اخر الاخبار

24‏/11‏/2011

دليل الناخب الذكى بقلم د. منار الشوربجى

عزيزى الناخب المصرى، أنت البطل الحقيقى فى انتخابات مجلس الشعب القادمة، وفى يدك أن تضع مصر على أول طريق النهضة والديمقراطية، فأنت قادر على حسم نتائج الانتخابات بل وضمان نزاهتها، فإصرارك على ممارسة حقك فى اختيار من يمثلك فى البرلمان هو المفتاح. لا تستجب لمن يثيرون مخاوفك من النزول يوم الانتخاب لئلا تتعرض لسوء على يد البلطجية، فالعكس بالضبط هو الصحيح، فوجودنا المكثف فى لجان الانتخابات هو الحماية الوحيدة للعملية الانتخابية من العنف والبلطجة، فالذين يسعون للتخريب يستحيل عليهم النجاح إلا فى ظل وجود أعداد محدودة يسهل تفريقها وحرمانها من التصويت، والمخربون جبناء بطبعهم سيفرّون أمام الأعداد الكبيرة من العازمين على بناء مستقبلهم.ويقينى أن المرأة المصرية بوعيها وحسها الوطنى السليم لن تستجيب لمن يحذرونها من الخروج من بيتها يوم الانتخابات.
ووجودنا بأعداد غفيرة فى مقار اللجان الانتخابية هو الضامن أيضا لنزاهة الانتخابات، فهو يحرم المتلاعبين من الفرص التى يتيحها لهم غياب الناخبين فكلما زاد عدد بطاقات الاقتراع فى الصندوق صار من الأصعب التلاعب بها، وكلما زاد عدد الناخبين صارت مهمة من يسعون للتلاعب عبر الرشوة والفساد بالغة الصعوبة.
ولا تصدق عزيزى الناخب من يقولون لك إن صوتك بلا جدوى أو يبعثون فى نفسك اليأس من أن شيئاً لن يتغير بعد الانتخابات، فمن يقولون ذلك مستعدون لدفع أى ثمن حتى لا تتغير مصر ويعرفون جيداً أن إحجامك عن التصويت هو السبيل الوحيد لتحقيق ما يريدون. وانتبه إلى أن الكثير من الشعوب الأخرى دفعت ثمناً باهظاً حين صدقت أن أصواتها بلا جدوى وأحجمت عن التصويت ففاز بهامش بسيط للغاية من أحالوا حياتهم إلى جحيم بعد ذلك، وهم من كان يستحيل عليهم الفوز لولا الإحجام الواسع عن التصويت.

وعليك أن تبدأ الاستعداد للتصويت من الآن. ونقطة البدء أن تؤمن أن الذى ستختاره ليمثلك فى البرلمان هو خادم للشعب لا سيد عليه، وأنت تختاره من أجل أن يحمى مصالحك لا من أجل أن يحقق طموحاته الشخصية، وهو فى الحقيقة أجير عندك، فأنت تدفع من جيبك ما يحصل عليه مقابل تمثيلك، ثم إنك تمنحه الحصانة البرلمانية حتى يدافع عنك، وعن مصالحك دون أن يخشى التنكيل به، لا ليستخدم هذه الحصانة ليكون هو وأسرته فوق القانون.

وعليك أن تختار من يمثلونك بناء على مصلحتك وما تراه مصلحة وطنك. لذلك، أدعوك لأن تبدأ بنفسك أولا قبل أن تفاضل بين المرشحين. اسأل نفسك عما تريده لك ولأسرتك ولبلادك، ورتب مطالبك حسب أولوياتها عندك، ثم ابدأ فى البحث عن المرشحين الذين يقدمون لك إجابات واضحة ومفصلة بخصوص أولوياتك. اقرأ برامج الأحزاب المختلفة وابحث فيها عن موقفها من القضايا التى تهمك وقارن بينها، وتابع المرشحين المختلفين وما يقولونه بدقة. لا تسمح لأحد أن يقول لك شعارات براقة أو كلاماً مرسلاً. فمن يقول لك أنه مع العدالة الاجتماعية اسأله ماذا يقصد وكيف. فقد تكتشف أنه لا يعرف كيف يحققها أصلا ومن يعدك بتحسين الأجور أو ببناء مدارس جديدة فاسأله فورا عن بند الميزانية الذى سيقتطع منه حتى يمول هذا أو ذاك، أو حتى طبيعة المشروعات التى سيتبناها لإيجاد موارد مالية جديدة، وطالبه بأن يعرض عليك أرقاما تقريبية لكل ذلك.

والحقيقة أننى أدعوك عزيزى الناخب أن تستجوب المرشحين وتمطرهم بالأسئلة، فالسعى للحصول على مقعد فى المجلس الذى سيكتب القوانين ويراقب الحكومة ليس نزهة لطيفة ولا ينبغى أن يكون، والمرشح لن يعتبر المقعد مسؤولية جسيمة لا وجاهة إلا إذا أجبرته أنت على ذلك.

لا تسمح لأحد بدغدغة مشاعرك بشعارات دينية أو ثورية. واحذر ممن يستميلك على أساس انتمائك الدينى أو العشائرى، واعلم أن من يفعل ذلك يعتبرك مجرد «رقم» أى صوت يسهل كسبه ضمن «قطيع ممن يشبهونه»، وليس مواطنا كامل الأهلية له حقوق ومطالب عليه أن يحترمها. ومثلما يجدر بك الحذر ممن لا يحترم مواطنتك وحقوقك فإنك بالتأكيد ستنبذ من يحتقرك حين يتصور أنه بإمكانه شراؤك برشوة مادية أو عينية، وتذكر دائما أن من يعتقد أنه قادر على شراؤك سيكون أول من يبيعك فى البرلمان. فلأنه لم يبذل جهدا فى الحصول على صوتك سيسهل عليه بيعك فى صفقات ومواءمات داخل البرلمان لمصلحته لا لمصلحتك.
انظر إلى تاريخ المرشحين وسجلهم السياسى من حيث الاستقامة السياسية والاتساق مع الذات. تأكد أن مرشحك لم يكن يوما جزءا من منظومة الفساد ولا كان متواطئا حين كانت تُزوّر إرادتك. الأهم من هذا وذاك، احترس ممن ينفق بلا حدود للحصول على المقعد، فهو لن يفعل ذلك من جيبه إلا إذا كان يعرف كيف يسترد تلك الأموال من دمائنا جميعاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق