اخر الاخبار

07‏/10‏/2012

خيبة الدولة بقلم نوارة نجم



قسما بالله العظيم، والنعمة دى على عينى، والعشرة دول، وعهد الله، والختمة الشريفة، نحن لم نلزم السيد الرئيس الدكتور الباشمهندز اللواء بطل حرب أكتوبر… كنت عايزة أقول اسم مين؟ آه.. محمد مرسى، بأى خطة لأى مدة زمنية ما. هو، أقصد السيد الرئيس الدكتور الباشمهندز اللواء محمد مرسى، من ألزم نفسه بخطة المئة يوم، والحقيقة أنه لم يقل شيئا معجزا، أذكره تماما وهو يقول مع محمود سعد: باطمنكوا على وفاء والقمامة والمسيحيين. ووفاء أم شهيد من شهداء الألتراس قالت فى مكالمة هاتفية مع محمود سعد إنها ستنتخب مرسى لتسقط شفيق، لكنها غير مقتنعة بمرسى، وعنها وعاديك، استهلك الحوار كله فى الحديث عن وفاء لما ندّمها إنها عايشة أساسا، وما إن يستضاف فى أى مقابلة تليفزيونية حتى يذكر وفاء بكل خير، ويطمئنها ويطمئن المسيحيين ويطمئننا جميعا، نحن ووفاء والمسيحيين، على القمامة. بالنسبة للقمامة.. نحن مطمئنون ولله الحمد والمنة، القمامة زى ما هىّ بحطة إيدنا ماحدش لعب فيها. لا أصل أهم حاجة الأمانة.. إلا الأمانة.

ما إن اعتلى السيد الرئيس الدكتور الباشمهندز كرسى الرئاسة حتى بدأت جوقته، ألا وهى جماعة الإخوان المسلمين، فى التأفف ممن يتابعون إنجازات المئة يوم ويتساءلون: فين وفاء والمسيحيين والقمامة؟ ولا أعلم سر التأفف، ألم يلزم الرئيس نفسه بالمئة يوم وخطتها؟ لماذا حين نسأل عما ألزم نفسه به تتهمنا الجماعة بأننا متربصون؟ يعنى إحنا غلطانين اللى صدقناه؟ تصدقوا.. إحنا غلطانين اللى صدقناه، عشان ده أساسا مترشح ضرب قفا، ألم تتعهد الجماعة بعدم ترشيح رئيس ورشحت مرسى؟ وحين تساءلنا عن التعهد تأففت الجماعة؟ بصراحة بقى معاهم حق، إنتوا أغبيا؟ تعهدت الجماعة بنسبة فى مجلس النواب وخالفتها، بخطة وخالفتها، بوعود وخالفتها، وانتو مافيش فيكو فايدة برضه كل ما يتعهدوا بحاجة تسألوهم وتخنقوهم، من هنا ورايح أى تعهد افهموا عكسه على طول، حيث إن الجماعة تعمل بمبدأ: يتعهدن وهنَّ ناكثات.. لزوم الدلال يعنى. بداية، أم شهيد الألتراس، وغيرها من أمهات الشهداء، لم تشف صدورهن بالقصاص العادل من قتلة أبنائهن، وأصبحن يمررن الأيام والليالى أملا فى أن يلحقن بأبنائهن فى الجنة. أما المسيحيون فجارٍ طفشانهم من البلاد، وتكأكؤهم على السفارات، أى سفارات، ولسان حالهم: نطفش بكرامتنا بدل ما كل ما نقعد فى حتة يهجّرونا ويقولوا لنا «هش من هنا حنرش ميّه»، والقمامة بخير والحمد لله، لم ينقص منها شىء، إحنا عادينها بالواحدة ومربيينها على الغالى.
إلا أنه من الظلم والإجحاف الادعاء بأن تغيرا لم يحدث منذ تولى السيد الرئيس الدكتور الباشمهندز اللواء موسيقار الأجيال بطل العالم محمد مرسى (مبسوط منى يا عمر؟ إوعى تشتم بقى)، فقد عادت الشرطة بكثافة مبالغ فيها إلى الشوارع، وعادت اللجان الشرطية تقطع الطريق على المارة، وعادت شرطة المرور لتتسبب فى الأزمات المرورية، حيث يقف شرطى المرور يشير بالسير إلى السيارات المتقابلة ويلبسهم فى بعض كالعادة، وهذه كفاءة نادرة لا تتأتى إلا لشرطة المرور المصرية: كيف تعجن الطريق؟ وما إن تطأ قدمك الشارع حتى تقابل شرطيا كل ثلاث خطوات، يمارس مهنته فى الغلاسة والتغتيت على خلق الله، بل وقد عاد الحماس إلى قوات الشرطة، ومن فرط الحماس مات بعض المواطنين فى أقسامها، وعادت ظاهرة الانتحار لأقسام الشرطة، حيث قامت الشرطة باحتجاز المواطن، محمد ممدوح حسين، 25 سنة، فى قسم مرسى مطروح، ولسبب مجهول، طلب المواطن فك أغلاله للذهاب للحمام، ثم خلع ملابسه بالحمّام وسحب سلك الشفاط الكهربائى، المرحوم من فرط سعادته بحماسة الشرطة فى أداء عملها انتحر، هذا بخلاف بائع الدواجن فى طهطا الذى تحمست عليه الشرطة شوية فسقط مغشيا عليه ولفظ أنفاسه الأخيرة فى المستشفى، نعمل لكم إيه؟ إنتو اللى شعب مابيستحملش الحماس، كما قامت شرطة المرج بالاعتداء على مدرس ابتدائى، نظرا لأنه لم يتحمل حماسة الشرطة التى وجهت إليه السباب المقذع، فقالوا له مش عاجبك الشتيمة، طب الضرب حلو؟
هذا الوجود الأمنى المكثف، لسيارات ومدرعات وعناصر الشرطة، والذى يتسبب حقيقة فى ازدحام شديد، واختناقات مرورية، تخيل يعنى مدرعة وراكنة بالعرض فى وسط الشارع، واللى عاجبه من الكحل يتكحل واللى مش عاجبه يترحل، هو بهدف «استعادة هيبة الدولة» المفقودة، التى تتآخى مع «عجلة الإنتاج» فى تناغم ومحبة تودى بحياة المواطنين.
ما هيبة الدولة؟ هذا ما سنعرفه فى الحلقات القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق