اخر الاخبار

22‏/03‏/2011

التربية السياسية ..والبناء الديموقراطى بقلم د/ محمد حجازى شريف




 اعتقد اننا نتفق جميعاً في ان وطننا الغالي بحاجة الي تثقيف

سياسي..الي نضج سياسي..الي زيادة الوعي..انني اقترح طرح هذا الموضوع للنقاش..للدراسة..للمقترحات..و للتفعيل
نتفق علي وجود حالة من الاميةالسياسية التي افرزت الغالبية الصامتة الني تخشى عمليات التطوير خوفاً من المجهول.....والتى أدت الى ضعف المشاركة السياسية
تعتبر المشاركة السياسية بمختلف صورها من أهم مؤشرات مدى ديموقراطية النظم السياسية؛ ومؤشراها ما يعكس الثقافة السياسية السائدة في المجتمع ...فضلا عن كونها عنصرا أساسيا في عملية التنمية
ونحن بدورنا نقول أن مشاركة الشباب في الحياة السياسية والحزبية ضرورة في حد ذاتها ..كما أنها تتيح أفاقا أوسع لإثبات الكفاءة والتميز والقدرة على العطاء للمشاركة فى العمل العام...كما أنها تعمل على صقل الشخصية المصرية (للفرد) أو تقبله للأخر وتزيد من قدرته على العمل بروح الفريق الواحد
نحن احوج ما نكون الي تربية سياسية..و تكوين وجدان سياسي..و بالطبع لا يعني هذا ايجاد نهج سياسي احادي الرؤية..بل ان تعدد وجهات النظر هو طبيعة الحياة..و الوطن احوج ما يكون الي ايجاد قيمة الانتماء..و التربية السياسية تنشأ اولاً من الاسرة..هذه نقطة بدء
الأسرة..هي نواة النشأة الاولي في حياة الانسان..و اري ان البداية في تكوين وجدان سياسي يأتي من الاسرة..نعم..ان الشغل الشاغل لولي الامر هو توفير الحياة الكريمة..و لكن وجود حوار سياسي و لو لمتابعة الامور الرئيسية او حتي عناوين الاخبار و التعليق العادي عليها..هو كفيل و كاف لاطلاق عملية تنوير في عقول النشء..كما ان ايجاد حالة انتماء للوطن الغالي يقع اول مايقع علي كاهل الاسرة و ولي الامر.ولا شك أن الاحزاب السياسية من أهم الوسائل التى تساعد فى تكوين واختيار الكوادر والقيادات السياسية . وتعتبر الاحزاب السياسية معاهد لتخريج القادة الذين يتمتعون بقدرات القيادة . وتعتبر الاحزاب السياسية - طبقا للفكر الديموقراطى - عماد الديموقراطية وأساس النظام النيابى واسلوب ممارسة الحرية السياسية فى الدولة المعاصرة. وقد أثبتت التجارب انها من أفضل الوسائل المنظمة التى تسمح للمواطنين بالمشاركة فى الشؤن العامة ، وتنشيط الحياة السياسية داخل الدولة.كلما نضج الشعب و ازداد وعيه..كلما اصبح وجود وجدان سياسي ..و تكوين تربية سياسية..بمثابة امر طبيعي..و ليس ترفاً..إذ ان في ظل الجمود المعيشي و العلمي و الثقافي و السياسي..تصبح التربية السياسية امراً غير طبيعياً او غير مألوفاً..بل ربما يتحول الطموح العلمي و التركيز الأسري علي رفع مستوي المعيشة الي مبررات لتجاهل التربية السياسية..و يتحول ايجاد طريق سياسي و تعريف سياسي و تكوين سياسي عند النشء بمثابة امر تكميلي غير ضروري..نعم..ان وطننا الغالي في أمس الحاجة الي تربية ابنائنا علي وجدان سياسي محترم و راق
تعتبر الديموقراطية غاية فى حد ذاتها لأنها تجسد القيم الاساسية التى يتطلع لها المجتمع و يسعى لتحقيقها .كما انها تعتبر وسيلة فى نفس الوقت من خلال الاليات التى تمتلكها لترجمة هذه القيمة الديموقراطية و مبادئها الى واقع فعلى وتطبيق حى قابل للتطور و المحاكاة.ان الديموقراطية هى قيمة جماعية عليا تنبثق منها مبادئ عامة والتى تجسدها اليات ومسالك عديدة
ان الديموقراطية هى اسلوب للحياة ونظام للحكم يقوم على قناعة كاملة من جميع مواطنى المجتمع بقيمة الديموقراطية فكرا وممارسة وقناعة كاملة بالمبادئ الاساسية للديموقراطية من حرية ومساواة وتعدد ومشاركة، كما ان هذه المبادئ تستلزم وجود اليات معينة تجسد المبادئ الى واقع حى متجدد كتعدد الاحزاب والافكاروكل ما من شانه تحقيق سيادة الشعب
..
المبادئ العامة للديموقراطية
لقد ثبت من التطور التاريخى لنظم الحكم ان الديموقراطية فكرة تمثل قيمة جماعية عليا تصلح لجميع المجتمعات بلا استثناء وهى بالتالى لا تقبل النسبية بمعنى انها تصلح لمجتمع دون اخرومن واقع قراءة تاريخ التطور الديموقراطى واسهامات اباء الديموقراطية يمكن بلورة المبادئ العامة للديموقراطية فيما يلى
1-
السيادة الكاملة للشعب
2-
المساواة الكاملة بين جميع افراد الشعب
3-
الحرية الكاملة لجميع افراد الشعب
4-
العدالة وتكافؤ الفرص امام الجميع
5-
سيادة القانون
6-
الفصل بين السلطات وضمان توازن هذه السلطات
7-
القبول بالتعددية والتنوع فى المجتمع
8-
القبول بالمنافسة السياسية بين قوى المجتمع
9-
القبول بوظيفة الرقابة السياسية على اداء الحكم
اليات الممارسة الديموقراطية
تمثل الاليات00الوسائل الملائمةلنقل المبادئ العامة للديموقراطيةالى واقع تطبيقى0 هذا وتختلفالوسائل من مجتمع الى اخر باختلاف الثقافات والخبرات والنضج المجتمعى وارادة المجتمع. ويمكن بلورة هذه الاليات فى الممارسة الديموقراطية فيما يلى
1-
اعمال قاعدة الانتخابات الحرة والمباشرة والسليمة
2-
المشاركة الجماهيرية الواسعة
3-
تعدد الاحزاب السياسية
4-
وجود جماعات الضغط فى المجتمع
5-
تعدد منظمات المجتمع المدنى
6-
التعليم الابداعى والناقد والحر
7-
الاعلام الحر والمتنافس والمتعدد
8-
تنمية الوعى السياسى باهمية الديموقراطية كاسلوب حياة
9-
تعميق ثقافة الحوار والمشاركة لترسيخ مبادئ الديموقراطية
ركائز البناء الديموقراطى
تتمثل اهم ركائز البناء الديموقراطى فيما يلى
1-
سيادة القانون
2-
التعددية الحزبية الحقيقية
3-
كفالة الحقوق والحريات العامة للمواطنين
4-
ضمانة استقلال القضاء
جدوى الديموقراطية
تمثل المبادئ العامة للديموقراطيةاهمية معيارية كبيرة فى الحكم على وجود الديموقراطية من عدمه كما انها تمثل اطارا مرجعيا فى تقييم مدى توفرالديموقراطية فى المجتمع
وباعتباران الديموقراطية قيمة عليافىصياغة اسلوب الحياة ونظم الحكم فان مبادئها تتسم بالتشابك وعدم التجزئة ومن ثم فهى صالحةلجميع المجتمعات وبالتالى لاتقبل النسبية بمعنى انها تصلح لمجتمع دون اخر
اما ما يثير الجدل فى هذا الشان فهوما يتعلق بالوسائل والاليات ذلك ان الممارسة الديموقراطية هى التى تقبل النسبية بمعنى ان ما يصلح لمجتمع من اساليب فى ممارسة الديموقراطية قد لا يصلح لمجتمع اخر
وفى شان الجدل حول التمييز بين الديموقراطية كقيمة جماعية وبين اليات الممارسة الديموقراطية نرى الاتى
اولا - ان الديموقراطية يكفى لتحقيقها ان يقوم النظام السياسى على اساس التسليم للمواطن بالحقوق التالية
1-
حق اختيار ممثلين على قدم المساواة
2-
ان يتم هذا بطريقة دورية بحيث لايصير الانتخاب لمدى الحياة
3-
ان يكون لهؤلاء الممثلين حق الرقابة على السلطةالحاكمة
ثانيا -ان الديموقراطية الحقيقية تحتاج الى نخبة سياسية تؤمن بالتعددية وتقبل نتائج الانتخابات ايا كانت ولكنها قبل ذلك تحتاج الى شعوب حية منظمة لها مؤسساتها المدنية القادرة على حماية مصالحها الحقيقية ضد طغيان الاقلية من النخب السياسية الحاكمة
خاتمة
ان المعيار الحقيقى لوجود الديموقراطية فى مجتمع ما ليس وجود مجموعة من الافكار الهامة والمبادئ الديموقراطية فى دستور هذا المجتمع وانما هو ممارسة الناس الفعلية لهذه الافكار والمبادئ والحقوق فالديموقراطية فى النهاية ممارسة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق