اخر الاخبار

11‏/10‏/2011

هل هيبة الدولة ذاهبة إلي المجهول؟‏!‏ بقلم: د.محمد حسن رسمى

هيبة الدولة في هيبة قانون جاد يطبق بصرامة علي الشعب والمسئولين وبصرف النظر عن الثمن المدفوع بعيدا عن التوازنات‏.‏ هيبة الدولة تتمثل في حفظ هيبة كل مسئوليها وموظفيها.

وعلي رأسهم كل مرتد للبدلة الرسمية سواء كان من الشرطة أو الجيش وكل من يتعدي عليهم يجب ردعه بأقصي العقوبات. هيبة الدولة تتمثل في ضبط أمن حدودها وألا تكن مرتعا لتهريب أي شيء وكل شيء وأهمها الأسلحة والمخدرات. هيبة الدولة تتمثل في سرعة كشف حقائق كل حدث أو حادثة وبالذات المرتبطة بالأمن القومي.
هيبة الدولة تتمثل في قدرتها علي توفير الأمن والأمان والطمأنينة في وجدان كل مصري يعيش علي الأرض المصرية وتحميه من بطش المجرمين والبلطجية والباعة الجائلين القوي الجديدة الزاحفة, بالإضافة إلي أمواج البشر المبتزين والمزايدين وصائدي الفرص قبل ضياع الفرص. هيبة الدولة تتمثل في ردع كل من يحاول أن يهتك مصالح المواطنين ويضرب اقتصاد الدولة ويضر بالأمن العام سواء كان قطع الطرق أو كباري أو سكك حديدية. هيبة الدولة تتمثل في شعب يعشق أمنه وينتمي لوطنه ويجعله فوق رءوس الجميع. إن هيبة الدولة تتمثل في قدرتها علي ضبط إيقاع الأداء الشعبي وتسقط عندما تصبح الفوضي هي العنوان العريض لكل أنشطة الحياة.
وإذا كان الشعب مشاركا في صناعة هيبة الدولة بثقافته وقيمه ووعيه وانتمائه وحرصه علي مصالح وطنه إلا أن مجلس الوزراء ووزيري الداخلية والعدل والمجلس العسكري بحكم صلاحيته الآن تقع عليهم المسئولية المباشرة. قد يقولون إن ما يحدث الآن في مصر أمر طبيعي, فاهتزاز الهيبة يتبع كل الثورات في العالم, وأنا أقول ما يحدث في مصر من بعد ثلاثة أسابيع من الثورة وحتي الآن هي مراحل متتالية ضمن مخطط أكبر لتحقيق هدف أكبر لم تتضح معالمه وإن كان بكل تأكيد ليس في مصلحة مصر, بل لإعادة هيكلة مصر كما يراها الأعداء. إن تهريب السلاح والمخدرات ودور الإعلام والأدوار المحورية لأصحاب الرأي والكلمة والفتوي والسلوك الفردي للأفراد وانعكاسه علي الأداء الوطني وإشعال المناخ العام كلما هدأ تحوي كثيرا من علامات الاستفهام وتصب جميعا إلي مصب واحد وإن اختلفت منابعه.
انظروا إلي التمويلات الخارجية والجنسيات المتداخلة والعلاقات الخارجية بالداخلية وتوجهاتها وتفحصوا توجهات الفيس بوك والتويتر وارتباطها بالأحداث الدائرة وأخطرها الإصرار علي ضرب الشرطة, وبالتالي الأمن والأمان ومن بعدها الحصن الأخير الباقي وهو القوات المسلحة.
إنني أخاطب كل المخلصين من الشعب المصري في أنحاء المعمورة أن يعطوا الفرصة للعقل أن يفكر ويتفكر في الأحداث ويعطوا الفرصة للحكمة أن تسيطر علي الأفعال. إن جسد مصر يدمي وعيون مصر تبكي من سلوك البعض غير المسئول. إن العمود الفقري للهيبة يأتي من قوة الاقتصاد وقوة التعليم وقوة الردع في تطبيق القانون وليس بالإسراف في المليونيات والاعتصامات. لقد قامت الثورة من أجل إسقاط النظام وبناء الدولة وليس لإسقاطها وهتك عرض هيبتها. فالحرية مطلوبة ولكن بما لا يتعارض مع هيبة الدولة. والعدالة الاجتماعية مطلوبة دون ابتزاز للدولة. والديمقراطية مطلوبة ولكن دون انتهاك للقيم والمبادئ والثوابت. وكسر حاجز الخوف مطلوب ولكن دون أن يصادق سلوكيات الفوضي والغوغائية لتمضي سيرا في جنازة هيبة الدولة.
آخر الحديث.. هيبة الدولة في احترام وفعالية تطبيق قانونها. ودولة بلا أمن وأمان لا هيبة لها. وشعب يعيش في دولة ليست لها هيبة. لا كبرياء ولا كرامة له. فتفهموا وضحوا بحياتكم لتكون مصر أولا وفوق رءوس الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق