اخر الاخبار

15‏/06‏/2012

كيف ضيعها رونالدو؟ حسن المستكاوي




●● عندما انتهت مباراة البرتغال والدنمارك، أخذ خبراء ومقدمو برامج ومحللون يسردون ويكررون برتابة شريط المباراة وماجرى فيها، بينما كان أول سؤال يجب طرحه فى الأستوديوهات التحليلية وفى أوساط اللعبة هو: كيف ضيع كريستيانو رونالدو الفرصة التى انفرد فيها بحارس المرمى الدانماركى أندرسن بعد تمريرة من نانى، ليسدد الكرة بجوار القائم فى الدقيقة 78 من المباراة التى بدأت سهلة وانتهت عصيبة..؟

●● كيف يكون هداف ريال مدريد الذى سجل 60 هدفا فى 55 مباراة مرتبكا دائما وغالبا فى مباريات منتخب البرتغال.. هل هو فارق المستوى بين مباريات المنتخبات وبين المنافسات المحلية الإسبانية؟ هل هذا هو السبب أم أن الضغوط الهائلة على رونالدو التى تطالبه بشىء لمنتخب بلاده وراء هذا الارتباك ووراء هذا الهدف الضائع بغرابة شديدة؟




●● مباريات الدورى الإسبانى ليست بهذا الضعف، وهناك اختبارات قوية يتعرض لها رونالدو منها مباريات الدربى مع برشلونة ويكون فيها مصدرا للخطر، ولاشك أنه الضغط والمطالبات التى يدركها رونالدو من خبراء ونقاد وإعلام، بالإضافة إلى تفكيره فى لحظة الانفراد بتعديل مظهر شعر رأسه، والتأكد من تماسك الجيل على رأسه، بجانب تفكيره بمانشيتات الصحف وكيف أنه ظهر مع البرتغال كما يظهر مع ريال مدريد وأنه ظهر أخيرا.. ولولا سيلفستر فاريلا البديل الذى سجل هدف الفوز لتحمل رونالدو مسئولية التهديد الصريح من شبح خروج منتخب بلاده من البطولة مبكرا..

الطريف فى تلك المباراة أن الجناح الأيمن للدانمارك لم يدافع، فهاجمت البرتغال من جهة اليسار. وأن الجناح الأيسر للبرتغال لم يدافع، فهاجمت الدانمارك من الجهة اليمنى.

●● فى مباراة ألمانيا وهولندا.. قدم الألمان عرضا فى إبداع خط الوسط الصانع والبناء للهجمات والذى يتحرك بديناميكية ومرونة رائعة، كان الأمر عرضا للمرونة الجماعية.. وقدم العرض.. شفانشتايجر، ومسعود أوزيل، وسامى خضيرة.. ومع هؤلاء قدم ثلاثى المقدمة توماس موللر، وجوميز، وبودولوسكى عرضا آخر فى «الخط الفاصل» الذى يتحول فيه الجناح إلى لاعب وسط أو رأس حربة.. أو كيف يكون فى فريق ثلاثة مهاجمين منهم اثنان يتحولان إلى رأسى حربة فى أى وقت.. وكيف يقوم الجناحان بجعل الملعب عريضا ومفتوحا ومتسعا أمام وحول صندوق المنافس..؟

●● هذا كله قدمه الفريق الألمانى.. بالإضافة إلى الهجوم بالجبهات، فى اليسار لام وبودولوسكى، وفى اليمين أوزيل وموللر، وفى القلب شفانشتايجر وخضيرة وجوميز.. مع سرعة الأداء فى الشوط الأول، سرعة وحيوية، وقودهما الروح والإصرار.. ثم مزج هذه السرعة فى الشوط الثانى بعبقرية تغيير الإيقاع وتهدئة اللعب خاصة فى لحظات الهجوم الهولندى الجارف.. وقد كان شفانشتايجر رجل المباراة وبطل الألمان. فهو الذى أهدى الهدفين إلى جوميز، وهو الذى كان السند للمهاجمين مع أوزيل والصانع للعب مع أوزيل أيضا.. ففى الفريق كان هناك صانعان.. وكلاهما أسطى فى صنعته..

●● لطيفة تلك اللعبة التى يعرفها العالم باسم «كرة القدم».. إنها أبسط وأعقد لعبة عرفتها البشرية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق