اخر الاخبار

28‏/12‏/2012

أبانا الذى علّمنـا السحر بقلم عمرو سليم


الزمان: أبريل 1986

المكان: إشارة مرور فى شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين
 تفصلنى سيارتان فقط عن عربة يجلس فيها صلاح جاهين وبجواره زوجته السيدة منى قطان. سيارتان فقط. لم أهتم كثيرا وقتها. ولم أكن أعرف أننى بعد عام، عام واحد فقط، سادخل مجلة روز اليوسف وسأمشى فى نفس الممرات التى مشى فيها من قبلى صلاح جاهين. وسأصبح رسام كاريكاتير مثله!
 آسف. أعتذر بشدة. مثله مين؟؟ العين ما تعلاش ع الحاجب. صلاح جاهين لن يتكرر. هو أستاذنا. وتاج راسنا. وناظر مدرستنا. وأبانا الذى علمنا السحر.
 يقول العارفون ببواطن الامور الكاريكاتيرية ان من يرى صلاح جاهين فى المنام. فقد رآه فعلا. الشيطان لا يتمثل ابدا بصلاح جاهين. كيف يتمثل الشيطان بهذا الطفل الرائع. ده يبقى شيطان بجح ومجرم بصحيح!

وبناء عليه ــ مع الاعتذار للكتاتنى ــ فقد جاءنى صلاح جاهين مرتين فى المنام. لا. ثلاث مرات. ب. بل عشر مرات.


أول مرة كانت بعد نشر مجموعة كاريكاتيرات لى فى روز اليوسف. قال البعض بعدها ان خطوطى فيها شىء من صلاح جاهين.

رأيته يتجه نحوى ممسكا بقلم فى يده. ويبدأ فى رسم مركب تسير وسط الامواج. ثم ينظر لى ويعطينى القلم ويبتعد قليلا. أظن فى البداية ان الرسمة بسيطة ومن السهل على أن أرسم مثلها الا اننى أتفاجأ أننى لا استطيع رسمها. ينظر لى ويهز رأسه أسفا ويبتعد. أحاول مرة ثانية. وثالثة. ورابعة. وأنجح فى رسمها تماما. يقترب منى مرة أخرى بفرح ويفتح ذراعيه لى. فأغوص فى حضن هذا الطفل الجميل.

مرة أخرى يأتى على هيئة وميض لينبهنى بعبارة واحدة «اضغط على القلم جامد وانت بترسم». أمتثل للأمر فى اليوم التالى وأفاجأ بأن خطوطى قد أصبحت أجمل وأقوى على الورق. وأفهم نصيحته بأن القابض على فرشاته فى هذا الزمن البغيض كالقابض على قطعة من الجمر.

•••

عم صلاح، إيه رأيك فى الثورة؟

ــ أنا اللى بالامر المحال اغتوى. شفت القمر نطيت لفوق فى الهوا.

ط. طب إيه رأيك فى رفقاء الميدان. قصدى اللى كانوا رفقاء الميدان؟؟

ــ بانو بانو بانوا. على اصلكوا بانوا.

طب وطائر الفنكوش؟؟

ــ يا طير يا عاااااالى فى السما طظ فيك.

غريبة قوى يا عم صلاح. اوعى تقوللى بتوصلكم الجرايد فوق. طب بتشوف الشروق؟؟بتشوف كاريكاتيرة الصفحة الاخيرة؟؟ أنا اللى برسمها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق