اخر الاخبار

27‏/11‏/2012

أحدث مقالات الشروق المزيد » زياد بهاء الدين شرعية الرئيس ليست دائمة.. وليست ملكه وحده خوله مطر فضاء بحجم جحر فهمي هويدي هل هو انقلاب على الانقلاب؟ غاليا ليندر نشتراوس وعوديد عيران من الصحافة الإسرائيليةعملية «عمود السحاب» من المنظور الدولى امال قرامى الشعب.. ما عاد يُريد إبراهيم عوض السلطوية والديمقراطية والحكم فى مصر طباعة 94 يارب انقلاب ٠٠ يارب شهيد التصعيد إلى الأسفل بقلم وائل قنديل


كان البعض يتحرق شوقا استعجالا لإعلان موت الشهيد جابر صلاح " جيكا" ، فقط للاستثمار السياسي ، وتشاء الأقدار أن يسقط شهيد آخر في اللحظة التي تصعد فيها روح جيكا إلى بارئها ، ليستفيق الكل على فاجعة تساقط أجمل الزهور ثمنا لمهرجان العبث السياسي المنصوب بطول مصر و عرضها٠

إن دماء جابر في محمد محمود و إسلام في دمنهور تفضح الجميع ، سلطة و معارضة ، و تصرخ فيهم أن يتوقفوا عن لعبة الموت ، و يكفوا عن إلقاء مزيد من الحطب في الحريق الذي سيطالنا جميعا ، و يلتهم ما تبقى من ثورة دفعنا فيها كل مدخراتنا من الحلم بوطن أجمل و أنظف٠

و من العبث أن يستغرق البعض في لعبة المقارنة و المفاضلة بين دم جابر و دم إسلام ، فالدم واحد و الجرح واحد ، و القاتل واحد أيضا ، فكلاهما شهيد للعبث و الارتباك و الاقتتال بين فرقاء كانوا في معسكر واحد ثم تفرقت بهم السبل٠

وتبقى قمة العبث و العوار الأخلاقي أن يمني البعض النفس بانقلاب يطيح بالسلطة المنتخبة ، و كأننا قررنا أن نكفر بالثورة و قيمها و معانيها ، و نسلمها مرة أخرى لمن قامت ضدهم ٠


مع شديد الاحترام لدعوات التصعيد ضد الاستبداد و الديكتاتورية ، فإن التصعيد يكون دائما إلى الأعلى ، و ليس إلى الأسفل ، التصعيد يكون اقترابا من أهداف و مطالب و أحلام الثورة ، و ليس ابتعادا عنها و التصاقا بما هو ضدها ٠

التصعيد يكون ارتقاء إلى قيم الحق و الكرامة الإنسانية و العدالة و الحرية و الديمقراطية و التعايش في مجتمع إنساني ، و دون ذلك هو انخفاض و هبوط إلى الأسوأ ٠

ولا أحد يملك آن يقف أمام النزوع إلى التصعيد في النضال ضد الاستبداد و الديكتاتورية ، لكن ذلك لا يكون بالاصطفاف مع استبداد أوضح و ديكتاتورية أكثر وضاعة ، في مشهد مهين للشهداء و للثورة يلتقي فيه و يتعانق المناضلون و القتلة ، و يتجاور فيه الثوار مع أعداء الثورة٠

و على ذلك تحسن القوى الثورية صنعا إن هي أعلنت بشكل قاطع أن نضالها ضد الاستبداد لا ينفصل عن النضال ضد الثورة المضادة ، التي تجد في هذه الحالة من الاحتراب السياسي مرتعا خصبا كي تطل بوجهها القبيح ، و تخترق معسكر الثورة و تمتطيه آحيانا ٠

و في هذا الوضع الكئيب لا حل أمام الجميع إلا الحوار و التوافق وصولا إلى عقد اجتماعي ينهي حرب القبائل المشتعلة ، و يقود إلى حالة من التعايش المتحضر ، و المسئولية الأكبر هنا تقع على عاتق من بيده السلطة ، و آمام الرئيس فرصة يؤكد من خلالها أنه رئيس لكل المصريين ، فإذا كان هذا الإعلان الدستوري هو اللغم الذي ينذر بتفجير مصر ، فلنبطل مفعول هذا اللغم ، و نرحم البلاد من هذا الاستنزاف للدماء و للطاقات و للثورة ٠

انصتوا جيدا لرسالة الشهيدين الصغيرين ، و أوقفوا هذه المحرقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق