اخر الاخبار

21‏/10‏/2011

بعض أمراض نخبة السياسة بقلم عمرو حمزاوي


الأمراض المشار إليها هنا لا تقتصر على ممارسى السياسة فى مصر، بل هى حاضرة بين النخب السياسية فى كل مكان بما فى ذلك فى المجتمعات الديمقراطية. إلا أن انتشار أمراض النخبة فى مصر هو على نطاق أوسع ونتائجها السلبية أكثر خطورة من حالات أخرى.
١ــ ضعف القدرة على العمل الجماعى: المشهد الراهن الذى صنعته التحالفات الانتخابية والسياسية المختلفة بتفككها وصراعاتها على القوائم الانتخابية وتغليب الكثير من الأحزاب للمصالح الضيقة على حساب مصالح سياسية أشمل، وبالتأكيد على حساب المصلحة الوطنية هو الدليل الأبرز على تهافت قدرات العمل الجماعى بين صفوف النخبة. بغض النظر عن حظوظ الأحزاب والمرشحين الفرديين من النجاح أو الفشل فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، أشعر بتخوف شديد على عمل البرلمان المقبل ومدى قدرة نواب الشعب على تجاوز التفكك والصراع للاضطلاع بالمهام الكبرى للبرلمان، تشكيل لجنة وضع الدستور، التشريع، الرقابة الفعالة على السلطة التنفيذية.٢ــ غياب المهنية: الطريقة التى أديرت بها التحالفات الانتخابية ومهام التنسيق بينها بشأن القوائم والمرشحين لا يمكن أن توصف إلا بانعدام المهنية. بعض التحالفات وضعت بداخل لجانها التنسيقية للتوافق حول الترشيحات بعض المرشحين المحتملين والفعليين بالانتخابات فى ممارسة شكلت تعارضا واضحا فى المصالح وهمشت قيمة الحياد عند الاختيار والمفاضلة. البعض الآخر فى اللجان التنسيقية أدار الأمر بعقلية استحواذية هدفت لتعظيم فرص مرشحى الحزب المنتمى إليه دون النظر للاعتبارات الموضوعية كسيرة المرشح ودوره وبرنامجه السياسى وحضوره الانتخابى فى الدائرة محل التنافس. الانتخابات وتحالفاتها كشفت بجلاء عن غياب المهنية ومثلت استمرارية خطيرة فى الاعتماد على أساليب عمل حزبية وسياسية لا تختلف كثيرا عن ما فبل ٢٥ يناير ٢٠١١.
٣ــ ممارسة الاستعلاء تجاه الرأى العام بعدم المصارحة: للمواطنات والمواطنين حق فى معرفة الأسباب الفعلية لانهيار التحالفات ولتقدم مرشحين حزبيين لأوراق ترشحهم كفرديين وللمنافسات البينية التى ستحدث فى معظم الدوائر بين قوائم ومرشحين منتمين لذات التوجه السياسى والفكرى، ومن ثم للتفتيت المتوقع للكتل التصويتية الإسلامية والليبرالية واليسارية وغيرها (فقط الفلول هم الذين لم يقعوا فى محظور المنافسة البينية). إلى اليوم لم يعلن العدد الأكبر من الأحزاب عن هذه الأسباب الفعلية للرأى العام. إلى اليوم لم يمتلك العدد الأكبر من مرشحى المقاعد الفردية المنتمين لأحزاب أو مبادرات تأسيس الأحزاب شجاعة تفسير موقفهم للمواطن وشرح صعوبات بعض الأحزاب الصغيرة التى دفعت بمرشحيها الشباب على القوائم وحملت المرشحين الآخرين ذوى الحضور العام عبء المنافسة المريرة على المقاعد الفردية.
أتمنى أن تعيد الأحزاب والنخبة حساباتها وتسعى بجدية لتحجيم أمراض ضعف العمل الجماعى وغياب المهنية وممارسة الاستعلاء تجاه موانا ومواطنين أخشى أن نفقد ثقتهم فى العملية السياسية برمتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق