اخر الاخبار

14‏/03‏/2012

مقالات مختارة للكاتب الراحل جلال عامر: الرجل ذو الحصانتين


عادة غريبة، بعد خسارة أى بطولة فى كرة القدم نستدعى «فريق غلبان» نغلبه، وهو ما يذكرنى عندما كانت تنهار عمارة ثم نعلن فى اليوم التالى عن حدوث زلزال.. وعايزنا نرجع زى زمان قول للزمان ارجع يا زمان.. ونفسى أرجع للوراء عدة سنوات لكن خايف أخبط فى عربية لذلك أفكر بعد الانتخابات أن أتحول من «كاتب» إلى «خطاط»، فالذى يعيش هذه الأيام يا ويله والذى يموت يا بخته، وكل سنة وحضرتك طيب فاليوم يبدأ «قفا» العيد وهو إجازة شعبية تبدأ من اليوم وحتى إشعار آخر فنهار العمل قليل وليل الأجازة طويل، ولى قريب ظلت خطوبته سبع سنوات واستمر زواجه ثلاثة شهور، فمصر بلد العجائب والضرائب لذلك نجد الوزير وزيراً ونائباً ورئيس ناد ومستشار بنك ويؤجر «مراجيح» وشارى «خروف».


فما الذى يجعل الوزير يجمع بين مجلس الوزراء ومجلس الشعب ومجلس الآباء فى مدرسة ابنه.. لا شك أن المسؤول عن ذلك وعن «قفا» العيد هو «حلاق إشبيلية» وهى المسرحية الفرنسية الشهيرة التى كتبها «بيير دى بيمارشيه» وحوّلها الإيطالى «باسيليو» إلى أوبرا عالمية، ثم جاء العبقرى «روسينى» ووضعها فى قالب كوميدى، وكتب لها عشرات الألحان الخالدة التى تسربت من الأوبرا إلى إعلانات التليفزيون، ومنذ كتبها «بيمارشيه» عام ١٧٧٥، ظل «حلاق إشبيلية» هو أشهر حلاق فى العالم، حتى جاء «حلاق وزير المالية» ليغطى عليه، فالأول كان «البطل» يطلب من الكونت «المشورة»، والثانى كان «الزبون» يطلب من الحلاق «الفاتورة»، الأولى موسيقى وغناء ورقص، والثانية شعر وذقن وفتلة، لذلك أتمنى أن ينجح «يوسف بطرس غالى» فى الانتخابات حتى يطلب فى البرلمان من السيد وزير المالية أن يلغى الضريبة العقارية وفاتورة الحلاق.. ثلث مجلس الوزراء مرشح نفسه وكلنا شاهد فيلم «كرامر ضد كرامر» الذى يعالج مرض التوحد ورأينا عملية فصل التوائم لذلك أخذوا منا كل شىء وتركوا لنا كراسى المقهى، وآخر مرة رأيت فيها رجل بحصانتين كانت أيام الزلزال وأتذكر أن «الباتعة الكيكى» مولودة بحصانتين شالت واحدة عند جراح شهير وشالت التانية فى «البوسطة»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق