اخر الاخبار

11‏/10‏/2011

مطلوب حكومة إنقاذ عمرو خفاجى

أصبح من العبث وقلة الحيلة، أن نطالب حكومة السيد عصام شرف بالاستقالة، أو حتى نطلب من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يدير شئون البلاد إقالة هذه الحكومة.. وفى هذه الحالة يصبح من السخف السياسى الكلام عن ضرورة استقالة أو إقالة محافظ أسوان، أو التحقيق فيما بثه التليفزيون المصرى، لأنه ببساطة ما تشهده مصر الآن، تجاوز كل ذلك بكثير ووصلنا إلى منطقة شديدة الخطورة، أمن البلاد.. ليس فقط فى الحاضر، ولكن كما هو ماثل بوضوح شديد أمام الجميع سيعصف بالمستقبل.

حكومة شرف هى حكومة الفشل الذريع، خاصة أنها حكومة مرحلة انتقالية يأتى فى مقدمة مهامها قضية الأمن.. الذى أفلت من قبضة الجميع.. وبات مصطلح «الانفلات الأمنى» عاديا ومتكررا صباح مساء.. انفلات لا يهدد فقط الأمن الشخصى للبعض، وإن كان ضرورة أساسية وواجب على من يدير شئون البلاد، بل تطاول هذا الانفلات على أمن تماسك الوطن كله.. فما حدث أمام ماسبيرو يعبر أول ما يعبر عن العجز التام لحكومة السيد شرف والذين معه من وزراء فى الغالب الأعم لا يعرفون ماذا يصنعون. (بعضهم مازال يفكر ويفكر ويفكر فى الاستقالة).

وحينما نقول، كل ذلك عن حكومة عاجزة لم تفعل شيئا طوال شهور عدة، سوى مناوراتها المستمرة برغبتها الشديدة فى الاستقالة لكن هناك من يمنعها.. حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.. فنجد أنفسنا مضطرين للحديث صراحة عن ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ للخروج من المأزق الذى وضعنا أنفسنا فيه عبر كل ما جرى خلال الشهور الماضية.. وأخطر ما ألمحه الآن.. أن القرار يصدر ببطء شديد يشبه تماما القرارات البطيئة فى زمن سابق.. ثارت الناس عليه.. فهل نحن فى حاجة لثورة أخرى؟
إن تشكيل حكومة للإنقاذ يعنى أن تكون حكومة قوية قادرة تعرف مهامها وتستطيع القيام بها.. حكومة تكنوقراط لديها حلول للمشكلات التى تواجهنا بقسوة وفى مقدمتها الأمن والاقتصاد.. والأهم أن يكون على رأس هذه الحكومة شخصية صاحبة خبرة حقيقية، لديها الشعبية والشرعية، والصلاحيات على اختيار أعضاء الحكومة بعيدا عن الهزل السياسى مثل حكومة وحدة وطنية يكون بعض أعضائها من الوفد أو التجمع.. المطلوب أناس قادرون على عبور الأزمة وتجاوز المحنة. وليس لأى حزب ينتمون.. حكومة تفهم أنها ثورية تسعى لتغيير حقيقى لحياة الناس.. لا أن تكون مهمتها مجرد إصلاحات هامشية.



وحينما أقول رئيس حكومة إنقاذ، ويكون شخصية قادرة بالفعل على قيادة فريق للإنقاذ، فأنا أتحدث عن شخصيات مثل عمرو موسى أو البرادعى يستعدون لخوض انتخابات رئاسية، يتنازلون عن هذه الرغبة ويخوضون معركة الإنقاذ.. إن مصر تحتاج لرئيس حكومة حقيقى خاصة فى غياب رئيس دولة.. وإن مثل هذا الاختيار يعفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة من القيام بمهام ليست هى مهامه.. فالجيش ليس هو الداخلية.. ليس البوليس.. الجيش هو الجيش شرف هذا الوطن.. لا هو الجيش الذى يشتبك مع مواطنين قد يذهب بعضهم ضحية هذا الاشتباك وتسيل الدماء، نحن لا نريد مزيدا من الضحايا كما لا نريد أى خصم إضافى من رصيد هذه المؤسسة الوطنية.. التى مازلنا نجلها ونعزها.



اعتقد أن رئيس حكومة بوزن رئيس دولة.. هو خطوة ضرورية للإنقاذ.. حتى لا نندم جميعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق