اخر الاخبار

21‏/03‏/2011

خطوط فاصلة / سمير رجب

قلوبنا مع شعب ليبيا الشقيق في محنته الحالية.. فلا القوات الأجنبية المحتلة في الطائرات والصواريخ ستكون حانية علي أبنائه.. في الوقت الذي يمكن أن يفقد فيه العقيد القذافي البقية الباقية من أعصابه فيعمل علي الانتقام منهم شر انتقام..
 خصوصاً إذا بات يدرك أن نهايته باتت قريبة
..!
***
لقد بدأت كل من أمريكا. وفرنسا. وبريطانيا. وإيطاليا.. ومعها الدولة العربية الوحيدة قطر في تنفيذ ما أسموه بعملية "فجر أوديسا".. وهي التي جاءت تنفيذاً لقرار مجلس الأمن بفرض حظر جوي علي ليبيا تلبية لاستغاثات ثوارها الذين ظل آل القذافي يوجهون إليهم ضرباتهم في قسوة ما بعدها قسوة.. وعذاب ما بعده عذاب..!
***
وبكل المقاييس.. لا توجد أية عمليات عسكرية دون وقوع ضحايا.. وبصرف النظر عن هوية هؤلاء الضحايا.. وما إذا كانوا مؤيدين للنظام أو معارضين له.. فهم أولاً وأخيراً.. "بشر" لا ذنب لهم فيما أوصلتهم الحياة الصعبة إليه..! طائرات. وصواريخ "فجر أوديسا".. قد أخذت تدك حصون النظام في ليبيا.. بدفاعاته الجوية. ومطاراته.. وما بقي من طائراته التي هرع لإخفائها عن العيون..! وقطعاً.. الخسائر فادحة.. لكن صلف. وغرور القذافي وأنجاله أديا بهما إلي التشبث بالسلطة التي بدأ بريقها يتواري منذ اندلاع شرارة التغيير.. لكنهم حتي الآن لا يريدون الاعتراف بالأمر الواقع..! ويكفي ما أعلنه القذافي بالأمس بأن الشعب الليبي مستعد أن يموت عن بكرة أبيه فداء له..!
***
المهم.. وماذا بعد..؟! إنه دائماً السؤال المحير والمعقد الذي يدق الرءوس بعنف في مثل تلك الظروف..! القذافي مازال يراهن.. علي الأرض الليبية التي هدد بتحويلها إلي جمرات من النار.. مؤكداً علي أن الشعوب الأوروبية مع ثورة الفاتح من سبتمبر التي تحدث عنها الكتاب الأخضر.. الذي تنبأ بأن كل الدول سوف تتحول إلي جماهيريات شبيهة بالجماهيرية الليبية..! يا سلام..!
***
علي الجانب المقابل.. فإن الثوار يعدون العدة للانقضاض علي كتائب القذافي بعد أن يكون قد أصابها الوهن. والضعف. والتمزق نتيجة عمليات القصف..! يعني.. الدماء سوف تسيل أنهاراً أكثر.. وأكثر.. والحرب الأهلية قد لا تبقي.. ولا تذر..! من هنا.. أي حكام هؤلاء الذين يصرون علي البقاء فوق مقاعدهم ثلاثين. وأربعين سنة..؟! ألا يخجلون من أنفسهم..؟! وألا يؤمنون.. بأن كل شيء لابد أن تكون لها نهاية..؟! ثم. ثم.. لماذا يقبلون هذا الهوان..؟! إن شعوبكم قد أصابها الملل والضجر. و"القرف" منكم.. فلماذا الإصرار علي فرض سطوتكم وسلطتكم. وممارسة قهركم إلي ما لا نهاية..!
***
في النهاية تبقي كلمة: لعل ما يجري الآن علي أرض ليبيا.. يكون عظة وعبرة.. لباقي الحكام داخل المنطقة العربية..! حاولوا.. إنقاذ رءوسكم.. وشعوبكم قبل أن تحين الساعة التي هي آتية لا ريب فيها..! لقد تساقطت أوراق الشجر.. ويستحيل.. يستحيل أن تعود إلي أغصانها ثانية..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق