اخر الاخبار

11‏/11‏/2011

شرفاء الوطن لا مؤاخذة بقلم وائل قنديل

  لذين هاجموا مسيرة الشخصيات المحترمة التى توجهت إلى سجن طرة تضامنا مع علاء عبد الفتاح  بالمولوتوف و الحجارة هم «شرفاء الوطن » الذين قتلوا الشهيد محمد محسن فى العباسية، وهم الذين يظهرون دائما فى مشاهد الاعتداء على الثوار والمتظاهرين فى كل مكان، بدءا من أحداث مسرح البالون وحتى مجزرة ماسبيرو، هم الوجوه الغريبة ذاتها التى زرعوها فى ميدان التحرير لتتحرش بالمتظاهرين، وتظهر أسوأ ما فى الشخصية المصرية من سمات، هم الذين حقنوهم بفيروسات الكذب والتدليس وأسبغوا عليهم الرعاية الرسمية، وأطلقوهم على الثورة، ووقفوا يبتسمون من بعيد وهم يرون أكاذيبهم تزهر اعتداءات منحطة وهجمات بربرية على الشرفاء الحقيقيين.
إنهم ليسوا أهالى طرة كما يحاول « إعلام الموقف ونقيضه» تصويرهم، ووفقا لشهادات المشاركين فى المسيرة فإن أهالى طرة حاولوا مساعدة النشطاء للخروج من كمين «شرفاء الوطن» وأكدوا لهم أنهم وجوه غريبة لا يعرفونهم، وليسوا من سكان المنطقة.

وأغلب الظن أن « شرفاء الوطن» المزعومين، أو المصنوعين على أعين أجهزة أمنية، لا يعرفون علاء عبد الفتاح ولايدركون أبعاد قضيته، كما لا يعلمون شيئا عن المشاركين فى المسيرة سوى أنهم من «أعداء الوطن»  الذين يريدون الاعتداء على الجيش كما لقنوهم وأفهموهم، قبل أن يطلقوهم على المعارضين.
إن الذاكرة لا تزال تحتفظ بالنداء الرسمى الأول على «كتائب شرفاء الوطن» لكى تخرج للتصدى للأشرار من أساتذة الجامعات المرموقين وطلاب الجامعات الذين خرجوا فى مسيرة سلمية إلى ميدان العباسية، حين خرج أحد الجنرالات على شاشة التليفزيون ليقول للبسطاء والمخدوعين إنهم عصابات مسلحة بقنابل المولوتوف تتجه إلى الاعتداء على «الجيش» وكانت النتيجة مذبحة برعاية رسمية سقط فيها الشهيد محمد محسن، وعشرات الجرحى و المصابين، ومنذ ذلك الوقت وسلاح «شرفاء الوطن» يستخدم على أوسع نطاق فى كل التظاهرات السلمية التى جرت فيما بعد، دون أن يشعر أحد من صانعى هذا السلاح الردئ بوخز ضميره، وهو يرى ضحايا يتساقطون كل يوم بما صنعته يداه، إنهم يواصلون اللعبة ذاتها دون أدنى شعور بالذنب، وأخشى أن يكون الذين صنعوا الكذبة قد صدقوها و استمرأوها، و كأنهم يجدون لذتهم فى هذا العنف اللاإنسانى ضد كل من ينتقدهم أو يختلف معهم.
لقد عادت آلة القبح تعمل بكامل طاقتها من جديد، فى تكرار حرفى لأساليب النظام الساقط فى تعقب المعارضين و اغتيالهم سياسيا و معنويا، و هاهى الآلة تدور بكل اندفاع لتوزع اتهاماتها بالعمالة والخيانة على كل من ينطق بكلمة ضد فصول المهزلة السياسية التى تجرى على أرض مصر الآن .

ومن الواضح أنهم لم يتعلموا الدرس و لا يريدون أخذ العبرة مما جرى لرؤوس النظام السابق ..اللهم احم هذا الوطن من بلدائه وشرفائه المزيفين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق