اخر الاخبار

14‏/03‏/2012

مرشحو الرئاسة بقلم د. عمرو الشوبكى


تلقيت على بريدى الإلكترونى العديد من التعليقات على مقال الأمس (الدور النهائى) أبرزها ما كتبه الأستاذ مصطفى خليل بلغة عربية جميلة، وجاء فيه:


فى معرض تعليقكم على بعض المرشحين قلتم عن المرشح حمدين صباحى ما نصه: «فقدم مراجعات جزئية فى خطابه السياسى وضعته فى منطقة وسط بين نظم صدام حسين وبشار الأسد ومعمر القذافى وبين الجديد الذى ولد بعد سقوط هذه النظم».



اسمح لى يا دكتور وأنا من قرائك شبه الدائمين: إن هذه العبارة غير واضحة وتحتاج منكم إلى بعض الشرح والتوضيح، لأنها فعلا غامضة - هذا مع تقديرى طبعا لظروف مساحة المقال وعدد الكلمات المطلوبة وهى قيود تحد غالبا من قدرة الكاتب على إيضاح فكرته بالشكل الكافى - وفى موضع آخر فى المقال قلتم ما نصه:


«صحيح أن هذا التيار يضم قطاعات رافضة للثورة، وأخرى غاضبة منها». لم أستوعب عبارة «وأخرى غاضبة منها» والضمير يعود إلى الثورة طبعا - اسمح لى يا دكتور: هذه الفكرة تحتاج إلى توضيح أيضا، حيث إن وضعها بهذه الصورة دون أى تعليق منكم أو حتى علامات تعجب يعطى انطباعا بأن هذا الغضب من الثورة شىء مقبول ومشروع وهذا شىء لا يمكن تصوره، لأنه على أى أساس يمكن لأى عاقل أن يغضب من الثورة وهى لم تفعل أى شىء مطلقا يمكن أن يؤخذ ضدها كثورة، لأنها - وأنتم تعلمون طبعا أكثر منى - أن الثورة لم تحكم يوما واحدا حتى يكون هناك مجال لعتابها أو الغضب منها، وعلى العكس من ذلك فيمكن القول إن هناك من هم غاضبون مثلا من البرلمان، لأنه تم تشكيله وتنعقد جلساته ولم يقدم المنتظر منه حتى الآن وهناك تحفظات كثيرة على أدائه، أما أن يكون هناك من هم غاضبون من الثورة والمفترض أنهم معها وليسوا ضدها، حيث إنهم غير من وصفتهم بـ«الرافضين لها»، فهذا شىء غريب ووجدت أن من الصعب استيعابه ويحتاج إلى توضيح.


وأخيرا أحييك على مواقفك وكتاباتك.


وأود أن أقول للأستاذ مصطفى خليل إنه فيما يتعلق بالمرشح المحترم حمدين صباحى فإن المقصود أن هناك على الساحة العربية من اقتنع بأن هناك جانباً إيجابياً فى خطاب نظم «الممانعة» وهو ما عبر عنه مرشح الرئاسة فى أكثر من مرة بقوله إنه يرفض عدم ديمقراطية هذه النظم، لكن هناك وجهاً ممانعاً يروق له، وهو لا يعنى بأى حال أن مناضلاً شعبياً مثل صباحى يمكن أن يقارن على المستوى الشخصى برجل ورث السلطة مثل بشار الأسد.


فى حين أن هناك آراء أخرى ومنها رأيى المتواضع أن هذه النظم التى عرفت بـ«الممانعة» تمثل الوجه الآخر (الأسوأ) لنظام مبارك وبن على وما عرف فى الساحة العربية بـ«النظم المعتدلة».


أما التوضيح الآخر فأنا أتفق تماما مع الأستاذ مصطفى خليل على أن الثورة لم تحكم، والسؤال: كيف يمكن أن يكون هناك إذن غاضبون أو عاتبون عليها؟! والحقيقة أن أى ثورة لا تحكم إلا من خلال مؤسسات، ولذا فإن عتب الناس وغضبهم المشروع على البرلمان أمر لا غبار عليه، رغم أنه جاء بانتخابات حرة كانت ثمرة الثورة.


إن الثورة قيمة عليا، وحين تترجم إلى مؤسسات وتتحول إلى ممارسة يقوم بها سياسيون أو حتى ثوار فستنطبق عليها القوانين البشرية والسياسية المعروفة «تخطئ وتصيب»، ولذا فإن رحلة هدم النظام القديم أسهل بكثير من بناء نظام جديد يحقق النهضة والتقدم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق