اخر الاخبار

19‏/06‏/2012

محمد إبراهيم الدسوقى مطالبنا من الإخوان


الآن وقد اتضح الخيط الأبيض من الأسود، وبزغ فجرنا المرتقب، بمعرفة اسم الرئيس الجديد، فإن جماعة الإخوان المسلمين المزهوة بفوز مرشحها الدكتور محمد مرسى، مطالبة بتنفيذ حزمة مطالب عاجلة لا تحتمل التأجيل والتسويف والمماطلة، لكى يطمئن مَن صوت لمرسى ومَن ساند منافسه الفريق أحمد شفيق، بأن البلاد ستكون آمنة تحت حكم قيادى فيها، وهو الحلم الذى سعوا لتحقيقه منذ أسس الشيخ حسن البنا، الجماعة عام 1928. 

إن المصريين ينتظرون من الإخوان، الذين سيتملكهم حتى حين نشوة الانتصار على رمز من رموز النظام السابق، المسارعة بتقديم اعتذار واجب مستحق للشعب لخذلهم الثورة والثوار خلال لحظات فارقة حرجة، مثل اشتباكات محمد محمود، ومجلس الشعب، وغيرهما من الأحداث التى كانت سببا فى إجبار المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الإفصاح عن جدول زمنى محدد لاستكمال المرحلة الانتقالية بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وتشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور.


هذا الاعتذار سيخفف من حدة الاحتقان الشاعر به أهالى من جادوا بأرواحهم أو أصيبوا وسوف يشعرهم باكتراث الجماعة بهم وما يعتصرهم من حزن وشقاء، كما أنه سيكون بمثابة عملية تطهير للذات، لفتح صفحة جديدة على أساس سليم. 
يتبع ذلك مكاشفتنا بما أبرمه الإخوان من اتفاقات وتفاهمات مع المجلس العسكرى، ولن نقبل الرد بأنه لا توجد صفقات، وأن الوضوح كان حاكمًا لحركات وسكنات الجماعة، منذ مساهمتها فى نجاح الثورة وخلع حسنى مبارك، فالكلام مردود عليه بأن من يعود لمواقفها أبان الفترة الانتقالية سوف يلمس هذه الحقيقة، وأن الإخوان سكتوا على كثير من القرارات والإجراءات غير المقبولة من القوى السياسية والثورية، وأنهم شاركوا فى مسيرة الفشل بعنادهم واستمساكهم بأن يكون لهم الغلبة فى الجمعية التأسيسية على سبيل المثال، وإن كان لدى الجماعة الشجاعة الكافية فعليهم أيضا الكشف عن صفقاتهم مع نظام مبارك، فالتاريخ لن يرحم وحسابه عسير ومن الأفضل لها مصارحتنا بلا خجل بما فعلته. 


بعدها على الإخوان مد يدها للفريق شفيق، فكم سيكون عظيما وجميلا أن يطل مرسى وشفيق على الجموع الغفيرة يدهما لأعلى للتدليل على أنه لا خصومة ولا عداوة بين المعسكرين، وأن ينضم إليهم بقية المرشحين الخاسرين فى الجولة الأولى، فما يهم هو الوطن ولا شىء غيره، فنجاح مرسى فى تطبيق برنامج النهضة لن يتم إلا إذا شاعت المصالحة الوطنية بين مختلف الفرقاء والفصائل وبدونها لن نقضى على جسد نظام مبارك الذى كان يتأهب لاستعادة الوعى وتشييع الثورة لمثواها الأخير، فالقضية ليست من الغالب ومن المغلوب، بل بلد يكابد الويلات ويقف على حافة الهاوية، فإنقاذه وحمايته واجب الجميع.


إن فعل الإخوان ما سبق سيتبقى الخطوة الأهم والأعظم ممثلة فى اتخاذ قرار جرئ بحل الجماعة، فكون مرشحها وصل لأرفع منصب فى الدولة ـ حتى ولو كان شرفيا ـ يعنى اعتراف بشرعيتها وحقها فى العمل عبر المنافذ الشرعية، فالجماعة لديها ذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة الذى يكفى للتعبير عنها سياسيا واجتماعيا، فلا يوجد مغزى من ثنائية الجماعة والحزب، ففى الواقع فإن الآمر الناهى هى الجماعة، فحينما حل مجلس الشعب لم يجتمع قادة الحرية والعدالة لبحث رد فعلهم على حكم المحكمة الدستورية، بل قيادات الإخوان، أن كنتم حقًا وصدقًا تريدون الخير للبلاد فالقرار السديد الذى يتعين اتخاذه لن يخرج عن حل الجماعة، للتخلص من الهاجس الذى يسيطر على كثير من المصريين الذين يتحدثون عن التنظيم السرى له وميليشياته المسلحة وفرق قناصته، هذه بعض مطالبنا من الإخوان فهل هم على استعداد لتلبيتها أم سيختلقون الأعذار الواهية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق