اخر الاخبار

27‏/11‏/2012

صراع على المستقبل .. حسن المستكاوي


الصراع السياسى الديمقراطى وارد فى كل دولة يمارس شعبها هذا الحق منذ عقود، وينتهى الصراع بإرادة الاختيار الحر من الشعب وانحيازه لطرف دون طرف. ولاشك أنه فى الفترات الانتقالية أو فيما بعد الثورات تتزايد حدة هذا الصراع وترتفع درجة حرارته،  خاصة حين يحرم الشعب من ممارسة هذا الحق السياسى والدستورى لعقود طويلة.. ولذلك فإن ما نشهده الآن هو صراع سياسى منفلت بالاشتباك، وبالتحريض، وبالعنف وأحيانا يكون صراعا منفعلا بالهوى، تماما كما يرى المشجع المتعصب فريقه مغبونا ومظلوما، ويرى حكم المباراة له وحده، وليس حكما لفريقين. ويرى فريقه صاحب الحق، بدون وجه حق. 

 إنه صراع على المستقبل، هكذا تقول الشواهد والمشاهد وهكذا تقول أحداث العنف المريبة التى جعلت مصريين يتقاتلون ويشتبكون دون أن يسمع أحدهما الآخر. وهو من أسف شديد صراع يدور وسط مناخ ينطق بالتعصب المقيت والمريض. فيه اجتراء على الحقيقة، وتشويها للحقائق، واجتزاء النصوص وأخذ منها ما يتفق مع الهوى. وهو صراع يختفى فيه العقل. ويحتفى فيه الحمقى بالأصوات العالية الصاخبة النادبة.. فى زمن بات فيه السباب شجاعة وبات فيه التشويه خفة ظل. ويبدو المشهد أحيانا كأننا أمام ناس تلعب دولة، وناس تلعب ثورة. ويطالب أطراف هذا الصراع أصحاب الرأى، والكتاب، بالتحيز لطرف، ومن أسف أن كل فريق يريدك أن تمسك عصاه وتضرب بها الفريق الآخر.


 شأن كل خلاف، اختلف أهل القانون على تفسير قانونية الإعلان الدستورى، فهل من حق الرئيس ان يطرح إعلانا دستوريا أم أنه ليس من حقه.. ليجلس المواطن البسيط حائرا بين التفسيرين.. وحائرا بين الحشدين، وحائرا بين الفريقين.. وهو يعلم جيدا أن الحشد والحشد المضاد استقواء واستعراض قوة. ويسأل الله أن يمضى اليوم على خير دون خسائر تزيد من حجم الألم والوجع والغضب.. وهى بلدنا العجيبة التى كانت تقف على قدميها قبل مباراة كرة قدم مع أنها رياضة يجب أن تخيم عليها الروح الرياضية. وهى البلد نفسها التى تقف على قدميها قبل مباراة فى السياسة، مع أنها مباراة فى الديمقراطية أو يفترض أن تخيم عليها لغة الحوار بين الرأى والرأى الآخر.

 الصبر يارب.. وأسأل حضراتكم هل عندكم تفسير آخر أو إجابة أخرى بخلاف غياب الوعى السياسى وانعدام الممارسة السياسية لعقود (الوعى الرياضى غير موجود وأن ما نمارسه منذ عقود ليس رياضة بالمناسبة).. هل عندكم تفسير آخر: لماذا أصبحت مبارياتنا تنثر وتنشر القلق.. لماذا أصبحت موجعة، مخيفة، مؤلمة، مفزعة؟

 أيها الناس اليس فيكم عاقل يا ايها المصريون الا يوجد انسان واحد ليس همه السلطة أو الشهرة ويغلب مصلحة الوطن على مصلحته. اين الحكماء اين العقلاء اين اصحاب القلوب الرحيمة على البلد. فى النهاية المواطن مطحون فى وسط هذه الرحايا. ولسان حاله يقول لا اريد اعلانا دستوريا لا اريد دستورا لا اريد سلطة لا اريد شو اعلاميا اربح منه لا اريد......... لا اريد بل اريد لقمة خبز اطعم بها اولادى اريد ان اطمئن على مستقل مصر ليس لى اغراض أو مطامع فقط انا ابن البلد اللى بتتصارعوا عليه ولا احد يسمعنى انتم لا تسمعون غير نفسكم. لكن يبدو ان عصر الحكماء ولى وعصر الوطنيين انتهى ولم يعد هناك الا الزاحفون على السلطة من كل صوب ونحو. «وانا لله وانا اليه راجعون»، وحسبى الله ونعم الوكيل على مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق