اخر الاخبار

25‏/10‏/2011

ضل حيط.. ولا ضل الإخوان بقلم محمد أمين

بالأمس كتبت مقالاً، تحت عنوان «نظرية الأكل والبحلقة».. وتعرضت فيه لثلاثة أنواع من الأحزاب، فى مصر الآن.. وقلت إنها كالآتى: أحزاب تجرى إليها.. وأحزاب تجرى إليك.. وأحزاب تجرى منها.. الأولى تدفع لها، والثانية تدفع لك، والثالثة تشبهك.. وكنت أحاول أن أشرح خطورة ما آل إليه حال الحياة الحزبية، وظاهرة المال السياسى.. وكان هناك من هو أكثر سخرية!
لا أحد فينا يريد أن يسخر لمجرد السخرية، لولا أنها حالة تدعو للسخرية.. وقد رأى الصديق الدائم «ميدو مصطفى»، على التفاعلى بموقع «المصرى اليوم»، أنها نظرية طبق الكشرى، وليس الأكل والبحلقة فقط، وراح يتساءل: «هل تعرف برنامج حزب واحد واضحاً؟».. الجميع يشتركون فى عدم وجود برامج واضحة.. فهى أحزاب متشابهة وبرامج متشابهة، وأشخاص مختلفون، فى الاسم فقط!
فالأحزاب تشترك فى مبادئ واحدة، ولكن الاختلاف بين أصحاب المبادئ الواحدة واضح، لينتهك كل المبادئ.. على سبيل المثال الأحزاب الدينية شتى، ولكن مرجعيتها واحدة، تتحدث جميعاً باسم الإسلام، تخفى نواياها، أو تعلنها حسب الظرف (هذا الكلام ينطبق على الأحزاب التى مرجعيتها ليبرالية أو اشتراكية أو محافظة، أو لزوووم الوجاهة)!

ولأن الأحزاب نوع واحد، فقد اختلطت مثل طبق الكشرى.. فالليبرالى مع الإخوانى مع الاشتراكى، فى طبق واحد.. الأسوأ هو ظهور فلول الحزب الوطنى، وقد استقطبتهم الأحزاب لخلفياتهم العائلية، أو لثرواتهم.. وهؤلاء لا يفكرون كثيراً فى المبادئ، ولكنهم يتبعون مصالحهم.. وظنى أن الأحزاب نوع واحد، مثل الكشرى، وتختلف نسبة العدس والمكرونة، بالقياس إلى الأرز!

وربما تفرز الانتخابات مجلساً عجيباً وفكاهياً.. فالجلوس فى البرلمان، سيغير أوضاع الجالسين، فالمكرونة ستنضم مع بعضها، وتبتعد عن الأرز، وهكذا، وسيصبح كل شىء مثل برنامج «ساعة لقلبك»، خاصة إذا كانت الجلسات مذاعة تليفزيونياً، وسلم لى على المبادئ والبرامج.. الله يسلمك، يوصل إن شاء الله.. كان هذا هو رأى ميدو مصطفى، عن نظرية طبق الكشرى!

أما صديقى الدكتور أحمد سلامة، فقد كانت له رؤية فلسفية أخرى.. فهو مثلاً يرى الحرب الدائرة الآن بين الإخوان والسلفيين على أنها خطوبة غير مرغوب فيها.. فكلا الفريقين يتنافس على خطبة عروس.. وهذه العروس لا تريدهما معاً.. لا تريد ذهب هذا، ولا دينار ذاك.. لأنها مازالت تحلم بفتى أحلامها.. عشان خيال حبيبى المجهول، مش لاقية فيك حاجة منه.. كما تقول ليلى مراد!

فلا الإخوان محطم قلوب العذارى، ولا السلفيون، ولا الجماعات الإسلامية.. وربما يكون الليبرالى أصلح، لكنه لا يقوى على التقدم لطلب يدها، تقصيراً منه، أو لأن التيار الآن فى العالى.. وأظن أن مصر سوف تنتظر دورة أخرى.. حتى يعيد الحبيب المجهول، أو فتى الأحلام، ترتيب الأوراق.. وربما تكون عزوته قليلة، وعصبيته محدودة، فى مواجهة آخر، مستبد بماله أو عزوته!

العصمة الآن فى يد مصر.. تقبل خاطبها أو لا تقبله.. ترى فيه فتى أحلامها أو لا ترى.. تتمسك برأيها أو لا تتمسك.. تفضل العنوسة، أو تتزوج.. تقبل بظل حيط أو ظل الإخوان.. خيارات كثيرة أحلاها مر.. المهم هو: هل هذا هو برلمان الثورة؟.. هل يثور الشباب من جديد؟.. هل يملكون مهر العروس؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق