اخر الاخبار

07‏/10‏/2011

رسائل فى ذكرى نصر أكتوبر بقلم عمرو حمزاوي

الرسالة الأولى هى تحية لأرواح شهدائنا فى الحرب المجيدة التى أخرجت مصر من نفق مظلم، وأعادت للمصريين ثقتهم فى قدرة جيش الوطن على القيام بمهمته الأساسية، الدفاع عن التراب الوطنى وطرد المحتل وحماية سيادة الدولة. تحية للجيش العظيم ولأبطاله من جنود وضباط وقيادات خططت منذ ١٩٦٧ للعبور والتحرير ونفذته ببراعة فى ١٩٧٣، تحية كاملة دون انتقاص لهم جميعا.
الرسالة الثانية هى تحية لصبر وتماسك ذلك الجيل من المصريات والمصريين الذين ذاقوا مرارة الهزيمة وتكاتفوا بتضحيات رائعة لتحقيق النصر بظهير مجتمعى غلب مصلحة الوطن على كل ما عداها ولولاه، لولا كل مواطنة ومواطن فى هذا الجيل، لما استفاقت مصر ونهضت مجددا.
 الرسالة الثالثة هى تقدير لوحدة ذلك الجيل الوطنية التى أبدا لم تفرق بين مصرى مسيحى ومصرى مسلم، ودعوة للعمل المخلص للحفاظ عليها وتجديد دمائها كسبيل خلاص الوطن من أزماته وتقدمه لغد أفضل على ما أظهرت ثورة يناير العظيمة. أشعر بألم عميق من أن مصر ١٩٧٣ ومصر ما بعد يناير ما زالت تعانى من أعمال عنف طائفية وتهدم بها دور عبادة وتغيب عنها حقوق المواطنة المتساوية للمسيحيين والمسلمين. وأغلبية المصريين المنتمية دينيا للإسلام الحنيف أمام مسئولية تاريخية ومجتمعية كبرى للدفاع عن الوحدة الوطنية برفض التمييز ضد المصريين المسيحيين والانتصار لحقوقهم وللمساواة الكاملة.
 الرسالة الرابعة هى مناشدة ومناجاة للضمير الجماعى للمصريات والمصريين أن استلهموا نصر أكتوبر وما تطلبه من جهد ووقت ونحن اليوم نسعى لاستكمال التحرير، بتحرير الوطن من الاستبداد وغياب الديمقراطية بنقل السلطة للمدنيين وضمان حقوق الإنسان والحريات والعدالة الاجتماعية. أن اصبروا على معانتنا الراهنة وأزماتنا المعيشية دون تفريط فى حقوقكم. أن تفاءلوا رغم الخوف المبرر والعثرات الكثيرة ومسار للخلف در هنا وهناك. بناء الديمقراطية بعد عقود استبداد طويلة ليس بالأمر الهين، نقل السلطة من المؤسسة العسكرية للمدنيين المنتخبين سيأخذ الكثير من الشد والجذب، إعادة هيكلة مؤسسات الدولة فى إطار الالتزام بالحقوق والحريات هو عملية معقدة حسابها ليس بالأشهر بل بالسنين. الجيل الحالى من المصريات والمصريين مطالب هو أيضا بتضحيات كبرى ونفس طويل وتفاؤل يتحايل على واقع مأزوم بإدراك أن أمامنا فرصة حقيقية لتغيير وجه مصر.
الرسالة الخامسة هى تحية لأرواح ثورة يناير العظيمة ولأسرهم ولمصابى الثورة ولكل مواطنة ومواطن شاركوا بها أو اقتنعوا بمطالبها العادلة، وما زالوا على تمسكهم بها، فلولا هؤلاء جميعا لكانت مصر ما زالت تراوح فى نفق الاستبداد والتوريث المظلم. تحية لهم ولكل مدافع عن الحرية يطالب بحقوق أسر الشهداء وحق الوطن فى محاكمة قتلتهم محاكمة عادلة، لكل رافض لمحاكمة المدنيين عسكريا ولقانون الطوارئ.
الرسالة السادسة عربية. وهى للجيش العربى السورى الذى شارك فى نصر أكتوبر تشرين ١٩٧٣ وأعاد مع الجيش المصرى للعرب بعضا من كرامتهم التى تمتهنها إسرائيل منذ ١٩٤٨. أن كفوا عن قتل مواطنيكم وارتكاب جرائم ضد الإنسانية لحماية ديكتاتور آن أوان رحيله. وأعمم الدعوة لكل الجيوش العربية التى تخلت عن التزامها الوطنى وانقلبت على شعوبها لحماية مستبدين. قلوبنا وضمائرنا يدميها نهر الدماء الطاهرة فى سوريا واليمن، فكفوا عن مواطنيكم وصفوا مع الحق والعدل والحرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق