اخر الاخبار

20‏/03‏/2011

مدد يا «مهدى».. نظرة يا «شرف»

تحية واجبة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يثبت كل يوم أنه الأمين على أموال هذا الشعب، وليس أدل على ذلك من الدور الذى لعبه اللواء طارق المهدى فى توفير ٩٠ مليون جنيه

كانت تنفق فى غير محلها خلال ستة أيام فقط من المدة التى قضاها كقائم بأعمال رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ومن المفهوم أن هذه الملايين كانت تذهب كمكافآت لقيادات الاتحاد وغيرهم من المحظوظين، وما أكثر المؤسسات التى تحتاج إلى شخصية من هذا الطراز لتفحص أوجه إنفاق المال العام داخل كل منها ونسبة ما يذهب منه إلى قياداتها، ولعل الجامعات المصرية، خصوصاً تلك المحظوظة ببرامج التعليم المفتوح، من أبرز المؤسسات التى تحتاج إلى ذلك

ويأتى على رأس هذه الجامعات جامعة القاهرة التى بدأ نشاط التعليم المفتوح بها منذ عام ١٩٩١ ببرنامج المعاملات المالية والتجارية «كلية التجارة» وبرنامج تكنولوجيا استصلاح واستزراع الأراضى «كلية الزراعة»، وبمرور الوقت أضيفت إليهما عدة برامج جديدة، شملت برنامج الترجمة «كلية الآداب» وبرنامج الدراسات القانونية العملية «كلية الحقوق» وبرنامج الإعلام «كلية الإعلام»، وينخرط فى الدراسة بهذه البرامج آلاف الطلاب، وعددهم الدقيق يكاد يكون سراً حربياً مثل الرقم الخاص بحجم إنتاج البترول فى مصر الذى كان فى حوزة الرئيس ووزير البترول فقط
.
وإذا راجعنا المصروفات التى يدفعها طالب التعليم المفتوح والذين يصل عددهم لنحو ٣٠ ألفاً سنويا طبقاً لأسعار عام ٢٠٠٩ «المتوافرة لدى» سنجد أن الطالب المصرى فى هذا البرنامج يدفع مبلغاً لا يقل عن ١٦٠٠ جنيه، فى حين يدفع الطالب العربى ١٧٥٠ دولاراً، أى ما يعادل ١٠٢٣٧ جنيهاً، وبحسبة بسيطة للمتوسط العام لدخل جامعة القاهرة من التعليم المفتوح بناء على هذه الأرقام سوف نجد أنه لا يقل عن ستين مليون جنيه سنوياً، يدفع من هذا الإجمالى ما لا يزيد على ٦% كمكافآت لأعضاء هيئة التدريس بكل برنامج نظير التزام كل أستاذ بوضع الكتاب الذى يحوى المادة العلمية للمقرر وقيامه بأعمال التدريس ووضع الامتحانات وتصحيح أوراق الإجابة والإشراف على أعمال الكنترول، فإذا فرضنا أن نسبة ٢% تدفع للإداريين، وأن نسبة مماثلة لها تدفع نظير المستلزمات التعليمية، فمعنى ذلك أن النسبة التقديرية لما يتم إنفاقه على البرنامج تصل إلى ١٠%، وعلى هذا يصل المتبقى من إجمالى الستين مليون جنيه «ونسبته ٩٠%» إلى أربعة وخمسين مليون جنيه.. والسؤال أين تذهب؟
! .
لقد كرر الزميل الأستاذ رفعت فياض فى مقال له بجريدة «أخبار اليوم» منذ عدة أيام ما سبق أن نشره عن أن مكافأة الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة، من برنامج التعليم المفتوح تبلغ ستمائة ألف جنيه شهرياً، مما يعنى أنه يقبض فى العام حوالى سبعة ملايين ومائتى ألف جنيه، أى ما يشكل نسبة «١٢%» من الـ٥٤ مليوناً المتبقية، وهى نسبة تزيد على كل ما يدفع للأساتذة والإداريين وتكلفة المستلزمات التعليمية لكل برامج التعليم المفتوح بالجامعة، وإذا صح هذا الرقم الذى لم يعلق عليه رئيس جامعة القاهرة فإن من الواجب على أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة أن يهتفوا فى صوت واحد «مدد يا مهدى
»!.
وربما كانت هذه الملايين التى تدرها بقرة التعليم المفتوح هى السر فى ذلك الحماس الذى أبداه وزير التعليم العالى السابق الدكتور هانى هلال ورؤساء الجامعات التى يوجد بها برامج من هذا النوع لقرار إلحاق الطلاب الحاصلين على مجموع ٥٠% فى الثانوية العامة بجميع البرامج، بما فيها البرامج التى تقبل الطالب النظامى بحد أدنى لا يقل عن ٩٥% مثل كلية الإعلام، دون اشتراط مضى خمس سنوات على الحصول على هذه الشهادة أو الشهادة المتوسطة الأخرى المعادلة لها، فدخول آلاف جديدة من الطلاب يعنى تدفق المزيد من الملايين إلى جيوب البعض وليذهب التعليم بعد ذلك إلى الجحيم
.
إن هذا الموضوع يحتاج بحثاً وتفتيشاً وتدقيقاً من جانب الدكتور عصام شرف، الرجل الذى اختاره الثوار رئيساً لوزراء مصر، ونحن نضع هذا الملف أمامه فهو الأقدر على الحصول على كل التفاصيل المتعلقة به، خصوصاً أن ملايين التعليم المفتوح تدخل فى إطار ما يسمى الحسابات الخاصة التى لا يوجد للجهاز المركزى للمحاسبات سلطان على مراجعة أوجه إنفاقها، مما يؤدى إلى تكديس هذه الملايين فى جيوب قيادات الجامعة، بدءاً من الرئيس مروراً بالنواب وانتهاءً بالعمداء، ولست أدرى هل يذهب قسم منها إلى وزارة التعليم العالى أم لا؟
.
إننى أطالب الدكتور عصام شرف بأن يستعين بصديق من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مثل اللواء أركان حرب «طارق المهدى» ليقوم بمراجعة هذا البند من بنود مدخولات الصناديق الخاصة بجامعة القاهرة، وهى بنود كثيرة هناك تعتيم كامل على حجم ما تدره على الجامعة من ملايين
.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق