اخر الاخبار

02‏/03‏/2011

الساعات الأخيرة للقذافى /سلامة احمد سلامة

salama ahmad salama okkk
مازال العالم يتابع الدراما الليبية، وهى تتحول من التهديد والوعيد الذى أعلن فيه القذافى أن الشعب الذى يرفض حكمه مآله القتل والإبادة، وسوف يفتح مخازن السلاح لتتحول ليبيا إلى جهنم حمراء مشتعلة فى كل مكان. وقد فعل القذافى ما هدد به. وصعّد مقاومته للثورة باستخدام آلاف المرتزقة من الأفارقة والبلطجية ضد الأبرياء غير المسلحين، حتى سقطت معظم المدن الشرقية فى أيدى الثوار ولم تبق غير طرابلس فى أجزاء منها. وتدور الآن معارك طاحنة فى معقل أخير لقواته المدافعة عنه فى مصراتة. قبل أن يلجأ إلى حصنه الأخير فى البيضا أو العزيزية جنوبى طرابلس
.
وقد نقلت الـ«بى بى سى» تقريرا مصورا عن هذا المخبأ الحصين الذى يمتد أربعة كيلومترات تحت الأرض. وهو محاط بأسوار أسمنتية مضادة للقذائف ومزودة بأجهزة رقابة أمنية وغرف للتحكم. تدافع عنه 4 كتائب يقودها أولاد القذافى. إن لم يكونوا قد هربوا بعد!!
يكرر القذافى تجربة هتلر حين أمضى ساعاته الأخيرة محصنا فى مخبأ تحت الأرض. وقد أمضى القذافى 40 عاما فى سدة الحكم جاثما على أنفاس الشعب الليبى، ليكرر قصة من أفظع قصص الاستبداد والطغيان فى العصر الحديث. أهدر خلالها بدون حساب ثروة شعب يحتل المرتبة الخامسة أو السادسة فى إنتاج النفط فى العالم. وحرمه من كل أسباب التقدم والحرية.. فلا يوجد فى ليبيا برلمان ولا نقابات ولا مجتمع مدنى ولا أحزاب سياسية ولا هيئات غير حكومية.
وقد استطاع القذافى أن يروج بغوغائية ساذجة لفكرة الجماهيرية واللجان الشعبية. بديلا عن أى تمثيل نيابى، وجمع فى كتابه الأخضر جميع الخزعبلات والأفكار الشاردة ليحفظها التلاميذ فى المدارس.. ومع تقدمه فى السن ترك أولاده يتنافسون على الثروة والسلطة. وحاول سيف الإسلام أكبر أولاده أن يبدو أكثر تحضرا وإيمانا بالديمقراطية. ولكنه حين اشتدت ضغوط المتظاهرين لم يملك إلا أن يظهر على حقيقته عندما هدد الليبيين بالقمع والقتل والتصفية.
لقد ارتكب القذافى جرائم إبادة وقتل جماعى على مر تاريخه.. وتفوق فى ذلك على كل الحكام العرب والأفارقة الذين نبذتهم شعوبهم. ومول كثيرا من الحركات الإرهابية مستغلا ثروة النفط فى عمليات اغتيال وتفجير، كان أفظعها تفجير الطائرة فى قضية لوكيربى التى راح ضحيتها مئات الضحايا. كل ذلك وشعبه يعيش دون خط الفقر. وحين أرغمته إجراءات الحصار والعقوبات الدولية على التراجع، تاب وأناب واضطر إلى دفع تعويضات سخية لعائلات الضحايا. وما كاد يفعل حتى هرولت الدول والشركات الأمريكية والأوروبية للحصول على عقود النفط والغاز.
ورقص بيرلسكونى فى خيمة العقيد ليغفر له القذافى ما تقدم من ذنبه وما تأخر من فظائع الاستعمار الإيطالى!
استخدم القذافى أسلوب الرشاوى لكسب ولاء القبائل الليبية، ولكسب تأييد الدول الأفريقية ورؤسائها. وبين ذهب المعز وسيفه رشا بعض خصومه وقتل آخرين. من بينهم الإمام موسى الصدر ومنصور الكخيا وزير خارجيته الأسبق. استخدم القذافى منطق عصابات المافيا.
لم يكن غرور القذافى وعلوه فى الأرض ومطاردة شعبه الذى عامله معاملة الجرذان والحشرات والمدمنين، غير نتيجة طبيعية لتخاذل الدول العربية وتقاعسها عن إدانة القذافى وعزله، وللتواطؤ الذى انتهجه الغرب فى سبيل الحصول على النفط، مقابل تصدير السلاح والطائرات إليها. وربما تحملت مصر مسئولية ما بسبب أوضاعها الاقتصادية والعمالية التى أجبرتها على السماح لمليون ونصف المليون عامل مصرى بالسعى للحصول على عمل فى ليبيا. معظمها من الأعمال الرخيصة المتدنية. واستخدمها العقيد كأداة للضغط والابتزاز ضد مصر.
يواجه القذافى الآن نهاية مريعة بعد أن تكاتف الغرب على اتخاذ إجراءات عقابية حادة ضده.. تجمد أمواله وأموال أسرته. وتمنعهم من السفر. وتفرض على ليبيا حظرا فى السلاح والذخيرة.. مع تقديم القذافى إلى المحكمة الجنائية الدولية. وإذا تم حظر الطيران الجوى فسوف تكتمل الحلقة حول رقبته.
وقد أعلنت هيلارى كلينتون أن واشنطن على اتصال بقوات المقاومة فى المنطقة الشرقية التى يسيطر عليها خصوم القذافى.. على الرغم من معارضة الليبيين أى تدخل أجنبى. لكى تظل الثورة الليبية خالصة لأبنائها.
ويعتقد الخبراء بالشئون الليبية أن القذافى لن يستسلم بسهولة وسيقاوم حتى النفس الأخيرة.. وقد يأتى الخطر من حدوث فراغ أمنى وسياسى بعد تصفية القذافى، تجرى فيه تصفية الحسابات قبل أن تعود الأمور إلى الاستقرار!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق