اخر الاخبار

14‏/03‏/2012

رباعية خريج العلوم الحزينة بقلم خالد منتصر


أحياناً تكون بلاغة مرارة الواقع أكثر تأثيراً من قصائد أمير الشعراء أو كتابات أكبر الصحفيين والأدباء، وأحياناً تختصر لك رسالة ويكشف لك خطاب عن سؤال صعب أو إجابة معقدة طالما اقتحمتك وملكت عليك عقلك، ماقرأته وماستقرأونه معى أبلغ من أى تعليق، خريج كلية علوم يصرخ محبطاً من واقع هزيل مترهل قاس شرير، أنا لست منحازاً لكليات العلوم لمجرد اسمها ولكن لأنها تملك حل الشفرة الوحيدة لمستقبل ونهضة هذا الوطن، فلتقرأوا معى أو بالأصح فلتكتئبوا معى:

«أنا أسامة عبدالفتاح خريج علوم بنها وأحد قراء (المصرى اليوم)، فى البداية أرد على خريج العلوم الذى أرسل لك يطلب تغيير المسمى الوظيفى، من يرغب فى تطوير البحث العلمى حقاً فالحل ليس تغيير المسمى الوظيفى من إخصائى معمل إلى باحث والعمل فى المراكز البحثية يعنى (مش المسمى الوظيفى ولا حتى المرتب الزيادة اللى هيغير البلد)».


١- أنا كخريج علوم بنها مستعد أجيب كشف أوائل الخريجين المعينين بالكلية معيدين ودكاترة فى الكلية منهم مش أقل من ١٥ معيد أبناء دكاترة فى الكلية، ولك أن تتخيل أن تحصل بنت دكتور بقسم الكيمياء على ٩٩% وفى مشروع التخرج على ٩٩% والطالب الحاصل على المركز الثانى على الدفعة جايب ٨٨% وده كله عشان التقدير التراكمى بتاع الأربع سنين يبقى أعلى من أى طالب آخر يفكر إنه عايز يتعين معيد.


الفكرة مش المسمى الوظيفى يا دكتور خالد الفكرة إن عندنا فى السوق المصرى ٤ خريجين علوم، واحد خريج كلية علوم شغال فى صيدلية بيقبض ٣٥٠ جنيه، وواحد تانى خريج علوم شغال مندوب مبيعات بألف جنيه فى الشهر وبيلف فى الشوارع على الدكاترة والصيدليات وأهم هدف نفسه يحققه (التارجت) إنه يحقق زيارات كتيرة ومش مهم اللى بيسوقه إيه ويتفق مع التاجر(الدكتور) إنه لو كتب الدوا كتير هيبقى ليه بونس (عمولة أو سمسرة) على المنتج، أما الخريج الثالث فشغال فى وظيفة مرموقة بيقبض فيها ٢٥٠٠ جنيه، والخريج الرابع اتعين معيد فى الكلية وبيقبض مرتب حلو بس للأسف بيطلع عنيه وبيدفع دم قلبه على الكتب ومصاريف الماجيستير والدكتوراة عشان لما يبقى دكتور ينزل كتاب بيتصور بـ٥ جنيه يبيعه للطالب بـ١٠٠ جنيه وهى دى المكافأة ده غير لو بقى مسك منصب قيادى فى اتحاد الطلاب فيلهف هبرة كبيرة من ميزانية الاتحاد، هل سيادتك تتوقع بحث علمى من أى من الأربعة خريجين دول، إذا كان أى مكان عشان تتوظف فيه أصلاً لازم يبقى معاك خبرة (واسطة) يعنى؟!


٢- إزاى هننهض بالبحث العلمى واحنا مش عارفين نحل أقل مشاكلنا وهى الزراعة.


٣- إزاى هننهض بالتعليم والتلميذ بنعلمه فى ابتدائى إن دى (فارة) وده (لوحة مفاتيح) ودى (شاشة)، والسنة اللى بعدها لما ينجح تقوله ده (ماوس) وده ( كيبورد ) وده ( مونيتور).


٤- إزاى هنطور البلد واحنا بندور فى اللحية، والثانوية سنة ولا اتنين، ووظيفتى فنى ولا باحث وهقبض كام لما اشتغل الشغلانة دى.


٥- إزاى هنتقدم واحنا شايفين بعنيينا واحد كان طبال بقى من أغنى الأغنياء وواحد تانى قاتل وبينضربله التحية العسكرية ورا القفص.


٦- إزاى إزاى إزاى أوصفلك يا حبيبى إزاى قبل الثورة كنت إزاى وبعد الثورة بقيت إزاى.


٧- بس برضه لسة متفائل لأن من دراستى للتاريخ عرفت إن الثورة الفرنسية قعدت ٦٠ سنة على ما حققت أهدافها لذلك لسة الأمانى ممكنة بس نتقى ربنا.


يارب يكون كلامى ده ييجى منه أى نتيجة للبلد لأنى واحد مصرى ونفسى ومنى عينى أفتخر ببلدى حق الافتخار، وفى النهاية أشكرك يا دكتور خالد جزيلاً لو قريت رسالتى وفهمت قصدى وأحب أوضح إنى ليه لسة متفائل مع اللى قلته، واللى لسة عندى كتير أوى عشان أقوله إن الخريجين الثلاثة كانوا أنا والرابع اللى كان نفسى أحققه بس للأسف الواسطة كانت الحائل، ولو كان يسمح لى بذلك لصرخت بشدة وقلت لشعبى اختاروا رئيس يتقى ربنا.


أشكرك جداً على اهتمامك بالشباب وصراعهم مع الترامادول وصراعنا مع الوسايط وصراعنا مع الأمخاخ اللى قاربت على الصدأ»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق