اخر الاخبار

03‏/06‏/2012

الخروج الآمن للثوار بقلم علاء الدين عبدالمنعم



أيا كانت النتيجة التى ستسفر عنها انتخابات الإعادة الرئاسية، أى سواء فاز الدكتور محمد مرسى أو الفريق أحمد شفيق، فإن الثوار سيكونون بحاجة إلى خروج آمن من المشهد، فلن ينسى «الرئيس محمد مرسى»، لو تم انتخابه، أن الثوار قد كذَّبوه وكذَّبوا جماعته، بل اتهموهم بخيانة الثورة حين تخلوا عنها للتفرغ لحصد الغنائم، تخلوا عنها فى ميدان التحرير بعد جمعة 19 نوفمبر ولم يناصروا الثورة فى أحداث محمد محمود - التى أسفرت عن نتائج مهمة للثورة بتقليص الفترة الانتقالية - تخلوا عن الثوار فى أحداث مجلس الوزراء وبعد انتخاب البرلمان قيل إن شرعية الميدان قد انتهت وإن الشرعية الآن فقط للبرلمان.



لن ينسى «الرئيس محمد مرسى» اتهام الثوار له وللجماعة بالتكويش، أو محاولة التكويش، على كل السلطات ومحاولة الاستحواذ على الجمعية التأسيسية للدستور.


ولن ينسى لهم إفشال مشروعهم بعد أن شكلوا بالفعل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، بأن ضغطوا على القوى السياسية والشخصيات العامة للانسحاب من جمعية الدستور، ولن ينسى لهم الوقوف أمامهم فى ساحة 
القضاء لإبطال هذه الجمعية وهو ما تحقق بالفعل، ولن ينسى «الرئيس محمد مرسى» أن الثوار قد عايروا الإخوان واتهموهم بالاتفاق أو عقد صفقة مع المجلس العسكرى، ولن ينسى لهم انقلابهم على الإخوان بعد تعارض مواقفهم بخصوص حكومة الدكتور الجنزورى، لن ينسى لهم معايرة الثوار لجماعة الإخوان بأنها لا توفى بالوعد بترشيحها مرشحين لرئاسة الجمهورية بعد أن وعدت وأكدت عدم رغبتها فى الحكومة أو رئاسة الجمهورية، ولن ينسى «الرئيس محمد مرسى» أن الثوار قد انقلبوا من التحالف مع الجماعة فى بداية الثورة والدفاع عنها قبلها إلى الانقلاب عليها ومهاجمتها بعد انتخابات مجلس الشعب، وقبلها كذلك لن ينسى «الرئيس محمد مرسى» للثوار وقوفهم بقوة ضد ترشحه ونعته بصفات لا يجوز كتابتها، وأخيراً لن ينسى للثوار أو للقوى الوطنية محاولات الابتزاز التى تعرض لها بعد دخوله انتخابات الإعادة، و«الابتزاز» هو وصف أطلقه أنصار الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المحتمل.


بعد كل ذلك هل يأمن الثوار على أنفسهم فى حالة فوز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة؟


وإذا ما فاز الدكتور الفريق أحمد شفيق بالرئاسة، فالمصيبة بالنسبة للثوار أشد وأعظم، فهل سينسى الرئيس «أحمد شفيق» إذا تم انتخابه أن الثوار هم أول من خلعوه من رئاسة الوزارة بالتظاهر المستمر ضده فى ميدان التحرير، وهل سينسى نعته بصفات مهينة للكرامة، وهل ينسى رفضهم الدائم والمستمر له كمرشح سيعيد النظام السابق ويقضى على الثورة وسيعمل على إخراج ثعابين وفئران النظام السابق للخروج من جحورها؟ وهل ينسى «الرئيس أحمد شفيق» أن الثوار يلصقون به تهمة قتل خيرة من شباب مصر فى موقعة الجمل، وهل سينسى «الرئيس أحمد شفيق» الإهانات التى تعرض لها من الثوار فى الكثير من مؤتمراته الانتخابية، التى وصلت إلى حد رشقه بالأحذية؟ ألم يقل الفريق أحمد شفيق إنه سيواجه المظاهرات بالقوة المفرطة واستدل بفض مظاهرات العباسية فى خمس دقائق، فى إشارة إلى أن ذلك ما هو إلا «بروفة» لما يمكن أن يحدث؟ ألم يهدد الفريق أحمد شفيق كل من سيقف فى طريقه بالعنف وحتى التصفية؟ وأخيراً هل سينسى «الرئيس أحمد شفيق» هذه الروح العدائية التى تناصبه من ملايين المصريين الذين رفضوه فى الانتخابات وأيدوا غيره؟


وبعد كل هذا أليس من حق الثوار أن يبحثوا لهم عن خروج آمن، حيث إن المرشحين - معاً - يرفعان شعار «عاد لينتقم» بعد نجاحه.


والخروج الآمن للثوار لن يكون إلا فى اتحادهم والوقوف بقوة أمام أى مستبد جديد يحاول فرض إرادته على الشعب، سواء أكان مرسى أم شفيق، وستظل إرادة الله وإرادة الشعب هى الغالبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق