اخر الاخبار

01‏/06‏/2012

الديمقراطية أن تقبل بالقواعد عماد الدين حسين



أحد الأشخاص كتب على الفيسبوك يقول: «رئيسى الشرعى هو حمدين صباحى مش حد تانى».
مستعد للتعاطف مع هذا الأخ وتأييده لاننى أعطيت صوتى أيضا لحمدين ــ الذى تربطنى به علاقة صداقة وود منذ عام 1985 وحتى هذه اللحظة ــ لكننى أختلف مع هذا القول تمام الاختلاف.
 معظمنا انتقد أنصار حازم أبوإسماعيل لانهم حاولوا فرض مرشحهم على حساب القانون ولجأوا إلى أفعال كادت ان تحرق البلد خصوصا يوم محاولة اقتحام وزارة الدفاع. وبالتالى وجب علينا التنبيه إلى خطورة مثل هذا الطرح الذى يسىء لحمدين ولكل ما يطرحه من قيم مدنية وحضارية.

 هذا المبايع يقصد انه لن يعترف باى رئيس يتم انتخابه غير حمدين. هذا القول لا يعبر عن رأى فرد بل لهجة عامة بدات تسود منذ معرفة نتائج المرحلة الأولى مساء الجمعة الماضى، والخطورة ان بعض مؤيدى عبدالمنعم أبوالفتوح قالوا عبارات مماثلة أيضا.

اعرف ان هناك إحباطا عاما بين كل مؤيدى الثورة خاصة من القوى المدنية لان الصندوق الانتخابى خذلهم وحشرهم بين تاسيس دولة الإخوان وإحياء دولة مبارك، لكن تنفيس هذا الإحباط لا ينبغى ان يكون بالخروج على كل شىء بما فيها القوانين التى خاض الجميع الانتخابات على أساسها.

لا يعقل ان يخوض المرشحون الانتخابات على أساس قانون معين ويعرفون انه ظالم وإذا فازوا يتجاوزوا عنه وإذا خسروا لا يعترفون بالنتائج.

الجميع كان يعلم ان قانون الانتخاب به ثغرات واضحة خاصة المادة 28 ورغم ذلك خاضوا الانتخابات، ولذلك فالواجب عليهم احترام النتائج مهما كانت لان تلك هى قواعد اللعبة الديمقراطية. سيرد آخر ويقول نحن نعيش فى فترة شرعية ثورية ولا نعترف بالقواعد أو القانون. ولمثل هذا الرأى الذى يتزايد انصاره كل يوم نقول: كان من الأولى ان يرفض كل المرشحين الثوريين خوض الانتخابات قبل تعديل كل القوانين المعيبة، وإذا رفض مجلس الشعب والمجلس العسكرى ذلك ستفقد الانتخابات شرعيتها السياسية والشعبية، وكان المجلس العسكرى سيضطر وقتها  لتعديل هذه القوانين المعيبة.

لو ان هناك حركة شعبية حقيقية منظمة لكان بامكانها اقناع أو اجبار أو دفع المجلس العسكرى  لمنع ترشيح أحمد شفيق من البداية، وقتها كان المجلس العسكرى سيجد عشرات الحجج لمنعه، لكن ان يقبل الجميع القانون او يرضوا بخوض الانتخابات على أساسه وعندما تقع الواقعة يبدأ الجميع فى الندب واللطم والولولة فذلك لا معنى له الا وصف «لعب عيال».

سنفترض ان انصار صباحى ضغطوا عليه ليصبح رئيسا وقبل المجلس العسكرى بذلك، فماذا سنفعل لو ان أنصار أبوالفتوح ضغطوا ايضا ليصبح رئيسا؟!.

هل ندخل فى صراع مسلح فى هذه اللحظة وحتى لو افترضنا جدلا ان المجلس العسكرى وافق على تعيين صباحى وأبوالفتوح رئيسين، فماذا سنقول لانصار محمد مرسى وأحمد شفيق فى هذه الحالة خصوصا انهم يمثلون 11 مليون صوت.

ليست بهذه الخفة تدار العملية السياسية وعندما تتكرر هذه الأفعال الصغيرة فانها تسىء إلى الثورة والثوار.

كان صباحى فى غاية التوفيق عندما تحدث مساء الاثنين الماضى وقال انه مع حق الجميع فى التعبير والاحتجاج طالما كان سلميا وانه يرفض أى خروج عن القانون.

النتيجة التى حققها صباحى اكثر من رائعة وينبغى البناء عليها وليس تشويهها، ولذلك فمن حق انصاره ان يتظاهروا كما يشاءون سلميا، وبعدها عليهم واجب الجهاد الأكبر وهو الانخراط فى عملية بناء اطار سياسى يجمع هذه الملايين وقد يمثل حلا للمعادلة الصعبة التى حشرت المصريين بين الدولة الدينية والدولة المباركية، وهو امر يحتاج إلى تفصيل لاحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق