اخر الاخبار

28‏/12‏/2012

فتنة الشيخ المحلاوى بقلم عماد الدين حسين


من الذى أشعل الشرارة الأولى فى المأساة المستمرة من يوم الجمعة قبل الماضى فى مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية؟.
 
بوضوح شديد هو الشيخ أحمد المحلاوى القطب الإخوانى وخطيب المسجد.

سيغضب هذا الكلام كثيرين فى التيار الإسلامى لكن أناشد عقولهم أن يسألوا أنفسهم سؤالا بديهيا وبسيطا هو: إذا لم يكن الشيخ المحلاوى قد حاول توجيه المصلين للتصويت بنعم فى استفتاء الدستور، هل كنا سنشهد هذه الاشتباكات؟!.
بالطبع لا أريد أن أبرر ما حدث، ومبدئيا ينبغى إدانة أعمال العنف فى أى مكان، خصوصا إذا استهدفت أماكن العبادة.

مسجد القائد إبراهيم وغيره ليس ملكا للشيخ المحلاوى ولا للإخوان أو السلفيين أو لأى حزب أو جماعة.. هو مكان لكل المسلمين، المؤيد منهم للإخوان والمعارض لهم.


ما ذنب اى شخص لا ينتمى للاخوان او السلفيين قرر أن يصلى فى هذا المسجد أو ذاك، ثم فوجئ بالإمام أو الخطيب يحاول أن يقنعه بأفكار حزبه أو جماعته؟!.
رأينا نموذجا لخطيب مسجد الشربتلى بالتجمع الخامس الذى كان يصلى فيه الرئيس محمد مرسى، وحاول الإمام مدح الرئيس،  فاحتج بعض المصلين بل واحتج الرئيس نفسه.

من حق أى مسلم ان يستمع لخطبة عامة لا تنحاز لحزب أو جماعة، إذا أراد الشيخ المحلاوى أو غيره ان يمارس السياسة فليذهب إلى أى مقر لجماعة الإخوان ويقول ما يشاء، أما عندما يقف فوق منبر المسجد فليكن خطيبا للجميع.

تقديرى أن أحد اهم مميزات الثورة ان المصلين العاديين قرروا التصدى لأى أئمة يحاولون تكريس هذه المساجد لهذا الحزب أو ذاك.

تخيلوا لو أن خطيبا حاول الترويج للإخوان أو غيرهم ثم تصدى له مجموعة من المختلفين معه سياسيا، فمن الذى سيتضرر؟!.

 صورة الإسلام وحدها هى التى سيساء إليها وبالتالى ينبغى على أى إمام أن يراعى ضميره ولا يحول المنابر الرسمية إلى وسائل دعاية لحزبه أو جماعته.

والذى يلفت النظر أكثر فى قصة «القائد إبراهيم» ان هناك محاولة تبدو شريرة لتصوير الأمر باعتبار أن هناك مصلين عاديين يتعرضون لحصار وهجوم من آخرين. والطبيعى أن المواطن البسيط عندما يقرأ الأمر بهذه الصورة فسوف يكون صورة ذهنية خلاصتها أن هناك ملاحدة وكفارا يحاولون اقتحام بيت الله وحصار المصلين.

إذا أراد الشيخ المحلاوى التظاهر، فليتظاهر بعيدا عن المسجد، المظاهرات مكانها الميادين وليست المساجد والجوامع أو الكنائس.

استدراج المعارضين للمساجد وتصويرهم باعتبارهم يهاجمون المسجد، سيظهرهم فى أعين الناس كفارا فى حين سيبدو الشيخ المحلاوى ومن معه هم جماعة المسلمين التى تدافع عن المسجد وعن الدين.

 أى شخص أو مجموعة أو جماعة تشجع التظاهر والاشتباك حول المسجد أو داخله، تؤجج الفتنة وربما تستهدف هذا الأمر، كى ننسى أصل الخلاف وهو طريقة صنع الدستور والمعارك الاقتصادية والاجتماعية المقبلة وتحديات المستقبل.

فى الظروف المشابهة كنا نناشد وزير الأوقاف أن يتدخل لوقف استخدام المساجد فى حسم الخلافات السياسية.. المشكلة أن الوزير ينتمى إلى التيار الإسلامى، وهذا أوان اختباره ليبرهن انه وزير للجميع وليس لتيار واحد ولا يكتفى بالكلام بل يعاقب المخالفين.

وبالتالى فلا يبقى أمامنا إلا الدكتور هشام قنديل والدكتور محمد مرسى وكل إخوانى صاحب ضمير حى نناشدهم ان يأمروا ويلزموا ائمة وخطباء المساجد أن يكونوا لكل المسلمين وليسوا لفئة منهم، حتى لا نستيقظ ذات يوم لنجد الفتنة انتقلت من الميادين وتعمقت فى المساجد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق