اخر الاخبار

02‏/05‏/2012

بوادر انقلاب سلفى عماد الدين حسين



يستحق حزب النور وبعض القوى السلفية أن نوجه لها التحية لأنها بدأت تمارس العمل السياسى على أرض الواقع بعيدا عن بعض الشعارات المطلقة.
 خلال الأيام الماضية حدث ما يشبه الانقلاب السياسى عند بعض القوى السلفية وللأسف فإن التطور لم يحظ بالاهتمام الذى يستحقه.
 بعض الإعلاميين وغالبية المواطنين كانوا يعتقدون أن القوى السلفية هى «رديف» للإخوان المسلمين، وانهم فى النهاية جسد واحد، ثم تبين أن ذلك ليس صحيحا بصورة كاملة، وان الطرفين يمكن أن يختلفا بل ويتنافسا ويتناقضا كما حدث فى بعض دوائر الانتخابات البرلمانية الأخيرة. 


نعود إلى البداية ونسأل: وما هى مظاهر الانقلاب السياسى الذى حدث مؤخرا؟!.
 التطور الابرز هو قرار حزب النور تأييد عبدالمنعم ابوالفتوح فى سباق رئاسة الجمهورية.الإخوان المسلمون أعلنوا انهم مع المرشح الإسلامى الموحد شرط أن يرسو العطاء على مرشحهم الدكتور محمد مرسى.. وانتظروا أن تطيع كل القوى الإسلامية هذا «التعميم» ثم فوجئوا أن حزب النور يرشح ابوالفتوح الذى فصلته الجماعة لأنه خرج على «إجماع» قرار الإخوان بالمقاطعة، قبل أن تتراجع  لاحقا وتقدم أكثر من مرشح.
 التطور الثانى هو إعلان حزب النور أيضا انه ــ ورغم معارضته لمعظم سياسات حكومة د.كمال الجنزورى ــ ضد «الاندفاع الإخوانى» لسحب الثقة منها وأنه يؤيد بقاءها حتى أول يوليو المقبل، وكان لبعض أعضاء الحزب موقف رافض لقرار «الإخوان» تعليق جلسات مجلس الشعب اسبوعا.
 التطور الثالث: هو الموقف الناضج لقوى سلفية كثيرة من قضية حازم صلاح ابواسماعيل وقضية جنسية والدته الأمريكية.. قادة القوى السلفية وبعد أن اطلعوا على تفاصيل الأمر ووصلوا إلى قناعة أن «القضية خاسرة» سحبوا أيديهم سريعا، بل ربما «باعوا الرجل» وأعلنوا تبرئهم من كثير من تصرفات بعض اتباعه أو ابنائه.
 من قبيل الجهل والتسطيح أن نتعامل مع كل قوى التيار الإسلامى باعتبارها كتلة صماء واحدة لا فرق بينها، كما أنه يصعب تصديق أن تأييد بعض السلفيين لابوالفتوح هو مؤامرة كونية.

أغلب الظن أننا ورغم كل البؤس السياسى الذى نعيشه قد بدأنا نجنى ثمار عمل التنظيمات الإسلامية فى النور والهواء الطلق وفوق الارض.

هذه التيارات لم نكن نعرف عنها شيئا، لأنها كانت تحت الأرض وبالتالى فإن شعاراتها وأفكارها كانت مصابة بكل أمراض التخندق والعمل السرى فى الغرف المظلمة.

بالطبع هى لم تتحول فجأة  الآن إلى أحزاب ديمقراطية مدنية، وستأخذ وقتا طويلا حتى تصل إلى هذا المستوى وقد لا تصل. لكن من قبيل عدم الإنصاف أن نظل ننظر اليها باعتبارها وقفت عند نقطة محددة دون تجاوزها.

ما حدث باختصار أن هذه القوى السلفية بدأت تتعامل مع الواقع وتراه بكل تعقيداته، وبدأت تفهم اننا ــ ورغم كل كراهيتنا لإسرائيل مثلا ــ فلا نستطيع إعلان الحرب عليها غدا قبل أن نحصن جبهتنا الداخلية ونستعيد قوتنا الشاملة.

بعض هذه القوى ولأنه عرف حقيقة الواقع البائس بدأ يتصرف على أساسه، وتوقف عن الاحلام الطوباوية والشعارات المجانية.

إذا الفترة الماضية لم تكن كلها سيئة، لأنها جعلت هذه القوى التى تؤمن بشعارات مطلقة تتعامل مع «الأمور النسبية».

هل حدثت هذه التغيرات بفعل الاقتناع، أم بفعل ضغوط أم بفعل أى سبب؟.

لا يفرق الأمر كثيرا، لأن بعض الظواهر والتغيرات السياسية يكفى انها حدثت.

لكن ما هى دقة الطرح والهمس واللمز الذى يردده بعض رواد تويتر والفيس بوك حول أن الأمر بأكمله تمثيلية محبوكة بين الإخوان والسلفيين لايصال ابوالفتوح للرئاسة؟!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق