مع كل الاحترام والتقدير للدعوات النبيلة بأهمية الإسراع بإعادة بسط الأمن والاستقرار علي امتداد ربوع الوطن وبدء خطوات جني ثمار ثورة25 يناير بعد الانتهاء من الاستفتاء علي التعديلات الدستورية فإن علينا أن نحصن المرحلة الجديدة من خطر الالتباسات الذهنية والثقافية والمجتمعية التي تصنع أجواء الحيرة والبلبلة والغموض في المجتمع.
إن علينا أن نتوافق بكل حسن النيات حول المفهوم الصحيح للمواطنة بعيدا عن التفسيرات المتباينة التي تتسبب بين الحين والحين في تحلل روابط المواطنة وبروز الأزمات التي تهدد الوحدة الوطنية لأتفة الأسباب.
لابد أن نتفق بداية علي أن الوطن الذي نعيش فيه ليس هو حدود مصر الجغرافية التي تشكل وحدة سياسية واحدة وإنما الوطن يتجسد في وحدة الانتماء وفي حق المشاركة تحت رايات المساواة والتكافؤ عبر الأطر والتنظيمات الديمقراطية التي تمنح حق الاختلاف في الرأي وتحظر الإقصاء أو التمييز.
نحن بحاجة إلي ثقافة جديدة تسهم في تعميق وترسيخ الشعور بالانتماء كسلوك عام ودائم وليس مجرد فورات لحظية بين الحين والحين تتغير فيها المواقع والولاءات حسب المصالح والاحتياجات... وهو ما يتطلب كنقطة بداية أن يتعمق الإحساس لدي كل فئات الشعب بأنهم مواطنون يملكون هذا الوطن وليسوا مجرد سكان يعيشون فوق أرضه!
وفي اعتقادي أن المرحلة الجديدة تتطلب قرارات وسياسات جريئة وفورية من وحي المشهد المصري الراهن أهمها إزالة القيود علي حرية العمل السياسي للطلاب والأساتذة داخل الجامعات بعد إسقاط الحظر علي حرية عمل الأحزاب طبقا للقانون حتي يمكن كسر جدار العزلة المفروض علي الجامعات والذي أدي إلي تنامي إحساس الطلاب بالغربة عن قضايا وطنهم إلي أن وقع زلزال25 يناير دون سابق إنذار!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق