اخر الاخبار

24‏/09‏/2012

الخطب المنبرية بقلم حمدى رزق


من المعلوم بالضرورة، أن يوم الأحد من كل أسبوع يمكن أن تستمع إلى الرئيس الأمريكى عبر الإذاعة فى خطابه الأسبوعى الذى أصبح طقسا أمريكياً مقدساً، يحرص عليه الرئيس، بقدر حرص الأمريكان على ملاقاة رئيسهم على موجات الأثير.

اللقاء الأسبوعى أشبه بكشف حساب رئاسى لتقفيل ملفات أسبوع مضى، ومفتتح لأسبوع جديد بقضايا جديدة، يحدد الرئيس أجندة الأسبوع مع الأمة الأمريكية، ويعنى الخطاب بالتعليق على الأحداث الداخلية والخارجية، وما تعرض له الرئيس وإدارته من إخفاقات وما حققه من إنجازات، وحتى نفى الشائعات.



الإذاعة سيدة الموقف الأمريكى، فى المزرعة والسيارة وعلى الطرق يطلقون على المجتمع الأمريكى Auto country وإذا أراد الرئيس الوصول لأكبر شريحة من الأمة يلجأ للإذاعة فى وقت معلوم من كل أحد، الإذاعة صارت أيضا سيدة الحالة المصرية مع تفاقم أزمة المرور، المصريون يتابعون الشارع السياسى لحظة بلحظة على «راديو مصر».

حسنا تذكر الرئيس مرسى التليفزيون الوطنى، لعله يكررها شهريا على الأقل، يبدو الرئيس فى حاجة لمثل هذا الطقس الحوارى طالما قرر التواصل مع الشارع المضطرب سياسياً ومعيشياً، سلسلة الخطب المنبرية التى تتكرر أسبوعياً، حتى فى روما، لا تسمن ولا تغنى من جوع معلوماتى، لا توفر إجابات عن أسئلة صارت ملحة محليا ودوليا، الرئيس يتنقل من مسجد إلى مسجد، يخطب هنا ويصلى هناك، الخطب تنسخ نفسها نسخا ولا يبقى منها سوى آيات بينات يطرز بها مرسى خطبه.

وهكذا لا يمر أسبوع إلا وخطب الرئيس، لا يفرق مع الرئيس أن يكون عيد الفلاح أو عيد البلح، لا يفرق مع الرئيس مسجد الحسين أو السيدة زينب، الرئيس صار مثل جهورى الصوت عبدالمطلب، من السيدة إلى الحسين لينال كل الرضا من الراكعين الساجدين.

أعرف أن الرئيس مرسى يهوى الخطابة، ويبلى فيها بلاء حسنا، وليس لديه غضاضة أن يخطب فى اليوم والليلة مرتين، الخطب المنبرية لا تحتاج إعدادا مسبقا، لكن الحوارات الرئاسية تحتاج الكثير من المعلومات والأرقام، عندما يتحدث الرئيس ننصت، وعندما يخطب نهلل ونكبر، الله أكبر ولله الحمد.

نعيش حالة سيولة خطابية رئاسية لم نعتدها، ولابد من مراجعة حساباتها ونتائجها محليا ودوليا، هناك حاجة فعلية لترشيد الحالة الخطابية التى بات عليها الرئيس مرسى، وقصرها على المواقف السياسية المهمة، هناك وقت يتكلم فيه الرئيس، ووقت آخر يصمت وفق خارطة سياسية لا يجوز الخلط فيها بين الوسائل حتى لا تضيع الرسائل، خطب الرئيس المنبرية زادت على الحد، حالة لا تؤشر على شعبية أو شعبوية أو تلاحم جماهيرى، حالة سيولة تلزم المتحدث الرسمى للرئيس النفى طوال الوقت، تكبير، تهليل، الخطب المنبرية الرئاسية تشابهت علينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق