اخر الاخبار

15‏/10‏/2012

بالصُّرَم بقلم حمدى رزق



.. وفى سنة ١٩٥٤ جرت مذبحة مجلس الدولة، حيث ضُرب الدكتور عبدالرزاق السنهورى «باشا» بالأحذية «بالصُرَم» على رأسه الكريم بشكل أجبره على الاحتماء تحت مكتبه من اعتداء الأوغاد والسفلة.

نسب النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود للمستشار حسام الغريانى، رئيس الجمعية التأسيسية للدستور، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، تهديداً خطيراً، بأنه إذا لم يقبل السفارة سيلقى مصير السنهورى «باشا»، الذى قضى الشطر الأخير من عمره متأثراً بضربه بالصُرم «جمع صرمة قديمة» على أم رأسه حيث موطن العلم والفقه والنبوغ.

حصّلت الضرب بالصُرم يا سيادة المستشار الغريانى! لا أظن أن الضرب بالصُرم وارد فى قانون السلطة القضائية، ولا كان من مطالب تيار الاستقلال، لماذا صمت التيار وشيوخه الأجلاء على تهديد النائب العام بالضرب بالصُرم؟، الضرب بالصُرم من فعل الأوغاد والسفلة.



بلا مواربة من يهدد بالصُرم لا يصح أن يتصدى لكتابة دستور البلاد، لا يستقيم التهديد بالصُرم مع رئاسة المجلس القومى لحقوق الإنسان، لو صح ما نسب إلى المستشار الغريانى ولم يشأ تكذيبه ونفيه أو يقول للنائب العام «أنت كاذب فى أصل وشك» يفقد الغريانى صلاحيته تماما.

لا أعرف من أين للغريانى بمعلومة أنه يجرى تخصيف الصُرم لضرب النائب العام، صُرم مين بالضبط، وما أدراك بالصُرم المرفوعة تهوى على أم رأس النائب العام؟! من أخبرك بالصُرم فى القصر الجمهورى الذى كنت تتحدث منه؟! صُرم فى القصر، هل بلغك تدبير متعمد لإهانة النائب العام كما أهين السنهورى «باشا» وتخفى تحت مكتبه؟ هل علمت، وقبلت، وتعهدت بنقل الشروع فى الجريمة «التهديد» إلى النائب العام، ترهبه، وتروعه، وتنذره بإخلاء مكتبه أو يتخفى تحت مكتبه خشية الضرب بالصُرم؟.

يا من ترهب النائب العام، كيف نأتمنك على دستور البلاد الذى يحتم منع ضرب المواطنين بالصُرم، كيف تحمى حقوق الإنسان من الضرب بالصُرم؟!

وطالما المسألة وصلت لمثال ضرب السنهورى باشا بالصُرم، أخشى أن يضربنا باشوات الإخوان بالصُرم الدستورية فى ظل رئاستك للجمعية التأسيسية للدستور، من يصمت على ضرب النائب العام بالصُرم يُخشَ منه استباحة حقوق الإنسان، يضرب القانون بالصرمة القديمة.

من يهدد النائب العام من القصر الجمهورى عليه أن يلتحق بالقصر ولا تثريب عليه، لماذا لا ينضم الغريانى للفريق الرئاسى مع الأخوين مكى؟! كيف نأمن الغريانى على الدستور وهو يكلمنا من القصر، كيف نأمن على حقوق الإنسان وهو يهدد من القصر، وما علاقته بالقصر وأهله؟!.

انحياز الغريانى للسلطة التنفيذية، ممثلة فى رئيس الجمهورية متطوعاً أو مكلفاً، يفقده الحياد الذى كان من حيثيات اختياره رئيساً للجمعية التأسيسية للدستور، ورئاسة المجلس القومى لحقوق الإنسان، من يفقد حياده يفقد استقلاله، فقدت صلاحيتك يا سيادة مستشار تيار الاستقلال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق