اخر الاخبار

26‏/03‏/2011

المعايير التى تحكم اختيارات تشكيل المنتخب الوطنى أمام جنوب أفريقيا /حسن المستكاوي

mestekawy profile
لا يلعب حسن شحاتة المباريات الرسمية بطريقة 4/4/2.. وإن كان فى بعض الأحيان يلعب 4/2/2/2.. لكن ما الذى يحدد طريقة اللعب؟
 وما الذى يفرض على المدير الفنى مثلا اختيار سيد معوض أم أحمد سمير فرج لمركز الظهير الأيسر المتقدم أو الجناح المتأخر؟ ومتى يلعب بلاعبى ارتكاز أو بثلاثة لاعبين؟ وهل الأفضل أن يلعب برأسى حربة أمام جنوب أفريقيا اليوم أم يلعب برأس حربة واحد؟ وهل هناك علاقة بين أداء فريق سوبر سبورت أمام الأهلى وبين أداء منتخب جنوب أفريقيا أمام منتخب مصر؟
إذا كانت طريقة 3/5/2 من طرق اللعب القديمة التى انتهى عصرها تقريبا، فإنه من الإنصاف الإشارة إلى أن العقد الأول من هذا القرن شهد تغييرا واضحا فى تكوين المدافعين، وربما ذلك من اختيار الجهاز الفنى للمنتخب. فوفقا لتحليلات خبراء عن التطور الذى طرأ على كرة القدم فى 10 سنوات، توصف تلك الفترة بأنها عقد المدافعين الثلاثة.. فهم يستطيعون مواجهة المهاجمين فى طريقة 4/4/2 وظهر ذلك فى طرق متنوعة مثل 3/4/1/2.. و3/4/3.. والأخيرة يلعب بها كثيرا فريق النادى الأهلى تحت قيادة جوزيه.
وعلى سبيل المثال، فإن ثلاثة مدافعين من اختيارات فرق جنوا ونابولى وباليرمو لكن الفرق الثلاثة تملك لاعبين يستطيعون التحول إلى 4/3/1/2 وفى بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا كرر مدرب تشيلى مارشيللو بيليسا اللعب بثلاثة مدافعين بطريقته المعروفة 3/3/1/3 وكان أسلوبه مبهرا لجميع المحللين.. وأذكركم أيضا بأن كرة القدم كانت دائما مقسمة إلى مدافعين، ولاعبى وسط، ومهاجمين، لكن فى الوسط الآن هناك وسط مدافع ووسط مهاجم، وتم تقسيم المهاجمين أيضا.. إلى مهاجم رأس حربة متقدم ومهاجم ساقط خلف رأس الحربة.

المهم وحتى لا نتوه بكم فى تفاصيل فنية، أعتقد أن مدرب فريق سوبر سبورت نجح أمام الأهلى بما يسمى أسلوب «جيش الوسط» وهى المنطقة التى يشتد الصراع فيها على المساحة وعلى احتلالها. ونجح فى توفير زيادة عددية مستمرة، فرضت على الأهلى تغيير أسلوبه باللجوء للكرات الطويلة لقطع المسافة، ولأن لاعبيه لا يجدون المساحة. وربما ينجح منتخب جنوب أفريقيا بفروق اللياقة والسرعة والقوة فى فرض أسلوبه على المنتخب الوطنى، وأخطر ما يمكن أن يفرضه، هو «ونعنى به جيش الوسط» تحقيق الزيادة العددية فى منتصف الملعب، كما فعل سوبر سبورت، وبالتالى تحقيق الزيادة العددية فى كل خط، توجد فيه الكرة، وتشهد المساحة صراعا بين لاعبى الفريقين.. وهذا بالإضافة إلى اعتماد الفريق الجنوب أفريقى على سرعة الهجوم المضاد، وهو أحد أساليبه التقليدية القديمة، سواء وهو فى قمة مستواه عام 1996 أو حين لعب تحت قيادة كارلوس ألبرتو فى مونديال 2010 أو وهو يلعب الآن تحت قيادة بيتسو موزمانى.

نعود إلى الأسئلة التى طرحناها فى البداية: ما الذى يفرض على المدير الفنى مثلا اختيار سيد معوض أم أحمد سمير فرج لمركز الظهير الأيسر المتقدم أو الجناح المتأخر؟ ومتى يلعب بلاعبى ارتكاز أو بثلاثة لاعبين؟ وهل الأفضل أن يلعب برأسى حربة أمام جنوب أفريقيا اليوم أم يلعب برأس حربة واحد؟

أولا: هناك بديهيات تفرض الاختيار قبل أى مقاييس فنية أو خططية وهى الحالة البدنية للاعب. وبافتراض أنها متساوية، يكون سيد معوض مرشحا للعب لو كان حسن شحاتة سيلعب برأسى حربة ويعتمد على الكرات العرضية من الطرفين كأحد الحلول الرئيسية للتسجيل. ويكون أحمد سمير فرج هو المرشح لو كان شحاتة سيلعب برأس حربة واحد، ويرى أن أحد الحلول الرئيسية هو الاقتحام من العمق والتسديد، خاصة لو تميز دفاع جنوب أفريقيا بطول القامة، وألعاب الهواء.

ثانيا: لاعبا ارتكاز من أساسيات خط الوسط. خاصة إذا كان التعادل أحد الخيارات المطروحة والمقبولة. ويتغير ذلك وفقا للنتيجة وسير اللقاء، فيضحى المدير الفنى بأحد اللاعبين من أجل زيادة القدرة الهجومية.

ثالثا: اللعب برأسى حربة يكون أفضل فى تلك المباراة لتحقيق أكبر فائدة ممكنة من طرفى الملعب. لكن لو لعب المنتخب برأس حربة واحد وهو زيدان مثلا فإنه لن تكون هناك فائدة كبيرة من الكرات العرضية، وحين ترسل لن تجد من يستقبلها غالبا.

رابعا: اختيار الطريقة، واختيارات اللاعبين تحددها الحالة الفنية للاعب، والهدف من المباراة ونقاط القوة والضعف فى الفريق المنافس، ولنفترض أننا فى موقع حسن شحاتة، فما هى أفضل الاختيارات؟
يلعب الفريق بطريقة 3/1/4/2.. ففى حراسة المرمى عصام الحضرى، وفى خط الظهر وائل جمعة، ومحمود فتح الله، وحسام غالى. وأمام الثلاثة أحمد فتحى، ثم سيد معوض، وحسنى عبدربه وأحمد المحمدى، وأبوتريكة وشيكابالا، وزيدان (أحمد على).. والتشكيل سوف يحكمه فى النهاية خطة حسن شحاتة، ومدى تقديره لاستخدام الطرفين من عدمه، ومدى رؤيته لاختيار التعادل، بجانب نقاط القوة فى منتخب جنوب أفريقيا.. وقد مثلا يلعب بطريقة 3-4-2-1 ولا خلاف على خط الدفاع والظهيرين معوض والمحمدى، ويدفع بمحمد شوقى وحسنى عبدربه كلاعبى ارتكاز، أبوتريكة وشيكابالا وأمامهما محمد زيدان ويخرج من التشكيل أحمد فتحى.

نذكركم بذكاء الثعالب فى مواجهة الأسود وهو الأسلوب الذى استخدمه منتخب مصر فى مباريات كأس الأمم الأفريقية 2008 ثم 2010 وكيف كانت الكرة الأرضية، هى سمة التمريرات، وكيف كان التمرير الكثير من أهم أسلحة الفريق.. لكن هذا الأسلوب يحتاج إلى اللياقة الفائقة، باعتباره من صيحات الكرة الجديدة التى يتبادل فيها اللاعبون الكرة، بدلا من تبادلهم لمراكزهم.. هل يملك لاعبو مصر الآن نفس القدر من الحيوية واللياقة خاصة بعد توقف نشاط الكرة لأسابيع؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق