اخر الاخبار

30‏/09‏/2011

سلخانة منى الشاذلى بقلم وائل قنديل

لا أعرف ما دار فى اللقاء المغلق بين المشير ووزير الداخلية عن الطوارئ والاستعداد الأمنى للانتخابات، لكنى رأيت الزميلة الإعلامية منى الشاذلى أكثر عسكرية من الجميع وهى توجه حوارها مساء الأربعاء ناحية الرضوخ لتلك المقايضة البائسة القديمة «حياتك مع الطوارئ أم هلاكك مع الحريات».

لقد اتخذ المشير إجراء جديرا بالاحترام حين أحال واقعة فيديو تعذيب اثنين من البلطجية على أيدى كوكتيل من ضباط الجيش والشرطة إلى القضاء العسكرى للتحقيق العاجل، غير أن منى الشاذلى آثرت التدخل فى موضوع بين يدى القضاء، وصادرت على المحقق بتقارير ومداخلات تظهر العين الحمراء للمجلس العسكرى لأنه أحال واقعة التعذيب للتحقيق، وبدا الأمر وكأننا أمام استطلاع رأى من تلك النوعية الوقائية اللطيفة التى تستبق مليونيات يوم الجمعة حول قانون الطوارئ، مع الأخذ فى الاعتبار أن أحد العناوين الكبرى فى مليونية اليوم هو «لا لإعادة العمل بقانون الطوارئ».

الثورة عايزة ثورة بقلم عمرو الليثى

بعد مرور تسعة أشهر على ثورة ٢٥ يناير يراودنى إحساس بأننا جميعا أخطأنا عندما تركنا الميدان يوم ١١ فبراير بعد تنحى مبارك، معتقدين بذلك أن الثورة نجحت وحققت أهدافها التى قامت من أجلها.. توهمنا أن النظام قد سقط..
لم نكن نعرف أن النظام أصبح كالسرطان ينهش فى جسد مصر.. وأن سقوط مبارك ليس معناه سقوط النظام.. وبعد أن توهمنا أننا نجحنا بتسليمنا السلطة للمجلس العسكرى الذى تباينت آراء الثوار حوله.. فمنهم من رآه شريكا فى الثورة لأنه سمح بإقالة مبارك.. ومنهم من رآه حاميا للثورة لأنه انحاز للثوار وطالب مبارك بالرحيل.. وسواء اتفقنا أو اختلفنا على دور المجلس العسكرى.. إلا أن التجربة أثبتت، على مدار أكثر من ٦٠ سنة منذ اندلاع ثورة يوليو ١٩٥٢، أن الحكم العسكرى أو حكم الدبابة ليس هو الهدف المنشود الذى يرجوه الأحرار المتعطشون للحرية والديمقرطية.. ليس فقط فى مصر ولكن فى جميع أنحاء العالم والأمثلة كثيرة لا مجال لحصرها..

خارج دائرة الضوء بقلم: ابراهيم حجازى

كأن الأهلي لم يحصل يوما علي بطولة وكأن الحكومة تملكت الشقق الإيجار‏!‏
>> مفردات السياسة انتقلت بحذافيرها إلي الرياضة وهذا خطر داهم علي الرياضة!.
أن يشارك جموع المصريين بجد وبحق في السياسة فهذا أمر رائع تأخر قرونا من الزمن...
أن ينخرط الشباب في العمل السياسي فهذه خطوة علي الطريق الصحيح لنظام الحكم في مصر...
لكن السياسة وخلافاتها وممارساتها وأساليبها وفنون خداعها لا يجب أن ننقلها إلي مجالات العمل الذي فيه نضع انتماءاتنا السياسية جانبا ونضع كل فكرنا وجهدنا ووقتنا وتوحدنا للعمل... وعليه!.

لندخل الانتخابات.. وننتظر بقلم محمد البرغوثى

حدث ما هو متوقع: أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها لن تشارك فى مظاهرات «جمعة استرداد الثورة»، وأن الجماعة ومعها بعض التيارات السلفية ستدخل الانتخابات التشريعية تحت أى ظرف، وإذا أضفنا إلى هذه الكتلة الضخمة بعض الأحزاب الليبرالية التى فقدت قيمتها قبل الثورة وبعدها مثل حزب الوفد، يصبح الأمر واضحا تماما، والنتيجة حتمية: الانتخابات ستجرى فى الموعد الذى حدده المجلس العسكرى منفرداً، وبالطريقة التى اختارها منفرداً أيضاً.
والسؤال الآن: هل من الحكمة أن تظل معظم الأحزاب والقوى الجديدة متمسكة برفضها التام لإجراء الانتخابات بنظامى القائمة والفردى؟ وهل الحالة الاقتصادية والاجتماعية مناسبة لمواصلة الرفض حتى نحقق كل ما نريده؟ الجميع يتحدثون فيما بينهم عن أن الإخوان والتيارات الدينية الأخرى سيكتسحون الانتخابات، لأنهم أولاً قوة منظمة منذ عقود، وثانياً يملكون الأموال، وثالثاً يستخدمون الشعارات الدينية فى الانتخابات، وهى شعارات تلعب دوراً خطيراً فى تزييف وعى الناخبين والإيحاء للملايين من الأميين ومحدودى التعليم بأن الانتخابات ليست أكثر من اختيار بين أتباع الله، وأتباع الشيطان!.

كيف تكون نظارة بيضاء؟ حسن المستكاوي


●● «إعلام النظارة السوداء».. هذا كان عنوان تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط فى عددها أمس، كتبه من القاهرة الزميل محمد عجم. والتقرير يستحق المناقشة من جانب المهتمين بشئون الإعلام وخصوصا نجوم ومقدمى البرامج فى الفضائيات الذين يناقشون الأحوال السياسية والاجتماعية فى مصر، فالتقرير يتهمهم بإشاعة الفوضى وعدم المساهمة فى بناء البلد.. إلا أن النظارة السوداء قد تكون نظرة سوداء انعكاسا لما يجرى فى الساحة من جدل، وخلافات وتخبط، وارتباك، وتردد، وصراعات، وهبوط اقتصادى، وانهيار أخلاقى وأمنى غير مسبوق فى مصر؟

  ●● الرياضة جزء مهم من الساحة، فكيف تكون النظارة بيضاء وهذا حالها، وحال الذين يقومون بإدارتها، فقد انعقدت الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم وسط أجواء مشحونة بالنقد والغضب لسلبيات متعددة منها إلغاء الهبوط، ولعب مباريات الدورى المقبلة بتسعة عشر فريقا، بجانب ما ورد من ملاحظات فى تقرير مراقب الحسابات.. وكان هناك الكثير الذى يستحق النقاش، ولو حتى قليل من النقاش إلا أن الجمعية منحت مجلس الإدارة كل الثقة..

26‏/09‏/2011

لماذا لن ينتخب فلان الإخوان؟ (١) بقلم خالد منتصر

ليس انحيازاً لزميل مهنة أن أنشر رسائله التى تحرك المياه الراكدة فى بحيرة العقل المصرى، ولكنه انحياز لحرية رأى وتعبير لابد أن تخرج من حبس الأدراج إلى رحابة النور، تختلف معها أو تتفق، المهم أنها تحترم المنهج العلمى فى التفكير.. إنها رسالة من الطبيب محمد وجيه، الذى يعمل فى ماليزيا والذى كتبها تحت عنوان «لماذا أعارض الإخوان والسلفيين؟»، يقول فيها:

«كنت دائماً من معارضى الإخوان وجميع التيارات التى تدعو للحكم الدينى فى البلاد، والمسألة ليست اعتراضاً على الإسلام فى حد ذاته، فلا شك أن الدين يمثل حاجة أساسية لأغلبية البشر، ولكن سبب اعتراضى الدائم على هذه الطائفة التى تسيس الدين يرجع للأسباب الآتية:

١- اعتراضهم الشديد على القانون «الوضعى» واحتقارهم له، وكل من عاش إبان فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات يتذكر هذه الأيام التى كان فيها الإخوان يمطون شفاههم بازدراء عندما ينطقون كلمة «وضعى»، فصار من تمام التدين احتقار القانون الوضعى والتهرب من تنفيذه!!!، لم يكن يدرى هؤلاء المعترضون أن القانون الوضعى يشمل كل جوانب الحياة العصرية تقريباً، فهو يشمل احترام إشارات المرور، ودفع الضرائب والجمارك، وعدم البناء على الأرض الزراعية، بالإضافة إلى كل قوانين العمل فكلها بالطبع، قوانين وضعية.. فماذا كانت النتيجة؟ لقد تفشت ظاهرة عدم احترام القانون منذ ذلك الوقت فى المجتمع، وصرنا شعباً إلى الهمجية أقرب، فالكثيرون يتباهون بكسر الإشارة، والسير فى اتجاه مخالف، أو تخطى السرعات المسموح بها، والتهرب من الواجبات التى يحتمها القانون.. إلخ.

٢- نجح هذا التيار بامتياز فى فصل عامة الشعب عن النخب المفكرة، فصار الشعب منقاداً لكل من يتحدث من منطلق دينى، سواء كان ما يقوله صواباً أو خطاً، ويمكن لأى كاتب أن يكتب مقالين: أحدهما مفيد ومهم يناقش فيه أى مسألة بالمنطق والبرهان، والآخر سطحى يخلو من أى مضمون، ولكن عليه أن يرصعه بنصوص دينية لا علاقة لها بالموضوع، ثم تأمل ردود القراء، ستجد تجاهلاً كبيراً للمقال الأول وإشادة غير عادية بالمقال الأجوف لمجرد أنه يزدان بنصوص مقدسة!!!

لقد كان الشعب يقرأ وينتظر الرأى من مفكرين مثل: العقاد وطه حسين وزكى نجيب محمود.. إلخ، ولكن الآن انفصل الشعب بفعل فاعل عن النخبة المثقفة والمفكرين المستنيرين، وصار العامة ينتظرون الرأى والفتوى من الشيخ حسان والشيخ يعقوب والشيخ الحوينى... إلخ.

٣- يتحدث منظرو هذا التيار باسم الله، والحقيقة أن القرآن الكريم «حمَّال أوجه» كما قال على بن أبى طالب بحق، فالقرآن متعدِّد التفسيرات والرؤى، ويجب ألا ينسى المسلمون أبداً أن الخلافة الرشيدة انتهت عندما طالبوا بتحكيم القرآن، كما أشار عمرو بن العاص إبان الحرب بين معسكر على ومعسكر معاوية!، والقرآن نص واحد وله تفسيرات شتى.. ولا ينكر أى إنسان أن التفسيرات المختلفة هى كلها تفسيرات بشرية، ولا يمكنك أن تقول إن كل التفسيرات المختلفة للآيات هى حق.. فالحق واحد لا يتعدد.. والتفسير الحق الوحيد لآيات القرآن لم يمتلكه إنسان سوى النبى محمد، ولكن الآن لا يوجد من يزعم أنه يعرف التفسير الصحيح والمقصود الإلهى للآيات، وإذا وجد هذا الإنسان فليتفضل وليكتب تفسيره، وعلينا عندئذ أن نعدم جميع التفسيرات الأخرى.

ويترتب على ما سبق أنه عندما يفكر أى إنسان من منطلق قرآنى أو يدافع عن وجهة نظره بآيات قرآنية فى مجال السياسة، فإنه يعتمد على مفهوم بشرى للآيات يمكن نقده والاختلاف معه وتفنيد وجهة نظره مثله مثل الآخرين، ويكون عليه هو وزر النزول بالآيات من سمائها المقدس إلى وحل الخلافات البشرية، وإذا لم نستوعب الحقيقة البسيطة التى سبق ذكرها، صار من الممكن لمن يمتلك ناصية الكلام أن يسوقنا يميناً ويساراً، مستنداً إلى آيات يفسِّرها هو كما يريد، وبعد أن تسببت فتنة تحكيم القرآن فى ضياع الخلافة الرشيدة، نعيد الخطأ نفسه مرة أخرى ليتسبب هذه المرة فى ضياع الوطن بأكمله.

حتى لا تكون رئيس حكومة «الثورة المضادة» يا د.شرف بقلم د.طارق الغزالى حرب

هذا سؤال واضح وصريح ومُحدد للدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء: هل جرى اختطافك من على أعناق الثوار وجموع الشعب يوم الجمعة المشهورة التى ذهبت فيها إلى التحرير قبل أدائك اليمين كرئيس حكومة الثورة ارتضته جموع الشعب، بعد أن توسمت فيه خيراً وكفاءة؟! أغلب الظن أن هذا قد حدث بالفعل، وأن الخاطفين هم قوى الثورة الأخرى المضادة الذين يتوهمون أنهم باقون وسيعودون فى يوم قريب أقوى وأشرس وأخس مما كانوا، بل سيردون الاعتبار للقراصنة اللصوص ورجال العصابات الذين حكموا البلاد وأكثروا فيها الفساد طوال عقود من القهر والاستعباد.. إنهم يحلمون بعودة سلطانهم وسطوتهم واستغلالهم التى أسبغها عليهم أسيادهم من شياطين الإنس الذين اقتلعهم الثوار من على عروشهم ورموا بهم داخل السجون. لقد اختطفك هؤلاء يا د.شرف وأكاد ألمحهم يستعدون لحملك على أعناقهم ليطوفوا بك ميادين حى مصر الجديدة ومسجد مصطفى محمود وهم يهتفون «آسفين ياريس»!

قتلوا الشهداء مرتين بقلم حمدي قنديل

تخدعنا عناوين الصحف هذه الأيام وهى توحى لنا بأن الشغل الشاغل للناس هو ما إذا كانت حالة الطوارئ قانونية أم غير قانونية، أو ما إذا كانت الانتخابات ستجرى بالفردى أم بالقائمة، أو ما إذا كان قانون الغدر لايزال فى أدراج الحكومة أم أنه راح إلى المجلس العسكرى.. أجزم لكم بأن هذا كله رغم ما له من أهمية لا يعدو أن يكون حديث نخبة، أما الناس فمشغولون فى المبدأ والمنتهى بأن يكونوا آمنين على أرواحهم وممتلكاتهم.. الأمن بالنسبة لهم هو القضية، هو الحلم، لكنه حلم بعيد التحقيق لسبب مثير للعجب

23‏/09‏/2011

فى مأساة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بقلم عمرو حمزاوي

لمقصود بالوراء هو ممارسات وسياسات من حكم قبل ٢٥ يناير ٢٠١١ ومن برر له فى الإعلام والحياة السياسية والجامعات أو وقف على الحياد وانتفع من حياده أو تجاهل استبداد وفساد النظام السابق وركز على قضايا فارغة المضمون وافتعل خلافات وهمية لإلهاء الرأى العام.
تفعيل قانون الطوارئ هو إعادة لعقارب الساعة إلى الوراء، وكذلك التلويح بتقييد الحريات الإعلامية بعبارات مطاطية كإشاعة الفتن بدلا من التعامل القانونى والشفاف والديمقراطى مع وسائل الإعلام غير المنضبطة مهنيا.
التبرير لقانون الطوارئ بإشاعة الخوف بين المواطنين من الانفلات الأمنى بدلا من توضيح حقيقة أن قانون العقوبات يكفى مع شرطة فعالة ومنضبطة باحترامها لحقوق الإنسان هو إعادة لعقارب الساعة إلى الوراء يتورط بها الإعلام الرسمى وكنا نتمنى ألا يحدث هذا وأن يتحول الإعلام الرسمى إلى إعلام الوطن والمواطن.

مصر تبحث عن دجاجة بقلم وائل قنديل

لا معنى لكلام اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكرى عن أن حالة الطوارئ قانونية بموجب قرار جمهورى يمتد إلى منتصف 2012 إلا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يرى فى نفسه امتدادا لنظام الرئيس المخلوع، وأن الشرعية التى تحكم مصر الآن هى شرعية النظام الذى سقط رأسه.إن هذا أسوأ تبرير للإبقاء على أسوأ قانون عرفته مصر، وثارت ضده ثورة عارمة شارك فيها بشكل مباشر أكثر من عشرين مليون مواطن، والتف حولها بقية شرائح المصريين.

غير أن أخطر معانى هذا الكلام أنه يجافى مبدأ أن المجلس العسكرى شريك فى هذه الثورة وحام لها، كون هذه الثورة إنما قامت أول ما قامت ضد الاستبداد والقمع والقهر وإهانة البشر، باستخدام عصا الطوارئ.

الأهلى.. ما هذا الجمود؟ بقلم حسن المستكاوي

«قاعدين ليه ما تقوموا تروحوا».. هذا كان الهتاف القادم من السبعينيات، وأطلقته حناجر جماهير إنبى بعد هدف رامى ربيعة الذى أخرج الأهلى من كأس مصر، فيما التزمت جماعة الألتراس الصمت احتجاجا على استمرار احتجاز زملائهم، فغابت أغانيهم وأهازيجهم الحديثة التى تعبر عن العصر.●● شهدت نهاية دور الستة عشر مفاجأة مدوية بالإسكندرية بخروج الاتحاد السكندرى أمام فريق النصر وهو يلعب بعشرة لاعبين، وكان رأينا المبكر ومنذ شهور أن إلغاء الهبوط كارثة أخلاقية تساوى بين الناجح والفاشل، وأن القرار فيه مجاملة صارخة، ويهز الثقة فى قرارات الاتحاد، وقد حدث بالفعل أيام أزمة الصعود فطالب من لا يستحقون بدورهم أن يلعبوا فى الممتاز باعتبار أنه لا فارق بين باطل صغير وباطل كبير.. وكان رأينا أن الاتحاد فى أزمة منذ سنوات وأن عليه أن يبدأ عملية بناء فريق.. لعله يبدأها الآن.

مبادئ الثورى.. وأكاذيب السياسىبقلم محمد البرغوثى

على امتداد التاريخ الإنسانى كله ظل هناك فارق شاسع بين الثورة والسياسة. الثورة عمل نضالى يختزن قدراً هائلاً من المبادئ والمشاعر. والسياسة ـ حتى التى يمارسها الثوريون ـ عمل إجرائى يختزن قدراً هائلاً من التوازنات والمناورات والأكاذيب أيضاً. والثورى الحق، الثورى الذى لم يتحول إلى انتهازى أو زعيم مجموعة مصالح، هو فقط الذى يلاقى وجه ربه قبل أن تنجح ثورته وتحمله إلى مقاعد السلطة.

فى واحدة من قصائده يتوقف الشاعر العراقى الكبير سعدى يوسف، ليسخر بقسوة جارحة من المناضل الفرنسى «ريجيس دوبريه»، الذى ترك بلاده أواخر الخمسينيات من القرن الماضى والتحق بمناضلى حرب العصابات فى أمريكا اللاتينية تحت لواء فيدل كاسترو وجيفارا، آنذاك تحول «دوبريه» إلى أيقونة مذهلة للمثقف الأوروبى الذى يرفض بصلابة المضمون الاستعمارى القذر لبلاده المتحضرة، ويغادر مركز الكون ليحمل السلاح إلى جانب مناضلى حركات التحرر فى العالم الثالث ضد بلاده وحلفاء بلاده.

ألغاز الثورة المصرية بقلم جلال امين

من المفهوم والمبرر تماما ما شعر به المصريون لدى قيام ثورة فى 25 يناير من فرح وفخر، وشعورهم بفرح وفخر أكبر عندما نجحت الثورة فى إسقاط النظام.

ولكن المدهش أن تظل مجموعة من الأسئلة والألغاز، التى أثارتها أحداث هذه الثورة وتطورها، خلال الثمانية أشهر الماضية، بلا إجابة مقنعة. نعم الفرح قد يُنسى المرء نفسه، وقد يجعله لا يطيل التفكير فى أسباب الحدث المفرح وملابساته، خاصة إذا كان هذا الحدث المفرح قد طال انتظاره لدرجة كادت تؤدى إلى اليأس التام من حدوثه. ولكن الواجب يقتضى، خاصة بعد أن هدأت الأمور، ثم بدأت السماء تتلبد بالغيوم، أن يمضى المرء فى التفكير فى الأمر برمته بل وقد يتطلب الأمر أن يستعيد المرء أحداث الثورة، يوما بيوم، حتى لا يفوته شىء من التفاصيل التى قد تلقى الضوء على عامل مهم من العوامل التى حكمت هذه الأحداث كلها.

21‏/09‏/2011

مواقف بقلم انيس منصور

كل بلد له الشباب الذي يستحقه‏!‏ ومن مشاكل أي بلد تشع الحلول‏..‏ وهذه الحلول تظهر في عيون وأحلام الشباب‏..‏
أنيس منصور

 ومن السخط علي الماضي الذي كان والقلق علي الحاضر الذي يكون, تتولد مخاوف الغد الذي سوف يكون.. وإذا كان الشباب أمينا علي المستقبل, فكيف يكون أمينا علي الغد وهو لا يملك اليوم!
وهو لا يملك اليوم لأنه يقف علي أبواب الجامعات بمئات الألوف وينتظر أن تعينه الدولة في مكان ما ويذهب إلي المكان فلا يجد مقعدا.. فإذا وجد مقعدا لم يجد سكنا! ثم إن الأرض الزراعية محدودة, وإذا زادت جرفناها أو أقمنا عليها بيوتا ولا يوجد شاب لا يتمني أن يكون له أرض وأن يقيم عليها حقلا وبيتا ومصنعا, ولكن لا يلقي المساعدة الكافية!
ما هو المعني: المعني أن الشاب يجد الذين هم أكبر ليسوا أحسن حالا منه.. انه لا يقرر لأنه لا يملك.. والذين لا يملكون لا يقررون أيضا!
ولا علاج يجيء بعد يوم ولا عام.. ولكن لابد من علاج عنيف.. ولن يشكو من القسوة أحد.. مادام التطبيق العنيف للخطة لا يستثني أحدا.
تسألني: متي؟.. أقول لك: الآن.. تسألني: كيف؟.. فأقول لك: كما فعلت الهند والصين وكل الدول التي انهارت عقب الحروب.. وكل الدول التي لم تخدع نفسها وشعبها وأيقنت أنها فقيرة, وأنها يجب أن تمدد رجليها علي قدر لحافها!

مبادرة عمرو موسي بقلم: محمد سلماوي

كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية ظهر بشكل أوضح قدر عدم استعداد البلاد لهذه الانتخابات
محمد سلماوي

والتي صار إجراؤها ينبئ بمواجهات عنيفة لابد ستقع في ظل حالة الانفلات الأمني السائدة الأن, وما ستؤدي إليه من مزيد من الفوضي في المجتمع ككل, وليس في المحيط الانتخابي وحده.
من هنا تأتي أهمية الدعوي التي أطلقها المرشح الرئاسي عمرو موسي لايجاد آلية قومية لإدارة المرحلة الانتقالية الحالية, والتي وصلت بنا إلي حالة من ضبابية الرؤية وغموض النوايا ضاعت معها معالم الطريق, وصار السؤال الذي يتردد في الذهن وعلي كل لسان هو: إلي أين نحن ذاهبون؟ ولماذا الإصرار علي بعض الإجراءات التي لايرضاها الشعب؟
إن تشكيل لجنة وطنية تضم مختلف القوي السياسية من أحزاب وتيارات ونقابات واتحادات وشباب تضع مسئولية إدارة المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد الآن علي عاتق المجتمع بأسره ولا تحصرها في المجلس العسكري وحده, ثم إنها تعتبر أفضل السبل لضمان أن كل قرار يصدر سيكون معبرا عن إجماع وطني وليس مفروضا من أعلي.

ونحن؟ أين نحن؟ قلم: أحمد عبد المعطي حجازي

أظن أننا علي وعي كاف بأننا نمارس في هذه الأيام نشاطا وطنيا لم نمارسه منذ أكثر من نصف قرن‏,‏
أحمد عبد المعطي حجازي 

وهو التفكير فيما نحن فيه الآن, وفيما كنا عليه, وفيما يمكن أو يجب أن نصير إليه, طبيعة الدولة, ومبادئ الدستور, وحقوق الأمة, وموقف الجيش مما حدث ومما يمكن أن يحدث, وعلاقة الدين بالسياسة, وقانون الانتخاب...
فضلا عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي كشفت لنا الثورة عما أصابها من أمراض خطيرة تثير القلق وتطرح ما لابد أن نفكر فيه ونراجعه ونناقشه ونبحث له عن اجابات نظرية وعملية, مدركين أن كلمتنا الآن لها ثمنها الغالي الذي يجب أن نحسبه ونتوقعه, وأن نبوءات الحاضر واحتمالاته المأمولة أو المخيبة للآمال ستصبح واقعا غدا, فعلينا أن ننظر فيها بجد ومسئولية, ونعرف

عاصفة حديث هيكل .. تساؤلات مشروعة في قضايا ملتهبة بقلم مصطفي بكري

بين الحين والآخر، يطل علينا الأستاذ، كلماته واضحة ومحددة إنها برنامج عمل، ترسم ملامح الطريق، تقرأ خريطة الواقع، تحلله، وتقدم روشتة العلاج . وفي واحد من أخطر الأحاديث - تنشره ' الأهرام ' علي ثلاث حلقات - بدت الحلقة الأولي وكأنها قطعة بديعة من الأدب السياسي، غير  أنها كانت أكثر صراحة ووضوحًا في تشريحها للواقع، فوضعت النقاط علي الحروف فيما يتعلق بالأزمة الراهنة والعوامل المؤثرة فيها .لقد تحدث الأستاذ عن القوي الأساسية الثلاث التي صنعت الثورة :
> شعب كان يتململ ضيقًا بأحواله، وبما يري حوله من آثام ومظالم ويبحث عن خلاص، غير أن أزمته تجسدت في حيرة ظل يعايشها حتي تعايش معها .. كيف يتحرك .. وبمن؟ !

17‏/09‏/2011

ابن للديمقراطية لا العلمانية بقلم فهمي هويدي

العلمانيون فى مصر احتفوا بأردوغان، وصفقوا للنموذج التركى، معتبرين أن بروز الرجل وإنجازاته وما بلغته بلاده من علو ونهضة كل ذلك من ثمرات العلمانية المطبقة هناك. وكانت الإيحاءات واضحة فى تلك الحفاوة، حيث لم يكن هدف المديح مجرد التعبير عن الإعجاب بالرجل أو بمجمل التجربة التركية، وإنما أريد به إقناع «الجارة» ــ المقصود أهل مصر ــ بأن العلمانية التى رفعوا شعارها هناك هى الحل. وأن بلدنا الذى يسعى الآن لتأسيس نظام جديد بعد الثورة، إذا أريد له حقا أن ينتقل من ظلمات

16‏/09‏/2011

فى الذكرى العاشرة لأكبر عمل إرهابى: هل أنا إرهابى؟ بقلم جلال امين



أصارح القارئ بأن لدى حساسية شديدة ضد اصطلاح «الإرهاب». لا أفهمه ولا أستسيغه، وأمتعض منه كلما رأيته يستخدم فى مقال أو كتاب. بل إنى إذا عرفت من عنوان كتاب أو مقال، أو فصل فى كتاب، بأن الكاتب يقبل استخدام هذه الكلمة «الإرهاب» دون أن يشكك فيها «أو على الأقل يضعها بين قوسين للإشارة إلى أنها محل نظر» فقد يثنينى هذا عن قراءة الكتاب أو المقال بالمرة.
إن لدى شعورا قويا بأنه اختراع شرير، يجرى الترويج له لأغراض شريرة، لا علاقة لها بمكافحة «الإرهاب»، بل لها علاقة وثيقة بتسهيل نوع آخر من الإرهاب، وهو ما تمارسه دولة ضد دولة أخرى، أو ما تمارسه الدولة ضد مواطنيها.
إذا كان هذا هو حالى مع كلمة «الإرهاب»، فليس غريبا أن أشعر بالضيق والغيظ الشديدين كلما كنت على وشك ركوب طائرة للسفر، فيطلب منى المرور بمختلف الإجراءات الأمنية التى يقال إن الغرض منها حماية الطائرة وركابها من «الإرهابيين».
إنى أشعر بأن هؤلاء الذين فرضوا هذه الإجراءات على المسافرين أقرب إلى ممارسة الإرهاب من أى شخص آخر، وهم على الأقل يمارسونه بالفعل، ويوميا، ضد ملايين من الأبرياء من ركاب الطائرات، وليسوا مجرد خطر يلوح به، ونادرا ما يوجد فى الواقع. وحتى عندما يزعمون أنهم قبضوا على إرهابيين حقيقيين نجد أن القصص التى يروونها عنهم نادرا ما تكون مقنعة أو مستساغة.

هكذا يولد الزعماء بقلم حسن المستكاوي

حسن المستكاوي
●● فى 29 يناير 2009، غادر رجب طيب أردوغان منصة مؤتمر دافوس غاضبا بعد أن رد بعنف على الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز بعد دفاعه عن شن الحرب على غزة.. وقال أردوغان: «أنت أكبر منى سنا، ولكن لا يحق لك أن تتحدث بهذه اللهجة والصوت العالى الذى يثبت أنك مذنب.. وأنا صوتى أعلى منك.. الجيش الإسرائيلى يقتل الأطفال على شواطئ غزة ورؤساء وزرائكم يكونون سعداء عندما يدخلون غزة على متن دباباتهم..»..
هب أردوغان واقفا حين حاول رئيس الجلسة أن يعترضه، وصاح وهو يغادر المنصة: لن أحضر مؤتمر دافوس بعد هذا..
 ●● فى حفل عشاء دعا إليه رئيس الوزراء التركى مساء أمس الأول خلال زيارته للقاهرة، واصل الرجل صدقه وبلاغته، وتحدث عن مفهوم العلمانية، فقال: نحن دولة علمانية مدنية ديمقراطية اجتماعية، تعنى بالعدالة الاجتماعية، والعلمانية ليس لها علاقة بالتعريف الغربى، ونحن نرى أنه لابد أن نكون على مسافة واحدة من كل الأديان.. ونحن مسلمون، ولا يوجد حزب للمسلمين، لأننا نخطئ كبشر، لكن الدين لا يخطئ.. ولا أريد أن أحمل أخطائى على الدين.

سلفية كوبنهاجن وسلفية إسكندرية بقلم وائل قنديل

أكثر من عشرين ناشطا من شباب الأحزاب المصرية الجديدة يمثلون كل الأطياف السياسية من الإخوان وحتى الليبراليين مارسوا على مدى أسبوع المساس بالسيادة الوطنية الدانماركية من خلال دخول مطبخ الانتخابات البرلمانية التى أجريت أمس بدعوة من معهد الحوار المصرى الدانماركى.. وكنت معهم ضمن وفد من الصحفيين المصريين والعرب تفقدوا اللجان وراقبوا عملية التصويت وحضروا مؤتمرات فى الشارع للأحزاب المتنافسة ولم يخرج حنجورى دانماركى ليعلن الجهاد ضد هذا التدخل الأجنبى السافر ولم يبك أحد حزنا على الشرف الوطنى الرفيع صارخا «إنهم يمسون بسيادتنا ويراقبون انتخاباتنا».

ديمقراطية تركيا.. بعض النواقص بقلم عمرو حمزاوي

التطور الإيجابى فى العلاقة المصرية ــ التركية يصب ولا شك فى مصلحة البلدين السياسية والاقتصادية. جيد أيضا أن تتقارب توجهات السياسة الخارجية للدفاع عن مصالح شعوب منطقتنا وفى الصدارة هنا القضية الفلسطينية والوقوف فى وجه الاستعلاء والإرهاب الإسرائيلى ورفع المعدلات الإقليمية للتعاون الاقتصادى والتجارى، وأتمنى أن يضاف إلى الأمور هذه الدعم الفعال لثورات المواطنين الديمقراطية على امتداد العالم العربى.
إلا أن تطور العلاقة المصرية ــ التركية وكذلك الميزات الكثيرة لنموذج الديمقراطية والتنمية التركى لا ينبغى لهما، خاصة ونحن فى مصر ندرس نماذج التحول الديمقراطى والتنمية حولنا وفى العالم للاستفادة منها، أن يدفعانا إلى تجاهل بعض النواقص الخطيرة فى النموذج التركى أو إلى إضفاء هالة من الإيجابية المفرطة حين تقييم توجهات السياسة الخارجية التركية.

مشروع عملاق لتنمية مصر (٣) قلم د.حسن نافعة

تشير الدراسات الأولية للجدوى الاقتصادية لمشروع قناة طابا - العريش إلى أن أعمال التسوية والحفر ستؤدى إلى استخراج كميات هائلة من خامات الحجر الجيرى والطفلة والحجر الرملى والدلوميت والصخور المارلية، وغيرها من الخامات القابلة للتسويق، التى يوجد عليها طلب عالمى كبير. لذا، من المتوقع أن تدر عائدا ماليا قد يفوق فى المحصلة الإجمالية تكلفة المشروع ذاته.
وهذه ميزة إضافية من شأنها أن تضفى على المشروع جاذبية خاصة وتغرى بعض الدول التى تحتاج هذه الخامات، كالصين مثلا، أو الشركات العالمية المتخصصة فى استخراج وتجارة هذه المواد بالاستثمار فى المشروع، الذى سيكون قادرا فى هذه الحالة على تمويل نفسه ذاتيا، لأن تكاليف تنفيذه أقل من قيمة نواتج الحفر نفسها.

الثورة‏..‏ وشباب مصر الحائر يكتبها‏:‏ فاروق جويدة

لم يتوحد المصريون في فترة من فترات تاريخهم الحديث كما توحدوا في أيام ثورة‏25‏ يناير‏..‏ يومها شعر كل مصري أنه يدافع عن أرض ووطن ومستقبل وأننا جميعا في سفينة واحدة يجب الا تلقي مصير العبارات الغارقة في ظل النظام السابق.
توحد المصريون في ثورة يناير حول أشياء محددة وواضحة وصريحة ولهذا كان تقدير العالم لهم اعترافا بعراقة شعب وتاريخ وطن.. وتصورنا أن اللحظة التاريخية التي وحدتنا حول قضايا الحرية والعدالة والمساواة سوف تكون دستورا يحدد مسيرة المستقبل في مصر التي نريدها..
ولكن للأسف الشديد بقدر ما كان التوحد بين أبناء الشعب الواحد مثار تقدير واعتزاز بقدر ما كانت الانقسامات الدامية أخطر ما نتعرض له الآن حيث لا تجد خمسة أشخاص من بين85 مليون مواطن يتفقون علي شيء واحد.. ظواهر غريبة وسيئة ظهرت في حياتنا كشعب وسلوكياتنا كأشخاص بحيث أنها أصبحت تهدد مستقبل هذا الوطن..

الشرطة الجديدة.. خلاصنا من الرعب بقلم محمد البرغوثى

تربيت على كراهية ضباط الشرطة.. ولكننى رغم هذه الكراهية لم أسع أبداً إلى إهانة ضابط شرطة.. ولم يفزعنى شىء فى حياتى قدر فزعى من رؤية ضابط شرطة مهاناً أو ضعيفاً أو فاقداً للهيبة.
كنت معذوراً فى كراهيتى لهذا الصنف من البشر الذى استخدمته الدولة كآلة عمياء ووحشية للسيطرة على المواطنين وزرع الخوف فى قلوبهم وإهدار كرامتهم..
وقد شاءت ظروفى أن أكون شاهداً ـ وأنا طفل صغير ـ على حفل تعذيب لمواطن فى مركز شرطة، ظل ضابط مفتول العضلات يصفعه ويركله فى بطنه ويلكمه حتى انفجر الدم من عينيه وأنفه، وبعد ذلك بسنوات شاهدت مأمور المركز، واقفاً فى ساحة صغيرة أمام بيتنا فى القرية، كان يشتم بألفاظ نابية كل رجال القرية ونسائها إثر اشتباكات بين أنصار العمدة القديم والعمدة الجديد، وقد أعلنها مدوية «وحياة أمى إذا ما نمتم زى الفراخ من المغرب لأضرب أجدع شنب فيكم بالجزمة القديمة يا اولاد....».

خارج دائرة الضوء بقلم: ابراهيم حجازى

ابراهيم حجازى
بدلا من الصراخ والتخوين والتخريب تعالوا نستفد من الشمس والرمال في أعظم مشروع قومي‏!‏


>> الأحداث الكثيرة المتلاحقة في الشارع المصري شتتت انتباهنا عما يدور في قطاعات كثيرة والرياضة واحدة من القطاعات التي سقطت منا ولا أحد يعرف تحديدا ما يدور فيها لدرجة أن جميع الاتحادات الرياضية تقريبا تمزقها الخلافات التي انعكست علي إعداد أبطالنا لدورة لندن الأوليمبية2012.. صحيح أن المرشحين لتحقيق ميداليات قليلون لكن الأصح حتمية إتاحة الفرصة لهم لأفضل إعداد وأخص هنا الجودو والخماسي والمصارعة لكن لا الصحيح ولا الأصح اهتم بهما أحد...
الأمر لم يقتصر علي الإعداد الأوليمبي إنما امتد لكل النواحي بقرارات غريبة مضحكة مثل التي حدثت وتحدث في اتحاد الكرة المصري المسئول عن اللعبة الشعبية الأولي في مصر سواء في إدارته للمسابقة أو تخطيطه للعبة وهذا مثال تحمله هذه الرسالة:
الأستاذ إبراهيم حجازي..

11‏/09‏/2011

حزن وإحباط يوم الجمعة بقلم: عمرو حمزاوي

بقلم: عمرو حمزاوي
amr hamzawy new
فأما الحزن فهو لرحيل الأديب الأستاذ خيرى شلبى الذى وفاته المنية يوم الجمعة. صاحب وكالة عطية وثلاثية الأمالى وزهرة الخشخاش وصحراء المماليك وغيرها من الأعمال الأدبية والروائية الرائعة كان المعبر الأفضل عن تفاصيل حياة وهموم وآلام وأحلام من همشهم المجتمع المصرى خلال العقود الماضية، إن لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية.

رصد الأستاذ خيرى فى أعماله إخفاقاتنا كمجتمع لم ينجح إلى اليوم لا فى صناعة تنمية متوازنة ولا فى استيعاب أصحاب الرأى المختلف ومازال يعنى من نزوع للتطرف يغيب الإنسانية. رحم الله الأستاذ خيرى، الحالة المصرية الفريدة، وهدأ من قلق روحه على مصر ومستقبلها بعد ثورة يناير. ففى الأيام الأخيرة كان لى حظ الاستماع إلى صوت الأستاذ أكثر من مرة فى مكالمات هاتفية ولم تخل واحدة من تعبيره عن القلق بشأن وجهة السياسة والمجتمع فى مصر.

وأما الإحباط فهو لما شهدته جمعة تصحيح المسار من أعمال عنف أمام وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة ومن تورط لمجموعات من المواطنين فى هدم الجدار الأمنى أمام السفارة الإسرائيلية ثم اقتحامها ووقوع (إلى الآن) 4 قتلى وعدد كبير من الجرحى.

الريان.. نظام فاسد .. ورأس مال مستغل بقلم: فاروق جويدة

بقلم: فاروق جويدة
farouk goweda
مازلنا نذكر واحدة من أكبر جرائم النظام السابق فى حق هذا الشعب وهى مسلسل شركات توظيف الأموال الذى اجتاح فى سنوات قليلة مدخرات الملايين من أبناء الشعب الغلبان ومنهم من مات كمدا ومنهم من انهى حياته مختارا وانتحر ومنهم قلة قليلة استطاعت أن تقاوم هذه المحنة وتواصل مشوارها مع الحياة.. لاشك أن مسلسل شركات توظيف الأموال كان واحدا من أشهر مسلسلات الفشل الحكومى والفساد الإدارى وأسلوب الفهلوة والتحايل الذى اتسم به أداء أجهزة الدولة المصرية والذى وصل فى النهاية إلى ما شاهدناه بعد ذلك من كوارث وأزمات.
ظهرت شركات توظيف الأموال مع نهاية فترة السبعينيات وسياسة الانفتاح الاقتصادى التى أعلنتها الدولة فى ذلك الوقت وبدأ عدد من المغامرين فى إنشاء هذه الشركات التى قام نشاطها على جمع مدخرات المصريين فى الداخل والخارج.. فى هذه الفترة كان عدد من المصريين العاملين فى الخارج خاصة فى دول الخليج قد جمع مدخرات كبيرة أمام ارتفاع أسعار البترول والطفرة الاقتصادية التى شهدتها هذه الدول فى ذلك الوقت وزاد عدد العاملين المصريين فى الخارج وارتفع حجم مدخراتهم.

سبتمبر وعقلية الفسطاطين بقلم خالد منتصر

«العالم انقسم إلى فسطاطين لا ثالث لهما، فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر».. قالها أسامة بن لادن منذ عشر سنوات، فهل مازالت عقلية الفسطاطين هى المسيطرة على ذهنية حركات الإسلام السياسى، أم أنها ماتت بموت بن لادن؟، للإجابة نعود إلى الماضى بضع سنوات، فنقرأ قبلها ما كتبه سيد قطب، منظر فكر التكفير لجميع تيارات الإسلام السياسى، التى ولدت من رحم التنظيم الأم، تنظيم الإخوان، يقول فى كتابه «فى ظلال القرآن» ما يعد ويعتبر المانفيستو، الذى استمد منه بن لادن مقولته، حيث قال قطب: «ينقسم العالم فى نظر الإسلام وفى اعتبار المسلم إلى قسمين لا ثالث لهما: الأول: دار إسلام، وتشمل كل بلد تطبق فيه أحكام الإسلام، وتحكمه شريعة الإسلام سواء كان أهله كلهم مسلمين، أو كان أهله مسلمين وذميين، أو كان أهله كلهم ذميين، ولكن حكامه مسلمون يطبقون فيه أحكام الإسلام، ويحكمون بشريعة الإسلام ..

09‏/09‏/2011

الجيش والثورة من الميدان إلي الانتصار لقاء المواجهة في القصر الجمهوري بقلم مصطفي بكري

كتبها علي حلقات: مصطفي بكري

في الحلقة الثالثة من كتاب ' الجيش والثورة .. من الميدان إلي الانتصار ' يستعرض الكاتب الصحفي مصطفي بكري مؤلف الكتاب وقائع الفترات الصعبة التي عاشتها القوات المسلحة ' وتصديها لعمليات البلطجة الواسعة التي عمت انحاء البلاد وكادت تؤدي بها إلي فوضي عارمة ويكشف الكاتب في هذا العدد أسرار تنشر للمرة الأولي عن وقائع ما جري خلال الزيارة المفاجئة للرئيس مبارك ونائبه عمر سليمان إلي مركز عمليات القوات المسلحة التي اصطحب فيها نجله جمال مبارك، ثم طلب من قادة الجيش عدم إظهاره في الصور التي سوف تبثها وسائل الإعلام، وبذلك يجيب الكاتب عن سر اختفاء صورة المشير طنطاوي من هذا اللقاء عند بثه في وسائل الإعلام، ويرصد الكاتب مجريات الأحداث وصولاً إلي اللقاء التاريخي الذي عقد بمقر رئاسة الجمهورية بحضور نائب الرئيس عمر سليمان ورئيس الوزراء أحمد شفيق ووزير الدفاع حسين طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان إضافة إلي قائد الحرس الجمهوري وهو اللقاء الذي بدا الرئيس خلاله غاضبا من قيادة الجيش بسبب البيان الذي أصدرته القوات المسلحة ظهر ذات اليوم الذي أكدت فيه وقوفها مع الشعب في ثورته وتفهمها لمطالبه المشروعة .

أوقفوا الديكتاتور وشبيحته بقلم: عمرو حمزاوي

بقلم: عمرو حمزاوي
amr hamzawy new
علينا اليوم، ونحن نتظاهر للمطالبة بتغيير قانون الانتخابات والإيقاف الفورى لإحالة المدنيين للقضاء العسكرى، أن نتذكر ونتضامن مع إخواننا فى سوريا الذين يواجهون بمفردهم أحد أبشع نظم القتل والقمع العربية.
ديكتاتور سوريا وجيشه (أين عناصره الوطنية) وأجهزة مخابراته وشبيحته مستمرون فى قتل وتعذيب السوريين دون رادع إقليمى أو دولى. ومن أين يأتى الرادع الإقليمى والجامعة العربية وبعد كل إجرام نظام الأسد لا تطرح إلا انتخابات رئاسية فى 2014 وتنظر للديكتاتور على أنه حاكم البلاد الشرعى؟ ومن أين يأتى الرادع الدولى والقوى الكبرى تتضارب مواقفها بشأن سوريا وقرارات العقوبات لا يمررها مجلس الأمن؟

باختصار.. ماذا عن مصر؟ بقلم: حسن المستكاوي

قلم: حسن المستكاوي
mestekawy profile
●● لا يوجد أسوأ من أن تهدر وقتك، جهدك، عمرك، فى طرح بديهيات، كأن تحذر ابنك من ممارسة الكذب، وتفعل ذلك يوميا كى يتذكر.. فلا يتذكر.. وعندما نتحدث عن النظام، يترجم الجميع الكلمة على أنها الرئيس السابق والوزراء والنواب.. وهذا غير دقيق، فهؤلاء صنعوا على مدى السنوات الماضية نظاما واسعا مهلهلا بلا رؤية وبلا ثقافة وبلا عقل، فى جميع المجالات، صنعوا الإناملية والجهل وقتلوا الضمير، والانتماء.. وجعلوا الوطن فريقا، والوطنية غناء.. بينما نرى تركيا فى 8 سنوات وقد باتت قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية.. ونرى البرازيل التى كانت دولة فقيرة فأصبحت قوية باقتصادها، وكانت من الدول التى قامت بإقراض البنك الدولى، بقيمة مليار دولار على ما أتذكر..

الثورة المصرية.. بالصوت والصورة بقلم: جلال أمين

على مر العصور، ظلت القدرة على تعبئة الجماهير، وحثهم على الاشتراك فى عمل واحد، كالقيام بمظاهرة أو بثورة ضد الممسكين بالسلطة، قرونا كثيرة محدودة للغاية، رسمت حدودها التكنولوجيا المتاحة. فطالما ظلت تكنولوجيا الاتصال بسيطة وبدائية، ظلت القدرة على تعبئة الجماهير والتأثير فيهم بسيطة أيضا ومحدودة.
هكذا ظلت قدرة الثائرين والمهيجين على جميع المؤيدين محدودة، بدرجة قدرتهم على الخطابة المؤثرة، أى مدى ما يتوفر لهم من فصاحة وبلاغة، وقوة الصوت ووضوح النطق. وفى تاريخ مصر الحديث، وحتى منتصف القرن العشرين ظهر عدد قليل من الناس الكثيرين تمتعوا بهذه القدرة، من أبرزهم عبدالله النديم (خطيب الثورة العرابية) ومصطفى كامل وسعد زغلول ومصطفى النحاس، ثم أحمد حسين ومكرم عبيد وفتحى رضوان.

الشعب يطالب بتصحيح المسار بقلم د.حسن نافعة

اذا سألت أى مواطن عادى قادر على التعبير بصدق عما يجول فى خاطر الأغلبية التى عادت إلى صمتها: هل ترى أن الثورة حققت أهدافها؟ أظن أنه سيجيبك قائلاً: لا.
وإذا سألته عن الأسباب، أظن أنه سيرد قائلاً: لأننى أشعر بعدم الأمان فى الشارع وفى العمل وحتى فى المنزل بعد أن تخلت الأجهزة الأمنية عن القيام بواجباتها ووظائفها الطبيعية وتركت البلطجية واللصوص وقطاع الطريق يعيثون فى الأرض فساداً، ولأن حالتى الاقتصادية لم تتحسن بعد الثورة، بالمقارنة بما كانت عليه قبلها، وإنما ازدادت سوءاً بسبب الارتفاع الكبير والمبالغ به فى أسعار السلع الأساسية، ولأنه لم يحدث أى تحسن يذكر فى أداء المرافق الخدمية، كالمؤسسات التعليمية والمستشفيات والمحاكم ومكاتب التوثيق وغيرها. ومع ذلك أتصور أنه سيستدرك قائلاً: لكننى أشعر فى الوقت نفسه بأننى أصبحت حرا ولن أقبل أبداً بحالة العبودية التى كانت قائمة من قبل ولن أعود سلبياً كما كنت.

تمخضت حكومة شرف فولدت فأراً

ما أشبه اليوم بالبارحة، فمازلنا نتسول الحليف الذى ندور فى فلكه.. وكأن شيئاً لم يحدث أو يتغير.. وكأن هذه الثورة أصبحت سراباً بعد أن كانت واقعاً عشناه جميعاً على مدار الشهور القليلة الماضية..
وأسأل نفسى: لماذا اعتقدنا أننا أسقطنا النظام، والحقيقة أنه لم يسقط والأفكار والقرارات كلها تسير فى نفس الإطار والنسق بل للأسوأ؟!
كنا نشعر فى ظل النظام القديم أننا جندى أمريكا فى المنطقة، وأن علاقتنا بها مبنية على فكرة «حسنة وأنا سيدك»، وكم بُحت أصواتنا ونحن نقول «لا للمعونة الأمريكية التى أذلتنا».. «لا للتبعية لأمريكا»..
وتحولنا بقدرة قادر لعميل أمريكا فى المنطقة، وظيفته الوحيدة هى الحفاظ على أمن وسلامة العدو الإسرائيلى.. كنا نهان وتمتهن كرامتنا والنظام السابق راض خانع.. لحظات تحت اسم أن أمريكا ستوافق على مشروع التوريث.. وتارة أخرى لأنه اعتقد أن أمريكا ستكون الحامية لشرعيته، ونسى أن «المتغطى بالأمريكان عريان»، كنا نقرأ يومياً عن تحرشات بجنودنا المصريين فى سيناء..

06‏/09‏/2011

زعيم الإخوان المسلمين وزعيم الشيوعيين بقلم د. نوال السعداوى

ظاهرة البلهوانية فى الصحافة والسياسة شائعة فى كل البلاد، رغم تغير الحكومات واشتعال الثورات، فالنظام القائم على قوة البوليس والجيش والخداع، يفرض على الناس منذ الطفولة أن يكونوا بهلوانات بشكل أو بآخر، خوفا من العقاب أو طمعا فى الثواب، كنت أسمع أبى فى طفولتى يردد المثل الشعبى «السلطان من ابتعد عن السلطان»، رغم ابتعادى عنهم لم أسلم من ضرباتهم، لمجرد أننى أحمل قلماً يكتب، الكتابة تهز عروش الحكام وإن كانت قصصاً من خيال، فالخداع فى الحب لا ينفصل عن الخداع فى السياسة، وقد تؤدى قصة حب صادقة إلى الثورة وإسقاط النظام.
وأذكر أننى قلت ليوسف إدريس بعد أن نشر مقاله «أشكو منك إليك»: «يعنى مبارك هو ربنا عشان تشكو منه إليه يا يوسف؟»، ضحك كعادته مقهقها وقال «لأ.. يا نوال مبارك أكبر من ربنا».

غداً ستكون أنت المتهم. بقلم علاء الأسوانى

فى يوم ٩ مارس كان المواطن جورج مجدى عطا مع أربعة من أقاربه الشبان خارجين من محطة المترو فى ميدان التحرير بينما كانت الشرطة العسكرية تفض اعتصاماً بالقوة. تم القبض على الشبان الخمسة وكلهم موظفون يعملون فى شركات محترمة لكنهم فوجئوا بتحويلهم إلى محاكمة عسكرية عاجلة مع عشرات المتظاهرين بتهمة حيازتهم زجاجات مولوتوف والاعتداء على الشرطة العسكرية.

 الغريب أن النيابة العسكرية قدمت عشر زجاجات مولوتوف كدليل إدانة لعدد ٢٠٠ متهم، وذلك يعنى أن كل عشرين متهماً استعملوا زجاجة مولوتوف واحدة، والأغرب من ذلك أن أحد المتهمين الشبان واسمه «رومانى كامل» مصاب بشلل الأطفال، مما يجعل اعتداءه على الشرطة العسكرية مستحيلاً من الناحية العملية. بعد ٢٤ ساعة فقط تم الحكم على الشبان الخمسة بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وبعد أن قضوا فى السجن الحربى أسابيع طويلة، وبعد أن توسل أهلهم وبكوا فى وسائل الإعلام واسترحموا السلطات تم تخفيف الحكم إلى عام واحد مع إيقاف التنفيذ (مما يجعلهم دائماً تحت سيف القضاء العسكرى).

03‏/09‏/2011

الجيش والثورة من الميدان إلي الإنتصار الحلقة الاولي يكتبها علي حلقات: مصطفي بكري



الحلقة الأولي يكتبها علي حلقات: مصطفي بكري
 >كانت كلماته واضحة، ومحددة، تحدث المشير حسين طنطاوي وسط جمع من قادة وضباط الجيش الثالث الميداني، قالها بصراحة ووضوح: 'إن القوات المسلحة هي التي حمت الثورة ولولا الجيش ما كان قد كتب لها النجاح، إنها ثورة شعب ونحن جزء من هذا الشعب'.
دوّي التصفيق عاليًا في القاعة الرئيسية التي عقد بها اللقاء في نهاية شهر يوليو الماضي، كانت السعادة تبدو علي وجوه الحاضرين، بينما كان الفريق سامي عنان رئيس الأركان يتمني لو باح المشير بأسرار هذه اللحظات الصعبة التي واجهها قادة القوات المسلحة بكل شجاعة وإخلاص..
في الخامسة من مساء الجمعة 28 يناير، كانت أرتال من دبابات القوات المسلحة قد بدأت الزحف نحو وسط العاصمة المصرية بعد انهيار جهاز الشرطة وفرار ضباطه وأفراده من مسرح الأحداث.
كان رئيس الجمهورية آنذاك بوصفه الحاكم العسكري قد أصدر بعدها بقليل قرارًا يقضي بفرض حظر التجول من السادسة مساء وحتي السابعة صباحًا، كانت الأجواء ملبدة بالغيوم، سحب الدخان تغطي الميادين الرئيسية في العديد من المحافظات، وكان ميدان التحرير قد شهد منذ قليل معركة حامية الوطيس بين قوات الشرطة والمتظاهرين، سقط خلالها المئات من الشهداء والجرحي.
> كان حبيب العادلي يجلس في مكتبه بوزارة الداخلية في هذا الوقت، لقد أجري اتصالاً منذ قليل برئيس الجمهورية، أبلغه خلاله بأن الوضع أصبح خارج السيطرة وأن قوات الأمن لم تعد قادرة علي التصدي للملايين التي زحفت إلي الشوارع والميادين المصرية.
كان الرئيس علي ثقة من أن المظاهرات لن تستمر طويلاً وأن الوزير يبالغ في الأمر ولذلك بادره بالقول: 'وماذا تريدني أن أفعل؟' فرد عليه وزير الداخلية 'خيارنا الوحيد هو في نزول الجيش'.
وافق مبارك علي الاقتراح بعد أن تردد في البداية، طلب من حبيب العادلي أن يتولي بنفسه إبلاغ المشير طنطاوي بالأمر ، أبدي وزير الداخلية دهشته، أدرك ساعتها أن الرئيس لا يقدر خطورة ما يجري، غير أنه أمسك بالهاتف وأبلغ المشير مضمون الرسالة، كان المشير في حيرة من الأمر، أجري اتصالاً بالرئيس، ثم أصدر أوامره علي الفور للواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية بنزول قوات الجيش إلي الشارع.

كان الفريق سامي عنان رئيس الأركان قد غادر القاهرة في الرابع والعشرين من يناير في زيارة مهمة إلي الولايات المتحدة، تتعلق بسبل التعاون العسكري بين البلدين، وكان الفريق مسافرًا علي رأس وفد عسكري رفيع المستوي، وكان برنامج الزيارة حافلاً باللقاءات مع كبار المسئولين في البنتاجون.. 

تعطلت الطائرة التي كان يتوقع أن يسافر عليها الفريق عنان إلي الولايات المتحدة مباشرة، فاضطر إلي السفر إلي العاصمة الفرنسية باريس أولاً ومنها إلي واشنطن.
ومن أمريكا كان الفريق يتابع الأحداث عن كثب، ولم يكن هو أو غيره يدرك أن الأوضاع سوف تصل إلي هذا الحد من التدهور السريع، وبينما كان يتناول إفطاره مع اثنين من العسكريين الأمريكيين القدامي صباح الثامن والعشرين من يناير، تلقي اتصالاً هاتفيًا من المشير، يبلغه بضرورة قطع زيارته والعودة سريعًا إلي القاهرة.
وعلي الفور طلب الفريق من الملحق العسكري للسفارة المصرية بواشنطن إجراء الاتصالات اللازمة للحجز له علي طائر ة مصر للطيران المتجهة إلي القاهرة، وقبيل أن يغادر الفريق ليستقل الطائرة المصرية، حضر إليه رئيس القيادة المركزية الأمريكية بتكليف من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في قاعدة 'أندروز' ليوجه إليه سؤالاً واحدًا ووحيدًا.. 'هل سيستخدم الجيش المصري القوة ضد المتظاهرين؟'، وكانت إجابة الفريق سامي عنان قاطعة 'الجيش لن يستخدم القوة أبدًا ضد الشعب، مهمتنا هي حماية المتظاهرين وليس الاعتداء عليهم'.
كان خبر الإعلان عن نزول الجيش قد أثار قلق الإدارة الأمريكية، وكانت المعلومات التي لدي واشنطن في هذا الوقت تشير إلي أن رئيس الجمهورية بوصفه القائد الأعلي للقوات المسلحة سوف يطلب من الجيش مواجهة المتظاهرين وفض الاعتصام بميدان التحرير عبر استخدام القوة.
وفي الطائرة المتجهة إلي القاهرة، تقدم مضيف الطائرة المصري الجنسية من الفريق سامي عنان، وقال له: 'سيادتك تتابع قطعًا ما يحدث في مصر'، فرد الفريق: نعم أتابع ما يجري. فقال المضيف: 'الآن وبعد أن نزل الجيش إلي الشارع، هل تسمح لي أن أوجه إلي سيادتك ثلاثة أسئلة؟'، تلقي الفريق الأمر برحابة صدر، وقال له تفضل:
> قال المضيف سؤالي الأول: هل سيضرب الجيش المتظاهرين؟!
ـ هنا رد الفريق: أبدًا: هذا لن يحدث إطلاقًًا.
> قال: ـ سؤالي الثاني: ماذا إذا أصدر رئيس الجمهورية أمراً للقوات المسلحة باستخدام العنف ضد المتظاهرين؟!
ـ رد الفريق عنان: لن ننفذ الأمر، القوات المسلحة هي جزء من الشعب ولا يمكن أن تقبل بذلك . مهمتنا هي حماية المتظاهرين والمنشآت العامة.
> وطرح المضيف سؤاله الثالث: وماذا إذا اعتدي المتظاهرون علي القوات التي نزلت إلي الشارع؟!
ـ أجاب الفريق: سوف نتمسك بضبط النفس وسوف نمد يدنا للمتظاهرين ولن نقف ضدهم أبدًا.

عندما هبطت طائرة مصر للطيران في مطار القاهرة، كان هناك وفد من المراسم العسكرية في انتظار الفريق سامي عنان صباح السبت التاسع والعشرين من يناير، اتجه الفريق علي الفور إلي مقر وزارة الدفاع، حيث كان المشير حسين طنطاوي يقيم وأعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة إقامة دائمة لمتابعة تطورات الأحداث.
كان الرئيس مبارك قد التقي المشير طنطاوي في مساء الجمعة الثامن والعشرين من يناير، ليعرض عليه تولي منصب رئيس الوزراء خلفًا لرئيس الوزراء أحمد نظيف الذي قرر الرئيس إقالته في هذا اليوم. أكد مبارك أنه سيمنح المشير كافة الصلاحيات في اختيار الوزراء الذين يرغب في ترشيحهم للحكومة الجديدة. أدرك المشير أن هناك محاولة لابعاده من الجيش، وأن الأنباء التي وصلت إلي مسامعه حول اختيار قائد الحرس الجمهوري اللواء نجيب وزيرًا للدفاع لم تكن مجرد شائعات!!
كان جمال مبارك يتابع الموقف عن كثب، وكانت الخطة التي جري الاتفاق عليها مع والده تقضي بأنه إذا رفض المشير منصب رئيس الوزراء، يعرض عليه منصب نائب الرئيس، وهذا ما فعله الرئيس مبارك، غير أنه فوجئ برفض المشير لمنصب نائب رئيس الجمهورية أيضًا، وهنا بادره الرئيس: وكيف يمكن أن تقبل بمنصب وزير الدفاع في حكومة يرأسها فريق، وأنت رتبتك العسكرية 'مشير'؟!
وكان مبارك يقصدبذلك 'الفريق أحمد شفيق' الذي كان قد أعده لرئاسة الحكومة الجديدة حال اعتذار المشير أو رفض قبوله لمنصب نائب الرئيس..
لقد استطاع جمال أن يقنع والده بإبعاد المشير عن وزارة الدفاع، لأنه كان يدرك أن المشير لن يصدر أية قرارات بمواجهة المتظاهرين، كان يعلم سخطه الشديد علي الأوضاع في البلاد، وكان يعرف أنه يقف عقبة أمام مشروع التوريث، وأنه مادام في موقعه، فإن القوات المسلحة سوف تبقي مناوئة لتطلعاته!!
ولم تكن ظنون جمال مبارك في غير محلها، لقد كان يدرك تمامًا رفض المشير للأوضاع السائدة في البلاد ورفضه لتوريث الحكم، لأنه كان يعتبر ذلك إهانة للشعب وللقوات المسلحة!!
لقد كشف موقع 'ويكليكس' الإلكتروني عن وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية بالقاهرة في إبريل 2007 أكدت معارضة المشير حسين طنطاوي واللواء عمر سليمان لملف التوريث الذي كان مبارك يسعي من خلاله لنقل السلطة إلي نجله جمال.
وأوردت الوثيقة ملخص اجتماع بين شخصيات أمريكية بارزة وأحد قيادات البرلمان المصري تم الرمز له بعلامة 'X' حيث تم خلاله مناقشة إمكانية تولي جمال مبارك الحكم خلفًا لوالده، واتضح أن جمال مبارك يري أن المشير حسين طنطاوي واللواء عمر سليمان يمثلان خطرًا علي طموحه الرئاسي.
وقال البرلماني المصري: 'إن المشير ذكر له مؤخرًا أنه يشعر بالاحباط الشديد تجاه جمال مبارك'، وأشار حسب الوثيقة إلي انه يري أن حزمة التعديلات الدستورية التي تم التصديق عليها في البرلمان تهدف بشكل محدد إلي ضمان تولي جمال الرئاسة خلفًا لوالده، كما يتضح أن جمال وزمرته لديهم الكثير من الثقة بحتمية خلافته للرئاسة، وأنهم يحاولون إزالة أحجار العثرة التي تقف أمام تحقيق هذا الهدف.
ووصفت الوثيقة الأمريكية الخلافة الرئاسية في مصر بأنها معضلة سياسية كبري، فعلي الرغم من المناقشات والأحاديث الجانبية غير المتوقفة، فلا يملك أي شخص أدني فكرة عمن سيخلف مبارك أو كيف يمكن لهذه الخلافة أن تجري!!
وأوردت الوثيقة إشارة للقيادي البرلماني بوجود توقعات وسط دوائر النخبة بالقاهرة بوجود تعديل وزاري قريب إما في مايو وإما في يونيو 2007، حيث يتم إبعاد وزير الدفاع المشير طنطاوي ومدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان، لأن هذين الاثنين يراهما جمال وحاشيته خطرًا كبيرًا، ومن ثم فإن جمال يدفع والده إلي أن يتخلص منهما لكي لا يمثلا له أي مشكلات في مشهد الخلافة.
وكانت سوزان مبارك تتفق مع نجلها علي أن المشير طنطاوي يمثل العقبة الرئيسية التي تقف حائلاً دون اتمام مخططها في التوريث وكانت لديها قناعة بأن موقف المشير ليس فرديًا، بل هو ذاته موقف الفريق سامي عنان وموقف أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
لقد كان المشير طنطاوي عازفًا عن السلطة، وكثيرًا ما أبدي معارضة شديدة داخل مجلس الوزراء في مواجهة الخصخصة وانتشار الفساد وزواج السلطة والثروة، وأذكر أنني كنت أؤدي واجب العزاء في وفاة أحد الأصدقاء بمسجد عمر مكرم، وهناك تقابلت بمحض الصدفة مع أحد الوزراء، الذي ما أن رآني حتي انتحي بي جانبًا وقال لي والسعادة تبدو علي وجهه: هل سمعت ماذا فعل المشير طنطاوي أول أمس في اجتماع مجلس الوزراء؟ واستكمل حديثه: 'لقد اعترض بشدة علي بيع بنك القاهرة واتهم نظيف وشلته ببيع مصر للأجانب'.
وقال الوزير: لقد كان المشير حادًا وحاسمًا ووجه إليهم ما يشبه الإنذار للتوقف عن هذا العبث وقال بلغة تهديدية: 'إن القوات المسلحة لن تقبل ببيع صناعة مصر وبنوك مصر للأجانب والنصابين'.
لم تكن هذه الرواية غريبة عني، فأنا شخصيًا استمعت من المشير أكثر من مرة انتقادات واسعة لشلة جمال مبارك ولحكومة نظيف. لقد كان يردد دومًا القول: 'إن البلد أصبحت في يد مجموعة من الأولاد العابثين الذين لا يقدرون مصلحة البلد والذين نهبوها وخربوها'.
كنت أشفق علي المشير كثيرًا، فقد كان يشعر بأن الوطن يضيع أمام عينيه، وكثيرًا ما كان يقول: إنه يريد أن يمضي بعيدًا عن هذا الفساد الذي استشري في البلاد'.

لقد نشرت هذه المعلومات التي أدلي بها الوزير وصدرت صحيفة 'الأسبوع' لتحمل مانشيتًا رئيسيًا يقول: 'وزير سيادي يتهم حكومة نظيف ببيع مصر للأجانب' ويومها قامت الدنيا ولم تقعد، وثار أحمد نظيف وطلب من وزير الداخلية معرفة اسم المصدر الذي أمدني بهذه المعلومات، ولكن الداخلية فشلت في ذلك. وعندما التقيت المشير طنطاوي في وقت لاحق بادرني بالقول: ' عملت مشكلة كبيرة بالمعلومات التي نشرتها'.
كنت أعرف أن الرئيس السابق لم يكن راضيًا عن مواقف المشير وقد عاتبه أثناء افتتاح فندق 'الفورسيزونز' بالإسكندرية، طالبًا منه أن يبتعد عن الملف الاقتصادي، وعندما حاول المشير توضيح خطورة ما يجري، بدا أن الرئيس غير مكترث!!
كان العام الأخير حاسمًا، الآن اكتملت الخطة، لم يعد هناك من خيار سوي أن يرشح الرئيس نفسه مرة أخري، أو يأتي بالوريث المنتظر لتولي عرش مصر، أما الحديث عن خيار ثالث فهذا غير وارد علي الإطلاق!!
كان المصريون يدركون ويعرفون أن التعديلات التي طرأت علي المادة 76 من الدستور، مقصود بها فتح الطريق أمام تولي جمال مبارك حكم مصر، وكانت سوزان مبارك تسعي بكل ما تملك لتحقيق الحلم المنتظر..
لقد وصل الصراع إلي قمته بين سوزان ونجلها جمال من جانب، وبين الرئيس من جانب آخر، لقد قالت له أكثر من مرة: 'إن مصير الأسرة كله في يدك، لو حدث لك مكروه فسوف نحاكم جميعًا، حتي ولو تم اختيار أقرب الناس إليك رئيسًا'!!
لم يكن مبارك راغبًا في أن يترك السلطة، وعندما كانت الضغوط العائلية تتزايد في مواجهته، كان يترك القصر الرئاسي بالقاهرة ويمضي إلي شرم الشيخ بعيدًا عن 'النكد' اليومي للسيدة الأولي، التي كانت توصف بأنها 'لحوحة وعنيدة'.
لم يكن مبارك يرفض التوريث حرصًا علي مصالح البلاد، وإنما خوفًا علي نجله أيضًا، فقد كان يدرك أنه لن يستطيع تحمل عبء المسئولية، وأن الشعب والجيش لن يقبلا به أيضًا.
لقد حاول مبارك إقناع زوجته ونجله بذلك الأمر كثيرًا، ولكنه فشل، فقد كانت السيدة الأولي مصممة علي تحقيق الحلم مهما يكن الثمن، ولذلك سعت إلي تكوين مجموعة عمل من خلف ظهر الرئيس مهمتها الوحيدة تهيئة الأجواء لتولي نجلها عرش الحكم في البلاد.
كان من أبرز رجالات هذه المجموعة: 'حبيب العادلي وزير الداخلية وأنس الفقي وزير الإعلام وأحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني الحاكم' بينما كان زكريا عزمي يقف علي مسافة واحدة بين الجانبين الرئيس ونجله.. وكانت قرينة الرئيس تردد دائمًا أن الجيش ليس معنا لكن الشرطة معنا، ويجب تسليحها بأحدث الأسلحة لاستخدامها وقت الحاجة إليها!!
كانت سوزان تمتلك من القدرة والقوة ما يجعلها تتحدي الرئيس بل وتواجهه بعنف في كثير من الأحيان، كانت تحرض ضده أفراد الأسرة جميعًا، خاصة أن نفوذ نجلها بدأ يمتد إلي البنوك وعصب الاقتصاد والأمن والحرس الجمهوري، وأصبح قوة نافذة في البلاد، وراح يتردد بشكل مستمر علي مبني وزارة الداخلية ويلتقي العادلي بشكل أسبوعي بعيدًا عن الأعين ليطلعه علي جميع التطورات والتسجيلات.
لقد سعت سوزان إلي تمكين نجلها من قيادة الحزب الوطني الديمقراطي وإبعاد صفوت الشريف خلال المؤتمر العام للحزب في عام 2007 ولكنها فشلت في ذلك فحاولت الإتيان بالدكتور عليّ الدين هلال ليتولي المهمة ولكن مبارك فاجأها وفاجأ الجميع باختيار صفوت الشريف لمنصب الأمين العام للحزب الحاكم لفترة جديدة.
وعندما حاولت سوزان ونجلها جمال إعادة تشكيل المكتب السياسي للحزب ـ وهو المعنيّ باختيار مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية ـ تدخل الرئيس في اللحظات الأخيرة ليدفع بعدد من رجال الحرس القديم في مقدمتهم يوسف والي وكمال الشاذلي وآخرين إلي عضوية المكتب السياسي، وكأنه أراد أن يبعث برسالة للحزب الجديد الذي يقوده نجله يقول له فيها: 'لا تنس أنني مازلت أحكم مصر، وأنني صاحب القرار الوحيد في هذا البلد، غير أن الصورة تغيرت فيما بعد، حتي بدا الرئيس خانعًا مستسلمًا لرغبات الأسرة.
لقد كانت سوزان مبارك تقول للمقربين إليها دومًا: 'إن جمال منحها جزءًا من نخاعه وأنها تشعر تجاهه بالذنب، ولذلك لن يهدأ لها بال إلا عندما تجلسه علي كرسي الحكم في مصر'، غير أن الأمر كان أكبر من الوفاء أو رد الجميل علي حساب الوطن. لقد كانت القضية تعني لسوزان مبارك أجندة كاملة: الاستمرار في الحكم، الحفاظ علي الأسرة بعيدًا عن المساءلة، ضمان استمرارية النهب المنظم للبلاد، خدمة الأجندة الغربية لتغيير المجتمع وثقافته ومواقفه من العقيدة الدينية. وهي الأجندة التي سعت إلي تنفيذها وتمريرها عنوة في البرلمان.

لقد تعاظمت سلطة سوزان مبارك، وبدا الرئيس، وتحديدًا بعد وفاة حفيده محمد علاء، عاجزًا عن الحكم، فترك لها العنان هي ونجلها جمال لإدارة الأمور في البلاد، فسعي جمال إلي محاولة التمدد داخل القوات المسلحة والتقرب من المشير طنطاوي والفريق عنان، ولكنه لم يجد آذانًا صاغية.
وفي إحدي المرات تلقي المشير طنطاوي اتصالاً من رئيس ديوان رئيس الجمهورية يبلغه بتحديد موعد للقائه مع رئيس الجمهورية، وعندما ذهب المشير في الوقت المحدد، فوجئ بمن يبلغه أن جمال مبارك في انتظاره، قبل أن يستقبله رئيس الجمهورية.
نظر المشير إلي محدثه نظرة لا تخلو من معني، وتركه ومضي إلي مكتب الرئيس مباشرة، وعندما سأله مبارك: هل مررت علي مكتب جمال مبارك بالقصر؟ قال المشير بكل حسم: 'الحقيقة انني جئت لمقابلة القائد الأعلي، هكذا أُبلغت' فهم الرئيس معني الرسالة والتزم الصمت.

كان الرئيس قد طلب من المشير وضع حد لما يجري في ميدان التحرير وغيره من الميادين، لم يكن مبارك مصدقًا أن الأمر قد خرج عن السيطرة. كان يظن حتي هذا الوقت أنها هوجة وستمضي، هكذا أبلغوه قبيل اندلاع شرارة الثورة في الخامس والعشرين من يناير. لقد طلب مبارك من حكومة نظيف تقديم استقالتها، وكلف الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة الجديدة، في وقت متأخر من المساء.
وفي العاشرة والنصف من صباح اليوم التالي كان أعضاء الحكومة القديمة قد احتشدوا في مبني مجلس الوزراء لتقديم استقالاتهم، وفجأة رن جرس الموبايل الخاص بوزير الثقافة المستقيل فاروق حسني، وجاء حرس الوزير ليبلغه أن الرياسة علي الخط، كان المتحدث علي الجانب الآخر هو رئيس الجمهورية، سأله علي الفور، ايه أخبار معرض الكتاب يا فاروق؟!
كان السؤال مفاجئًا لفاروق حسني فقال له: المعرض اتلغي، اليوم كان الافتتاح يا سيادة الرئيس. فرد عليه مبارك: 'طب خلاص روح انت وافتتح المعرض'.
تزايدت حدة الدهشة لدي وزير الثقافة والذي بادره بالقول: 'معرض ايه يا افندم، دي البلد مولعة، وأنا وصلت لمجلس الوزراء بالعافية، وكمان أغلب الناشرين عادوا إلي بلادهم من جديد، وبعدين أنا قدمت استقالتي يا ريس، حضرتك أقلت الحكومة امبارح'، صمت مبارك لبعض الوقت وقال: 'طيب، كده يبقي معرض الكتاب اتلغي'!!
لم يصدق فاروق حسني ما سمعه من الرئيس منذ قليل، لقد أدرك أن مبارك مغيب عن حقائق ما يجري في الشوارع والميادين العامة، أنه يظن أن الأمر ليس أكثر من وقفة احتجاجية سرعان ما ستنتهي وتعود الأمور إلي وضعها الطبيعي!!

منذ قليل كان الفريق سامي عنان قد وصل إلي مكتبه بوزارة الدفاع، لقد كان علي موعد عاجل مع المشير، كان اللقاء مقصورًا عليهما فقط، قبل أن يعقدا اجتماعات موسعة مع أعضاء بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة، وكان السؤال: ماذا سنفعل إذا صمم مبارك علي سحق المتظاهرين؟!!


هل يقطعون لسانى؟ بقلم مفيد فوزي

مولود فى وسط الدلتا ولفحتنى شمس الصعيد بين أب موظف من قرية الصف، وأم تقرأ وتكتب وانقطعت صلتها بالتعليم بعد زواجها، لكنها غمرتنى بالحنان والخوف من الله، «عمدونى»، وهذا مصطلح قبطى فى كنيسة بنى سويف، وأول زغرودة - لمقدمى للحياة - شقت هدوء المكان، كانت من جارة لأمى مسلمة، وأنا أعبر طفولتى إلى مرحلة الصبا تلفحت بوسطية الإسلام وسماحة المسيحية..

تعلمت كيف أرفع رأسى للسماء وأنا أصلى للرب، ورأيت عمر زميل «تختة» المدرسة، وهو يتوضأ ويصلى.. حين كبرت ودخلت باب الحياة العملية لم يتعرف أحد على هويتى الدينية من اسمى، لأن أحداً لم يخمن أساسا فى هذه النقطة. كانت تعاملاتى وفق أعراف إنسانية وأخوة وجيرة ومقعد مدرسة..

لا تبخسوا المجتمع حقه بقلم: فهمي هويدي

بقلم: فهمي هويدي
fahmy howaidy
لا يعيب قرار رئيس المجلس العسكرى بوقف تنفيذ الأحكام التى أصدرها القضاء العسكرى بحق 230 مصريا سوى تعليق المصدر العسكرى عليه. أتحدث عن الخبر الذى نشرته صحيفة «الشروق» يوم الثلاثاء الماضى 30/8، بخصوص قرار المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى، والذى تضمن فقرة نقلت عن مصدر عسكرى قوله إن العفو عن المحكومين عسكريا «جاء بمناسبة العيد، وليس له علاقة بأى ضغوط أو مطالبات بالإفراج عن نشطاء سياسيين». كما تحدث الخبر عن قرار آخر صدر بتحويل 25 من المعروضين أمام النيابة العسكرية إلى القضاء المدنى لعدم الاختصاص.

شجاعة تركية بمكونات مصرية بقلم: وائل قنديل

بقلم: وائل قنديل
wael kandil new
لا يمكن لمتابع يتمتع بالحد الأدنى من الإنصاف أن يتجاهل تلك النسبة غير القليلة للمكون المصرى فى صناعة القرار التركى الجرىء بطرد السفير الصهيونى من أنقرة وتعليق الاتفاقيات العسكرية بين تركيا وإسرائيل.
والمكون المصرى الذى أعنيه هو ذلك الأداء الشعبى المدهش الذى تجلى فى ليالى محاصرة سفارة العدو بالجيزة وإنزال العلم الإسرائيلى من فوقها، ورفع العلم المصرى مكانه، ثم المظاهرات الغاضبة التى حاصرت منزل السفير فى المعادى وطالبت بطرده.
وبعيدا عن الاشتباك التافه حول من الذى تسلق المبنى وأنزل علم الصهاينة، وبصرف النظر عن أن إثارة خناقات من هذا النوع لا يخدم إلا سيناريوهات تسفيه وابتذال رد الفعل الشعبى المصرى على الاعتداءات الإسرائيلية على جنودنا على الحدود، فإن خلاصة الموقف كانت رسالة مختلفة وتأسيسا لرد فعل جديد من القاهرة فى مواجهة العربدات والإهانات الصهيونية للكرامة الوطنية، بحيث عرف العالم كله الآن أن مصر ما بعد 25 يناير ليست كمصر قبل 25 يناير.

قيمة القراءة والمعرفة بقلم: عمرو حمزاوي

بقلم: عمرو حمزاوي
amr hamzawy new
يلفت النظر فى الكثير من الدول الأوروبية والآسيوية شغف المواطنين بالقراءة، ويحبط لدينا التراجع الكبير فى القيمة المجتمعية للقراءة ومن ثم لأهمية الاكتساب المنظم للمعرفة.
يندر أن تتواجد فى وسيلة من وسائل المواصلات العامة فى أوروبا أو آسيا، دون أن ترى العدد الأكبر من الركاب فى حالة مطالعة، إنْ لصحف اليوم أو لأعمال روائية أو لكتب أو لأوراق خاصة بأعمالهم أو لغيرها. يندر أيضا أن تذهب لمكتب من مكاتب الخدمة المدنية أو لأماكن أخرى عادة ما يمضى بها المرء بعض الوقت منتظرا كالعيادات الصحية ومكاتب التشغيل، دون أن تجد العدد الأكبر من الحضور مستغرقا فى القراءة إلى حين انتهاء الانتظار. الجميل هنا هو أن الوقت السلبى أو الميت فى الحياة اليومية، وقت الانتقال من مكان إلى آخر أو الانتظار أو غير ذلك، يوظَّف فى القراءة واكتساب المعرفة ولا يضيع لا بحالة من الخمول أو بأحاديث قليلة المضمون.