اخر الاخبار

14‏/10‏/2011

خارج دائرة الضوء بقلم: ابراهيم حجازى

الشعب الذي انتصر في‏73‏ مطلوب لإنقاذ مصر في أكتوبر الحزين‏!‏
المصريون حققوا المستحيل في6 أكتوبر1973
والمصريون أيضا وضعوا مصر علي حافة الهاوية يوم9 أكتوبر2011
المصريون الذين حرروا أرضا مصرية مدنسة في1973.. يقدرون اليوم بإذن الله علي إنقاذ مصر من فتنة هي أسوأ من مليون احتلال!.
هذه حقيقة وعلينا أن نراها ونتمسك بها ونثق فيها وكل المطلوب أن نضع مصر بالأفعال لا الأقوال فوق الجميع...
كل المطلوب.. قدر من التسامح وقدرة علي الحوار ومزيد من الحب...
كل المطلوب.. معرفة أن المحنة التي ورطنا الوطن فيها.. صعوبتها لا تقارن بالمستحيل الذي كانت مصر فيه وعليه قبل حرب أكتوبر...
نعرف أننا قهرنا المستحيل.. بالفكر والتخطيط وعندنا عقول جبارة.. قهرناه بالعمل والجهد والتدريب ونحن نعمل عندما نريد.. قهرنا المستحيل بالشجاعة والتضحية والفداء وما من إنس أو حتي جن يرقي إلي مرتبة المصريين في شجاعتهم...
المصريون في أكتوبر1973 قهروا المستحيل عندما اقتحموا القناة واخترقوا الساتر الترابي ودمروا خط بارليف وأسقطوا أسطورة الجيش الذي لا يقهر...
والمصريون في أكتوبر2011 عليهم أن يتذكروا أنهم من صلب رجال أكتوبر1973.. عليهم أن يتأكدوا من قدرتهم علي الخروج بمصر من محنتها.. عليهم أن يسترجعوا لحظات عبور جيش مصر للقناة ليعرفوا أن العقول التي فكرت وخططت ودربت ونفذت أصعب عملية عسكرية عرفها العالم.. هذه العقول موجودة وستبقي موجودة لأن ذكاءها الفطري متوارث ويتوارث وهي موجودة الآن وقادرة علي العبور بمصر من خطر الطائفية ومن أزمات الإسكان والتعليم والصحة والزراعة والفوضي.. نعم الفوضي التي باتت أخطر أزمة!.
علينا أن نسترجع أكتوبر1973 في هذه الأيام الصعبة الحزينة من أيام أكتوبر2011.. ربما نتذكر أن الشعب المصري الصلب الصلد الصابر العبقري لم تكسره هزيمة1967 وبقي واقفا صامدا مؤمنا بقدرته علي تحرير أرضه بجيشه الذي هو من كل بيت مصري...
ربما نتذكر أن جيش مصر هو من شعب مصر.. من كل بيت في مصر ومهمته حماية مصر والطبيعي والمنطقي أن يتلقي الرصاص في صدره من أعداء مصر وهو يدافع عن أرض مصر...
ونتذكر أيضا أن ما حدث يوم9 أكتوبر2011 لم يحدث من قبل في تاريخ مصر.. لم يحدث أن أطلق مصري رصاصة علي جندي في جيش مصر...
مصر هذه الأيام الحزينة في محنة.. والله وحده القادر علي إخراجنا منها بشرط أن نغير ما بنفوسنا.. الحب مكان الكراهية والحوار بدلا من الجدال والثقة مكان التخوين...
في أكتوبر1973 مصر كلها أصبحت المدينة الفاضلة.. الكل يعمل والكل ينتج.. لا خلاف ولا اختلاف ولا جريمة واحدة من أي نوع وقعت.. لأن مصر كلها اتحدت وتكاتفت خلف جيشها وهو يستعد للحرب وهو يخوض الحرب فانتصرنا...
يا حبيبتي يا مصر...
.......................................................
>> وقفت الأسبوع الماضي أمام ساعات ليل يوم5 أكتوبر التي حدثت فيها واقعة كانت كفيلة بنسف كل ما عملناه وخططناه في ست سنوات...
رئيس الموساد الإسرائيلي سافر فجأة إلي لندن للقاء عميل موثوق به عند العدو لديه معلومات سرية للغاية!. في لندن تم اللقاء بعد منتصف الليل والعميل أو الجاسوس الذي يثق فيه العدو أخبر رئيس الموساد أن الحرب غدا السبت في آخر ضوء أو بعد آخر ضوء أي في السادسة مساء...
المعلومة.. معلومة الحرب صحيحة لكن الموعد متأخر أربع ساعات لأن ساعة الصفر كانت الثانية ظهر السادس من أكتوبر.. رئيس الموساد أبلغ مدير الاستخبارات في الثالثة فجرا أن مصر وسوريا سوف تشنان هجوما علي إسرائيل قبل غروب شمس عيد الغفران...
ودارت عملية الحرب.. جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل عقدت اجتماع مجلس الوزراء في الثامنة من صباح يوم6 أكتوبر وقرروا تعبئة من100 إلي120 ألف جندي وضابط من الاحتياطي إضافة للجيش النظامي وإجلاء النساء والأطفال اليهود من الجولان والنظر في توجيه ضربة جوية إلي سوريا ورفضت الفكرة فيما بعد وتحذير مصر وسوريا من خلال أمريكا بعدم بدء الهجوم.
وفي الحادية عشرة صباحا توجه وزير الدفاع موشي ديان إلي الجبهة المصرية ووصل إلي نقطة أمامية علي القناة ورصدته نقطة مصرية أبلغت عن وجوده واستأذنت في إطلاق النيران عليه وجاءت التعليمات حاسمة برصد تحركاته فقط وبالطبع نقطة الاستطلاع معذورة لأن إبلاغ الصف والجنود بموعد الحرب تم في الثانية عشرة ظهرا والتعليمات صارمة بعدم لفت نظر العدو بأي تحركات علي طول القناة يمكن أن يتنبأ منها بالنيات المصرية.. والخداع المصري لم يكتشفه العدو حتي إن موشي ديان نفسه عندما رأي الموقف الموجود أمامه غرب القناة علي الطبيعة.. وجد جبهة لا تنذر بأي خطر ولا بعد مليون سنة!. جنود بالملابس الريفية الداخلية يلعبون بأقدام حافية الكرة وجنود يغسلون ملابسهم وشركات مدنية تعمل في الساتر الترابي ولا وجود لأي مظهر لحشد أو تحرك.. لا شيء علي الإطلاق.. هذا ما رآه ديان.. لكن ما عرفه وأدركه بعد ساعات قليلة أن الجبهة الساكنة الهادئة كان في خنادقها وملاجئها ومواقعها الهيكلية80 ألف مقاتل سوف يقتحمون القناة و1600 قارب مطاط بمجاديف سوف تنزل القناة و2000 مدفع علي طول جبهة القناة عليها شباك التمويه وفوق الألف دبابة تنتظر ومعدات الكباري والمعديات التي سيتم تركيبها وطلمبات المياه النفاثة ومواسيرها وخراطيمها التي ستخترق بها الساتر الترابي...
ديان لم ير جيشا قوامه نصف مليون مقاتل يحبس أنفاسه في اللحظات الأخيرة التي سبقت الزلزال.. ديان انطبق عليه وصف كيسنجر لعملية الخداع بقوله: إنهم( يقصد الإسرائيليون) رأوا الأشجار لكنهم لم يروا الغابة!.
خطة الخداع المصرية الهائلة كانت إحدي أهم نقاط خطة الحرب التي فكرت فيها وخططت لها عقول مصرية استغرقت أكثر من4 آلاف ساعة في إعداد هذه الخطة وعمل تطبيقات عملية علي كل تفصيلة صغيرة منها ولذلك ابتلع العدو الطعم وتفوقت العقلية المصرية في السرية والخداع مثلما تفوقت عليه في كل الثوابت التي كان العدو الصهيوني وأصدقاؤه في الغرب علي يقين من استحالة المصريين الاقتراب منها وليس التفوق فيها.. كيف نجحنا؟
نجحنا لأننا ولأول مرة في حياتنا لم نكابر ولم نبرر ونختلق الأعذار في مواجهة هزيمة1967 والقيادة العسكرية حللت الهزيمة وخرجت بحقائق وضعتها هدفا لها!. مثل ماذا؟.
العدو يعتمد تماما علي أن تكون المبادأة له والضربة الأولي له..
العدو يملك قوة جوية جبارة كما ونوعا بالنسبة لنا وهذه القدرة الجوية تمكنه من أن ينفذ المبادأة بفعالية هائلة وهذا ما قامت به فرنسا وإنجلترا نيابة عن الصهاينة في حرب1956 وقام به العدو بنفسه في ضربته الجوية يوم5 يونيو1967 وبها أنهي المعركة قبل أن تبدأ.
العدو يملك قوة مدرعة هائلة كما ونوعا وإمكانات مدرعاته وعددها تفوق ما عندنا وقدرته علي تعويضها.. هذه القوة ينفذ بها اكتساحا مدرعا بريا لا تقدر المدرعات السوفيتية علي الصمود أمامه وهذا الاجتياح المدرع يسهل له مهمة الاستيلاء علي أي أرض في أقل وقت...
العدو استراتيجيته إنهاء الحرب في أيام قليلة لأن إطالة أمد القتال ليست في مصلحته لظروف التعبئة ولاحتمالية الخسائر البشرية التي لا تعوض مع كل يوم قتال ممتد.
وهذا ما حدث بالحرف في يونيو1967 وهذا ما قامت عليه خطة حرب أكتوبر التي وضعها القادة المصريون الذين وجدوا حلا لكل نقطة.
أن تكون المبادأة لنا بضربة جوية ولأجل أن تتحقق هذه المسألة ونفاجئ العدو مطلوب خطة كاملة متكاملة فيها كل التفصيلات الصغيرة قبل الكبيرة.. خطة من أولها لآخرها قائمة علي قمة السرية وقمة الخداع!.
براعة العقول المصرية جعلت الجنرال أندريه بوفر يقول: تخطيط هذه الحرب يرقي إلي أعلي المستويات, ولا يمكن لأي جيش في العالم أن يكون تخطيطه ومستوي أدائه أعلي مما بذله الجيش المصري.
هذا عن توفير مناخ السرية والخداع والأمر ليس سهلا لأننا نتكلم عن مئات الآلاف من البشر وعن أسلحة ومعدات وذخائر أغلبها لابد أن نستورده ولابد أن نضع في تفكيرنا أننا لسنا وحدنا الأذكياء وهنا واقعتان.. واحدة قمنا بها وخططنا لها والثانية هم خططوا لها ونفذوها بكل دقة ومنها نعرف أننا فكرنا بحق وعملنا حسابنا لكل تفصيلة بحق وأننا الشعب الوحيد الذي ضحك علي اليهود بحق وعن حق!
عندما استقر الرأي وبعد نجاح التجارب التي تمت علي فكرة اللواء مهندس باقي زكي يوسف باختراق الساتر الترابي بالمياه.. بعدما ثبت أنها الفكرة العملية الناجحة الوحيدة لاختراق الساتر الترابي.. كان لابد من وجود طلمبات ذات مواصفات خاصة غير متوفرة عندنا لأن المطلوب طلمبات نفاثة ذات قدرة هائلة في دفع المياه لأطول مسافة!. هذه الطلمبات موجودة في ألمانيا وإنجلترا.. فماذا نفعل؟.
بمنتهي البراءة طلبت الحكومة رسميا شراءها لأجل دعم قوات المطافئ في مصر بها والمبرر جاهز ومنطقي ومعقول حيث فقدت مصر أحد أهم معالمها الثقافية.. دار الأوبرا التي شب بها حريق وأتي عليها وقضي علي تحفة أثرية أقيمت لأجل أن يقام عليها حفل افتتاح قناة السويس بحضور شخصيات عالمية كبيرة وكثيرة...
مطلب منطقي وذكاء المصريين أنه تم بطريقة علنية ومعلنة ورسمية لأجل الحفاظ علي الآثار التي هي حق البشرية قبل أن تكون ملكا لدولة.. ولو كنا فكرنا بطريقة أخري لاكتشفوا الأمر.. والدليل!.
العدو قناعته لا يرقي إليها شك استحالة أن يفكر المصريون في اقتحام القناة.. لأن أي جيش مهما كانت قدراته وإمكاناته سيتعرض لخسائر فادحة نتيجة وجود هذا المانع المائي الكافي لإعاقة أي هجوم وتعريضه للخسائر إلي أن تقوم القوات الإسرائيلية بالضربة المضادة وهي مميتة لأن خط بارليف جاهز لها والاحتياطيات القريبة تقدر عليها باعتبار المجهود الرئيسي للقوات التي تعبر سوف يستنفد كله في عملية العبور لتصبح هذه القوات صيدا سهلا إن وصلت إلي الشرق..
هذا هو يقين الصهاينة ومع ذلك لم يركنوا إلي ذلك وفكروا ماذا يمكن أن يفعل المصريون إذا ما أرادوا العبور...
اتفقوا علي رأي واحد.. هو أن المصريين لو فكروا فإنهم يعبرون القناة بقوارب لها موتورات لأن أي شيء آخر مستحيل وأمام هذا التفكير تسلم الموساد المهمة.. مهمة ر صد كل مصنع علي ظهر الأرض ينتج موتورات قوارب وكل وكيل لمصنع يبيع هذه الموتورات!. رصدوا كل مصانع أوروبا الغربية وللاطمئنان الشرقية.. وبقي الرصد وبقيت المتابعة ولم يجدوا موتوار واحدا تم بيعه لمصر حتي نشبت الحرب وفوجئوا يوم6 أكتوبر بالمصريين يعبرون بقوارب مطاطية ومجاديف خشب.. وكانت مفاجأة مذهلة لهم وفكرة عبقرية سخرت منهم وامتهنت من عقولهم! علي فكرة هذه الواقعة حكاها عايزرا وايزمان للمشير الجمسي.. وهي شهادة تقدير للعقول المصرية التي فكرت فيما لم يفكر العدو فيه.. وأيضا فكرت فيما يمكن أن يفكر العدو فيه عندما أرادت طلبات المياه النفاثة وأخذت احتياطاتها من إمكانية تفكير العدو في رصد أمر مثل هذا.. مثلما رصد موتورات القوارب!.
إذن خطة الخداع نجحت وتوفرت لنا فرصة أن نبادر نحن بالضربة الأولي.. والطيران هو الذي سيقوم بها وإمكانات طائراتنا لا ترقي للمقارنة مع طائرات العدو وليصبح الإنسان هو الفيصل.. وأصبح الأمر متوقفا علي الطيار المصري.. ويمكن أن تتساوي الأفكار بين البشر لكن المستحيل أن تتساوي شجاعة الصهيوني إن وجدت مع شجاعة وبسالة وعقيدة الطيار المصري...
الطيارون المصريون تخطوا كل المعدلات في ساعات الطيران في تدريباتهم لأجل ساعة هي قادمة.. وجاءت وانتقموا مما حدث لنا في5 يونيو وكل المواقع ومراكز القيادة والأهداف المحددة تم تدميرها في الضربة الجوية من خلال220 طائرة نفذت الهجوم في لحظة واحدة ونجحت في تحقيق مهمتها بنسبة90% وخسارتها2% والمتوقع خسائر تصل إلي25%.
نجحت المبادأة ونجحت الضربة الجوية فهل نجحتا في تحجيم قدراتهم الجوية!
الحل الوحيد لإيقافهم أن يكون عندنا دفاع جوي بحق وهذا ما حدث وتم إنشاء سلاح الدفاع الجوي وبدأ العمل بمهمة مستحيلة لتدريب ضباطنا علي تكنولوجيا هذا السلاح الجديد المتطور الذي يتطلب دراسات متخصصة جدا لمن سيدخل هذا السلاح!
أنشأنا هيئة متخصصة لتخريج ضباط الدفاع الجوي وأرسلنا بعثات علمية للاتحاد السوفيتي وبعد ملحمة هائلة أصبح لمصر حائط صواريخ حقيقي.. امتلكنا السلاح وتفوقنا بجدارة في استخدام هذا السلاح وهذا ما كانوا يشككون فيه إلي أن حدثت مذبحة الفانتوم عام1970 يوم أسقطت الصواريخ7 طائرات فانتوم في أسبوع عندما حاول العدو منع إقامة حائط الصواريخ.. ومن يومها أصبحت سماء مصر في أمان بنسور الجو وصواريخ الدفاع الجوي!.
المحور الثالث.. القوة المدرعة الصهيونية الجبارة التي بإمكانها تدمير أي مدرعات تعترض طريقها.. هذه القوة أوجدنا لها الحل!.
الصواريخ فهد التي دمرت400 دبابة في يومين وأسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. والعبرة ليست في الصاروخ إنما في المقاتل الشجاع الذي يحمل الصاروخ ويضرب الصاروخ..
بالإمكان أن تصنع أمريكا أحدث سلاح لكن ليس في إمكانها صناعة الإنسان الذي يصنع الانتصار.. وشعب مصر قدم من أبنائه نماذج لا تحصي في البسالة والشجاعة والفداء الذين حققوا أروع الانتصارات في أعظم المعارك.. وأسأل الله أن يوفقني في تسجيل هذه البطولات الخارقة والتعريف بهؤلاء الأبطال...
وأوضح هنا أنه إذا كان يوم6 أكتوبر محصلة6 سنوات فكرا وتخطيطا وجهدا وتدريبا وحرب استنزاف استمرت500 يوم.. فإن المعارك الرئيسية في هذه الحرب83 معركة والجيش المصري انتصر في64 معركة والعدو في19...
والمعارك الرئيسية صنعت قوام الانتصار.. مثل معركة المدرعات الكبري يوم8 أكتوبر في مواجهة الجيش الثاني والفرقة18 وفيها سجلنا رقما قياسيا عالميا عندما دمرنا150 دبابة للعدو في20 دقيقة.. والقتلي والأسري لا حصر لهم ومثله معركة الطيران فوق المنصورة يوم14 أكتوبر.. يوم سقوط الفانتوم والميراج دون أن تصيب مطارا مصريا واحدا.. يوم المعارك الطاحنة أمام الفرقة16 ومئات القتلي منهم200 مظلي صهيوني قتلوا في مواجهة بين لواء مظلي مدعم بكتيبة دبابات في مواجهة كتيبة مشاة ميكانيكي.. والصهاينة قاموا بدعم مدرع لأجل إنقاذ ما تبقي حيا من اللواء المظلي وقائده الكولونيل عوزي مائيري الذي أفلت من الموت بأعجوبة...
وإلي جانب هذه المعارك الكبيرة هناك معارك كل واحدة منها تصلح لأن تكون فيلما عالميا عسكريا!. معركة الاستيلاء علي تبة ألطاليا هدف استراتيجي لأنها هيئة حاكمة طولها2 كيلو في عمق نصف كيلو واستولي عليها لواء مشاة ميكانيكي بقيادة العميد شفيق متري سدراك يوم8 أكتوبر وسقوط ألطاليا اعتبره الصهاينة كارثة عسكرية لذلك شنوا عليها12 هجوما مدرعا مضادا علي مدي أسبوعين وكل هجوم تسبقه ضربات طيران وتمهيدات مدفعية واستشهد قائد اللواء شفيق متري سدراك يوم9 أكتوبر وتسلم القيادة العقيد محمد علي الكسار وبقيت ألطاليا ولم تسقط لأن المصريين يدافعون عن عقيدة وعن أرض وعن شرف.. والذي قام به العقيد الكسار في الحفاظ علي ألطاليا واحتلال ثلاثة مراكز قيادة في مواجهة ألطاليا.. ما حدث أسطورة للمقاتل المصري...
ونقطة كبريت القوية الاستراتيجية التي استولت عليها القوات المصرية يوم8 أكتوبر بقيادة الشهيد إبراهيم عبدالتواب وهذا البطل بعد احتلاله لنقطة كبريت تمت محاصرته من كل الجهات ثلاثة أشهر أذاق خلالها الصهاينة الجحيم بسلاحهم وذخيرتهم ولم يستطع العدو إسقاط نقطة كبريت التي صنعت ملحمة اسمها كبريت أظنها أكبر من أي فيلم عسكري عالمي.. بقيت كبريت ولم تسقط كبريت لأن المقاتلين المصريين لا يعرفون الاستسلام...
ومعركة الشط ومعركة لسان بورتوفيق ومعركة جلبانة ومعارك كثيرة ليست مصنفة لأنها بين قوات قليلة.. إلا أن أحداثها ونتائجها وشجاعة المصريين فيها تجعل من كل واحدة منها فيلما عسكريا أسطوريا.. وهذه المعارك المنسية لم تأت بالمصادفة أو فرضتها الظروف إنما هي جزء أصيل من خطة الحرب وكل معركة منها قصمت ظهر العدو في منطقة بعينها وفي وقت محدد لأجل التأثير المباشر علي قدرة ومعنويات قواته في المعارك الكبيرة لذلك انتصرنا في64 معركة مقابل19 للعدو.. وحتي الثغرة التي هلل في البداية لها فوجئ بأنها مقبرة سيدفن فيها لذلك انسحب رغم أنه لا يترك متر أرض احتله...
رحمة الله علي شهداء مصر في معارك العزة والفداء والكرامة...
تحية تقدير واحترام وإجلال لجيش مصر في الأمس وفي اليوم وفي الغد وكل غد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق