، بأى خطة لأى مدة زمنية ما. هو، أقصد السيد الرئيس الدكتور الباشمهندز اللواء محمد مرسى، من ألزم نفسه بخطة المئة يوم، والحقيقة أنه لم يقل شيئا معجزا، أذكره تماما وهو يقول مع محمود سعد: باطمنكوا على وفاء والقمامة والمسيحيين. ووفاء أم شهيد من شهداء الألتراس قالت فى مكالمة هاتفية مع محمود سعد إنها ستنتخب مرسى لتسقط شفيق، لكنها غير مقتنعة بمرسى، وعنها وعاديك، استهلك الحوار كله فى الحديث عن وفاء لما ندّمها إنها عايشة أساسا، وما إن يستضاف فى أى مقابلة تليفزيونية حتى يذكر وفاء بكل خير، ويطمئنها ويطمئن المسيحيين ويطمئننا جميعا، نحن ووفاء والمسيحيين، على القمامة. بالنسبة للقمامة.. نحن مطمئنون ولله الحمد والمنة، القمامة زى ما هىّ بحطة إيدنا ماحدش لعب فيها. لا أصل أهم حاجة الأمانة.. إلا الأمانة.

احمد عفيفي يكتب : « المُرسين » أهمّا .. حيوية وعزم وهِمة



بمناسبة خطاب الرئيس محمد مرسي في ستاد القاهرة الذي ارتبط دائما بانتصاراتنا الكروية .. كنا نسمع بعد انتهاء المباراة الدولية التي تكون مصر طرفا فيها الأغنية المعتادة : المصريين اهما .. حيوة وعزم وهمة .. وكان المفروض بعد خطاب الرئيس الأخير مادام اختار أن يُلقيه في الاستاد كأنه بيلعب ماتش كورة ، ان تذاع نفس الأغنية بعد تعديل بسيط فيها لتصبح " المُرسين "

اهما .. جلابية ودقن وعِمة .. وذلك وحسبما وصلنا من أخبار مؤكدة ان جميع الحضور والحشود التي حضرت الخطاب في احتفالات السادس من اكتوبر كانت من جماعة الحرية والعدالة .. اللي كلهم طبعا إخوان مسلمين.. جاؤوا من جميع المحافظات في اتوبيسات خاصة ، واحتشدوا داخل الاستاد .. وهاتك يا تصفيق والريس راكب العربية المكشوفة زي عبد الناصر زمان .. وهو يحي الجموع الغفيرة من الإخوان المسلمين .. ليثبت لنا جميعا انه رئيس هذه الجماعة فقط .. واللي نفسه يبقى مرسي رئيسه .. يقدم طلب وياخد ختم الجماعة على قفاه.

عمر طاهر يكتب:الإساءة الكامنة



انتهت زفة الإساءة إلى النبى على شِبه خير الحمد لله، ثم عدنا كما كنا، فلا تعلمنا من الدرس شيئا مهما ولا نحن نصرنا النبى كما ينبغى ولا عالجنا المشكلة بشىء أكبر من أغنية أو شعار أسفل تى شيرت لاعب فى مباراة بلا جمهور، كل ما فعلناه أن اشتغل البعض «شرطة إسلامية»، ونمنا فى انتظار أن تتجدد الإساءة فتصحو قوات الأمن من جديد، نلعب بخطة دفاعية بحتة تقوم على التكسير، ولا سبيل لأن نبدأ فى يوم ما هجمة واحدة منظمة على الرغم من أن الملعب مهيأ لنا تماما.
 العالم كله يعيش فى ضغوط نفسية هائلة ويبحث عن العلاج فى كل مكان وبأى وسيلة، والعلاج موجود عندنا حصريا، ولا أحد يصدق ذلك.
 كتاب «السر» للمؤلفة روندا بارين الذى تمت ترجمته إلى مئات اللغات وطُبع أكثر من مئة مليون نسخة منه لأنه يشرح للناس سر الحياة بنجاح على كل المستويات النفسية والعاطفية والمهنية، هذا الكتاب الذى لا يتعدى مئتَى صفحة هو قشور لما هو كائن فى القرآن والأحاديث النبوية، نحن الذين نمتلك الخام، ماذا فعلنا به؟ ولا حاجة، فجاءت مؤلفة أجنبية تقول كلاما سطحيا عن التغيير وقوة الإرادة والنجاح، كله مجرد اختزال بلغة عصرية لحسن الظن بالله وسحر الدعاء وأنت موقن بالإجابة وحتمية أن يتغير كل ما بك إذا غيَّرْت ما بنفسك وفكرة القوة المستقاة من تمسُّك الشخص بالإخلاص فى علاقته بالله إلى أن يمتلك قوة يقول عنها الحديث الشريف

01‏/10‏/2012

نضحى بالحكومة علشان الرئيس يعيش عماد الغزالي


منذ أسابيع، دخلت قيادات من حزب الحرية والعدالة على خط الهجوم على الحكومة، بدأ الهجوم تقليديا ورقيقا، ثم تصاعدت وتيرته خلال الأيام الأخيرة، حتى إن مجلس الشورى لم يتوان عن المشاركة، محمّلا حكومة قنديل مسئولية زيادة موجة الإضرابات والاعتصامات التى غطت كل القطاعات تقريبا، بسبب سوء أدائها وعجزها عن اتخاذ القرارات المناسبة فى الوقت المناسب.
 وكان لافتا، أننا كلما اقتربنا من نهاية المائة يوم التى وعد الرئيس أثناء حملته الانتخابية بأن ينهى فيها أزمات المرور والبوتاجاز والنظافة والبنزين ورغيف العيش، زادت حدة الهجوم، حتى انتهينا إلى تحذير شديد اللهجة من الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس الحزب من ضعف أداء الحكومة، وعدم قدرتها على التعبير عن برنامج الحرية والعدالة فى النهضة، ولم يفوت العريان الفرصة، فانتقد رئيس الحكومة الذى لا يستشير الإخوان فيما يتخذه من قرارات، برغم أنها صاحبة الأكثرية

معارضة بنطلون «الرئيس الرغاى» وائل قنديل


أن تندمج أحزاب وتتحالف تيارات لتشكيل كيانات معارضة قوية تستطيع انتزاع السلطة عبر صناديق الانتخاب من نظام الحكم الحالى، فهذا أمر جيد وإيجابى ومرحب به، مادامت هذه التكتلات مبنية على أرضية المشروع الوطنى الثورى.
 
وأن يرتفع سقف المعارضة السياسية إلى حد محاسبة الرئيس على كل كبيرة وصغيرة فى أدائه وحركته السياسية، وتفنيد أقواله ورفض قراراته بالحجة السياسية التى تنهض بديلا أكثر كفاءة وفائدة للمصلحة الوطنية فهذا أيضا أمر مطلوب ومفيد لمصر.

محمد صلاح العزب طرطشة الوعود «الرئاسية


النيل العذب هو الكوثر، والجنة شاطئه الأخضر، ونحن شعب نحب النيل لكننا لا نستخدمه إلا فى الرحلات النيلية والصيد وإلقاء المخلفات، ولامؤاخذة فى الكلمة «الطرطشة»، «مشيها بالشين».
منذ اختراع النيل، واختراع المواصلات، واختراع الاختراعات، وهناك عشرات الدراسات التى تصدر دوريا لاستغلال النيل لحل أزمة المرور فى مصر من خلال النقل النهرى، آخر هذه الدراسات دراسة أعدتها لجنة النقل والمواصلات بنقابة المهندسين برفع حركة النقل النهرى بنسبة %30.
الدراسة تؤكد أن لدينا 44 ميناء نهريا، وأن %75 من مكونات النقل النهرى يتم تصنيعها محليا، وأن تكاليف النقل البرى من الوقود 7 أضعاف تكلفة زميله النقل النهرى، وأن زيادة النقل النهرى بنسبة %30 يوفر أكثر من ربع الوقود المستخدم فى مصر سنويا.
المركبة النهرية الواحدة وفقا للدراسة تصل حمولتها إلى 900 طن، وهذه الحمولة إذا تم نقلها بريا تتطلب إما 30 سيارة نقل

30‏/09‏/2012

عن التحالفات والائتلافات والاندماجات (١-٢)بقلم د. حسن نافعة


تجرى على مسرح السياسة المصرية هذه الأيام محاولات محمومة من جانب أحزاب وقوى سياسية من خارج تيار الإسلام السياسى، لتحقيق تحالفات أو ائتلافات أو اندماجات فيما بينها. وبينما تنحصر أهداف بعض هذه القوى والأحزاب فى تعظيم فرص حصولها على مقاعد أكبر فى البرلمان، بما يسمح بإحداث قدر من التوازن للحياة السياسية فى مصر، يرى بعضها الآخر أن الفرصة أصبحت سانحة لإلحاق الهزيمة بتيار الإسلام السياسى كله، وتشكيل بديل قادر على حماية وتثبيت دعائم الدولة المدنية فى مصر. والسؤال: إلى أين تتجه هذه المحاولات؟

مسيرة الحركة النسائية المصرية بقلم د. نوال السعداوى


أكتب مقالى من ولاية ميشيجين فى الولايات المتحدة. يتصيد الإعلام الأمريكى الأخبار التى تشوه الإسلام، لكن من أين تأتيهم هذه الأخبار؟

أتابع الصحافة الغربية والمصرية من بعيد، هى التى تزود الإعلام الخارجى بهذه المواد المسيئة لبلادنا جميعا وليس المسلمين فقط فى مصر، أيناقشون «ختان الإناث» بعد تجريمه قانونيا وطبيا منذ سنوات؟ يعلن بعضهم فى الإعلام: إن ختان المرأة نقصان فى الإيمان، إنه واجب إسلامى لمنع الفتنة فى البلاد، كيف يا أصحاب الشورى والمستشارين؟ يقولون: لأن المرأة «المختتنة» عفيفة الأخلاق، لا تثار جنسيا، لكن المرأة «غير المختتنة» تثار بسرعة لمجرد لمس الرجل لها فى الطريق؟

منتهى الجهل بحقيقة المرأة، فوق الشاشة فى ميشيجين رأينا شيخا مصريا له لحية طويلة يقول هذا الكلام، انفجرت القاعة بالضحك عليه، فالملايين أو البلايين من نساء العالم، بمن فيهن نساء أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا الشرقية والغربية والسعودية والكويت والعراق وسوريا والأردن والمغرب وتونس وليبيا والجزائر وغيرهن، كلهن غير مختتنات، فهل تحدث الفتن وتنهار الأخلاق بسبب عدم ختانهن؟.
قالت أستاذة أمريكية فى علم الجنس الاجتماعى:

حول قروض صندوق النقد بقلم إسراء عبدالفتاح


صندوق النقد والبنك الدوليان توءمان اقتصاديان دولياً، وصاحبا دور محورى فى تخطى الأزمات الاقتصادية، بهدف استقرار الأوضاع المعيشية للشعوب. يرجع تاريخ إنشاء كل منهما إلى عام ١٩٤٤، على خلفية إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وكان أول قرض بمبلغ ٢٥٠ مليون دولار عام ١٩٤٧ من نصيب فرنسا، وقد خصص لإعادة إعمار فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، وكلاهما يحكمه ويملكه الدول الأعضاء «١٨٥دولة».

 ويعمل صندوق النقد الدولى بهدف التأثير على سياسات الحكومات المقترضة، ويأتى صنع القرار غالباً من قبل الولايات المتحدة، صاحبة النصيب الأكبر فى الصندوق، حيث تساهم بحوالى ٢٣ %.

الشريعة الإسلامية والمتنطعون فى تأسيسية الدستور بقلم صلاح عيسى


لا أجد مبرراً لحالة التنطع - أى الغلو والتطرف - التى دفعت فريقاً من المتنطعين المنتمين لبعض فصائل جماعات الإسلام السياسى إلى إثارة المعركة الخاصة بتعديل المادة الثانية من دستور ١٩٧١، التى كانت تنص على أن «مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع»، وهى معركة بدأت عقب الثورة مباشرة بمطالبة هؤلاء بإحلال كلمة «أحكام» محل كلمة مبادئ، وانتهت فى المداولات التى تجرى الآن فى تأسيسية الدستور - إلى المطالبة بحذف الكلمتين، وإضافة عبارة أخرى للمادة ليصبح نصها «الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، والأزهر الشريف هو المرجعية النهائية فى تفسيرها».

سمك فى ماء بقلم سليمان جودة


علن الرئيس مرسى، فى أثناء كل رحلة خارجية، أن من بين أهدافه خلالها العمل على استرداد أموالنا المهربة إلى الخارج.. وإذا كان هناك شىء نرجوه من الرئيس بإلحاح، فى هذه القضية تحديداً، فهذا الشىء هو أن يكشف لـ٩٠ مليون مصرى، عن ثلاث معلومات لا رابع لها على النحو الآتى: حجم هذه الأموال، ومكانها، ثم كيفية استرجاعها.. ذلك أن المتابع لرحلات الرئيس، وهى كثيرة، سوف يتبين له بالضرورة أن ما يردده الدكتور مرسى، فى هذا الشأن، لا تتم ترجمته إلى واقع أبداً، وبمعنى آخر، فإن الرئيس يقول، ويقول، ثم لم نسمع عن دولة واحدة.. واحدة فقط لوجه الله.. قررت أن تعيد إلينا جنيهاً واحداً من مليارات نحلم بها، ونخشى بالتالى، أن نظل نكرر الآن ما كان قد حدث طوال المرحلة الانتقالية، عندما ظلت الأجهزة المعنية تمنى الناس برجوع هذه المليارات، فإذا المرحلة كلها تمر، وإذا نحن، كما ترى، أمام سراب من النوع الثقيل!

24‏/09‏/2012

إلى أين يأخذنا الرئيس؟! بقلم علاء الاسواني



لم أنتخب الرئيس مرسى، وكتبت فى هذا المكان، قبل الانتخابات الرئاسية، أدعو المصريين إلى مقاطعة الانتخابات اعتراضا على ترشح أحمد شفيق للرئاسة قبل التحقيق فى 35 قضية فساد مقدمة ضده.. لم تنجح الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات، ووجد ملايين المصريين أنفسهم مضطرين لانتخاب الرئيس مرسى، ليس اقتناعا بأفكار الإخوان وإنما ليمنعوا استعادة نظام مبارك على يد أحمد شفيق. ظهرت النتيجة وفاز مرسى بالرئاسة فدعوت إلى احترام إرادة الشعب، واعتبرت أنه من عدم الإنصاف أن نهاجم الرئيس مرسى قبل أن نمنحه الفرصة. الآن مرت ثلاثة شهور على تولى الرئيس منصبه، وصار بمقدورنا أن نقرأ توجهاته السياسية، وللأسف فإن الإجراءات والقرارات التى اتخذها الرئيس مرسى ترسل علامات مقلقة وخطيرة تتلخص فى الآتى:

ليلة ظهور الرئيس! بقلم محمد أمين


إن كنت تريد معرفة شعبية الرئيس، اسأل عن نسبة المشاهدة، لأول حوار للرئيس، على التليفزيون الحصرى.. وإن كنت تريد قياس مصداقية الرئيس، تابع حجم التعليقات.. الفيس بوك كله بقى «مانجة».. الطماطم أصبحت فى خبر كان.. ياكلوا حلاوة ياكلوا جاتوه.. أتابع الحوارات الرئاسية، بحكم العمل والمهنة.. رد الفعل أقل مما ينبغى.. نسبة المشاهدة لبرامج وزراء أكبر من حوار الرئيس!
فيه حاجة غلط، على الرئيس أن يتداركها.. هناك مؤشر خطأ فى مسيرة الجماعة.. لا تظن أن حكم الإدارية العليا غطى على حوار الرئيس.. ربما كان ذلك جزءاً من المشكلة.. توقيت إذاعة الحوار غلط.. لكن الرئيس نفسه جزء من المشكلة.. الرأى العام لا يصدق الرئيس ولا الجماعة.. هم يعرفون أن الانتخابات ليست فى مصلحتهم.. كانوا يصلون حتى لا تحكم الإدارية العليا بحل البرلمان!

ماذا بعد حكم الإدارية العليا؟ بقلم د. حسن نافعة


قضى حكم المحكمة الإدارية العليا بأن مجلس الشعب الذى كان قد صدر قرار بحله لم يعد له وجود من الناحية القانونية، فحسم جدلا قانونيا وسياسيا طال، ووضع حدا نهائيا لمحاولات كانت تسعى جاهدة ليس فقط لعودة المجلس، بأغلبيته القديمة، لكن لتمكينه أيضا من إكمال مدته الدستورية، دونما حاجة لإجراء انتخابات تشريعية جديدة، إلا فى الحدود اللازمة لإصلاح العوار المحدود الذى أصابه واقتصر، من وجهة نظرهم، على ثلث الأعضاء فقط، وبعد هذا الحكم بات من المحتم إجراء انتخابات لاختيار مجلس شعب آخر، لكن بعد الانتهاء من كتابة الدستور والاستفتاء عليه، ليمارس السلطة التشريعية وفقا للصلاحيات المحددة فى الدستور الجديد. غير أن تأثيرات هذا الحكم لن تقتصر، فى تقديرى، على تأكيد قرار حل مجلس الشعب وسوف تؤدى، إن عاجلا أو آجلا، إلى حل كل من مجلس الشورى والجمعية التأسيسية.

كتابة الدساتير خبرات وتجارب بقلم د. عمرو الشوبكى


اختلفت تجارب الأمم فى التعامل مع موضوع كتابة دساتيرها الجديدة، فهناك دول احتفظت بدساتيرها القديمة لفترة طويلة لأن التغيير فيها جرى عبر إصلاحات متدرجة ومواجهات سياسية وشعبية لم تسفر فى أى مرحلة عن سقوط النظام عبر ثورة أو انتفاضة شعبية، كما جرى فى تركيا ومعظم دول العالم، وهناك تجارب أخرى سقط فيها الدستور القديم نتيجة فعل ثورى مثلما جرى فى مصر، وبعدها بدأت تحديات وضع دستور جديد.

الخطب المنبرية بقلم حمدى رزق


من المعلوم بالضرورة، أن يوم الأحد من كل أسبوع يمكن أن تستمع إلى الرئيس الأمريكى عبر الإذاعة فى خطابه الأسبوعى الذى أصبح طقسا أمريكياً مقدساً، يحرص عليه الرئيس، بقدر حرص الأمريكان على ملاقاة رئيسهم على موجات الأثير.

اللقاء الأسبوعى أشبه بكشف حساب رئاسى لتقفيل ملفات أسبوع مضى، ومفتتح لأسبوع جديد بقضايا جديدة، يحدد الرئيس أجندة الأسبوع مع الأمة الأمريكية، ويعنى الخطاب بالتعليق على الأحداث الداخلية والخارجية، وما تعرض له الرئيس وإدارته من إخفاقات وما حققه من إنجازات، وحتى نفى الشائعات.

بنحبك يا ريّس! بقلم فاطمة ناعوت

بنحبك يا ريّس. وأنت تعلم أننا نحبُّك. ونحن نعلمُ أنك تعلم أنّا نحبك. ففيمَ القلقُ من إعادة انتخابك بعد الدستور عن «حب»، وعلى «نضافة»، لا عن «إرغام» لأننا لا نريد العسكر، ولا الحرامية؟ فأنت تعلم أكثرَ منّا، أن الصناديقَ قالت: ما «لا» يريده الناس، وليس ما «أرادوه». انتخبك مَن لا يريد شفيق. وانتخب شفيق من لا يريدك، بالأحرى مَن لا يريد الإخوان. لأن الإخوان معروفون منذ ثمانين عامًا. أما أنت فلم نعرفك إلا عبر نُثارات أخبار، مثل: فوزك عن الإخوان فى برلمان ٢٠٠٠، ثم خسارتك ٢٠٠٥، ثم تصريحك قبل انتخابات ٢٠١٠، بأن الإخوان لن تدفع بمرشحين أمام زكريا عزمى، وأحمد عز، وفتحى سرور، لأنهم «رموز وطنية»! ثم عرفناك مرشحًا للرئاسة بديلاً للشاطر، الذى رفضه القانون.

14‏/09‏/2012

من يتحدى مرسي؟ بقلم حمدي قنديل



فى الأسبوع الماضى كتبت أناشد السياسيين التخلص من نزعات الزعامة والأنانية، وأنادى التيارات السياسية «المدنية» بضم صفوفها والاندماج أو التحالف فى تنظيمات كبرى، يضم كل منها الأحزاب والقوى التى تتقارب أهدافها، بحيث يكون لدينا فى النهاية تجمع يضم الأحزاب الوسطية، وآخر يضم أحزاب اليسار، وثالث يضم الأحزاب المحافظة، إضافة إلى التيار الدينى السياسى الذى لايزال حتى الآن الأحكم تنظيماً والأكثر تأثيراً رغم التباين بين مكوناته..

الإيمان فى.. القلب؟ بقلم محمد سلماوي



خيبت الأستاذة الدكتورة أميمة كامل السلامونى ظنى وظن الكثيرين حين نفت ما قالته فى حديث أدلت به لإحدى الصحف من أن المرأة التى لم تجر لها عملية ختان تكون ناقصة الإيمان.
ولقد أعطت الصحيفة الفرصة للدكتورة أن تتراجع عن هذا التراجع، الذى يعتبر بمثابة نكسة فى عالم العلم والإيمان معاً، حين أكدت فى اليوم التالى لنفى الدكتورة أن الصحيفة لديها التسجيل الصوتى للحديث، لكن الدكتورة أبت أن تتراجع عن تراجعها ومضت فى غيها تنكر قولها هذا، وكنت أتمنى أن تلتزم بما قالت لعدة أسباب: أولها أن ما أعلنته يعد بكل المقاييس اكتشافا علمياً لم يسبقها إليه أحد، وهو اكتشاف خطير من شأنه أن يغير من مفهومنا عن الإيمان، وأيضاً من مفهومنا عن علم وظائف الأعضاء، تماماً كما غيرت اكتشافات «جاليليو» من مفهومنا عن كوكب الأرض وعن دورانه حول الشمس.

زمة «الفيلم المسيء»: مغامرة الهوية الخطرة! بقلم تامر وجيه



لا شيء جديد بالمرة. من «صور مسيئة»، إلى «حرق للقرآن»، إلى «فيلم مسيء»، يتكرر السيناريو نفسه بين الحين والآخر، ولا أحد يتعلم.
فبينما يهرول آلاف من الشباب الإسلاميين إلى التظاهر أمام سفارات الدول الغربية مهددين بـ«الويل والثبور وعظائم الأمور»، تندلع حرب التصريحات بين «فسطاطي» الإسلام والعلمانية، فنسمع من يسب المسيحيين ويصفهم بالأنجاس، ونسمع في المقابل من يعتبر ما حدث «مؤامرة» إمبريالية وقعنا في حبائلها، أو من يؤكد على «تفاهة» الفيلم وحماقتنا التي أوردتنا موارد التهلكة.
على أن القضية بالنسبة لي ليست في الفيلم وتفاهته أو المؤامرة ودهائها. القضية هي مركزية «صراع الهوية» الذي ينتظر أتفه الأسباب لينفجر، المرة تلو المرة. فما، ومن، وراء انقسام عالمنا إلى هويات (دينية، ثقافية، إثنية، حضارية) متصارعة؟ ولماذا، وبشكل متزايد، لم يعد العدو هو الاستعمار أو الرأسمالية، بل «الآخر» العقيدي أو الثقافي أو الإثني؟

جذور الهوية

الفعل ورد الفعل بقلم حسن نافعه



ماذا نتوقع من شخصيات من أمثال: موريس صادق، ونبيل موريس، وعصمت زقلمة، وجاك عطا الله، ونبيل بسادة، وإيهاب يعقوب، وناهد متولى، وإليا باسيلى، وعادل رياض، عندما يقرر هؤلاء إنتاج فيلم عن نبى الإسلام وصحبه بهدف عرضه فى الولايات المتحدة فى الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر من عام 2001 المؤلمة. وماذا نتوقع عندما يكون الراعى الأساسى لهذا الحدث هو القس الأمريكى تيرى جونز؟ أظن أننا لا يمكن أن نتوقع إلا كل ما هو حقير وشرير.

13‏/09‏/2012

حد أدنى من المعايير بقلم فهمي هويدي



تفوح رائحة المحاصصة فى بعض الاختيارات الجديدة فى الساحة المصرية، بمعنى حجز حصص لمختلف الأطراف فى التشكيلات التى تمت لإثبات حضورها واسترضائها. وهو مسلك متأثر بالرياح القوية التى هبت خلال الأشهر الماضية وقدمت الهويات السياسية أو الدينية على ما عداها من الاعتبارات. الأمر الذى نلحظه فى عناوين مختلف الصحف حين نجد أنه ما من تشكيل يعلن إلا وتركز الصحف على عدد الممثلين للإخوان والسلفيين والقوى الليبرالية واليسارية وغير ذلك. بالتالى فلم يعد السؤال الذى بات يشغل الناس هو ما إذا كان الشخص كفؤا أم لا، ولكنه أصبح يركز على أى فصيل ينتمى. حتى أنه فى بعض الأحيان فإن أوساط المثقفين والسياسيين تعبر عن الارتياح لتشكيل معين ليس لأنه بات يضم أفضل الكفاءات، ولكن لأنه استبعد أناسا بذواتهم. وقد قيل لى إن شخصا استبعد من الترشيح لإحدى الهيئات لمجرد أن ثمة «زبيبة» فى جبهته تشى بأنه من المواظبين على الصلاة وتشكك فى انتمائه للتيار الدينى(!). 

الشمس تشرق ليلًا محمد المخزنجي



فى الكتابة عنصر لا إرادى، بمعنى أن له آليات ذاتية الحركة خارج التصميم المسبق والتوجيه العمدى الصارم للكاتب، أشبه ما يكون بعمل القلب ذاتى الحركة، وإن كانت هناك قوانين تحكمه تتجاوز قدرات تحكُّمنا العقلى. لكن كما القلب دال على صاحبه، كذلك هذا النوع من الكتابة. ومن ذلك أننى خططت للمضى فى مسارين أكرس لهما جهدى فى الفترة القادمة، ويرتبطان أشد الارتباط بقناعتى العقلية والأخلاقية، بل الروحية، وهما محاربة فخ المفاعلات النووية، والتبشير بالطاقات الجديدة، ليس فقط لأننى مؤمن بأن سلامة الإنسان من سلامة البيئة، وأن الغرور البشرى والغطرسة «العلمية» مقامرة لابد خاسرة فى الحساب النهائى، بل لقناعتى المطلقة أن قوانين الطبيعة والحياة الفطرية التى أبدعها الله، عندما يُعصَف بها لاتُخلِف إلا الخُسران الأكيد المبين، وأنه ما من تكنولوجيا وحداثة تجافى الفطرة إلا مآلها كارثة. وقد كنت شاهد عيان على كارثة كبرى من هذا النوع فى تشيرنوبل، وأودعت شهادتى التوثقية والإبداعية فى كتاب منشور بالعربية ومُترجَم إلى الإنجليزية هو «فصول تشيرنوبل الأربعة»، فالمسألة بالنسبة لى قناعة بالحس والتجربة والمعرفة، والإيمان، لمن يفهم الإيمان كتسليم بعظمة الله، وتسلُّم لأمانة الحياة فينا، ومن حولنا.

هل يجب أن نقتل لنثبت حبنا للرسول؟ وائل قنديل



هل كان لابد أن نتحول إلى قتلة وسفاكى دماء لكى نثبت للعالم أننا نحب سيد الخلق عليه الصلاة والسلام؟

سؤال آخر : ماذا لوضعنا جريمة اغتيال الدبلوماسيين الأمريكيين فى ليبيا فى ميزان عدالة نبى الرحمة والعدل ومعلم الإنسانية الأول وانتظرنا حكمه فى الجناة؟

بداية : لو اجتمع منتجو الشرق والغرب ليصنعوا عملا ينتقص من قدر الرسول الكريم ويهز صورته البديعة فى عقول ذوى الأفهام والضمائر ما استطاعوا.. ولو أنتجوا ألف فيلم وفيلم فلن ينالوا من قيمة الرسول ومكانته مقدار حبة من خردل.