اخر الاخبار

28‏/12‏/2012

معارك الدستور.. سنوات الهدوء بقلم عماد ابو غازي



بعد شهور قليلة من عودة العمل بدستور 1923 توفى الملك أحمد فؤاد وخلفه على عرش مصر ابنه فاروق، وخلال سنوات حكم فاروق الستة عشر تحول الصراع الدستورى إلى أسلوب جديد، أسلوب الصراع بالنقاط وليس بالضربات القاضية.
المعركة الأولى التى تهاونت فيها حكومة الوفد كانت معركة اختيار رئيس الديوان الملكى، فبعد تولى فاروق سلطاته الدستورية كاملة وانتهاء مرحلة الوصاية على العرش بأشهر قليلة، وفى شهر أكتوبر 1937 عين الملك فاروق على باشا ماهر رئيسا للديوان الملكى دون مشاورة الحكومة.

كان الصراع حول السلطات الدستورية للملك قد بدأ مع أول حكومة دستورية شكلها سعد زغلول بعد صدور دستور 23، يومها أصر سعد على أن اختيار رئيس الديوان وموظفى السرايا يجب أن يحظى بموافقة الحكومة، وانتصر فى معركته، لكن حكومة الوفد سنة 1937 لم تتمسك بحقها فى الموافقة على تعيين رئيس الديوان، وتغاضت عن إصدار الملك لقرار تعيين على ماهر وسكتت عنه، فاتجه الملك ورئيس ديوانه إلى انتزاع مزيد من السلطات الدستورية من الحكومة، كأن يكون للملك الرأى النهائى فى منح الرتب والنياشين، وفى تقديم مشروعات القوانين للبرلمان، وفى تعيين موفى السرايا.

أبانا الذى علّمنـا السحر بقلم عمرو سليم


الزمان: أبريل 1986

المكان: إشارة مرور فى شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين
 تفصلنى سيارتان فقط عن عربة يجلس فيها صلاح جاهين وبجواره زوجته السيدة منى قطان. سيارتان فقط. لم أهتم كثيرا وقتها. ولم أكن أعرف أننى بعد عام، عام واحد فقط، سادخل مجلة روز اليوسف وسأمشى فى نفس الممرات التى مشى فيها من قبلى صلاح جاهين. وسأصبح رسام كاريكاتير مثله!
 آسف. أعتذر بشدة. مثله مين؟؟ العين ما تعلاش ع الحاجب. صلاح جاهين لن يتكرر. هو أستاذنا. وتاج راسنا. وناظر مدرستنا. وأبانا الذى علمنا السحر.
 يقول العارفون ببواطن الامور الكاريكاتيرية ان من يرى صلاح جاهين فى المنام. فقد رآه فعلا. الشيطان لا يتمثل ابدا بصلاح جاهين. كيف يتمثل الشيطان بهذا الطفل الرائع. ده يبقى شيطان بجح ومجرم بصحيح!

وبناء عليه ــ مع الاعتذار للكتاتنى ــ فقد جاءنى صلاح جاهين مرتين فى المنام. لا. ثلاث مرات. ب. بل عشر مرات.

اللامعقول فى السلطة والمعارضة بقلم وائل قنديل


لا يعقل أبدا أنه فى اللحظة التى يتم فيها الإعلان عن سريان الدستور الجديد بما يحتويه من مادة للعزل السياسى لرجال النظام السابق، تأتى تعيينات مجلس الشورى متضمنة بعض فلول الحزب الوطنى المنحل.
 
ولا يعقل أن يتحجج البعض هنا بأن التعيين سبق تفعيل الدستور، فهذا كلام ينسف كل ما يقال عن دستور للثورة يؤسس لعهد جديد على أنقاض عهد سقط.

كما لا يستقيم أن تضم حكومة هشام قنديل بعد أن قرر رئيس الجمهورية بقاءها على قيد الحياة، وزراء من زمن حسنى مبارك، ينتمون إلى قيمه بأكثر مما ينتمون لثورة يناير، ويجسدون منهجه أكثر مما يعبرون عن مستقبل ينبغى أن يكون مغايرا تماما لما كان.

إن استمرار هشام قنديل على رأس الحكومة بعد بدء العمل بالدستور الجديد أصاب قطاعات واسعة من المصريين بالصدمة، ذلك أن الفترة الماضية لم تسفر عن أية مهارات أو قدرات تبرر التمسك به، فضلا عن أن أنهارا من الكلام جرت عن أن هذه الحكومة تمثل عبئا على الرئيس، وتسهم بقدر كبير فى حالة التردى التى تضرب بمصر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.

فتنة الشيخ المحلاوى بقلم عماد الدين حسين


من الذى أشعل الشرارة الأولى فى المأساة المستمرة من يوم الجمعة قبل الماضى فى مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية؟.
 
بوضوح شديد هو الشيخ أحمد المحلاوى القطب الإخوانى وخطيب المسجد.

سيغضب هذا الكلام كثيرين فى التيار الإسلامى لكن أناشد عقولهم أن يسألوا أنفسهم سؤالا بديهيا وبسيطا هو: إذا لم يكن الشيخ المحلاوى قد حاول توجيه المصلين للتصويت بنعم فى استفتاء الدستور، هل كنا سنشهد هذه الاشتباكات؟!.
بالطبع لا أريد أن أبرر ما حدث، ومبدئيا ينبغى إدانة أعمال العنف فى أى مكان، خصوصا إذا استهدفت أماكن العبادة.

مسجد القائد إبراهيم وغيره ليس ملكا للشيخ المحلاوى ولا للإخوان أو السلفيين أو لأى حزب أو جماعة.. هو مكان لكل المسلمين، المؤيد منهم للإخوان والمعارض لهم.

2012.. الملك فيلبس بقلم حسن المستكاوي


•• دورة لندن الأوليمبية أهم حدث رياضى فى العام الذى يطوى أوراقه.. تلك الألعاب أهم من كأس الأمم الأوروبية التى أقيمت فى العام نفسه. حيث يتحدى الإنسان الزمن والمسافة والثقل، وتتجلى فى الأوليمبياد القدرة البشرية..
 
 وكان نجم الدورة هو السباح الأمريكى فيلبس الذى أحرز 4 ميداليات ذهبية وفضيتين فى لندن ليرفع رصيده فى ثلاث دورات إلى 22 ميدالية، منها 18 ذهبية، وفضيتان،  وبرونزيتان.. وقيمة إنجاز فيلبس ترجع إلى أن السباحة رياضة يستهلك فيها السباح سريعا، ومن الصعب أن يستمر على القمة 12 عاما متتاليا.. كما أنه من الصعب أن يحرز إنسان 22 ميدالية أوليمبية خلال عقود قادمة.

ما سيكتبه المؤرخون عن ثورة 25 يناير؟ بقلم جلال امين


أما وقد كاد يكتمل عام على قيام ثورة 25 ياير 2011، فمن المفيد أن نتساءل عما يمكن أن يكتبه المؤرخون عن هذه الثورة، مما لم يكن واضحا تماما فى الأسابيع أو الشهور الأولى التالية لقيامها.

المؤرخون لا يكتبون مثلما يكتب المعلقون على الأحداث اليومية. فالمؤرخ لا يتوقف عند الحدث العارض، ولا يهتم بالشخصيات الثانوية، ولا يحاول أن يشبع نهم القارئ أو المستمع لمعرفة أحدث الأخبار أو ما حدث للمشهورين من الناس. المؤرخ يحاول، بدلا من ذلك، استخلاص المهم من غير  المهم، والتميز بين الحادث ذى الآثار الباقية أو الممتدة فى الأمد الطويل، وبين الحادث الذى ينتهى أثره بعد بضعة أيام وسرعان ما ينساه الناس. (كتكوين لجنة استشارية مثلا أو الإعلان عن بدء حوار بين الرئيس والمعارضة، أو حتى الاختلاف حول صياغة هذه المادة أو تلك من مواد الدستور ...الخ) المؤرخ يحاول أيضا أن يضع الحادث فى سياقه التاريخى، فيقارن بينه وبين ما قد يبدو شبيها له مما حدث فى الماضى، كما يحاول اكتشاف آثاره المحتملة فى المستقبل، وهذا يتطلب البحث فى أسبابه، واحتمال بقاء أو تغير هذه الأسباب فى المستقبل.

هل مر وقت كاف على قيام ثورة 25 يناير لكى نقدم على محاولة من هذا النوع؟ لايزال الوقت قصيرا، ولكنى أظن أن هناك من الملامح ما قد يسمح الآن بإثارة هذا السؤال، مع الاعتراف بالطبع بضرورة التعديل والتصحيح مع مرور الزمن.

•••

27‏/12‏/2012

إيران الثورة والربيع العربي بقلم حسن حنفي

كانت بين مصر وإيران علاقات خاصة دائما، ليس فقط مصاهرة القصرين، زواج الشاه من أخت الملك فاروق، بل أيضاً حسن الجوار، وترجمة الأدب الفارسى إلى العربية، وغناء أم كلثوم رباعيات الخيام، وقراءة الشاهنامة للفردوسى، والمتنوى للرومى، وترجمة معظم أعمال صوفية فارس. فيجمع بين مصر وإيران ثقافة إسلامية واحدة، صوفية أو فلسفية أو علمية.

جاوب يا ريس بقلم محمد سلماوي



فى الوقت الذى تتمزق فيه البلاد بشكل لم تعهده مصر فى تاريخها بسبب ذلك الانقسام الحاد والغريب على تاريخنا، وصلتنى على بريدى الإلكترونى رسالة بليغة جاءت كلماتها منظومة تحمل عنوان «جاوب يا ريس السؤال» لصاحبتها الدكتورة نادية رضوان.

وقد رأيت أن أنشرها، كما هى بلا اختصار، لما تعكسه من شعور عام بالاستياء تجاه ما ألم بمصر، من ذلك الانقسام الذى أصبح يتهدد أهم مكونات الشعب المصرى، وهو وحدته التى حمته عبر آلاف السنين فى الوقت الذى اندثرت فيه شعوب وحضارات أخرى مع الزمان.
تقول الرسالة:

21‏/12‏/2012

هل يظلون فاشيين؟! بقلم أحمد عبد المعطي حجازي


لم أكن أتصور، لا أنا ولا غيرى، أن تكشف لنا الأيام والحوادث أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة فاشية إلى هذا الحد، وأن فاشية هذه الجماعة طبيعة متأصلة فيها لا تستطيع أن تتحرر منها لأنها لا تستطيع أن تتحرر من الخلط بين السياسة والدين.

والخلط بين السياسة والدين يُفقد المنتمين لهذه الجماعة قدرتهم على التفكير السليم، ويجعلهم أدوات فى أيدى من يحركونهم، ويبررون لهم هذا العنف الوحشى الذى يواجهون به خصومهم، إذ يعتبرون معاركهم السياسية حروباً دينية يمثلون فيها الإسلام ويمثل غيرهم الكفر، فكل ما يصنعونه فى هذه الحرب حق لهم، لأنهم يجاهدون فى سبيل الله وينتصرون لدينه!

ولقد كنا نظن أن الاعتراف بحق الإخوان فى النشاط العلنى وما حققوه بعد ثورة يناير من مكاسب سيفرض عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويحترموا قواعد العمل فى ضوء النهار، ويتخلصوا من الأخطاء والنقائص التى كان يفرضها عليهم العمل فى الظلام. لكن شيئاً من هذا لم يحدث، فالخلط مستمر بين السياسة والدين، والسمع والطاعة شرط الانتماء للجماعة، والعنف هو العنف، والتنظيم الخاص الذى اغتال أحمد ماهر، والخازندار، ومحمود فهمى النقراشى، هو التنظيم الذى يتصدى الآن للذين يعارضون طغيان الإخوان، وهو الذى يصطاد زعماء المتظاهرين ويسحلهم ويمزق أجسادهم، وهو الذى يحاصر المحكمة الدستورية العليا، ويهدد القضاة والإعلاميين ويعتدى على الفنانين، وهو الذى أشعل النار فى حزب الوفد واغتال الحسينى أبوضيف.

فالإخوان المسلمون إذن جماعة فاشية، لأنها تحول قضايا السياسة التى تقبل الاختلاف وتتعدد فيها الآراء والمواقف، وتحتمل المراجعة، ويجوز فيها الصواب والخطأ إلى عقيدة تفرضها على غيرها بالقوة، وتستخدم فى ذلك ما تقدر على استخدامه من صور الإرهاب والعنف المادى والمعنوى. وفى هذا يقول الشيخ حسن البنا، مؤسس الجماعة، لأتباعه «إن الأمة التى تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياة العزيزة فى الدنيا والنعيم فى الآخرة، وما الوهم الذى أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة».

والخلط واضح هنا بين التضحية بالحياة والتضحية فى سبيل الحياة، بين الشجاعة التى يجب أن نتحلى بها ونحن ندافع عن حياتنا وحريتنا ونواجه ما يهدد الحياة والحرية من أخطار وبين صناعة الموت التى لا يحسنها إلا الذين احترفوها.

فى إيطاليا الفاشية كان العنف نشاطاً يومياً يمارسه الفاشيون: حملات تأديبية يشنونها على خصومهم، يفتشون المنازل ويدمرون مقار الأحزاب الأخرى، ويشعلون النار فى الفنادق، ويغلقون الحانات، ويعتقلون المعارضين، ويغتالون زعماء المعارضة، ويقف موسولينى بعد ذلك ليعلن مسؤوليته عما يقوم به أنصاره، كأنما يباهى به، ويتحدى أن يعترض معترض: «أعلن أمام هذا الجمع وأمام الشعب الإيطالى أننى أتحمل بمفردى مسؤولية ما حدث فإذا كانت الفاشية عصابة من المجرمين فإننى زعيمها».

والحقيقة أن الفاشية لم تكن إلا كما وصفها زعيمها: عصابة من المجرمين، وهذا هو المعنى الذى تشير إليه كلمة «فاشية» فهى مصدر من الكلمة الإيطالية «فاشيو» ومعناها حزمة، أو عصبة، أو عصابة، أو جماعة مترابطة، أو خلية فى حزب، أو حركة سياسية، ومن هذا المعنى استمد الفاشيون اسمهم واختاروا شعارهم، وهو حزمة العصى المشدودة حول البلطة ذات الحدين، وكانت فى الماضى شعار قضاة الإمبراطورية الرومانية التى اعتبر الفاشيون أنفسهم استمراراً لها، ولهذا تبنوا شعاراتها وألقابها وتشكيلاتها ورتبها، ومنها القنصل، والتريبونو أى المنصة أو الرواق، وقائد المائة.. فإذا نظرنا إلى الاسم الذى اختاره الشيح حسن البنا لجماعته وإلى الشعار الذى جعله تجسيداً لما تعتنقه من أفكار وما تسعى لتحقيقه من غايات، فلن نجد اختلافاً جوهرياً، الإخوان اسم جماعة المؤمنين، والجماعة عصبة أو رباط والرباط عند المسلمين هو القلعة التى يرابط فيها المجاهدون. وقد أطلق هذا الاسم على العاصمة المغربية كما هو معروف. أما البلطة ذات الحدين فهى ليست بعيدة عن السيفين المتقاطعين.

وإذا كان الفاشيون يقدسون الوطن ويتغنون بمجد الرومان كما نجد فى قصائد الشاعر جابرييل دانونزيو، الذى كان قريباً من موسولينى: «إنه يومك يا إيطاليا! إنها ساعتك!»- أقول إذا كان الفاشيون يقدسون الوطن، فالإخوان يسيّسون الدين ويجعلون العقيدة وطناً يحملونه ويرتحلون به إلى الماضى، حيث الخلافة التى يحلمون باستعادتها كما يحلم الفاشيون باستعادة الإمبراطورية الرومانية.

ومن الواضح فى كل هذا أن السلطة هى هدف الفاشيين، كما أنها هدف الإخوان، لا سلطة الأمة التى تناضل فى سبيلها الأحزاب الليبرالية، ولا سلطة الطبقات الكادحة التى يناضل فى سبيلها الاشتراكيون، لكن سلطة العصبة أو الجماعة، سلطة البلطة والسيفين، والطريق إلى السلطة هو «السكوادريستى» عند الفاشيين، والتنظيم الخاص عند الإخوان.

والسكوادريستى كلمة إيطالية مشتقة من كلمة سكوادرو أى السرب أو الفصيل الذى كان يقوم بإرهاب الخصوم كما كان التنظيم الإخوانى يقوم بهذه العمليات الإرهابية.

الإخوان المسلمون إذن جماعة فاشية، وهذا ما أدركه الكثيرون منذ ظهرت هذه الجماعة فى العشرينيات الأخيرة من القرن الماضى، فالشعارات التى رفعها الإخوان والمواقف التى اتخذوها مما كان يحدث فى مصر آنذاك تلفت النظر بقوة لوجوه الشبه التى تجمع بينهم وبين الحركات الفاشية التى نشطت على اختلاف صورها فى أوروبا، واستطاعت أن تصل إلى السلطة فيما بين الحربين العالميتين.

كانت الحرب الأولى قد وضعت أوزارها وخرج منها الأوروبيون مثخنين بالجراح، المنتصرون منهم والمهزومون على السواء، ضحايا بعشرات الملايين قتلى وجرحى، أزمة روحية طاحنة انبثقت منها حركات أدبية وفنية متفجرة واقتصاد مترنح، والبطالة منتشرة، والمظاهرات لا تتوقف، والشيوعيون يستولون على السلطة فى روسيا، والحرب الأهلية تهدد الجميع، وفى هذا المناخ العنيف ظهرت الحركات الفاشية وحققت انتصارات مدوية فى أنحاء أوروبا المختلفة.

الفاشيون الإيطاليون بزعامة بنيتو موسولينى ظلوا يتأرجحون يميناً ويساراً، ويغازلون الملك والبابا والعمال والرأسماليين حتى استطاعوا الحصول على عدد من المقاعد فى البرلمان، قفزوا منها إلى الوزارة، ومن ثم تمكنوا من إزاحة غيرهم، وانفردوا بالسلطة وسيطروا على مؤسسات الدولة كلها.


والذى حدث فى إيطاليا خلال العشرينيات حدث فى ألمانيا خلال الثلاثينيات بزعامة أدولف هتلر الذى استثار فى ألمانيا المهزومة عواطفها القومية، وأحقادها العرقية، وكراهيتها لليهود والشيوعيين، وألف من كل هذا العنف حزبه النازى، واستطاع أن يصل إلى السلطة ليقضى على خصومه جميعاً، وينهض باقتصاد بلاده، ويبنى قواتها العسكرية، ثم يدفع بها إلى جحيم الحرب الثانية.

وكما صنع الفاشيون والنازيون فى إيطاليا وألمانيا صنع الفالانج ـ الكتائب ـ فى إسبانيا بزعامة فرانكو، والعسكريون فى البرتغال بزعامة سالازار.

هذه الأحداث العنيفة وهذه التحولات الكبرى التى شغلت العالم كله فيما بين الحربين العالميتين شغلت المصريين أيضاً وفرضت نفسها عليهم، وجعلتهم يشاركون فيها بإرادتهم أحياناً وبالرغم عنهم أحياناً أخرى.

السقوط الأخلاقى لـ«الإخوان» بقلم عمار علي حسن



عندما يستحل من يرفع راية الدين تزوير الانتخابات والاستفتاءات وإطلاق الأكاذيب المنظمة فى آذان الناس فهذه بداية انهياره، والسقوط الأخلاقى يسبق السقوط السياسى، هكذا قالت كل تجارب الحياة وسننها، لكنها لا تعمى الأبصار إنما القلوب التى فى الصدور.
أتخيل لو عاد الشيخ حسن البنا إلى الحياة سينظر فى عين من يتربعون فى غرور وزهو اليوم على عرش الجماعة التى كافح ومات فى سبيل تأسيسها، ثم يقول لهم:
- ضعيتمونى. ثم يغادرهم وبعضهم يعيد جملته القديمة التى أطلقها فى وجه التنظيم الخاص الدموى الذى انحرف بالدعوة عن مسارها الصحيح:
- «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين».
فى ظل انشغال الإخوان بالإجابة عن سؤالهم الملح والقاطع والغارق فى الأنانية والانتهازية: متى نهيمن على كل مفاصل الدولة؟ ينشغل كثيرون بالرد على سؤال أشد وقعاً ووطأة، مفاده: هل يخرج الإخوان من التاريخ؟ ليولوا وجوههم شطر معطيات حقيقة على الأرض تقول بلا مواربة إن «الجماعة» على محك تاريخى، وإن استمرار تماسكها وتواصل نفوذها وحضورها السياسى والاجتماعى الطاغى والمتحكم لم يعد قضية موضع تسليم، وأن الآتى غير الآنى وما ذهب. ذات جمعة من جمع الثورة وقف

ليلة الاعتداء على المصريين الجنوبيين اللاجئين فى مصر بقلم وائل قنديل


وكأنها كانت أمس، تلك الليلة الحالكة السواد التى بدأت فيها مجزرة مجلس الوزراء فى مثل هذه الأيام من ديسمبر ٢٠١١.
 
من الذاكرة أعيد هذا المقال المنشور فى ١٧ ديسمبر من العام الماضى:

الفرق الوحيد بين مذبحة ميدان مصطفى محمود عام 2005 وبين مجزرة شارع مجلس الشعب ليلة الجمعة (١٦ ديسمبر ٢٠١١) يكمن فى جنسية الضحايا، ففى الأولى قتلت قوات وزارة الداخلية المصرية وأصابت عشرات من المعتصمين السودانيين الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فتصوروا أن فى مصر مكانا لهم.. وفى الثانية كان الضحايا مصريين والجناة أيضا مصريين، غير أن المفارقة أن وزارة الداخلية لم تكن الفاعل فى هذه الجريمة رغم أن وزيرها الجديد هو بطل مذبحة السودانيين فى ميدان مصطفى محمود.

ما معنى الحرام عند المصريين؟ بقلم جلال أمين


ما أكثر ما كان لفظ «الحرام» يتردد على لسان والدتى، أكثر بلا شك مما كان يرد على لسان أبى أو أحد من أخوتى. لم يكن السبب أن أمى كانت أكثر تدينا، بل إنها كانت أرقنا قلبا. لم تكن أمى تذكر «الحرام» كوصف لشرب الخمر، إذ لا أظن أنها رأت الخمر فى بيتنا قط، ولا لوصف التمثال الصغير الذى كنت أضعه على مكتبى، إذ لم يخطر بذهنها قط أننى سأقوم بعبادته. ولا بالطبع لوصف عزف الموسيقى أو الغناء، الذى كانت تحبه ولو كان يتضمن كلمات الحب والعشق، طالما كان اللحن جميلا.
 حاولت أن أبحث عن المعنى المشترك فى أكثر ما كانت تصفه أمى بالحرام فوجدت أنه القسوة. قلت لنفسى انه ليس غريبا أن يفهم كل شعب دينه بما يتفق مع طبعه، فقد لاحظت عندما زرت بعض البلاد الإسلامية، كتركيا وباكستان وإندونيسيا، بل حتى فيما رأيت من بلاد عربية، أن التدين يتطبع فى كل بلد بشخصية شعبه. والشعب المصرى من أقل شعوب العالم ميلا إلى القسوة (وربما كان هذا هو السبب الحقيقى فى دأب الأجانب على التعبير عن حبهم للشعب المصرى وللإقامة فى مصر رغم كل ما يصادفه الأجنبى فى حياته اليومية فى مصر من متاعب).

17‏/12‏/2012

استفتاء النهاية بقلم ابراهيم عيسى :



كنا نصل إلى قلب ميدان التحرير فنهتف ونهنّئ أنفسنا، وبعد دقائق تنطلق طلقات رصاص. فى ما بعد عرفنا أنها قادمة من أسطح الجامعة الأمريكية تضرب فتصيب وتقتل، فينفضّ جمع الجموع ونتراجع مصحوبين بقنابل مسيلة للدموع تُرمى فوقنا من مدافع الشرطة، تملأ الأنوف دخانا والعيون دموعا وبللا، فتمسكنا أيادٍ وتحضننا أخرى تمنعنا من التعثر والسقوط على الأرض وتثبِّت وقفتنا عند المكان حتى نعاود ونعود إلى قلب ميدان التحرير. ومَن كان يمسك حتى نتماسك هو الذى يرجع بعد قليل مضروبا أو دامعا مخنوقا فنمسكه نحن ونثبّته. هكذا دورات متوالية متتالية من مئات وعشرات يشكلون مقدمة الاختراق لهذا الحصار الأمنى الذى نفكه لمئات الآلاف القادمين بعدنا. ومن فرط دماثة المصريين ولطفهم فى هذه اللحظات التى تكاد تفصلنا فيها عن الموت سنتيمترات هى المسافة الفاصلة بيننا وبين من يموت شهيدا بجوارنا، أن أحدا ممن أحاطنى لم يدّخر وسعا ولا تمنّع عن أن يبذل جهدا مهما كانت سنه فى حمايتى ورعايتى. كان هذا التضامن إلى جانب ما غمرنى من فضل متظاهرين أفاضل على شخصى فإنه كشف عن رغبة حقيقية لدى المصريين فى الامتنان لمن وقف أمام ظلم حاكمهم فى الوقت الذى لم يكن فيه أحد مستعدا أن يقف مثلما وقف الآن بصدره وبعمره فى مواجهته.

16‏/12‏/2012

دماء على الدستور بقلم محمد حبيب


التخبط والارتباك يسودان الحياة السياسية.. الأخبار والمعلومات التى يتم بثها وتداولها من خلال الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعى لا يدرى أحد مدى صحتها وحقيقتها.. التربص هو السمة الغالبة التى تميز أطراف الجماعة الوطنية.. كما أن فقدان الثقة وغياب الشفافية يزيدان من حيرة واضطراب المواطن العادى..الانقسام والانشقاق الحاد، حتى فى الأسرة الواحدة، سوف تكون له آثاره السيئة وعواقبه الوخيمة على الوطن كله.. ليته كان اختلافا فى الرأى.. لكنه تصدع وتشرخ فى البناء الوطنى.. التماسك المجتمعى يتعرض لأخطر عملية تحلل، والذى يتصور أن الاستفتاء الذى تحدد له السبت ١٥ و٢٢ ديسمبر، سوف يضع حدا للأزمة، ويوقف تمدد الشرخ الحادث فى المجتمع المصرى، أقول هو واهم وغير مدرك لما يجرى على الساحة.. إن من يقارن بين الأجواء التى سبقت الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى ١٩ مارس ٢٠١١، وبين الأجواء الحالية، يجد الفارق ضخماً

حين تكون السياسة إبداعا وليست لعبة كراسيّ بقلم نوال السعداوي


متى ينتصر الإبداع على السياسة؟ متى تتشكل الحكومات من المبدعين والمبدعات بدلاً من محترفى اللعب السياسية والانتخابية والاستفتائية؟

الإبداع ليس سهلا، قد تدفع حياتك ثمن الإبداع، أى ثمن الصدق والحرية والعدل والكرامة.

تتشابه أهداف الإبداع مع أهداف الثورة العظيمة أو السياسة النظيفة التى لا تلعب ولا تتلاعب، وتتمسك فى دستورها بمبادئ العدل والحرية والكرامة والمساواة للجميع دون تمييز على أساس الجنس أو الطبقة أو الدين أو غيرها.

السياسة النظيفة مثل الإبداع بسيطة مباشرة واضحة لا تتسربل فى غموض الألفاظ وغياهب الشرائع وأدغال المراوغات، قد تدفع حياتك ثمن الإبداع كما تدفع حياتك فى الثورة ضد العبودية.

ليس سهلاً تحرير العبيد (نساء ورجالاً) من القهر الاقتصادى والجنسى الذى وقع عليهم منذ نشوء التاريخ المكتوب، رغم ثورات العبيد والنساء المتكررة عبر القرون وما حصلوا عليه من حقوق تتزايد مع تكرار حركات التحرير فى كل بلد، إلا أن جوهر العبودية لايزال قائماً حتى اليوم، فى البلد الذى خاض أعنف المعارك لتحرير العبيد، وهو الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تشهد حركة تحريرية تتجسد اليوم فى انتفاضة الـ99٪ من الشعب ضد طبقة الـ1٪ الذين يملكون كل شىء.

15‏/12‏/2012

الدستور بقلم حمزة النجار


عندما تقوم ثورة على فساد وديكتاتورية وحكم الفرد مثلما قامت ثورة يناير فى مصر فلابد من أن يحدث تحول ديمقراطى ينقل مصر مما كانت فيه إلى عالم الحرية الرحب ..ومن سمات الحكم الديمقراطى أن يحكم الأكثرية ولكن دون المساس بحق الأفراد والأقليات فى الحرية والكرامة والعيش الكريم ويجب أن يكون هناك ضامن لهذه الحقوق .. وكان الدستور هو الضامن الذى يضمن عدم تغول الأكثرية على الأقلية ويوفر ما يعرف بالتوازن بين الأقلية والأكثرية وبين أرجاء الوطن شماله وجنوبه وشرقه وغربه ..فإذن فإن التحول الديمقراطى له أصول وثوابت وخطوات متتالية لها ترتيب زمنى من وجهة نظرى لم يتوفر فى الحالة المصرية إذ كان من الواجب أن نضع ضامن لهذا التحول الديمقراطى قبل كل شئ بحيث يتوافق عليه الجميع ولا يكون عرضة للعبث من أى فصيل يصل إلى السلطة ثم نبدأ بناء مؤسساتنا الوطنية من سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية تخضع لهذا الضامن

ما بعد الاستفتاء بقلم سعيد الشحات


كتبت هذا المقال فى بداية الإعصار الغاضب من الإعلان الدستورى، وأعيد نشره اليوم مع بدء الاستفتاء على الدستور.
أصل إلى أسوأ التوقعات التى يتخوف منها البعض حاليا، وهى أن الرئيس قد يجنى فوزا بالموافقة على الدستور، بحشد أجهزته، وتعبئة جماعته للناخبين، والدعاية بتكفير كل من يقول «لا» للدستور.
هذا التوقع يشغل الكثير من المصريين حاليا، وتلقيت كثيرا من الأسئلة حوله، والبعض يطرحه محبطا لأننا سنكون محكومين به بالحديد والنار، وأستعين فى الرد على ذلك، بدروس التاريخ التى يتجاهلها الحاكم فيتحول إلى ديكتاتور بدرجة امتياز.
فى دروس تاريخنا القريب، ما حدث فى مظاهرات 18 و19 يناير عام 1977 والمعروفة تاريخيا بـ«انتفاضة الخبز»، لكن السادات أطلق عليها «انتفاضة الحرامية»، جاءت انتفاضة يناير بعد أقل من أربع سنوات من انتصارات أكتوبر، وهى الانتصارات التى يمكن القول إنها أعطت السادات شرعية جديدة فى حكمه.

07‏/12‏/2012

دولة الإخوان المسلمين بقلم محمد سلماوي



كل التقدير لدولة الإخوان المسلمين، التى أثبتت اقتداراً سياسياً فائقاً لا ينكره إلا جاحد جهول، أو كافر ملحد، أو فل من الفلول، أو كلهم، فإن معارضى الإخوان تنطبق عليهم كل هذه الأوصاف فى آن واحد.

أقول: التقدير لدولة الإخوان، لأن الانتخابات الرئاسية الأخيرة لم تأت لنا برئيس للجمهورية فقط، وإنما جاءت بدولة كاملة ظهر مختلف أجهزتها المدربة ومؤسساتها الفاعلة على مدى الأشهر الأربعة الأخيرة، التى كان آخرها تلك الميليشيات المسلحة التى وصلت إلى الاتحادية، أمس الأول، والتى ظنها المتظاهرون فى البداية «الطرف الثالث» الذى قابلوه قبل ذلك فى مسرح البالون وفى ماسبيرو وفى محمد محمود وأمام مجلس الوزراء، لمجرد أن طريقة أدائهما كانت واحدة.

لكن قدرات دولة الإخوان المسلمين ظهرت بأذرعها المختلفة منذ بداية تنصيب محمد مرسى رئيساً، حيث ثبت أن مرسى ليس مجرد رئيس منتخب له أن يفعل بنا ما يحلو له، أو أن يطبق علينا سياسات من وحى رأسه، وإنما هناك جهاز قادر ومقتدر يقوم على التفكير والتدبير، وما على رئيس الجمهورية إلا التنفيذ، ومن هنا فإن كل من عينهم الرئيس كمساعدين له أو مستشارين لم يكن لهم أى دور أمام التخطيط الأكبر الذى يضعه الجهاز المدبر للإخوان، الذى يقبع فوق جبل المقطم.

هل خافت «الدستورية» من حصار الإخوان؟ بقلم جمال زهران



يعد حصار أنصار «الإخوان المتأسلمين»، المحكمة الدستورية العليا ليلة الثانى من ديسمبر فى أعقاب تجمعهم أمام جامعة القاهرة تحت عنوان «الشرعية والشريعة» يوم أول ديسمبر، «بلطجة سياسية» غير مسبوقة. فى الوقت الذى يبرر فيه قادة الإخوان وحزبهم الإعلان الدستورى الديكتاتورى للرئيس، والإسراع بالدستور فى محاولة لخطفه كما سبق أن خطفوا الثورة والسلطة، بأن كل ذلك بهدف بناء مؤسسات الدولة، نجدهم يساهمون فى هدم أحد صروح العدالة بمحاصرتهم «الدستورية» ومنع القضاة من الدخول! وكان هؤلاء قد سبق أن حاصروا مجلس الدولة للتأثير ولإرهاب القضاة، لإجبارهم على إصدار أحكام لصالحهم، فهل تؤخذ الأمور بهذا الشكل؟! ولا يمكن تصور أن يتحرك أنصار فصيل سياسى معين لمنع إحدى مؤسسات القضاء المصون من ممارسة عملها، فهذه جريمة سياسية كبرى، والسؤال هنا: لماذا امتنعت المحكمة الدستورية من ممارسة عملها حتى ولو خارج المحكمة، وتقول كلمتها للتاريخ بغض النظر عن الاحتمالات الضعيفة لتنفيذ أحكامها، وفى نفس الوقت الذى تآمرت فيه اللجنة التأسيسية للإخوان على المحكمة الدستورية بتقليص عدد أعضائها إلى رئيس وعشرة أعضاء بدلاً من رئيس وسبعة عشر عضواً!!

قائمة الشرف فى معركة الدستور بقلم وحيد عبد المجيد



لا يمكن لأى مصرى أن يرفض المشاركة فى عملية وضع دستور يحدد اتجاهات مستقبل وطنه، أو ينسحب من هذه العملية، إلا لأسباب قهرية بل قاهرة. فالمشاركة فى صنع الدستور شرف، لكن بشرط لا بديل له وهو أن يكون هذا الدستور معبراً بحق عن مختلف فئات المجتمع، ومشرّفاً بالتالى لمن يشارك فى إخراجه على هذا النحو.

فإذا انحرفت عملية صنع الدستور عن الاتجاه الذى ينتج وثيقة توافقية بلا مغالبة أو هيمنة لفصيل واحد ودون إقصاء أو تهميش لأى من شرائح المجتمع واتجاهاته، أصبح الانسحاب منها ضرورة وطنية مثله مثل رفض المشاركة فيها منذ البداية. وعندئذ يكون هذا الانسحاب شرفاً لمن يقدم عليه ويتحمل مسؤوليته عندما تفشل جهوده من أجل دستور توافقى محترم يضمن الحقوق الأساسية لمختلف فئات المجتمع، وفى مقدمتها الضعفاء الذين يحتاجون إلى حماية دستورية صريحة وقاطعة.

06‏/12‏/2012

عبد الرحمن يوسف من أجل الاستقرار... «لا» للدستور


بدون مقدمات، هذه مقالة عن دستور مصر الجديد، كتبت بدون النظر إلى من كتب هذا الدستور، وكيف كتبه، ومن انسحب من الجمعية، وكيف تم التصويت عليه.
هذا رأى لم ينظر إلا لمواد الدستور فقط، لا إلى أى شىء آخر.
وبرغم ما فى هذا الدستور من إيجابيات قليلة، فإنه يحمل عدة كوارث تدفعنا مضطرين للتصويت بــ«لا»، وذلك لخمسة أسباب:
أولا: دستور يخلق دولة عسكرية:
فهو لا يحدد اختصاصات واضحة لمجلس الدفاع الوطنى «وأغلبيته من العسكريين»، بل يفتح الباب أمام قوانين تتيح له التحكم فى سياسات الدولة، والتدخل فى الشؤون المدنية بحجة «تأمين البلاد وسلامتها» «مادة 197»، وهذه المادة تحديدا رفضتها الأمة فى وثيقة السلمى الشهيرة، ومن أغرب الغرائب أن تدخل فى الدستور بعد أن رفضها غالبية من هم فى اللجنة التأسيسة!

05‏/12‏/2012

الشعب يريد أن يفهم بقلم فهمي هويدي



لا الدولة الدينية قامت ولا ولاية الفقيه لاحت ولا اللون الواحد انفرد بكتابة الدستور الجديد. وهى الحقائق التى تبدت حين خرج المشروع إلى النور، وأتيح لنا أن نقرأه بأعيننا، وليس بأعين الذين استبقوا ووصفوه بأنه دستور العار وحذرونا من الكارثة التى يحملها إلينا، وقرروا أنه يعصف بحقوق المصريين وحرياتهم.

حتى اعتبر البعض أنه صدر فى يوم بائس وحزين وصفه أحدهم بأنه أسود من قرن الخروب؟ وقال آخر إنه جزء من مؤامرة على الثورة. وقرأت فى أهرام الثلاثاء 4/12 مقالة لأستاذ محترم للعلوم السياسية قوله إنه: «يحول طبيعة المجتمع المصرى من مجتمع مدنى يحكمه القانون إلى مجتمع يحكمه الفقهاء والفتاوى، وينشئ نظاما استبداديا دائما يكرس تزوير الانتخابات ويميز بين المواطنين».

ما سبق يعد من قبيل الكلام المهذب نسبيا الذى صدر فى سياق التعليق على المشروع. وأقول إنه مهذب رغم حدَّته لأن آخرين كتبوا كلاما هابطا يعبر عن مدى التدهور الذى وصلنا إليه فى أجواء الاشتباك الراهنة، ظنا منهم بأن رص الكلمات المسيئة والأوصاف الجارحة يقوى وجهة النظر ويرجح الكفة فى خضم التراشق والاشتباك.

أَزِفَتْ الآزِفَةُ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ بقلم جمال البنا


كنا فى معتقل الطور عام 1949م حوالى عشرة آلاف معتقل بالإضافة إلى بضع مئات من الشيوعيين وبضع عشرات من اليهود نجلس نتسامر حتى نسمع صفير الباخرة «عايدة» فيهرع بعضنا إلى الميناء، فنجد أن المعتقلين الجدد من الإخوان المسلمين وأن وراءهم أعداداً أخرى ستمتلئ بهم حذاءات الطور فيعودون منكسى الرؤوس ونعرف من مقدمهم أننا سننتظر مزيدًا من الإخوة، وأن الحكومة قد أعدت عدتها لاستيعاب أعداد كبيرة وعندئذ يرتفع صوت أحدهم بالآية «أَزِفَتْ الآزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ» يكررها الإخوان بصوت عالٍ مؤثر، وكنت معهم أتلو كما يتلون وأقول كما يقولون وإن كانت فكرتى مختلفة عن فكرتهم، فأنا أتصور أن الله تعالى رتب الأسباب التى يقوم عليها نجاح أو فشل المجتمع، فمن اتبعها اهتدى وانتصر ومن خالفها فشل وانهزم، وأن معظم الناس لا تفكر مثل ذلك وإنما ترى فيه قدرًا مقدروًا ولو أنهم فكروا لكان ذلك أفضل لحل مشكلاتهم، ويمضى الوقت وتنتهى الليلة ويأتى الضيوف القادمون من القاهرة، ليقصوا علينا الأنباء المجهولة للمجتمع.

بين مرسى ومبارك بقلم عمرو الشوبكي



لا يمكن مقارنة طريقة وصول مرسى للسلطة بمبارك، فالأول جاء بالانتخاب الحر والثانى جاء بالتزوير، والأول لم يبق فى السلطة إلا 6 أشهر والثانى جثم على صدر الشعب 30 عاما بالتزوير والبلطجة، إلا أن الخوف من إعادة إنتاج نظام مبارك فى قالب إخوانى جديد يقلق كثيراً من المصريين.

الفارق بين مرسى ومبارك أن الأول له قاعدة اجتماعية ويدعمه تنظيم عقائدى قائم على السمع والطاعة (يا بديع يا بديع إنت تؤمر واحنا نطيع) - من شعارات مليونية جامعة القاهرة، وجمهور سلفى كثير منه حسن النية ويمكن جمعه بسهولة على أى شعار يدعى أن الشريعة فى خطر.

إن الحشد الذى قام به الإخوان على قضية مصطنعة «الشرعية والشريعة» لكى يحضر السلفيون وبسطاء الريف يوم السبت الماضى وتغييب القضايا السياسية الحقيقية محل الخلاف - دل على أن كل الأسلحة سيستخدمها الإخوان من أجل بسط هيمنتهم على النظام السياسى المصرى.

جريمة بطعم الفضيحة بقلم حسن نافعه



الحصار الذى ضربه المتظاهرون حول مبنى المحكمة الدستورية العليا طوال يوم الأحد الماضى، وأدى إلى منع قضاة المحكمة من الوصول إلى أماكن عملهم، وأجبرهم على تأجيل دعاوى مهمة مرفوعة أمامها، كان يفترض أن ينظر فيها فى ذلك اليوم، يعد جريمة كبرى يتعين ألا تمر بغير عقاب أو محاسبة. صحيح أن التظاهر حق يكفله الدستور ويحميه القانون فى كل الدول الديمقراطية، لكن ينبغى أن يمارس الحق فى الحدود التى يسمح بها القانون ويحقق المصلحة العامة.

 ولأن إرهاب القضاة ومنع هيئة قضائية، مهما كانت وجهة نظرنا فى تشكيلها الحالى أو فى طبيعة الدور الذى تقوم به، لا يمكن أن يكون عملا يقره القانون أو يستهدف تحقيق مصلحة عامة، علينا جميعا أن نستنكر ما جرى أمام المحكمة الدستورية العليا وأن ندينه بكل قوة.

03‏/12‏/2012

عزيز علي المصري


الفريق عزيز المصري..الأب الروحي للضباط الأحرار
مثلما ظل حادث هروبه لغزاً، عاش الفريق عزيز باشا المصري، لغزاً يعصي علي الفهم.. اعتقل عدة مرات.. وشارك في عدة ثورات.. وحير سلطات الاحتلال ورجال البوليس السياسي، إلي أن رحل في صمت، وحيداً، في منزله بالزمالك.

الفريق عزيز المصري (1880- 1965) عسكري وسياسي مصري، ورائد من رواد الحركة القومية العربية وحركات التحرر الوطنية المصرية. وُلِد باسم "عبد العزيز علي المصري" لعائلة شركسية عريقة ترجع أصولها إلى القفقاس تعرف بعائلة شاهلبة، سكنت العراق لفترة ثم انتقلت إلى مصر، درس الثانوية في القاهرة، والتحق بالكلية العسكرية في الأستانة، ثم في كلية الأركان حيث تخرج منها بتفوق عام 1904. انضم إلى جمعية الاتحاد والترقي، وشارك في انقلابها العسكري عام 1908، ترك الاتحاد والترقي بعدما تبدى له معاداتها للعرب. أسس مع الشهيد سليم الجزائري الجمعية القحطانية، التي نادت بمملكة ذات تاجين العرب والترك.
حكم عليه بالإعدام مرتين من قبل السلطات العثمانية عامي 1914 و1916

01‏/12‏/2012

بقلم محمد الدسوقى رشدى ..لهذه الأسباب لا تثق فى دستور الغريانى


الدستور أصبح جاهزا، تم «سلقه» فى أقل من 48 ساعة، ربما يكون فى حاجة إلى بعض الملح أو الكثير من الفلفل الأسود، ولكن من المؤكد أنه سيسبب حالة من «الانتفاخ» السياسى والتشريعى للوطن الذى سيتعاطاه.

قرأت المسودة النهائية وتابعت بعضا من الساعات الطويلة لجلسة التأسيسية الأخيرة التى شهدت عملية طبخ تتطابق تفاصيلها ومكوناتها مع تفاصيل جلسات برلمان فتحى سرور فى زمن مبارك، وقبل أن نتحدث عن عيوب المواد أو عظمتها أو جمالها دعنا نتفق على ما هو أهم، والأهم هنا يتعلق بالقاعدة الشهيرة ما بنى على باطل فهو باطل، وهذا الدستور الذى يدعونا عصام العريان للتصويت عليه بنعم لكى نتخلص من الإعلان الدستورى الكارثى فى مقايضة سياسية رخيصة وغير شريفة، هو نتاج عمل جمعية تأسيسية ولدت مشوهة ومنذ اللحظة الأولى وهى تعانى من حالة عوار سياسى ومازالت أوراق صلاحيتها من عدمه أمام القضاء بغض النظر عن التحصين الديكتاتورى الذى منحه الرئيس لها.

وائل السمرى جماعة مضاجعة الجثمان



سألنى أحد أصدقائى الذى كان يفتخر بكونه من «حزب الكنبة» قبل انتخابات مجلس الشعب الإخوانى المنحل: لماذا تقف ضد الإخوان هكذا؟ فقلت له: لى ثلاثة أسباب: أولهما أن الجماعة لا تضع مصر فى أولوياتها، وأفرادها لا ينتمون إلى مصر بقدر انتمائهم إلى الجماعة، أى أنهم يعتبرون أنفسهم «إخوان» ثم مصريين، بالتالى فالجماعة «عنصرية بامتياز، تفرق بين المصرى والمصرى بحسب انتمائهم للجماعة من عدمه، وانظر مثلا إلى مدارس الإخوان ونقابات الإخوان لترى كيف يتعامل الإخوان مع «إخوانهم» وكيف يتعاملون مع من عداهم، وثانيا أن حرصها على استخدام الدين فى السياسة سيجرنا إلى حروب أهلية قريبة، ليس بين المسلمين والمسيحيين فحسب وإنما بين المسلمين والمسلمين، ثم بين المسلمين أتباع المذهب الحداثى فى الإسلامى، والآخرين أصحاب المذهب السلفى، وثالثا أنهم رأسماليون فى الاقتصاد، بما يعنى أنهم لن يصلحوا حال مصر ولن يقفوا فى صفوف الوطن والمواطن وإنما سيقفون فى صف رجال الأعمال باختلاف انتماءاتهم ولن يتذكروا الفقراء إلا على أبواب الانتخابات، ولن يعطونا نصيبنا من الدخل القومى باعتباره «حقا» وإنما باعتباره «صدقة» وإن لم تصدقنى فانظر إلى المستقبل القريب، ويبدو أنه لم يقتنع يومها بهذا الكلام، فصوت لقائمة الحرية والعدالة وقال لى: أدينا هنجربهم.

بقلم كريم عبد السلام «خليهم يتظاهروا»




الرئيس مبسوط بالمظاهرات الحاشدة ضد الإعلان الدستورى الباطل الذى أصدره الخميس قبل الماضى، ويرى فى الاحتجاجات والمليونيات بالقاهرة والمحافظات مجرد تعبير عن الرأى لا يدفع المسؤول عن البلد إلى مراجعة نفسه وقراراته.

الرئيس يرى تأكيدا على انبساطه وفرحه بالمليونيات التى هتفت بسقوط نظامه ورحيله عن الرئاسة، أن نحب بعض وأن نحضن بعض وأن نتمسك بعجلة الإنتاج، وأقترح أن يشتغل الشعب صباحا وأن يثور ضده فى الليل بشرط أن نحضن بعض!

تأكيدات الرئيس مرارا وتكرارا فى حواره لتليفزيون الدولة المعلّب والمزفلط والمتكلف، على أن نحب بعض وأن نحضن بعض، أشعرنى أن الغضب فى التحرير والمحافظات مجرد فوتوشوب، ومشاهد غير حقيقية، وأن الانقسام الخطير الذى يمر به الشعب المصرى بين القوى الوطنية والجماهير فى ناحية، والإخوان وحلفائهم السلفيين فى ناحية أخرى مجرد حلم يقظة بالنسبة لنا، أو أن الرئيس نفسه هو من يعيش فى حلم يقظة بعيدا عن الأرض التى تهتز تحت قدميه.