اخر الاخبار

12‏/03‏/2012

مقالات مختارة للكاتب الراحل جلال عامر: الأقزام قادمون


الدنيا بعد فراقك غيم.. إنتى الوحيدة الدوبل كريم.. والباقى كله ده جبنة قريش.. وأنا أكره الجبنة القريش لأنها تدل على برودة فقر، وأكره شوربة الخضار لأنها تدل على سخونة مرض.. وعندى تمرين لو نجحت فيه سوف أسمح لك بأن تقرأ المقال مجاناً.


تعرف تقول «اللجنة العليا للانتخابات» «اللجنة العليا للانتخابات» «اللجنة العليا للانتخابات» خمسمائة مرة ثم تعطس عطسة قوية تساوى حياة أفضل، عطسة توقظ الجيران وتجعلهم يتوجهون للإدلاء بأصواتهم أمام النيابة ضدك.. حاول.


لأنه يعاد الآن صياغة الحياة السياسية فى مصر من خلال الصندوق لإضعاف الإخوان والأحزاب القديمة وتقوية الأحزاب متناهية الصغر والتى لا تُرى فى الشارع لكنها تُرى بالمجهر، وبالفصحى أو بالفسحة كل من شتم البرادعى سوف يكون له فى الكعكة نصيب ونردها له فى فرح أعضائه..



فالمستقبل لحزب «الكتكوت»، وطبقا لنتائج مهرجان «كان» من حق أى حزب أن يختار معارضيه ليحصل على جائزة أحسن مخرج فكل شىء بالخناق إلا المعارضة بالاتفاق، لذلك أنا ضد الحب بعد الزواج لأنه لا يأتى إلا أول كل شهر مع المرتب لكننى مع الحب بعد الطلاق مع الاحتفاظ بالصور، لأنه ينتقل من الحدائق إلى قاعات المحاكم، ويأتى مع النفقة وبعد انتخابات الرئاسة التى ستشرف عليها اللجنة العليا للانتخابات والتى سيفوز بها السيد الرئيس «محمد حسنى مبارك»، قد أصل إلى الستين وأعيش فى الستينيات وأحضر حفل أم كلثوم التى تغنى فيه «ما تصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيا ومليت»، ويرجع الاتحاد الاشتراكى ثم تحدث النكسة وأموت، ويكتشف زاهى حواس مقبرتى ويعثر بجوارى على ورقة المبايعة وورقة زواج الملكة نازلى وربع كيلو جبنة قريش.


ويا تلحقينى يا ما تلحقينيش لأنهم يتصرفون وكأن مصر خالية من السكان فلا حمرة خجل ولا عرق عافية ولا دموع ندم لكن تزوير الأربعة وعشرين ساعة مثل صيدلية إسعاف ويقول لحضرتك لجنة عليا من «١١ عضواً»، وكأنهم إخوة يوسف أو فريق كرة.


لقد جربوا الأحزاب القديمة عام (٢٠٠٠) وجربوا الإخوان عام (٢٠٠٥) وجربوا متناهية الصغر عام (٢٠١٠)، وسيتم فتح باب استيراد المعارضة عام (٢٠١٥).. لا الحزب الوطنى يعبر عن الشارع ولا متناهية الصغر تعبر عن الشارع، لذلك أخشى أن يعبر الشارع عن نفسه بنفسه ووقتها لن تنفع الجبنة القريش.. ويا تلحقينى يا ما تلحقينيش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق