اخر الاخبار

23‏/06‏/2013

اللاعبون.. بكرة النار بقلم حسن المستكاوي

لم يتوقع إنسان أن يتظاهر شباب البرازيل وشعبها ضد كرة القدم، وضد تنظيم المونديال وتكلفته الباهظة. لم يتوقع إنسان أن يصب المتظاهرون أثناء بطولة كأس القارات، غضبهم على بيليه. ملك الكرة. وهو الملك الوحيد فى التاريخ الذى هتف له رئيس جمهورية حبا وتقديرا، حين خرج رئيس البرازيل إلى شرفة القصر الجمهورى عام 1970 وهتف: يحيا الملك. بعد فوز البرازيل بكأس العالم فى ذاك العام. هاجم المتظاهرون مليكهم بعدما قال: «هيا توقفوا. دعونا نشجع منتخب بلادنا.. دعونا ننسى الاضطرابات».

ليس هكذا تدار العلاقات الخارجية بقلم جميل مطر


الصين تصعد واليابان تستأنف الصعود. الهند والبرازيل وروسيا وإندونيسيا وشيلى والمكسيك تنهض فى ظل ظروف داخلية صعبة وتحديات إقليمية هائلة. إنها حقا لمتعة لمحترفى السياسة الخارجية وهواتها متابعة أساليب إدارة هذه البلاد لسياساتها الخارجية، كل تجاه الآخر وكل تجاه دول الإقليم والدول الكبرى. اخترت للصدارة الصين واليابان ليس فقط لخبرة سابقة بإحداهما وفترة دراسة غير قصيرة عن الأخرى، لكن أيضا لأن الدولتين رغم الأصول الثقافية والعرقية المتقاربة تشتركان فى تجارب تاريخية مؤلمة، ولا يخفى شعباهما عجز كل منهما عن تقبل الآخر والوثوق به جارا أو حليفا يؤتمن. تبقى، رغم ذلك، متابعة إدارتهما لخلافاتهما درسا متجددا فى علوم إدارة الصراع.

فى جدارنا ثغرة بقلم فهمي هويدي

قصة محافظ الأقصر الجديد الذى ينتمى إلى الجماعة الإسلامية، وآثر ألا يتسلم منصبه وأبدى استعدادا للاستقالة منه ما لم يتوافق أهل المحافظة على القبول به. حدث مصرى نادر يستحق أن نتوقف عند دلالاته. من حيث المبدأ فلست أرى غضاضة فى تعيين أحد أعضاء الجماعة الإسلامية بعد مراجعة أفكارها وطى صفحة ماضيها فى منصب رفيع بالدولة إذا توافر لها شرطان، الأول أن يتمتع بكفاءة تؤهله لشغل المنصب، والثانى أن يكون مقبولا من الناس.

01‏/06‏/2013

قواتنا المسلحة وخطورة المرحلة بقلم ابراهيم يسري

يحفزنا النجاح الباهر وقوة ضبط النفس وعدم الغرور فى استخدام القوة والتوصل مع الأجهزة الاستخبارية والمباحثية الى عودة الجنود المختطفين دون إراقة قطرة دم، أن نتذكر أنه على مر السنين تجلت العقيدة الوطنية المجيدة للقوات المسلحة المصرية، فكان الجيش المصرى على الدوام درعا حاميا للوطن حافظا للشرعية مانعا للفوضى، لم يرفع سلاحه يوما ضد الشعب، كما شهدنا فى بعض الدول الأفريقية ومأساة جريمة القتل الجماعى التى قامت بها كتائب القذافى وجيش الأسد.

كان الهتاف الأول لثوار٢٥ يناير الجيش والشعب ايد واحدة، واحاط الثوار بالدبابات التى نزلت الميدان مرحبة بالجنود والضباط احتفاء بهم وليس خوفا منهم، ولم يتقاعس جيشنا يوما عن أداء واجبه فى الحفاظ على أمن البلاد فى الداخل والخارج. مرت به هزات نتيجة أخطاء قياداته ولكنه لم يكل عن استعادة قوته ووضعها فى خدمة الشعب بلا استعلاء ولا نظرة فوقية على السلطة كما يفعل أنصار الزند من الدولة العميقة.

بل كان لجيشنا فضل إشعال فتيل ثورة التجديد فى 23 يوليو ١٩٥٢ بانقلاب حوله الرئيس عبدالناصر إلى ثورة للتغيير الحقيقى الاجتماعى والاقتصادى والسياسى.

تساؤلات إلى قضاة مصر الشرفاء؟بقلم احمد منصور

 
جدل الدائر فى مصر الآن ليس على قانون السلطة القضائية كما يصوره البعض ولكن على بند من بنود القانون هو بند سن القضاة، حيث بقى القضاة إلى العام 1990 يخرجون إلى التقاعد وهم فى سن الستين شأنهم شأن باقى موظفى الدولة غير أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك حينما بدأ يفسد بعض القضاة أخذ يمد فى السن لهم حتى يحصل منهم على الأحكام التى يريد، فزاد الأمر إلى اثنين وستين ثم إلى خمسة وستين ثم إلى ثمانية وستين ثم إلى سبعين عاما.

من ثم فإن الدعوة إلى مساواة القضاة بباقى موظفى الدولة هى من قبيل العدل والمساواة التى يقوم عليها مبدأ القضاء وإلا فإن من حق كل موظفى الدولة أن يطالبوا بمساواتهم بالقضاة وأن يتم إحالتهم للتقاعد عند سن السبعين، وهنا أتساءل؟ أين العدالة فى أن يكون سن تقاعد القضاة سبعين عاما بينما باقى موظفى الدولة عند الستين؟.

بين السرايات قبل أثيوبيا! بقلم بﻻل فضل

ماالذى يمكن أن تفعله معنا سخرية الأقدار أكثر من اختيارها للأيام التى نستقبل فيها ذكرى هزيمة الخامس من يونيو 1967 لكى تدخلنا فى تجربة كتجربة السد الأثيوبى الذى نشف ريق المصريين قبل الأوان بأوان.

نحن لم نقرأ درس هزيمة يونيو جيدا منذ وقع ولم نتعلم من أخطاءه، ولذلك ليس عجيبا أن تنبعث الآن دعوات الهجايص لمواجهة السد الإثيوبى بأفكار من نوعية «إغضب ياريس» و«أعلنوا الجهاد على إثيوبيا»، و«عبدالناصر لو عايش كان وقف أثيوبيا عند حدها» و«الله يرحمه السادات فاكرين لما ضرب أهل الحبشة على قفاهم» و«فين أيام مبارك لما هدد إنه يضربهم بالطيارات»، وما إلى ذلك من دعوات يختلف رافعوها تمام الاختلاف عن بعضهم ومع بعضهم لدرجة أنك لا يمكن أن تجمعهم فى غرفة واحدة دون أن يضربوا بعضهم بالنعال.

النهر يعلن التمرد بقلم وائل قنديل

هل كان المصريون أوفياء لنهر النيل حتى يكون وفيا لهم؟ هل قدمنا للنهر ما يجعلنا جديرين به؟

إن شعبا لم يهن نهره ويحتقره كما فعل المصريون بالنيل العظيم.. انظر إلى التلوث والقبح والدمامة المعمارية على شاطئى النهر، وقارن بين هذه الصورة البائسة وما يناظرها فى دول ودويلات أخرى لا تتمتع بعشر معشار مياه النيل ستجد أننا بارعون للغاية فى الهدر والتلويث وقتل الجمال لأننا لا نحترمه ومن ثم لا نعرف كيف نصونه ونحميه.

لقد نجحنا فى تحويله من شريان حياة إلى مقبرة لقاذوراتنا وجيفنا، ومدفنا لمخلفاتنا الأخلاقية والحضارية.. هل شاهدت فى أى مكان فى العالم من يلقى بالقمامة والحيوانات الميتة فى النهر الذى يشرب منه؟

هل سمعت أن شعبا من الشعوب المشتركة فى نهر الدانوب ــ مثلا ــ يلقى نفاياته فيه ويخنقه بالروائح العطنة والبنايات القبيحة التى تحجبه عن الناس؟

إن النيل لو نطق لصرخ فينا أنه لا يصدق هذه المناحة المنصوبة بمناسبة قيام إثيوبيا بتحويل مجراه وإقامة سدود تمنع تدفقه بكامل عافيته إلينا.. سيقول لنا إن من لا يحمى النهر من أخطار الداخل لن يكون بمقدوره حمايته من مخططات الخارج الخطرة،  لأننا بأيدينا ارتكبنا جرائم فى حقه أكبر بكثير من توجهات إثيوبيا.

فرصة مرسى للخروج من المأزق بقلم عماد الدين حسين

فى الأسبوع الماضى التقيت بثلاث شخصيات مطلعة على ما يجرى فى قمة المشهد السياسى.

الثلاثة أحدهم كان مسئولا حكوميا بارزا والثانى خبير طاقة، والثالث قريب جدا من المؤسسة العسكرية.

ما يجمع الثلاثة أنهم ليسوا من المعارضة، ولا يتعاطفون مع جبهة الإنقاذ وليسوا فى حالة عداوة مع جماعة أو الرئيس محمد مرسى.

أقول هذا التفصيل المسهب لخلفية الشخصيات الثلاث ــ التى التقيتها على انفراد ــ لأن الاتفاق الوحيد فى كلامهم هو أنهم بدوا متشائمين للغاية من المستقبل، والسبب الرئيسى هو الضغوط التى يتعرض لها الرئيس من جماعته.

ولأننى برىء إضافة إلى أننى صعيدى فقد كدت أصدق أنه لا علاقة بالمرة الآن بين مكتب الإرشاد وبين الرئيس.

مصر العربية تحييكم بقلم فهمي هويدي

يعود المؤتمر القومى العربى للانعقاد فى القاهرة اليوم، بعد غيبة استمرت خمسة عشر عاما، ظل خلالها ممنوعا من الدخول ومدرجا ضمن القوائم السوداء الموزعة على مطارات مصر، باعتباره كيانا غير مرغوب فيه ولم يكن ذلك إجراء موجها ضد فكرة المؤتمر بقدر ما كان تعبيرا عن النفور من مشروعه واستحقاقاته.

ذلك أن النظام السابق إذا كان قد صنف باعتباره كنزا استراتيجيا لإسرائيل، فقد بدا طبيعيا أن يباعد ذلك تلقائيا بينه وبين الدعوة إلى الاعتزاز بالانتماء إلى الأمة العربية والتعلق بحلمها فى الاستقلال والتقدم. ثم إن ذلك التباعد كان من تداعيات وتجليات مرحلة ما بعد الصلح مع إسرائيل التى أخرجت مصر من الصف العربى ورشحتها للانضمام إلى معسكر «الاعتدال» الأمريكى الإسرائيلى. ومن ثم رفعت منسوب المشاعر القطرية التى غدت مدخلا سوغ الارتماء فى أحضان ذلك المعسكر المشبوه. وهو ما استصحب انقلابا على ثقافة وقيم المرحلة التى قادت فيها مصر حركة التحرر الوطنى وتصدت للهيمنة الغربية وراهنت على وحدة الأمة العربية.