اخر الاخبار

07‏/10‏/2012

احمد عفيفي يكتب : « المُرسين » أهمّا .. حيوية وعزم وهِمة



بمناسبة خطاب الرئيس محمد مرسي في ستاد القاهرة الذي ارتبط دائما بانتصاراتنا الكروية .. كنا نسمع بعد انتهاء المباراة الدولية التي تكون مصر طرفا فيها الأغنية المعتادة : المصريين اهما .. حيوة وعزم وهمة .. وكان المفروض بعد خطاب الرئيس الأخير مادام اختار أن يُلقيه في الاستاد كأنه بيلعب ماتش كورة ، ان تذاع نفس الأغنية بعد تعديل بسيط فيها لتصبح " المُرسين "

اهما .. جلابية ودقن وعِمة .. وذلك وحسبما وصلنا من أخبار مؤكدة ان جميع الحضور والحشود التي حضرت الخطاب في احتفالات السادس من اكتوبر كانت من جماعة الحرية والعدالة .. اللي كلهم طبعا إخوان مسلمين.. جاؤوا من جميع المحافظات في اتوبيسات خاصة ، واحتشدوا داخل الاستاد .. وهاتك يا تصفيق والريس راكب العربية المكشوفة زي عبد الناصر زمان .. وهو يحي الجموع الغفيرة من الإخوان المسلمين .. ليثبت لنا جميعا انه رئيس هذه الجماعة فقط .. واللي نفسه يبقى مرسي رئيسه .. يقدم طلب وياخد ختم الجماعة على قفاه.

 والله كان خطاب مسلي وجميل ودمه خفيف.. لكن مفيهوش جملة مفيدة على رأى الواد مرسي الزناتي في " مدرسة المشاغبين " وهو بيقول لمنصور ابن الناظر : انا عايز جملة مفيدة افهم منها انت عايز تقول إيه .. هكذا كان خطاب الريس مرسي .. زي صباح ما كانت بتغني : كلام كلام كلام بس .. مباخدش منك غير كلام بس .. الاعتداء على اى مسيحي يعتبر اعتداء شخصي على رئيس الجمهورية .." كويس .. طيب وبعدين " .. المساجين الثوار حيخرجوا من السجن لمّا ربنا يأذن " موت يا حمار " .. والجيش والشرطة والشعب ايد واحدة .. " بأمارة إيه يا عنيا " .. وولادي الأطباء عندهم حق في اعتصامهم .. بس برضه المريض المصري الفقير الغلبان له حق عليكم .. وربنا يسهل ونشوف مشكلتكم .. " يدينا ويديك طولة العمر".

وزي ما بنقول في أمثالنا الشعبية : الاسم طوبة والفعل امشير .. 100 يوم ياراجل فاتوا وعدوا والنتيجة أبيض ياورد .. وخطابك كأنك بتقوله قبل الـ 100 يوم ، مش بعدها .. خطاب واحد مرشح نفسه للبرلمان ونفسه يقعد على الكرسي .. مش خطاب رئيس جمهورية المفروض بعد المدة التي قطعها على نفسه ان يأتي إلى شعبه بشيء واضح وملموس له قوام وله جوانب وأبعاد " .. ده انت راجل مهندس مش بقال " .. مش تقوللي مشكلة الزبالة حلينا حتة منها .. ووصلنا أنابيب البوتجاز لـ 75 ألف بيت " لاحظ ان عددنا 90 مليون " .. وانا كنت بسافر عشان اجيب فلوس لمصر ، ومفيش قرش واحد دخل جيبي من ساعة ما بقيت رئيس .

" ناقص يقول لنا ان الرياسة وقف عليه بخسارة " .. ماشي .. أكيد مفيش قرش دخل جيبك .. لكن خرج من جيوبنا احنا ملايين الجنيهات عشان انت مصمم كل جمعة تصلي في جامع شكل .. وتسحب معاك طقم الحراسة والكاميرات والذي منه ، مع انك ممكن جدا وببساطة تصلي في مسجد القصر الجمهوري وببلاش .. لا تدفع من جيبك .. ولا احنا ندفع من جيوبنا .. هى ناقصة يا ريس .. جيوبنا فاضية ع الحديدة .. ولو مصمم تصلي الجمعة الجاية بره القصر .. مفيش غير اننا نبيع الحديدة .. بس وحياة ولادك متنساش تدعى لنا ان ربنا يرزقنا بحديدة تانية .. أهى برضه بتنفع وقت زنقة.


لأ .. واللي غاظني وفرسني بجد .. ان الريس مرسي مش ثابت في مكانه وهو بيغني - قصدي بيخطب - كأنه عمرو دياب على المسرح والميكرفون حبة في ايده اليمين .. وحبة في الشمال .. وحبة فوق وحبة تحت .. وياهلله ياللي فوق ما تبصوا على اللي تحت .. وكان ناقص يصاحب صوت مرسي أغنية لطيفة اللطيفة : اديني فرصة تانية اثبت لك بيها حبي .. علشان تعرف مشاعري وقيمتك جوّه قلبي" .


.. المهم .. تابعت امبارح تعليقات المهتمين بالخطاب وأعجبني جدا تعليق المهندس ممدوح حمزة .. مع هالة سرحان .. راجل فاهم ودارس وعارف.. " اقصد طبعا ممدوح حمزة مش حد تاني " ، وبيتكلم صح ، وقال كلمة وهى حكمة .. قال إيه الباشمهندس : مادام الريس مرسي اختار ستاد القاهرة بتاع الكورة عشان يلقي خطابه فيه .. فعايز أقول له بلغة الكورة ان الفريق بياخد الكاس على الأهداف اللي بيسجلها .. مش ع اللعبة الحلوة .. وانت قاعد تلعب حلو يا ريس مرسي ، ولا الخطيب في زمانه .. بس مشكلتك مش عارف تجيب ولا جون .. بقالك 100 يوم الكرة في رجليك .. والجون فاضي.. وانت مرة تقلش .. ومرة تشوط في السما.


يقصد ممدوح حمزة الثائر الجميل المتعصب دائما للحق انه كان يجب على الرئيس مرسي بعد الفترة التي حدّدها لنفسه ولم يجبره عليها أحد أن يأتي في خطابه ولو بمشروع واحد متكامل له دراسته وجدواه الاقتصادية ، وكم يستوعب من العمالة وما هو المنتج النهائي .. مشروع واحد بس عشان خاطر ربنا.. محصلش .. حتى مشكلة المرور اللي بيقول انها اتحلت بنسبة 65 % ، فده - وكما يقول حمزة - كلام غلط وفي العموم .. مشكلة المرور نقول أنها اتحلت لمّا تقل المسافة التي اقطعها من بيتي لمكتبي .. فلو كنت اقطعها في ساعة، وصرت اقطعها في 20 دقيقة.. هنا فقط أقول ان المشكلة اتحلت .. ده كلام علمي ومدروس .

إنما أرمي بالحمل على الاعتصامات او الإضرابات ، فهذا أمر وقتي ، لا أعوّل عليه كثيرا .. المشكلة عند مرسي انه يعتمد على أرقام غير صحيحة يقدمها له المسؤولون على اعتبار واحد فقط : هو حيراجع ورانا يعني .. وبناء عليه .. قول اى أرقام .. واضرب اخماس في اسداس واطلع ع الناس واخطب فيهم وقل لهم كل شيء بقى ميت فل وعشرة.. ده كلامك انت يا ريس .. لكن على ارض الواقع مفيش حاجة شفناها بعنينا نضرب لك عليها تعظيم سلام.


يعني في الأخر الماتش انتهى .. قصدي الخطاب اللي في الاستاد انتهى .. ورغم التشجيع الإخواني الرهيب .. إلا ان الريس مرسي لعب كام لعبة حلوة .. بس ياخسارة .. ماجبش ولا جون.


وقبل ما انسى .. وبعيدا عن موضوع الخطاب الكروي .. قارئ زي العسل كتب تعليقا على مقالي السابق " الشيخ عليش والريس مرسي " اللي قلت في نهايته مامعناه ربنا يستر ومرسي ميرحش النار .. علّق القارئ وقال : " انت عايز مرسي ميدخلش الجنة .. عليا النعمة كان الإخوان طربقوا الجنة ع اللي فيها " .. ورغم تجاوز القارئ العزيز، وربنا يسامحه ويسامحني، إلا أن خفة دم المصريين فعلا... ملهاش حل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق