اخر الاخبار

09‏/03‏/2012

الحركة الطلابية المشاغبة بقلم سحر الجعاره


الطالب المصرى يلجأ إلى مدارس وجامعات «أجنبية» لأن العملية التعليمية فى مصر فاشلة، وشهادات الجامعات المصرية لم يعد معترفاً بها فى دول العالم المتقدم، ولأن الجامعات المصرية تحرمهم من ممارسة السياسة، أو الأنشطة الترفيهية، أو التعبير عن أفكارهم.. ولذلك تدفع الأسر المصرية «دم قلبها» لتصنع «مستقبلاً» لأبناء عهد الفساد! فى عهد الفساد المسمى «نظام مبارك» تحولت بعض الجامعات الخاصة إلى «بيزنس» لا يقدر عليه إلا المليارديرات، «بيزنس» يوظفون من خلاله المسؤولين السابقين لتسهيل أعمالهم!


فلا غرابة - إذن - فى أن يتصدر تمثال «المخلوع» ساحة الجامعة الألمانية بمصر، وحين اعترض الشباب وطالبوا بإزالة النصب التذكارى للمخلوع ووضع تمثال لزميلهم «كريم خزام»، شهيد أحداث بورسعيد، بدأت المأساة. الشباب هتفوا «ضد العسكر» وشاركهم فى الهتاف «معيد» بالجامعة، ويبدو أن الجامعات الأجنبية ليست أراضى مصرية، وأن لها «حصانة» أشد وأقوى من حصانة السفارات الأجنبية، وأن لها قوانينها «الرادعة» التى تخالف كل مواثيق حقوق الإنسان!


وتحت بند المساس بـ«كرامة» السادة أعضاء هيئة التدريس، قررت الجامعة الألمانية - «بعد مجلس تأديب» - الشطب على مستقبل «المعيد» وفصله من الجامعة، وفصل خمسة طلاب، اثنان منهم فصلاً نهائياً، والثلاثة الباقون فصلاً لمدة أسبوعين.. الطلبة المفصولون أحدهم فى الفرقة النهائية بكلية الهندسة والآخر بالفرقة الثالثة!!. وبحسب مؤسسة «حرية الفكر والتعبير» فهذا الفصل التعسفى يعد «إفراطاً فى القسوة ضد الطلاب بالمخالفة للقانون والمبادئ التى استقر عليها القضاء المصرى، من أنه يجب أن يكون هناك تدرج فى استخدام العقوبات التأديبية إذا كان هناك مجال للإدانة».


المؤسسة ذاتها قامت برفع دعاوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة لوقف تنفيذ وإلغاء قرارات فصل الطالبين. ودخل طلاب الجامعة فى حالة اعتصام تم تصعيدها إلى الإضراب عن الطعام.. لكن لا حياة لمن تنادى!!. فلا وزير التعليم العالى الدكتور «حسين خالد» تدخل، ولا الوزارة اهتزت.. الوزارة لا تهتم بأرواح الشباب حتى تهتم بمستقبلهم!. كل جريمة الطلبة هو أن أحدهم طلب الاطلاع على اللوائح المنظمة للنظام التأديبى، وهو ما اعتبرته الجامعة تهما تثير السخرية والألم فى آن واحد، ومنها بحسب ادعاءات الجامعة: «تعطيل سير العملية التعليمية، وتعريض حياة الطلاب للخطر نتيجة التدافع، والهتاف بصوت مرتفع داخل المبنى، وتزعم الحركة الطلابية المشاغبة».. ونسيت الجامعة فى بيانها - لتبرير ما حدث - أن تنسب للطلاب تدبير مؤامرة لقلب نظام ألمانيا «!!».


إنه «هولوكوست» حقيقى يتم فى الجامعة الألمانية، لأن الطلبة طالبوا بإقالة «إبراهيم الدميرى»، رئيس مجلس تأديب الطلاب، الذى كان وزيراً للنقل فى عهد «الرئيس المخلوع»!!. هولوكوست يحرق الحق فى التعليم، وحرية التعبير، والحق فى التظاهر أو الاعتصام.. وكلها حقوق مكفولة بحكم القانون. لكن الجامعة التى تدعى أنها مستقلة ومحايدة، سياسياً وأيديولوجياً، وتقول إن قراراتها المتعسفة ليست دفاعاً عن المجلس العسكرى، لم تحترم أصلاً أى سلطة حاكمة للبلاد. ومن هنا أطالب المجلس العسكرى الحاكم بالتدخل الفورى لإنقاذ مستقبل شباب مصر - الثورة.. وإلا فليس أمامنا إلا التضامن جميعاً مع «الحركة الطلابية المشاغبة» حتى ترحل الجامعة الألمانية عن أرض مصر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق