اخر الاخبار

29‏/04‏/2011

عصام شرف.. و«حكومة الهوجة» د وحيد عبد المجيد


ليس غريباً أن يتجاور جديد الثورة وقديم النظام الذى تسعى إلى تغييره لبعض الوقت حين تكون ثورة غير مكتملة، وهذه هى الحال فى مصر الآن بعد ثورة ٢٥ يناير التى لم تتولَّ السلطة بشكل مباشر.
فقد تولت هذه السلطة قوة صديقة للثورة، هى القوات المسلحة، وأتاحت الجسور المفتوحة مع مجلسها الأعلى، الذى يدير شؤون البلاد فى المرحلة الانتقالية، دوراً للثورة فى اختيار عصام شرف، الذى استمد شرعيته

28‏/04‏/2011

متى نحكم على الثورة؟ جميل مطر

ما حكمك على الثورة؟ هل نجحت؟ هل وصلت إلى نهايتها؟ هل حققت أهدافها؟ متى يعود كل منا إلى حياته العادية؟ عشرات الأسئلة من هذا القبيل وغيره نطرحها على أنفسنا ثم نختلف على الإجابات. أستطيع أن أفهم بسهولة شغف الكثير من المصريين لمعرفة رأى بعضهم البعض فى الثورة المصرية، وحاجتهم إلى الاطمئنان والاستقرار.

ولكن ما لم أتمكن من فهمه بالسهولة نفسها هو أن نسبة غير بسيطة من مفكرى مصر وسياسييها لم تحسم بعد موقفها من أمرين، الأمر الأول هو إن كانت مصر حقا فى ثورة؟ فإن كانت الإجابة بنعم يكون الأمر الثانى الذى لم تحسم الأكثرية الموقف منه هو إن كنا حقا نعرف شيئا عن الثورات حتى بتنا نختلف على أن نطلب أن تنتهى بسرعة أو نطلب أن تستمر حتى تحقق مطالب الناس.

أما إذا كانت الإجابة بالنفى، أى أن مصر ليست فى حال ثورة، فالأمر محسوم بطبيعته. ونصبح جميعا مطالبين بأن نعود إلى الالتزام بقواعد وسلوكيات الحياة العادية التى عشناها ثلاثين عاما، لا نطالب ولا نتمرد ولا نحتج ونعيش منبوذين ومضطهدين لا نفعل غير الشكوى والاستسلام لقدرنا التعيس، لا نجد شعبا يحترمنا ولا تهتم بنا دولة أخرى.

●●●

أفهم نفاد الصبر وضيق الصدر وأشعر بالأسى حين أرى المصريين مختلفين على كل شىء تقريبا. ولكنى غير مكتئب وغير متشائم. أقول للكثيرين الذين لا يكفون عن الاستفسار عن «الموعد المقرر» لانتهاء الثورة، لا تفرحوا كثيرا إذا انفض الحفل وعاد كل مواطن إلى حياته العادية واستعاد المستبدون والفاسدون مناصبهم وثرواتهم، أو بعضا منها، فالثورة التى تحلمون بقرب نهايتها لم تبدأ بعد، وما ظهر لنا منها لا يزيد على تجارب أكثرها ناعم وخجول يمهد للثورة أو يقيس إرادة المصريين وقدرتهم على تحمل أعباء ثورة.

كان ضروريا تلقين جيل مفاهيم الثورة وآلياتها. وكان ضروريا خلخلة أركان حكم لا يريد أن يرحل، وكان ضروريا أن نكتشف حقيقة أمرنا ونحاول الإجابة عن أسئلة راودتنا كثيرا وجربنا التهرب من الإجابة عنها: أسئلة من نوع من نحن، وماذا نريد، وكم نساوى، وماذا نملك، وكيف سكتنا دهرا؟

●●●

أقول لمن نفد صبرهم: لا تتعجلوا فلن يصدر حكم على هذه الثورة، إن كانت هى فعلا ثورة أو قررنا أن تكون ، قبل مرور سنوات وربما عقود. لماذا نستعجل إصدار حكم عليها بينما ثورات أخرى أصدر التاريخ فى شأنها أحكاما متناقضة، وبعضها لم يزل فى انتظار الحكم عليها. أعلم أن الكثيرين فى روسيا وشرق أوروبا والصين، وفى الغرب أيضا يعتقدون الآن أن الثورة البلشفية كانت وبالا على العالم وعلى الأمة الروسية وأمم أخرى كثيرة. ولكنى أعلم أيضا أن فى بلاد أخرى وفى بلادنا أفرادا مازالوا يعتقدون أن التاريخ لم يصدر بعد حكمه النهائى على الثورة الشيوعية.

وأن يوما سيأتى تعلن فيه الإنسانية عن ندمها لتقصيرها فى الدفاع عن الماركسية خلال سنوات التدهور والانهيار.

وبمناسبة التفكير فى الماركسية ترددت فى ذاكرتى كلمات قالها شو إين لاى، رئيس وزراء الصين الأشهر ورجل «الدولة والثورة» بامتياز، عندما سئل عن رأيه فيما آلت إليه الثورة الروسية ــ قال: إن الوقت لم يحن بعد لتقييمها وإن كانت المشكلات التى تواجهها لا تعنى بالضرورة فشلها، وكنت قد سمعت منه شخصيا فى أواخر الخمسينيات ثم فى أوائل السبعينيات أحاديث مطولة تكشف عن عمق اطلاعه على تفاصيل فى تاريخ أوروبا، وبخاصة دقائق الثورة الفرنسية، قال فى إجابة شهيرة على سؤال عن رأيه فى الثورة الفرنسية «إن قرنا ونصف ليست بالمدة الكافية للحكم على ثورة كالثورة الفرنسية».

●●●

قضيت بعض وقت الفراغ خلال الأسبوع الماضى أقرأ عن النقاش الدائر فى الولايات المتحدة حول الحرب الأهلية الأمريكية بمناسبة مرور مائة وخمسين عاما على إطلاق الرصاصة الأولى فى هذه الحرب التى بدأت فى FORT SUMTER بولاية كارولينا الجنوبية. أعجبنى بصفة خاصة مقال كتبه أندرو سوليفان فى صحيفة صنداى تايمز البريطانية، يقول فيه إن الزائر الأجنبى للولايات المتحدة هذه الأيام، أيام الاحتفال بالذكرى، سيعود مشدوها باكتشافه أن الحرب الأهلية الأمريكية مازالت ناشبة. فالناس فى أمريكا منقسمون هذا على أسباب نشوبها، يقول المتعاطفون مع القوات الكونفيدرالية، إن الولايات الجنوبية دخلت الحرب دفاعا عن سيادتها واستقلالها ضد أطماع ولايات الشمال فى الهيمنة والتوسع، بمعنى آخر كانت الحرب حربا بين الولايات ولم تكن حربا أهلية.

يجدهم الزائر منقسمين كذلك على موضوع العبودية ودوره فى هذه الحرب. إذ درج مؤرخون على القول إن الحرب نشبت لأن الشماليين دخلوها بهدف تحرير العبيد. بينما يقول المؤرخون المتعاطفون مع الجنوبيين إن الشماليين أرادوا تحجيم ثروة الطبقة المالكة للأرض فى الجنوب، وهى الثروة التى تراكمت نتيجة امتلاك أصحاب المزارع لما يزيد على 13٪ من سكان القارة، هم مجموع الزنوج فى أمريكا..

ويبدو أن النقاش امتد ليلمس موضوعات حساسة وإن لم تعد مكتومة. يظهر للمراقبين أن قضية التفرقة بين البيض والسود ازدادت سوءا فى الآونة الأخيرة، أى فى عهد الرئيس باراك أوباما. يتحدثون عن مواطنين من السود يرحلون من أحياء ليسكنوا فى أحياء تسكنها غالبية من السود وهو ما يفعله البيض أيضا. وتنقل محطة CNN فى استقصاء جرى فى ولاية مسيسيبى أن نصف المنتمين إلى الحزب الجمهورى يريدون تشريعات تستعيد تحريم الزواج المختلط بين البيض والسود، أى يريدون العودة إلى محرمات ما قبل الحرب الأهلية. لا يبدو غريبا هذا التطور فى وقت يكتب فيه كثيرون عن أن سخط الجمهوريين البيض على أوباما لا ينبع من كونه أسود البشرة بقدر ما ينبع من أنه «نصف أبيض».

●●●

من وسط هذه السحابة الرمادية تسرب اكتشاف أن الفضل فى إلغاء التمييز العنصرى الذى جرى فى الستينيات من القرن الماضى لم يكن للرئيس جونسون وقيادات الحزب الديمقراطى والنخب الفكرية والمؤسسة العسكرية وكل الأجهزة التى ناضلت من أجل هدا الإلغاء، إنما يعود الفضل إلى القضاء الأمريكى حين أصدرت المحاكم واحدة بعد الأخرى أحكاما تجرم التمييز وتقف إلى جانب حقوق السود فى العدالة الإجتماعية والمساواة. ويتجدد الآن الأمل لدى القوى المتحررة فى أمريكا فى أن يجدد القضاء جهوده لمنع الانجراف مجددا وراء هذه الممارسات الوحشية والعنصرية.

●●●

أملنا، نحن أيضا، أن يستعد رجال القضاء فى مصر لدور مماثل قد تعجز عن القيام به مؤسسات أخرى لأسباب نقدرها أو لا نصرح بها ولظروف قد تفاجئنا. أثق فى ولاء الثوار، شعبا وطوائف وأفرادا، للثورة، ولكنى أشعر أن مكتسباتها فى خطر إن لم تتكاتف الجهود لتقنينها وبسرعة، وإن لم يتصدر رجال القضاء المصرى صفوف المدافعين عنها، ويتحملوا مسئولية ومشاق حمايتها

ليست مروءة ولا شهامة /فهمي هويدي

مساء يوم الأحد الماضى ٢٤/ ٤ اتصل بى هاتفيا متحدث باسم قناة النيل للأخبار. وقال بصوت غلب عليه الانفعال إنه يريد منى تعليقا حالا علی قرار النائب العام بتحويل الرئيس السابق حسنى مبارك من شرم الشيخ إلى مستشفى عسكرى بالقاهرة إلى أن يرتب أمر إقامته فى مستشفى سجن مزرعة طرة. وقبل أن أرد عليه طلب منى أن أنتظر لحظة لكى يحولنى إلى الاستديو للتسجيل، لكن قاطعته وقلت إنه ليس لدىَّ ما أقوله فى التعليق على الخبر واقترحت عليه أن يسأل غيرى فربما وجد لديه بغيته، ويبدو أنه لم يتوقع اعتذارى فسكت، ثم اغلق الخط دون أن ينطق بكلمة.

27‏/04‏/2011

رابطة صُنّاع الطغاة! بلال فضل

قرأ صديقى التقرير الذى نشرته صحيفة البديل الإلكترونية عن ندوة شاركت فيها قبل أيام فى مدينتى الإسكندرية، وطلب منى أن أسارع لتكذيب ما جاء فى التقرير من استغرابى لمسيرة رد الجميل التى دعا إليها بعض الناشطين وشارك فيها آلاف المتظاهرين أمام المنصة يوم الجمعة الماضى، قلت له: ولماذا أكذب شيئا قلته بالفعل وأراه منطقيا

قاتــل الله السياســـة /جمال البنا

قاتل الله السياسة.. التى تضطر الرجل الشريف أن يلف فيرائى ويتناقض ويخادع وينكر الحقائق الواضحة على رؤوس الأشهاد، وهو يعلم أنه يتكلم بصفة رسمية فى مجلس يمثل أمة، وأن كلامه ).
ترى من قائل الكلام أعلاه؟ هل هو الشيخ محمد عبده الذى كان يستعيذ من ساس ويسوس؟ هل هو الدكتور أحمد لطفى السيد رائد الليبرالية المصرية؟

26‏/04‏/2011

عصام شرف و«نظرية البونبونى»

طالما أمسكت قلمى عن الدكتور عصام شرف وقت أن كان السلطة السابقة، الفاسدة المستبدة، لا يزالون طلقاء. قلت وقتها إن نقد الرجل قد يصب فى صالح «الثورة المضادة». الآن وبعد أن سيق مبارك وعصابته إلى العدالة فقد تخففت من حمل ثقيل،

25‏/04‏/2011

رؤية وحلول مقترحة لأزمة قنا /ضياء رشوان

اثارت الاحتجاجات التى تجرى فى قنا على تعيين محافظها الجديد اختلافات واسعة فى مصر بين شرائح الرأى العام والنخبة والإعلاميين بمختلف فئاتهم حول مشروعيتها ومدى تعبيرها أو تصادمها مع مصالح أهل قنا والمصالح الوطنية العامة. ولم تقف تداعيات احتجاجات قنا عند هذا الجدل الذى لم ينته بعد، بل امتدت إلى أبعد من ذلك حيث اندلعت احتجاجات مماثلة فى عدد آخر من محافظات الجمهورية ضد محافظيها الجدد مع ثبات نفس المطلب القنائى برفضهم والدعوة لاستبدالهم بآخرين، وهو الأمر الذى على وشك أن يجعل من الوضع فى قنا حالة عامة تنتقل من محافظة لأخرى فى مصر.

والحقيقة أن الأوضاع فى قنا والتى كانت هى بداية هذا التصاعد ليست كلها على الصورة التى نقلتها بعض وسائل الإعلام وتناولتها بعض الأقلام والتعليقات والمقالات.

24‏/04‏/2011

اقرأ وتأمل /بلال فضل

من ولى من أمر المسلمين شيئا فولّى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله»

حديث شريف.

■ «... لا يكفى حماية الفرد من طغيان الحاكم، وإنما ينبغى حمايته أيضا من طغيان الرأى العام والشعور السائد أو حمايته من ميل المجتمع إلى أن يفرض إرادته وأفكاره على الأفراد الذين يرفضونها، كذلك ينبغى حماية الفرد من محاولة إعاقة نموه، ومنع تكوين شخصيته الفردية التى لا تنسجم مع طرائق المجتمع، وإجبار جميع الشخصيات على أن تكيف نفسها مع النموذج الذى يعده المجتمع».

المفكر الأشهر جون ستيوارت ميل، ترجمة د. إمام عبدالفتاح إمام.

سفينة مصر التائهة: متى ترسو؟ حسن نافعه

يصعب على أى مراقب للمشهد السياسى الراهن فى مصر، والذى يتسم بقدر كبير من التخبط والعشوائية، أن هذا البلد هو نفسه الذى صنع ثورة ٢٥ يناير صدره طويلا وتمكن بالفعل من إسقاط رأس نظامه الفاسد والمستبد. إذ تبدو سفينة الثورة الآن، والتى كانت قد أبحرت تحت حماية الجيش ورعايته، تائهة فى أعالى البحار تتقاذفها أمواج عاتية وتهب عليها عواصف من كل اتجاه. ولأنها فقدت بوصلتها، بعد أن بدأ الركاب يتشاجرون على متنها ويعرقلون قيادتها، لم تعد تعرف إلى أى الموانىء تتجه، وعلى أى أرصفة تدق المراسى لتفرغ شحنتها وتستريح!.

23‏/04‏/2011

رؤوس اصطباحات/بلال فضل

قصة قصيرة: كان هناك خمسة أصدقاء اختار كل منهم مرشحا للرئاسة ودافع عنه باستماتة، أحدهم اختار الدكتور البرادعى والآخر تحمس لهشام البسطويسى والثالث دافع بشراسة عن حمدين صباحى والرابع جمع حملة توقيعات لبثينة كامل والخامس رأى أن عبدالمنعم أبوالفتوح هو الحل، وفى النهاية جلس الجميع يتفرجون على عمرو موسى وهو يحلف اليمين الرئاسية

22‏/04‏/2011

عن النقاب الفرنسى .. والبنطلون السودانى/جلال امين

أصارح القارئ بأننى عندما سمعت بقرار البرلمان الفرنسى الذى صدر فى أكتوبر الماضى، بحظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة فى فرنسا وفرض غرامة على ارتدائه قدرها 150 يورو أو إخضاع المخالفة لدورة تأهيل عن المواطنة، تعاطفت مع هذا القرار، وقلت لنفسى إنى لو كنت عضوا فى البرلمان الفرنسى لأيدت هذا القرار وأعطيت صوتى لصالحه.

القضاء والنيابة العامة بقلم د.حسن نافعة

السلام عليكم..

قرأت مقالتك فى جريدة «المصرى اليوم» تحت عنوان «شكوك وهواجس مشروعة» بتاريخ الخميس١٤/٤/٢٠١١، التى دارت حول دور جهاز أمن الدولة وضلوعه فى توجيه القضاء فى العديد من القضايا. فإذا كان جهاز مباحث أمن الدولة ضالعا فى الكثير منها، فهذا لا يعفى النائب العام ومساعديه من الاشتراك فيما تم من اتهامات، كانت فى الأغلب مدعمة

20‏/04‏/2011

نزلاء «طرة» وأنصارهم /منار الشوربجي

قبل الثورة كنت أعرف يقيناً الدمار الذى لحق ببلادى فى كل القطاعات، من الصناعة والزراعة إلى التعليم والصحة، ومن السياسة الخارجية البائسة إلى تحويل مصر إلى دولة بوليسية من الطراز الأول

التحقيق مع ضباط التعذيب لـه أصــول أخــرى/جمال البنا

المتهم برىء إلى أن تثبت إدانته»، هذا مبدأ من أثمن ما انتهت إليه العدالة وما حرصت كل نظم القضاء على أن تتبعه وما أخذ به الإسلام أيضًا.
ولكن تطبيق هذا المبدأ يفترض أن يكون المجتمع مجتمعًا سويًا يأخذ بما أخذت به الدول من نظم ديمقراطية، ومن حكومات تعمل لخدمة الشعب، ومن شعب يثبت وجوده، يعلم واجباته فيؤديها، ويعلم حقوقه فيتمسك بها
.
ولكن إذا انقلبت الأمور فأصبحت الحكومة تستبد بالأمر وتلزم الشعب الخضوع وتستخدم من وسائل الإرهاب والتعذيب ما يشيع الخوف والاستخذاء، وإذا كان الجهاز الأمنى والبوليسى، الذى إنما وجد لحماية حرية وأمن الناس، يصبح جهازًا لحماية الحكومة ولإخضاع الناس للحكومة، فهذا قلب للوضع الواجب، وطبيعى أنه يتطلب أيضًا قلباً للشعار الذى كان يحكم العدالة فى المناخ الطبيعى السوى، وهو أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، فيصبح «المتهم مذنب حتى تثبت براءته
».
وبالإضافة إلى أن قلب الأوضاع يتطلب بالتبعية قلب الشعار، فهناك أسباب عملية تدعو لذلك
.
من هذه الأسباب أن أول إجراء يتخذه البوليس عند القبض على متهم هو أن يعصب عينيه بلثام محكم يجعله لا يرى شيئاً، ويصبح أعمى تمامًا يقودونه إلى حيث لا يرى، وينهالون عليه فجأة بالضربات والركلات من حيث لا يدرى، ثم يُسأل فإذا جاءت إجابته تمثل الحقيقة، عاد الضرب ولا يتوقف هذا الضرب حتى يعترف بما يريدونه حتى يخلص من هذا العذاب، وعندئذ يسجل اعترافه وترفع عن عينيه العصابة ويرسل للنيابة، وإذا قال للنيـابة إنه وقع تحت وطأة التعذيب، سـألته: مَن عذبك ؟ وبالطبع لا يستطيع أن يجيب، وبالتالى يبرأ الضباط
.
إن تطبيق مبدأ «المتهم برىء حتى تثبت إدانته» يصبح فى الأوقات الاستثنائية التى يحكم فيها البوليس البلاد قلبًا للعدالة وتبرئة للجناة، وتبرئة الجانى ظلم للعدالة تمامًا مثل إدانة البرىء
.
منذ بضع سنوات قدمت النيابة ٤٤ ضابطاً للمحكمة بتهمــة التعـذيب، وحاكمتهم المحكمـة وقضت ببراءتهم جميعًا لعــدم ثبوت الأدلة
!!
وعندما تقدم النيابة مثل هذا العدد، فلابد أن لديها أسبابًا مؤكدة لذلك، بل يقيناً عملياً بقيام التعذيب، ولكن المحاكم التى تعتبر المتهم بريئاً لا يمكنها الحكم عليه إلا بأدلة متضافرة من اعتراف أو تضافر شهود، أو ثبوت وقائع... إلخ، وهى لم تملك ذلك على سـبيل اليقين فحكمت بالبـراءة، ولا يمكن مؤاخذتها لأنها حكمت بالأصول القضائية، ولو كانت هذه الأصول بالنسبة لضباط التعذيب هى الإدانة حتى تثبت البراءة لقبلت دعاوى الضحايا ولطولب الضباط بتفنيدها وهم لا يستطيعون
.
عندما تحكم المحكمة بالبراءة يضج الناس: «يحيا العدل»، ولكن عندما قرأت خبر تبرئة ٤٤ ضابطاً من ضباط التعذيب، انقبض قلبى وتساءلت: «هل قُضى على شعب مصر أن يكون كعبيد روما، يعذبون حتى يعترفوا بما يطلب إليهم ويحاكمون بمقتضى هذا الاعتراف؟
»
يجب أن نعرف أن التعذيب قديم فى مصر، على الأقل من ١٩٥٢م، وما مجازر حمزة البسيونى ولا مذابح صلاح نصر بمجهولة، ومن هذا الوقت نشأت أجيال تمرست بفنون التعذيب ووجدت أمامها «تراكمًا» تفيد منه، فتفننت فى التعذيب الذى لا يترك أثرًا، والتعذيب النفسى من إذلال وإهانة، وتكليف بما تأنف منه الحيوانات حتى تتمزق النفسية أشلاء، وهذه الإهانات لا تترك أثرًا ماديًا لإثبات وقوعها، وحتى لو تركت، فقد وجد فى الأطباء مَن يتجاهلون التعذيب ويخونون ضمائرهم، حرصًا على الوظيفة، ثم لا يقتصر الأذى على المتهم، بل يمتد إلى آله وزوجه وأمه وأبيه الذين يحضرون ويهانون أمامه ويهان أمامهم، كل هذا فى غرف مقفلة لا يراها أحد
.
ويسبق هذا إجراءات همجية عدوانية من الهجوم على البيوت فى هدأة الليل واقتحام أبوابها، ثم التفتيش الذى يقلب الشقة رأسًا على عقب والاستيلاء على ما يوجد من مال (وعادة لا يرد)، ويصطحب هذا كله بالشتم والركل، ثم يسحب الرجل أمام زوجته وأبنائه ليؤخذ إلى المجهول
.
وإذا كان تاريخ أمن الدولة لأكثر من خمسين عامًا وهو يمارس صور التعذيب التى أبرزها تغطية العينين لا لفترة التحقيق معه أو تعذيبه، بل لمدة تصل لبضعة أشهر، وإذا كان الإجماع أن كل ضباط أمن الدولة مارسوا التعذيب، فهل نجاوز العدالة إذا قلنا إن كل ضباط أمن الدولة يُعـدون متهمين تطبق عليهم عقوبة التعذيب ما لم يثبتوا براءتهم؟
!
أنا لا أرى غرابة فى هذا، فإن المنصب يفرض نفسه على صاحبه، فهل نلوم السجان على أنه يحتفظ بأبواب السجن مغلقة ويحرص على مفاتيح السجن ويحول بكل قوة دون أن يفر أى سجين؟
!
إن وظيفته هى هذا، ولو أنه سمح بفرار سجين أو أطلق سراحه لعوقب عقابًا شديدًا
.
كذلك ضباط أمن الدولة، وكذلك ضباط المباحث فى الأقسام كلها، فهم يرون أن يضربوا كل من يقدم إليهم حتى يعترف بما لم يعمله وبالتالى يجب أن يقدموا للقضاء باعتبارهم متهمين فى تعذيب، ويكون عليهم إذا كانوا أبرياء أن يثبتوا ذلك
.
إن الظروف الشاذة تفرض حلولاً شاذة تنجلى مع انجلاء الظروف الشاذة التى تطلبتها








.نحن لم نحكم عليهم إلا بما قدمت أيديهم عندما جعلوا التعذيب جزءاً لا يتجزأ من عملهم، بل هو مقدمة وحفل استقبال لكل داخل، وهو الوسيلة المقررة للحصول على الاعترافات المطلوبة.بل لو فرضنا أن وُجد فيهم مَن لم يمارس تعذيبًا بالفعل، فإن مجرد قبوله وسكوته يمكن أن يكون موضوع مؤاخذة لأنه يصبح رضا وقبولاً لهذا الأسلوب المؤثم المجرم.وبهذا لا يكون هناك مبرر لإعفائه من أن يقف أمام المحكمة متهمًا بالتعذيب وعليه إثبات براءته، ولو كان بريئاً لما استطاع الاحتفاظ بوظيفته التى تقوم على التعذيب.وبقدر ما إنه فى الظروف العادية السوية إفلات متهم مذنب أفضل من إدانة متهم برىء، فإنه فى الظروف الشاذة تصبح إدانة برىء أفضل من تبرئة مذنب.بل إن أسلوب القضاء نفسه يجب أن يتغير، فمادام الوضع يقضى باتهامهم فى أشنع الجرائم، فإنهم لا يستحقون رحمة أو رأفة.وبالطبع فإن قيمة المحاكمة هى فى تحديد العقوبة، وقد قلنا فى مقال سابق إن جريمة التعذيب تدور فى ثلاثة خيارات، الأول: القصاص، وهذا وإن كان أقرب العقوبات إلى العدالة، وكذلك أشدها زجرًا فقد يكون من الصعب القيام به، والخيار الثانى: الإعدام، وليس هو بالعقوبة القاسية، فإن إعدام الحرية والكرامة يماثل أو يزيد على إعدام الحياة العضوية، وأخيرًا: فهناك عقوبة الحرابة وهو أن «تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ».القضية هى أن تسريح هؤلاء إلى أى مكان سيؤدى لأن ينقلوا عدواهم إليه، وقد يحل المشكلة أن يودعوا معسكر عمل فى مكان قصى بعيد ولا يسمح لهم بمغادرته ويكلفوا بأداء أعمال بأسلوب السُّخْرة، وبهذا يمكن عقابهم دون إصابة المجتمع بشرورهم، وقد كان المحكوم عليهم بالمؤبد يعملون فى قطع الأحجار رغم تقييد أقدامهم بأغلال حديدية ثقيلة.بلاغ للسيد النائب العام:ليسمح لى سعادة النائب العام بأن أوجه نظره لما جاء فى جريدة «الأهرام» (يوم ٧/٢/٢٠١١م، ص ١٣) تحت عنوان: «أنا أعلم أحدهم يا سيادة الرئيس»، كلمة بقلم آمال عويضة ترد على ما قاله رئيس الوزراء من أنه لا يعرف المسؤول عن تنظيم المظاهرات المعارضة التى راح ضحيتها ١١ شهيدًا.فنقول: : «ظهر يوم الخميس الماضى ٣ فبراير ٢٠١١م، وعلى شاشة (بى. بى. سى العربية)، خرج الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء، ليعتذر عما يحدث فى ميـدان التحرير من هجوم على الشباب المعتصم بالميــدان، نافيًا معرفته عن المسؤول عن تنظيم المظاهرات المؤيدة وما تبعها من أحداث، ولأن السيد شفيق لا يعلم، فإننى أسوق له تلك الواقعة التى ضمتنى وعائشة عبدالهادى، وزيرة القوى العاملة، ومعها السيد حسين مجاور، رئيس اتحاد عمال مصر، التى التقيتها ظهر الأربعاء فى أثناء خروجى للانضمام لأصدقاء أبلغونى بوصول المظاهرات المؤيدة إلى التحرير، مما ينذر بمذبحة، والتى حمل المشاركون فيها لافتات أنيقة باسم (اتحاد عمال مصر) الذى سخر جهوده وعامليه وأتوبيساته للتأييد.فى مدخل مبنى جريدة (الأهرام) الرئيسى، رأيت الوزيرة التى دخلت لتستريح من قيادتها مظاهرة عمال مصر، ودار بينى وبينها حوار قصير فى حضور رجال العلاقات العامة بالأهرام، فضلاً عن صحفيين، منهم: جيلان الجمل، وأسامة غيث، وإبراهيم السخاوى، وأحمد محمود، إذ قلت لها:
-
يا سعادة الوزيرة عاجبك عمال مصر رايحين يضربوا شباب مصر؟
ــ يستاهلوا، يعنى انتى عاجبك اللى بيعملوه فينا؟ ــ حضرتك تقصدى النظام، هنقتل بعض عشان النظام؟.. إلخ». ففى هذه شهادة باعتراف مشاركة السيدة عائشة عبدالهادى وحسين مجاور فى تنظيم مظاهرة تأييد الرئيس المخلوع، ويمكن لسيادتكم طلب الشاهدة

«

19‏/04‏/2011

نحو تفعيل دور الشباب في المشاركة السياسية في مصر...بقلم د/ محمد حجازي شريف

تعتبر المشاركة السياسية بمختلف صورها من أهم مؤشرات مدى ديموقراطية النظم السياسية؛ ومؤشراها ما يعكس الثقافة السياسية السائدة في المجتمع ...فضلا عن كونها عنصرا أساسيا في عملية التنمية.

في هذا الإطار حظيت قضية المشاركة السياسية للشباب بأولوية متزايدة مع بداية الألفية الثالثة ..بعد أن اتسعت الفجوة السياسية بين الشباب وواقع الحياة السياسية فى مصر ؛وعرفت مصر ظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة السياسية .

رجولة جديدة أرقى وذكورة قديمة أدنى/ نوال السعداوي



لعبت الحياة الثورية فى ميدان التحرير دوراً فى تغيير مفاهيم موروثة منذ العصر العبودى، منها مفهوم الرجولة، عاشت الشابات والشباب مجتمعا مصريا جديدا فى ميدان التحرير، تحت الخيام عاشوا ليل نهار تجمعهم مبادئ الثورة الواحدة،

مصر وانتفاضة الشعب الليبى /د حسن نافعه


ليبيا ليست مجرد دولة ترتبط مع مصر بعلاقات جوار تقليدية، فبالإضافة إلى الروابط التاريخية والمصالح المتداخلة بين الشعبين الليبى والمصرى على جميع الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، فإن ليبيا تشكل عمقاً استراتيجياً لمصر، كما تشكل مصر عمقا استراتيجيا لليبيا، وبالتالى من الطبيعى أن تؤثر الأحداث التى تمس الأمن الوطنى فى أى من

18‏/04‏/2011

الحكومة.. وثلاثية الخطر /فاروق جويدة

أمام حكومة د.عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، مسئولية ضخمة فى فترة عصيبة تعيشها مصر الآن بعد ثورة أذهلت العالم كله.. وبقدر ما كانت الثورة إنجازا تاريخيا عظيما بقدر ما ألقت على مصر الدولة والشعب والمجلس العسكرى والحكومة مسئوليات جساما

16‏/04‏/2011

أنين الماء/بلال فضل

عندما سأله المارة الذين تحلقوا حوله فى ميدان التحرير إذا كانت الحكايات التى يرويها حقيقية أم من وحى خياله، قال لهم بثبات أربكهم: «تبقى كل الحكايات العظيمة خرافية إلى أن يؤمن بها الناس

أشكال وألوان من الجرائم والخطايا /جلال امين

 
ما أكثر المشاعر والأفكار التى لابد أن تكون قد طرأت علينا جميعا، ونحن نشاهد صور رجال العهد السابقين فى الصحف أو على شاشة التليفزيون، تارة وهم يُقادون كالمجرمين العاديين إلى مكان التحقيق، وأيديهم مقيدة بالسلاسل، أو وهم جالسون

هدوء فى الميدان /سلامة احمد سلامة


الشعب والجيش يد واحدة»، تحت هذا الشعار حمى الجيش الثورة وحافظ على تعهده بألا يطلق رصاصة واحدة على الحشود الثائرة ومظاهرات الاحتجاج التى غيرت وجه التاريخ فى مصر. ونجحت الثورة فى تحقيق معظم أهدافها ــ وربما ليست كلها ــ فأسقطت النظام الجائر الذى حكم البلاد وأكثر فيها الفساد

14‏/04‏/2011

أثلج صدرى أن تبدأ إجراءات المساءلة والمحاسبة القانونية للرئيس السابق ونجليه بتهمة قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير العظيمة، وليس بتحقيقات تتعلق بالفساد المالى والكسب غير المشروع. فإن كان الرئيس السابق قد أمر أثناء الثورة بقتل المواطنين المتظاهرين وإن كان علاء وجمال مبارك، وهما لم يكونا فى مواقع مسئولية تنفيذية تسمح لهما بالأمر المباشر بقتل المتظاهرين، قد حرضا على القتل والاعتداء على المتظاهرين فإن محاسبتهم قانونا على هذه الاتهامات لا تقل فى أهميتها للمجتمع وللمواطنين فى مصر عن المساءلة والمحاسبة على خلفية الفساد المالى

13‏/04‏/2011

الطريق إلى «طرة» /محمد امين


ربما يكون من الأفضل الآن، للمخرج على عبدالخالق، أن يستعد لإخراج فيلم آخر بعنوان «الطريق إلى طرة»، بدلاً من «الضربة الجوية».. فالمصريون حالياً يكتبون

12‏/04‏/2011

لا تجعلوا التاريخ يعيد نفسه /بلال فضل

أجمل الثورات وأنبلها وأكثرها قدرة على الوصول بالأوطان إلى بر الأمان هى تلك التى يظل فيها الغضب حياً ولكن فقط كوسيلة لإيقاد روحها حتى تتحقق كل أهدافها

ظلوم جهول /د. عمار علي حسن

صراع فى صراع، حروب وثورات، شعوب وحكومات، عدل وظلم، خير وشر، فقر وثراء، إمبراطوريات تسود ثم تبيد، طاغية يتجبر ثم يسقط تحت نعال الغاضبين.

11‏/04‏/2011

براهيم عيسى يكتب: أول نعم حرة فى تاريخ مصر

إبراهيم عيسى
عاشت مصر يوما مدهشا بل مذهلا استعادت فيه روحها الحضارية الرائعة وقدرة شعبها على تنفس الحرية وممارسة الديمقراطية فى أجواء من الحماس تؤكد أن هذا الشعب

10‏/04‏/2011

ضرورات التغيير ومتطلبات الاستقرار /د. حسن نافعه

فاجأت ثورة ٢٥ يناير القوات المسلحة مثلما فاجأت غيرها من مؤسسات الدولة المصرية. ولأن المؤسسة العسكرية تُمسك بزمام القوة الفعلية فى البلاد وتبدو الأكثر تماسكا وانضباطا بالمقارنة

عائدون إلى مصر فهمي هويدي

fahmy howaidy
حين تصالح الجماعة الإسلامية المجتمع المصرى بمسلميه ومسيحييه ونظامه، فماذا علينا أن نفعل؟ أغلب الظن أن البعض منا سيسارع إلى القول بأنهم يمكرون

07‏/04‏/2011

مناقشات حول الثورة المصرية /عمرو الشوبكي

ناقش كثير من الباحثين والخبراء فى أوروبا والولايات المتحدة الثورة المصرية، وطرحوا تساؤلات كثيرة حول طبيعتها ومستقبلها، وقارنوا بينها وبين كثير من الثورات وحركات التغيير التى شهدتها بلدان أخرى. وقد شاركت مؤخرا فى ندوات حول الثورة

06‏/04‏/2011

قبل أن يذهب شباب الثورة إلى الجحيم /وائل قنديل

wael kandil new
تلقيت هذه الرسالة بتفاصيلها المفزعة من سيدة فضلت أن تطلق على نفسها «أم مصرية».. لم يكن الوقت كافيا للتأكد من شخصية صاحبة الرسالة،

حقوق المصريين فى الخارج -عمرو حمزاوي

amr hamzawy new
يتراوح عدد المصريين المقيمين فى الخارج بين 8 و9 ملايين يتوزعون، باستثناءات محدودة، بين أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ودول الخليج العربية. وللكثير منهم

خداع التاريخ /احمد المسلماني

ليس هناك ما هو أسوأ من هذه العبارة: «وسوف يشهد التاريخ».. فماذا بعد أن يشهد التاريخ؟!.. هل يعيد التاريخ أرواح الغائبين.. الوطن والمواطنين؟

شراء مجلس الشعب /منار الشوربجي

حين دعانى حزب الجبهة الأسبوع الماضى للقاء مع شباب الحزب وأعضائه، طالب واحد من الشباب أثناء اللقاء بالقضاء على ظاهرة «خدمات نواب البرلمان لأهالى

حديث «مُقرف» عن التعذيب /جمال البنا

.
فهذا المواطن السيد «محمد محمود سامى» يسجل لنا ما حدث فى مارس سنة ١٩٩٥ فى سجن الوادى الجديد، حيث كان هناك مجموعة من المعتقلين السياسيين الذين لا تهمة لهم، بل أكثرهم اعتقل بديلاً عن أخ أو ابن عم أو جار. يقول السيد «محمد محمود سامى»: «فى مارس سنة ١٩٩٥، فى سجن الوادى الجديد العمومى، كان المعتقل قطعة من جهنم لا ملابس غير قطعة واحدة هى «الشورت» ولا طعام إلا بعض حبات الفول أو العدس مع طبق من الأرز لكل ١٥ معتقلاً، يلقى لنا ذلك الطعام على الأرض ونؤمر بأكله بأفواهنا من على الأرض مباشرة بلا طبق أو إناء، وكنا نجبر على تنظيف الأرض بألسنتنا، هذا بالإضافة إلى وصلات مكررة من الضرب بكل الوسائل والبطش المجنون، والمعتقلون عراة إلا من «شورت»، ويتأجج الألم فى الدماغ فلا يكون به مكان لشىء آخر، وفى إحدى المرات أوقف الضباط فجأة الضرب وأمروا المعتقلين بتسمية أنفسهم بأسماء الإناث (راقصات غالبًا)، كما هى عادتهم فى هذا المعتقل القذر،
ولكن فى هذه المرة اكتفوا بأن يُسمى بأسماء الإناث نصف الزنزانة فقط، وأمروا الآخرين بذكر أسمائهم التى تعبر عما خلقهم الله عليه من ذكورة، ثم أمروا المعتقلين بأن يرددوا وراءهم نشيدًا قذرًا وهو: «مكسوفة منك، مش قادرة أقولك، بلاش الليلادى»، وبعد وصلة من الإنشاد كانت فيها العصى التى فى أيدى الضباط والأمناء تهتك أعراض المعتقلين المنهكين والمدمرين ماديًا ونفسًيا، أعلن أحد الضباط ما جاءوا من أجله هذه المرة، وهو أن يحتفلوا بحفلات زواج بين المعتقلين وبعضهم!! وقبل إدراك معنى الكلام انهال الضرب القاسى الوحشى المجنون مرة أخرى على عظام المعتقلين، وبعد وصلة الضرب اختار أحد الضباط معتقلين من كلا الفريقين اللذين قسموهما، وكنا محطمين للوقوف والتنظيم ورفع الأيدى، وذلك من السابعة صباحًا إلى الرابعة عصرًا
».
مجموعة مكثفة من الضباط وأمناء الشرطة بضجة وجلبة، وقد أمسك كل منهم بعصا غليظة يقتحمون الزنزانة، وقد وقف جميع أفرادها ووجوههم إلى الحائط، رافعين أيديهم يمشون فى أماكنهم (خطوة تنظيم)، وقد أغلقوا أعينهم وفق الأوامر، وتنهال العصى الغليظة على العظام بوحشية، وقد عزلوا كلا الفريقين (فريق الإناث بزعمهم وفريق الذكور)، وقال هذا الضابط بصوت كالفحيح: إن فلان سيتزوج بفلانة،
وكان هذا الإعلان بمثابة إشارة للبدء فى هجوم وحشى بالعصى على هاتين الضحيتين مركزين الضرب على عظامهم، وأمروهما بنزع «الشورت» وأن يبدآ «الدخلة»، أى الممارسة الجنسية، ولما حاولا الامتناع انهال الضرب الوحشى مرة أخرى إلى أن رضخا للأمر، وقد جاء أمناء الشرطة بالماء والصابون لتسهيل عملية الإيلاج، ووقف الضباط يصفون المباشرة الجنسية كالمعلقين الرياضيين واصفين ما يحدث بأنه فيلم سكس (جنس)، وأمر الضباط بأن تستمر المباشرة إلى أن يحدث «الإنزال
»!!
وفى أثناء ذلك أخرج بعض الأمناء مذاكيرهم، آمرين صغار السن من المعتقلين بالإمساك بها ووضعها فى أفواههم». انتهى
.
وهذه شهادة من دكتور «هشام السيد مصيلحى عبد الله» وهو حاصل على الدكتوراة فى العلوم البيولوجية والكيميائية.. نحن أمام عالم يعكف فى معمله على بحوث بيولوجية، يقول: «بدأت قصة اعتقالى أثناء عودتى من عملى وأنا بالقطار، حدث خلاف بينى وبين ضابط بوليس (علمت بعد ذلك أنه أمن دولة) على أولوية الجلوس على الكرسى لازدحام القطار يومها، وبالرغم من الحجز مسبقاً،
وتطور الخلاف حتى نزلنا فى محطة بنها ولم أشعر بنفسى إلا وأنا فى مستشفى المعادى، وذلك بعد حوالى يومين أو ثلاثة، حسب ما قيل لى بالمستشفى، بعد أن عادت لى بعض ذاكرتى (وكان تقرير المستشفى وهو موجود ويمكن طلبه من المستشفى للاطلاع عليه أننى تعرضت للضرب الشديد على منطقة الرأس مما سبب لى شللاً هستيرياً وفقداناً للذاكرة مؤقتاً)، وظللت بالمستشفى أكثر من شهر للعلاج وخرجت لقضاء عيد الأضحى ببيتى وأنا على قوة المستشفى (إجازة مرضية
ثم عدت للمستشفى لاستكمال العلاج، ثم خرجت فى إجازات متعددة، حتى فوجئت بقرار طردى من العمل، وكنت قد حرمت من الترقية التى كان يجب أن أترقى لها منذ ستة أشهر، وتم سحب الشقة التى خصصت لى بالفعل، وكنت قد سددت أقساطها ولم يبق إلا بعض الأقساط، وأخفى أهلى عنى كل ذلك بسبب حالتى الصحية، وما إن تم فصلى وأصبحت بلا عمل - وكنت مازلت فى حالة إعياء - أخرجونى من المستشفى، وفوجئت يوم ٢٨/٢/٢٠٠٠ وفى الساعة ٢ فجرًا بقوة من القوات الخاصة والأمن المركزى،
لم أشهد لها مثيلاً أنا وأهلى وجيرانى، تحيط بالمنطقة كلها وبالعمارة التى أقيم فيها، ودق باب شقتى بعنف مع كسره ودخلت قوة من مباحث أمن الدولة وقالوا لى إنهم مخابرات، وقلبوا الشقة رأسًا على عقب (ووالله لم يجدوا شيئاً مخالفاً للقانون يمكن أن يستخدموه ضدى) فأخذوا شريط فيديو ورسالة الماجستير والدكتوراة واقتادونى داخل سيارة، وبعد خروجنا من حدود بنها تم تعصيب عينى ووضع القيود فى يدى من الخلف، ووصلنا إلى مكان فى القاهرة (عرفت بعد ذلك أنه لاظوغلى بمبنى وزارة الداخلية
وبمجرد وصولى تم خلع ملابسى تمامًا وبدأت رحلة التعذيب، وظلوا يعذبوننى بوضع الكهرباء فى الأماكن الحساسة، وأنا معصوب العينين ومكبل بالقيود ونائم على الأرض الباردة، مع إلقاء الماء البارد على جسدى، وعاودنى الشلل الهستيرى مرة أخرى، حتى إنهم كانوا يضطرون لحملى كلما أرادوا التحقيق معى، وفعلاً كدت أموت بين أيديهم، وكانوا يتهموننى بأننى على علاقة بمجموعة جهادية من المعادى، منهم أطباء ومهندسون (وعرفت بعد ذلك وأنا فى المعتقل أن هؤلاء بحكم سكنهم فى المعادى كانوا أصدقاء دراسة ابتدائى وإعدادى لأيمن الظواهرى
وقلت لهم «أنا من بنها وهؤلاء من المعادى ولا علاقة لى بهم، ولكن هيهات هيهات أن يستمعوا لى، وظلوا يعذبوننى ولا رحمة لحالتى الصحية، حتى أنقذنى قدوم عيد الأضحى (مارس ٢٠٠٠) فتركونى فى أحد القبور الحديدية الباردة المظلمة وذهبوا لقضاء العيد، ثم تم عرضى على نيابة أمن الدولة وكانت التهم هى محاولة قلب نظام الحكم، وتصنيع قنبلة بيولوجية لإمداد الجماعات الإسلامية بها
)، )، )، ».

لابد أن يكون الحديث عن التعذيب مقرفاً تشمئز منه النفوس ولكنه - فى الوقت نفسه - لابد أن يُعرف، ولابد أن نقف منه موقفاً حاسمًا لأنه جمع إلى جانب الوحشية فى العقوبة

05‏/04‏/2011

ابتسامة الغريب /بلال فضل




لماذا تبتسم يا صديقى؟
هل تبتسم لأنك رأيت الجنة؟ هل تبتسم لأن الملائكة قالت لك البشارة قبل أن تصعد روحك إلى جوار عرش الرحمن؟ هل تبتسم لأنك قبل أن تموت

المختصر المفيد لفهم الإعلان الدستورى بقلم زياد بهاء الدين

ziad543
هذه ليست محاولة لتقييم الإعلان الدستورى الصادر منذ ما يقل عن أسبوع، وإنما لاستعراض وتلخيص ما تضمنه من مبادئ وأفكار واتجاهات عامة

سؤال الساعة: أتكون ديمقراطية حقيقية أم لا؟ فهمي هويدي

fahmy howaidy
أصبحت السلفية أشهر مصطلح يتردد هذه الأيام فى الفضاء المصرى. مستصحبا معه أصداء متعددة من الترويع والتخويف، الأمر الذى يستدعى الكثير من أسئلة الحال والمآل

هل تأخرت الثورة سبعين عاماً؟ د. نوال السعداوي

منذ العاشرة من عمرى كنت أحلم بأن ثورة سوف تنفجر ويخرج الناس جميعاً يصيحون: «العدل والحرية والكرامة».. هذه الكلمات الثلاث شكلت أحلام طفولتى،

02‏/04‏/2011

بين الليبرالية واليسار.. و(حاكم غشوم خير من فتنة تدوم)

hazem el beblawy kkk
علينا أن نتذكر أن كثيرا من المصطلحات السياسية المعاصرة قد ولدت فى بلاد الغرب نتيجة لما لحق مجتمعاتها من تطورات سياسية واجتماعية كأثر للثورة

فاسدون على رأسهم ريشة.. واللهو الخفى قتل السادات /بقلم عمرو الليثي

المتابع للأحداث فى مصر يشعر بأن هناك أيدى خفية تعبث بمقدرات هذا الشعب.. فبعد قيام ثورة ٢٥ يناير شعر الناس بأننا مقبلون على نظام جديد وحياة أخرى تعلوها

01‏/04‏/2011

أشكال وألوان من التدين /جلال امين

Galal Amin
فى الدين الواحد، توجد أشكال وألوان من التدين. الإسلام واحد، ولكن التدين الإسلامى يختلف من عصر إلى عصر، ومن شخص لآخر. ونفس القول ينطبق على كل الأديان الأخرى