اخر الاخبار

24‏/09‏/2012

بنحبك يا ريّس! بقلم فاطمة ناعوت

بنحبك يا ريّس. وأنت تعلم أننا نحبُّك. ونحن نعلمُ أنك تعلم أنّا نحبك. ففيمَ القلقُ من إعادة انتخابك بعد الدستور عن «حب»، وعلى «نضافة»، لا عن «إرغام» لأننا لا نريد العسكر، ولا الحرامية؟ فأنت تعلم أكثرَ منّا، أن الصناديقَ قالت: ما «لا» يريده الناس، وليس ما «أرادوه». انتخبك مَن لا يريد شفيق. وانتخب شفيق من لا يريدك، بالأحرى مَن لا يريد الإخوان. لأن الإخوان معروفون منذ ثمانين عامًا. أما أنت فلم نعرفك إلا عبر نُثارات أخبار، مثل: فوزك عن الإخوان فى برلمان ٢٠٠٠، ثم خسارتك ٢٠٠٥، ثم تصريحك قبل انتخابات ٢٠١٠، بأن الإخوان لن تدفع بمرشحين أمام زكريا عزمى، وأحمد عز، وفتحى سرور، لأنهم «رموز وطنية»! ثم عرفناك مرشحًا للرئاسة بديلاً للشاطر، الذى رفضه القانون.

لكننا الآن نعرفك جيدًا. ونحبك عن علم، كما أسلفتُ بصدر مقالى. عرفناك أسدًا هصورًا لا يهابُ الموتَ حين فتحت صدرك لأهلك وعشيرتك بلا قميص واق. عرفناك فى كل صلاة سجلتها الكاميرات وسط حرسك، فيما يُمنع المُصلّون من دخول المسجد لدواع أمنية. عرفناك فى كل كلمة من خُطبك المستطيلة تحثُّ الناس على التقوى والعمل. عرفناك نصيرًا للمبدعين حين قلتَ: «انتشروا واعملوا»، فانتشرنا وأبدعنا غيرَ هيّابين قصفَ الأقلام، اللهم إلا الأقلام التى «تستحق القصف»، لسواد قلوبها، والغلّ الذى يسكنها من الإخوان الأشراف. وعرفناك الجمعة الماضى بمسجد الشربتلى قائلا: «إن مؤسسة الرئاسة تبحث عن القلّة المندسّة التى تحتكرُ السلع وترهقُ المواطنين» «وأنك لا يغمض لك جفنٌ ومظلومٌ واحد فى المجتمع»، بينما ينتظرك بالخارج موكبٌ من ٢٢ سيارة، وعشرات الجنود ومصفحتىّ أمن مركزى لتأمين فخامتك».

يكفى أنك الرئيسُ الوحيد الذى جاءنا بمشروع واضح ومفهوم، منذ «محمد على» ومشروعه النهضويّ عام ١٨٠٥، ذاك الذى غيّر وجه مصر. فكيف لا نحبّك ونحن نشهدُ بوادرَ مصرَ حرّة: اقتصاديًّا وسياديًّا؛ حديثة: اجتماعيًّا وصناعيًّا وتعليميًّا؟!

دعنا نُرض اللهَ تعالى بانتخابك بـ«٩٩% بدلا من ٥١%»، كما أمرنا صفوت حجازى حين قال: «انتخاب مرسى طاعة لله ورسوله».

أحبابُك يؤكدون أن شعبيتك تزدادُ كلَّ يوم، ونحن نتفق معهم. ففيمَ الخوفُ من إعادة الانتخابات الرئاسية والتشريعية بعد الدستور، كما تقول الأعرافُ فى العالم؟!. مُرْ لجنتَك الدستورية بعدم وضع تلك المادة «التحصينية»، وإلا ردّدنا مع الشاعر «أحمد عبدالمعطى حجازى» قصيدته التى قالها لعبدالناصر مع إعادة انتخابه عام ١٩٦٥: «أخافُ أن يكونَ حبى لكَ خوفًا عالقًا بى من قرون غابرات/ فمُرْ رئيسَ الجُنْدِ أن يُخفضَ سيفَه الثقيلْ/ لأن هذا الشِّعرَ يأبى أن يمرَّ تحت ظلِّه الطويل»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق