اخر الاخبار

28‏/10‏/2011

كل يوم حرب أكتوبر‏..‏ أوراق مقاتل‏(19)


مرسى عطا الله

لم يكن حادث الاختراق التجسسي الذي نفذته طائرتا الاستطلاع الأمريكيتين فوق المواقع المصرية شرق وغرب القناة ظهر يوم السبت‏13‏ أكتوبر بالأمر الذي يمكن أن يمر بسهولة
 دون فحص وتمحيص وبحث وتحليل من جانب القيادة العسكرية المصرية التي كانت تتأهب لبدء مرحلة تطوير الهجوم.
وصحيح أن التدخل الأمريكي إلي جانب إسرائيل بدأ مبكرا عن ذلك التاريخ وبالتحديد مع بداية الجسر الجوي الثقيل لنقل الإمدادات والأسلحة والمتطوعين بعد اليوم الرابع للحرب.. وصحيح أيضا أن الأمريكيين أعلنوا عن تدخلهم السافر إلي جانب الإسرائيليين دون خشية وبلا أي مواربة معللين ذلك بأن إسرائيل لم تعد فقط مجرد عاجزة عن الصمود في وجه الهجوم العربي وإنما أصبح الوجود الإسرائيلي ـ إذا استمرت نغمة الحرب كما هي عليه ـ أمرا مشكوكا فيه.. ولكن القيادة العسكرية المصرية كانت تري في هذا الاختراق ما هو أبعد من تعاظم ووضوح التدخل الأمريكي السافر!


كانت القيادة العسكرية المصرية تري ـ ورؤيتها صحيحة ــ أن خريطة الشرق الأوسط قد تغيرت بعد أن أصبحت القوات المصرية تتمركز بثبات في سيناء شرق قناة السويس..وكانت أيضا تدرك أن السؤال المطروح في هذه اللحظة في الولايات المتحدة وفي إسرائيل يدور حول النوايا المحتملة للقوات المصرية بعد نجاحها في عملية العبور, وتثبيت رءوس الكباري وارتباط ذلك بوجود تصور مصري حول النوايا المحتملة للقوات الإسرائيلية.
كانت القيادة المصرية تعرف ــ في حينه ــ ما يدور في الفكر الإسرائيلي ــ الأمريكي المشترك من أن مصر ليس أمامها الآن سوي خيارين وحيدين هما.
إما أن تتشبث القوات المصرية بالمواقع الجديدة التي احتلتها علي أساس أن هذه المواقع تتيح لها أن تتمتع بحماية حائط الصواريخ الهائل علي الضفة الغربية للقناة وراءها حيث يبطل أثر الدعم الأمريكي المستمر من الطائرات الذي استهدف استمرار ضمان التفوق الجوي الإسرائيلي وبالتالي فإن القوات المصرية في ظل هذه الأوضاع سوف تكون قادرة علي تحطيم واحتواء كل الهجمات الإسرائيلية المضادة واستنزاف القدرة العسكرية الإسرائيلية.
أو أن القوات المصرية سوف تتلقي بين لحظة وأخري أمرا بالانطلاق إلي عمق سيناء, وصولا إلي أبواب المضائق الحاكمة في سيناء.
لم يكن قرار تطوير الهجوم إذن قرارا عشوائيا وإنما كان قرارا مدروسا!
وغدا نواصل الحديث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق