اخر الاخبار

25‏/10‏/2011

ليبيا: من الجهاد الأصغر إلى الأكبر بقلم صلاح منتصر

رغم فداحة الثمن الذى دفعه الشعب الليبى من أبنائه وممتلكاته للتخلص من حكم القذافى، فما حققه لا يتجاوز الجهاد الأصغر، الذى ينتقل منه إلى الجهاد الأكبر، إذا كان يريد أن يجنى ثمار تضحياته.. ففى مرحلة الجهاد الأصغر امتلك الشعب نفسه بعد أن انتصر على القذافى وأعوانه،
 بينما فى الجهاد الأكبر على هذا الشعب أن ينتصر على نفسه ليبنى بلده.
إن طلقات الرصاص تنطلق اليوم فى كل أرجاء ليبيا، ليس فقط تعبيراً عن الفرحة، وإنما إعلانا من كل صاحب بندقية ومدفع عن قوته،
 وهذه هى مشكلة ليبيا الأولى، أن يتنازل الليبيون عن استعراض القوة الذى عاشوه الشهور الثمانية الماضية.. وإذا كان انتشار السلاح وتحول كل
 ليبى إلى مقاتل هو أساس مرحلة الجهاد الأصغر، فإن إلقاء هذا السلاح وتحول كل ليبى إلى عامل فى بناء بلده هو أساس الجهاد الأكبر، وإلا سيكون القادم كارثة كبرى.

مشاكل ليبيا كثيرة ومتشعبة فقد استطاع القذافى خلال ٤٢ سنة سيطر فيها على ليبيا أن يفعل ما لم يفعله ديكتاتور آخر فى بلده، عندما اختصر

 الشعب والمجتمع وكل الدولة فى شخصه هو، وترك ليبيا دون أن يمارس شعبها العمل السياسى.. فلا مؤسسات حقيقية ولا أحزاب ولا دستور ولا

 قواعد واضحة يمكن للتيارات المختلفة التى فرضتها مرحلة الجهاد الأصغر أن تعمل وتتحرك على أساسها فى المرحلة الجديدة.

ولا يستطيع المنصف أن يلوم الشعب الليبى لاستعانته بالغرب لمساعدته فى تحريره من الطاغوت الذى كان يحكمه، فمن خلال تصرفات القذافى

 وضح إلى أى مدى كان يعتقد أن ليبيا، شعبا وأرضا وثروات، هى من ممتلكاته الخاصة التى يحق له الدفاع عن ملكيتها إلى آخر فرد فى

الشعب. وبالتالى كان من رابع المستحيلات أن يقوم الشعب الليبى وحده بتحرير نفسه من القذافى. فالذى جلب الغرب إلى ليبيا هو الطريقة التى حكم بها القذافى ليبيا. ومع ذلك فلو لاحظنا نجد أن الغرب تعلم من

تورطاته السابقة فى العراق وأفغانستان ولم يدخل ليبيا بقواته وإنما اكتفى باستخدام السلاح بنفسه من على البعد (غارات وقصف) وبأيدى الثوار من أبناء الشعب، الذين تدفقت عليهم كل أصناف الأسلحة حتى أصبح ما لدى كل ليبى من السلاح أكثر من حاجته إلى الغذاء، وهذه هى المشكلة،

وهى أيضا الباب الذى أتوقع أن يستخدمه الغرب لتوجيه الشعب الليبى إلى أهدافه التى يريدها منه، وهى فلوسه وثروته!

هل يستطيع الشعب الليبى الانتقال بهدوء وسلام إلى مرحلة الجهاد الأكبر؟ هذا هو السؤال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق