اخر الاخبار

09‏/05‏/2012

أحمد دومه .. حليم حنيش «الثائر المجهول»



ربما لا تعرفه أو لم تقرأ عنه من قبل، لأنه ليس من هؤلاء الذين يعشقون القفز والتنطيط أمام الكاميرات، ولا ممن يطلقون التصريحات هنا وهناك رغم أنه يمتلك بحق ما يقوله والذى ينبع من أعماله ونضالاته وثورته التى لا تهدأ، لكنك بالتأكيد لو كنت من هؤلاء الذين يتظاهرون ويثورون ويناضلون من أجل حقوق العمال والفلاحين والطلاب وحتى النخبويون لقابلت حليم عشرات المرات، ليس فقط أثناء الفعاليات الثورية بعد 25 يناير، لكن حتى قبلها بسنين أمام دار القضاء العالى وعلى سلالم نقابة الصحفيين وأمام اتحاد العمال وداخل أسوار الجامعات، كادراً مهمّاً يتحرّك بنشاط وحماس لا يفتر، وقيادياً ميدانيّاً يمتلك القدرة على حشد المئات وتحريكهم فى إطار ثورى منظّم. 

عرفته مع مولد حركة «شباب من أجل العدالة والحرية»، كما عرفت كثيرا من المناضلين الحقيقيّين الذين قدّموا لهدا البلد -ومازالوا- الوقت والجهد والمال... والدم والحياة، رفيقاً لا تكسره مصائب الدهر، ولا تهزمه هروات الشرطة، ولا تنال من عزيمته القضبان والسجون، فهو الذى حمل -كغيره من شباب هذا الوطن- كفنه على كفيه وفى قلبه حلم لوطن منتصر ناهض، كريم. 
أذكر وأنا أكتب هذه الكلمات «حليم» وهو معنا فى يوم 23 يناير 2011م ونحن نجهّز الدروع البلاستيكيّة للدفاع عن زهرة شباب هذا الوطن أمام رصاص الأمن وعصيّهم، وأذكره وهو يبيت نائماً على الأرصفة تارة مع العمال المعتصمين أمام اتحاد العمال، وتارة مع الطلاب فى الجامعة، وأطواراً للتضامن مع معتقلين من شباب القوى الثورية على مدار سنين طوال. 
النظام الذى كان يعتقل حليم وغيره على يد العادلى وعصاباته، هو ذات النظام الذى اعتقل حليم ورفاقه وقاموا بتعذيبه بالكهرباء والضرب بالعصى ورفضوا -إلى هذه اللحظة- عرضه على الطبيب الشرعى لإثبات تعذيبه على يد أفراد القوات المسلحة والشرطة العسكرية، وهو ذات النظام الذى يقوم بسحل وضرب وتعذيب واعتقال، وقتل كل من يفكّر للحظة فى أن يخرج بهذا الوطن من الظلام إلى النور، ومن تحت «البيادة» إلى فوق السماء، وهو ذات النظام الذى خرج حليم ومئات الآلاف من الثائرين ليهتفوا بسقوطه فى 25 يناير. 
إلى رفيقى حليم حنيش أقول: أنت الأقوى والأعزّ.. أنت الحر يا صديقى رغما عن أنوف أصحاب البيادات.. ورصاصهم، ومدرعاتهم. 
«الحريّة.. أو الدمّ».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق