اخر الاخبار

11‏/05‏/2012

البطل.. صناع الوسائد حسن المستكاوي



●● دموع فرح ودموع حزن، وأعلام ترفع وأعلام تسقط. بدون مشاعر الكراهية والتعصب. كانت المباراة متوهجة ومشتعلة بالمنافسة والأداء النظيف حتى الدقيقة الأخيرة. لم يفقد المهزوم الأمل حتى حين تبدد هذا الأمل بالهدف الثالث. ولم يتوقف الفائز عن السعى لفوز أكبر على الرغم من ضريبة المغامرة.. لأنه نشاط شريف ونبيل، على الرغم من تاريخ طويل حافل بالصراع والخلاف.


هكذا أختصر مباراة نهائى الدورى الأوروبى بين أتلتيكو مدريد وأتلتيك بلباو.. والأول الفائز باللقب ولد من بطن الثانى. فتأسس بلباو أولا فى إقليم الباسك. ثم قرر أنصاره تأسيس نادٍ فى العاصمة مدريد أطلقوا عليه أتلتيكو له نفس أعلامه ولونيه الأزرق والأبيض، واستمر الحال حتى انفصل نادى العاصمة عن أبيه بلباو، وتحول أتلتيكو إلى اللونين الأحمر والأبيض.

فاز أتلتيكو مدريد بكأس الدورى الأوروبى للمرة الثانية، وقد بدأت البطولة باسم كأس المعارض عام 1958 إلى 1971 ثم كأس الاتحاد الأوروبى حتى 2009 ثم الدورى الأوروبى.

●● فى تاريخ الأندية دروس وحكايات. وقصص تأسيسها عامرة بالسياسة والاجتماع والرياضة والصراع. سياسى، دينى، اجتماعى. ولعل الذين ينظرون للرياضة وللأندية على أنها نشاط للهو وللغو والتعصب، تمارسه فرق ألعاب. لعلهم يقرأون بعض التاريخ فقد يفهمون ماذا تعنى الأندية الرياضية ولماذا تأسست، وكيف تطورت؟

●● نحن فى مصر نتعامل مع روايات وحكايات ونمضغها طوال سنوات دون أن نفكر فيها، ومن ذلك حكاية الأجانب الذين أسسوا نادى الزمالك وصبغوه بالصبغة الأجنبية، وأن ذلك من أسباب المنافسة التاريخية مع الأهلى الذى كان أول نادٍ يفتح أبوابه للمصريين ويتأسس من أجلهم.. والواقع أن المنافسة التاريخية بين الفريقين تعود إلى قوتهما من البداية، ولم يكن من أسبابها حكاية الصراع بين وطنية الأهلى وأجنبية الزمالك.. تلك روايات التاريخ وحقائقه.

●● فى قصة أتلتيك بلباو يقول التاريخ إن النادى أسسه الإنجليز، شأن عشرات الأندية فى مختلف دول العالم. ومع ذلك ظل بلباو ممثلا لإقليم الباسك، معتزا بهذا التمثيل، فلا يجوز أن يضم إليه لاعبا من خارج الإقليم الذى يدعو للانفصال ولا يعترف بالملك. لكن هذا الموقف السياسى يبقى ساكنا فى نفس كل لاعب فى لحظات التنافس داخل ساحة الملعب الخضراء.

●● فى كل دولة بالعالم فرق كبيرة وفرق صغيرة. القطبية ظاهرة تاريخية وعالمية. لا توجد دولة واحدة كلها فرق كبيرة وبطلة.. وهذا لا يعنى العدل والمساواة فى الحقوق. فلا يمكن مصادرة تاريخ وشعبية الأهلى والزمالك لتوزيعها على فرق أخرى.. لكن حقوق الفرق الأخرى يجب ألا تصادرها شعبية وجماهيرية الأهلى والزمالك.. متى نتناول أمورنا بعمق وبصدق وبتجرد من المصلحة أو الانتماء أو الإدعاء؟

●● فى تاريخ أتلتيكو مدريد عرف النادى بعدد من الألقاب منها «لوس كولتشونيروس» أو صناع الوسائد بسبب ألوان القميص المخططة بالأحمر والأبيض والتى تشبه ألوان الوسائد القديمة. وفى السبعينيات عُرف النادى باسم «لوس إنديوس» أى الهنود بسبب تعاقداته مع لاعبين من أمريكا الجنوبية.

●● هل غضب أحد فى مدريد من تسمية الهنود أو من لقب صناع الوسائد.. هل يغضب أحدمن حقائق التاريخ؟.

أعرف إجابة أسوأ: هناك من لا يعترف أصلا بالتاريخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق