اخر الاخبار

28‏/11‏/2011

ومن أجل مصر «أستقيل» بقلم محمد أمين

لو كنت مكان الدكتور كمال الجنزورى لأعلنت استقالتى فوراً.. حرصاً على مصر ووحدة مصر.. ولو كنت مكانه لأصدرت بياناً أقول فيه: «من أجل مصر قبلت تكليفى بتشكيل الوزارة.. ومن أجل مصر أيضاً أعلن استقالتى».. وساعتها سوف يهتف ميدان التحرير باسمه.. ليس لأن الميدان انتصر، ولكن لأن «الجنزورى» انتصر لمصر، ورفض أن يأتى رغم إرادة ميدان التحرير صانع الثورة!
البعض يسأل: لماذا ميدان التحرير، وهناك ميادين أخرى مثل مصطفى محمود والعباسية وغيرهما؟.. أقول: هذه النغمة ممكن أن تؤدى لتقسيم مصر، وتفتيتها.. ولا يصح أن يرعى المجلس العسكرى نغمة من هذ النوع.. ولا يصح أن يقف خلفها، وإن كانت تؤيده وتسانده، فالمجلس العسكرى لم يحكم إلا بهذه الشرعية الثورية.. ولم يكن إلا لأن ميدان التحرير كان يمثل الثورة ورمزاً لها!

الدكتور الجنزورى فى يده أن يرفع الحرج، عن المشير وعن غيره، بحجة أنه لا يستطيع العمل فى هذا الجو.. أو بحجة أنه لا يجد وزراء للعمل معه.. وأن المناخ العام لا يسمح بميدانين وحكومتين.. أو يعود إلى الأصل، وهو مصلحة مصر.. ومن أجل مصر يقرر تقديم الاستقالة، والعمل فى صفوف المواطنين.. فليس شرطاً كى تخدم مصر أن تكون رئيساً للوزراء.. غير مرغوب فيك!

لا حل غير أن يستقيل «الجنزورى».. هذا هو المخرج السلمى ولا حل غيره.. وليس فى ذلك إهانة للمشير، ولا للمجلس العسكرى.. فقد كانت الثورة لنتشارك - مجلس عسكرى ومجلس وزراء - حتى يكون هناك برلمان ورئيس جمهورية.. وهنا نعبر بمصر إلى بر الأمان.. ولا نُشمت بها الأعداء.. ولا نقدمها هدية للمتربصين بها.. البرادعى يستطيع أن يجمع الشمل، فأعطوه هذه الفرصة!

يسألنى الكثيرون: ما المخرج من الأزمة؟.. ويسأل آخرون: إحنا رايحين فين؟.. أقول لهؤلاء وهؤلاء: هذا هو الحل.. ولا شىء غيره.. يقولون: ولماذا البرادعى؟.. أقول دون أن تكون لى به صلة: لأنه الأب الروحى للثورة.. قدم نفسه فى مواجهة النظام السابق، وقطعوه إرباً.. ونالوا من سمعته وبيته فصبر.. ولولا أنه شخصية دولية، ولولا قلادة النيل، لألقوا به فى السجن!

ويسأل آخرون: فلماذا لم يسند للبرادعى الحكومة قبل الجنزورى؟.. أقول: اسألوا المجلس العسكرى.. هو الذى يستفز الثورة والثوار.. وهو الذى اتخذ القرار.. ويدهشنى أن المشير التقى البرادعى وعمرو موسى، بعدها، كلاً على حدة.. وضعوا تحت «بعدها» ألف خط.. فقد كان الأصل ألا نشعل الغضب، ثم نعمل على التهدئة.. هذا هو الأصل طبعاً.. التشاور «قبل» وليس «بعد» للأسف!

ويدهشنى أن «الجنزورى» فعل نفس ما فعله «شرف».. فقد التقى مجموعة من شباب الثورة.. وقيل إنه ناقش معهم مطالب الميدان.. فى إطار مشاورات التشكيل الوزارى الجديد.. وكيفية تحقيقها من خلال جدول زمنى محدد.. وسبب دهشتى أنه لن يلحق حلف اليمين.. يعدهم ويمنيهم بغرفة مجاورة، مثل الغرفة الأولى.. لا هم يشاركون فى شىء، وربما كانوا شهود زور!

لا يمكن أن نحرق مصر بسبب الصراع على السلطة.. ولا يمكن أن نولع فيها لأن المجلس العسكرى ينفرد بالقرار، ويعتبر البرادعى وغيره جماعة من الأشرار.. ارحموا مصر.. فالحكم مسؤولية وشراكة.. لا ينبغى لأحد أن يعتقد أنه ورث هذا الوطن.. فقد كانت هذه غلطة مبارك.. وهو الآن فى وضع لا يحسد عليه أبداً!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق