اخر الاخبار

28‏/03‏/2011

تسونامى الأمة العربية ( الشعب يريد..)بقلم د/ محمد حجازى شريف



بلا أدنى شك الكل يعرف التسونامي والكل يدرك بأنه ناتج عن تكون مجموعة من الأمواج العاتية تتحرك بمساحة كبيرة من المياه بالمحيط وينشأ التسونامي من
 الزلازل أيضا ، سواء كان تحت الماء أو على سطح المياه ، وكذلك يحدث نتيجة الانفجار البركاني تحت سطح الماء، يتصف بالطاقة الناجمة عن التحرك، وتكون آثاره مدمرة
.إننا اليوم نعيش في ملتقى التسونامي( تسونا مي الشعوب العربية )، يتصف بالطاقة الناجمة عن التحرك الشبابي على امتداد الوطن العربي ، لينقلنا بصورتنا المشرفة للعالم ، إن ثورة الشعوب أصبحت إرادة و رغبة ملحة لدى الشعوب للتخلص من الأنظمة والحكومات والهيئات التي جعلت من الدولة شركات لهم وللعائلة الحاكمة والحاشية والمقربين
*
*
أجل تحقيق هدفين هما
.الثورة - كمصطلح سياسى - تعنى ( الخروج على الوضع الراهن سواء الى وضع أفضل ، وسواء الى وضع أسوأ)أما الثورة فى التاريخ السياسى فهى ( حركة تتم على نطاق واسع يشمل غالبية أفراد الشعب من1-
2-
اسقاط نظام الحكم القائم .احداث تغيير جذرى فى الاسس العامة فى المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .)إننا اليوم أصبحنا نعيش مرحلة العبور والانتقال إلى المستقبل الأفضل والتحول من العقل السياسي الخانع والمستسلم الى العقل السياسي المستنير الذي يحافظ على جوهر ومزايا الوطنية الحريصة على الوطن ، لبناء واقع سياسي جديد على امتداد الوطن العربي لا مكان فيه
لأى طاغية أو مستبد
*
.كثرت الشعارات في الفترة الأخيرة بدرجة غير مسبوقة واللافت أنها انتشرت في طول العالم العربي وعرضه، لا يكاد ينجو منها بلد واحد.. إنها( عدوى الشعارات )والتي استقطبت أهم شريحة في المجتمع وهي الشباب.. غطت الشعارات على كل ما عداها، ولعبت وسائل الإعلام الدور الرئيس في تأجيج نارها وإبقائها متوهجة على مدار الساعة، ينام عليها الناس ويصحون، تشاركهم كل لحظة وكأنها جزء لا يتجزأ منهم.انطلق هذا الشعار من تونس الخضراء بلد أبي القاسم الشابي صاحب البيت المشهور الذي يعد الملهم للشباب والمحرك لحماسهم: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
كان هذا البيت وقودا لعزائم الشباب ومحركا لهمهم ودافعا لتحديهم العقبات وتغلبهم على كل الصعاب.. استطاع الشباب التونسي أن ينتصر في أقصر وقت ممكن وبأقل الخسائر.. حقق هدفه بإسقاط النظام وبدأت تونس تشق طريقها بثبات نحو حياة أفضل
.وانتقل هذا الشعار إلى مصر فانتفض الشباب في ثورة عارمة واعتصام في ميدان التحرير ورفعوا أصواتهم عاليا بمطالب كثيرة تحقق معظمها وندعو الله أن يصلوا مع مصر المحروسة إلى بر الأمان فيعيش الجميع في دعة وسلام.ثم جاء دور اليمن ليحتشد الشباب في ميدان التغيير رافعين نفس شعار إخوانهم في تونس ومصر، مطالبين بإصلاحات كثيرة أهمها إسقاط النظام.أما ليبيا وما أدراك ما ليبيا ..؟! فقد بلغ السيل فيها الزبى..وتفاقم الأمر واشتد الخطر ، وسفكت الدماء وتجاوز عدد الضحايا الآلاف ، وتخضبت الأرض بالدماء ، وطال الدمار القرى والمدن، حتى العمال المقيمون في ليبيا عانوا وقاسوا وهربوا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.. وما زالت الأمور معقدة والوضع مخيفا من غير أن تلوح في الأفق بوادر انفراج أو أمل. كل شيء هناك أصبح معطلا ومن شأنه أن يقود البلاد إلى المجهول.؟
.
!وانتقل الشعار بسرعة إلى البحرين هذا البلد المستقر والذي كان يمثل بيتا خليجيا آمنا يتوافد إليه الناس من كل دول الجوار عبر الجسر الذي يزدحم بالسياح والطلاب الذين وجدوا في جامعات البحرين مكانا يلبي طموحاتهم.. وندعو الله أن تؤول الأمور إلى خير.ووصلت العدوى إلى فلسطين ليأخذ الشعار أبعادا أخرى وليحمل طموحات وأحلاما طالما دغدغت عواطفهم ولامست آمالهم.. فأخذ الشباب ينادون.. الشعب يريد إنهاء الانقسام.. الشعب يريد المصالحة.. الشعب يريد إنهاء الحصار.. الشعب يريد هدم الجدار. والشعب يريد مكافحة الفساد، والشعب يريد..؟! إن ما يريده الشعب الفلسطيني كثير وهو يتناسب طرديا مع معاناته التي امتدت عقودا عدة.. وكل مطالبه عادلة، فقد طالت معاناته وصبر حتى ضاق الصبر عن صبره.. وليت قادة فصائله يدركون أن الوقت يمضي بسرعة ولا مجال للخصومة وتبادل الاتهامات، ففلسطين أثمن من كل شيء في سبيلها يرخص الغالي والنفيس.. ولا عذر لأحد أبدا.. والوحدة آتية لا ريب فيها، شاء من شاء وأبى من أبى..!! والنصر آت..آت ، إن شاء الله.إن الشعب الفلسطيني بكل فئاته وكل فصائله ، ينبغي أن تكون له بوصلة واحدة تتجه نحو القدس، كما بجب أن تُنحّى الشعارات ما عداها جانبا، لأن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين إل ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها قسرا وعلى مرأى ومسمع العالم كله هذه كلها حقوق غير قابلة للتصرف أو التفريط فيها.يا أبناء فلسطين: كفى فرقة وانقساما.. الزمن يمر بسرعة ولا يلتفت إلى تخرّصات البعض وركضه وراء السراب.. اتحدوا وكونوا قلبا واحدا يصغ لكم العالم ويحترمكم ويؤيد مطالبكم. فالبدار .. البدار قبل فوات الأوان
*
..اليوم مصر العروبة بشعبها وجيشها غيرت استراتيجيات إدارة المنطقة وإدارة الوطن العربي وغيرت بواقعنا السياسي بواقع جديد وآفاق جديدة من اجل التطوير السياسي ، والأيام المقبلة سوف تبين و تثبت لنا ماهية طبيعة السياسة بالمنطقة ، وسوف تغير مصر العروبة المعايير العالمية في تقييم أداء السياسة تجاه الوطن العربي . نعم مصر اليوم انتصرت ورسمت لنا واقع أصبح واضح المعالم يصمد أمام التحديات ويرفض التأمر والمؤامرات .وسيظل الشعار: الشعب يريد..!! يواصل اتساعه وامتداده بلا حدود ليستوعب كل الأمنيات والأحلام..بقلم د/ محمد حجازى شري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق