اخر الاخبار

30‏/04‏/2012

د. عبد المنعم عمارة السادات وقانون العيب



كأنها ناقصة.. أها هنا هى مصر، أفلا نكتفى بقطع الطرق والاعتصامات والاغتصابات وسرقة السيارات ومهاجمة أقسام الشرطة والمحاكم وإرهاب القضاء وضباط الشرطة.. حتى ندخل ما هو أشد من ذلك، أقصد هذا التطاول الدينى والتطاول السياسى والتطاول الدينى السياسى، الذى نراه يسود كل أجواء مصر، فى برامج الحوار، فى المؤتمرات المغلقة فى الصحافة وأخيراً فى المليونيات، أصوات عالية مزعجة، ألفاظ جارحة يعف عنها اللسان، احتقار البعض لبعضهم، عدم الاحترام، عدم الاستماع، قلة القيمة بل قلة الأدب، إذن كان الرئيس الراحل السادات على حق عندما نادى بقانون العيب، ووجب علينا الاعتذار له بسبب التهكم والسخرية على قانونه، وعلى مناداته بعودة أخلاق القرية.. قد لا نقبل ما قاله السادات لأنه بشر يصيب ويخطئ، ولكن ما قولكم فى تعاليم وآداب الإسلام.. وماذا نقول عندما استمعنا لشيوخنا الأفاضل عندما يحدثوننا عن مواقف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الكفار والمنافقين.

لغة الخطاب التى نادى بها الإسلام هى «وقولوا للناس حسنى»، للناس أى لكل الناس لا للمسلمين فقط، والقرآن خاطب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، وقال له «وإنك لعلى خلق عظيم».


طيب ماذا تقول لنفسك ولأبنائك ومن حولك، وتسأل لماذا المتدينون السياسيون أصبح خطابهم بهذه القسوة وبهذا العنف وياليتهم يفعلون ذلك من أجل الدعوة الإسلامية، ومن أجل نشر الأخلاق وغرس القيم، ولكنهم يفعلون ذلك من أجل مصالح شخصية تتنافى مع رسالتهم بنهضة الإسلام ونشره وتبليغ رسالته.


عزيزى القارئ
قد تقول لى طيب هات أمارة، قد أرد عليك: انظر حولك وطرقع أذنك ومأمأ عينيك, وسترى أنك لا تحتاج منى لأمارة.


فى هذا المقال سأقص عليك ما تعرفه بالتأكيد وما قرأته وما شاهدته من عنف حوارى متبادل بالفضائيات والأمثلة لا حصر لها، ولكن خلينى أعرض عليك شكوى رئيس القوة الصلبة فى مصر، رئيس الجيش المصرى العظيم المشير طنطاوى عندما قال بأسى: «لست رئيسًا ولا سياسيًا والسلطة كرة ألقيت على حجرى»، الرجل انتقد بصراحة التطاول على القوات المسلحة تحت قبة البرلمان، وأضاف أنهم يريدون كسر القوات المسلحة.. قد تسأل لماذا قال ذلك، راجع خطاب أحد النواب فى البرلمان عندما استفز المجلس الأعلى العسكرى طالبًا منه التوقيع على قرار العزل وإلا، مع أن المجلس العسكرى لم يكن قد وصله القانون ولم يعلق أى عضو من أعضائه عليه، وتساءل البعض هل قصد النائب ذلك حتى إذا وقع العسكرى يكون هو الذى أجبره على ذلك، ربما، الله أعلم.. وختم النائب كلامه مستفزا البرلمان حينما قال أنه لن يستمر فى مجلس شعب يحتقره المشير.


عايز كمان، خد عندك ما قاله النائب الإخوانى صبحى صالح أحد أعضاء لجنة تعديل الدستور الذى عينه المجلس العسكرى من أن الجنرالات هم كفار قريش، وغير ذلك من أقوال مثل الجنرالات يتلاعبون بمستقبل مصر، هذا غير الهجوم العنيف وغير المبرر الذى قام به المهندس خيرت الشاطر المستبعد من انتخابات الرئاسة، غير أقوال وألفاظ الشيخ حازم أبوإسماعيل ضد المجلس العسكرى.


إذن الاهانات مستمرة فى المؤتمرات الحزبية وبلسان الأحزاب وفى المليونيات بكل اللغات السلفية والإخوانية والشبابية كذلك.


عزيزى القارئ
أيضًا من فضلك راجع وتابع ما يحدث مع قضاة مصر حماة العدل والحرية، اقرأ وتمعن ولا تبتسم ولكن اقرف مما قاله المهندس الشاطر وحازم أبوإسماعيل ضد شيوخ وأهم قضاة مصر باللجنة الرئاسية اتهامات بأنهم من رجال العهد البائد، اتهامات تصل إلى حد عدم النزاهة وعدم الثقة وإمكانية إحداث التزوير فى الانتخابات.


راجع شريط جلسة الحكم فى مجلس الدولة لقضية جنسية والدة أبوإسماعيل، كيف احتلوا المحكمة، كيف كانت شعاراتهم، كيف عطلوا المرور، كيف أرهبوا قضاة الجلسة ومحاميها، وحتى الآن لا أفهم كيف وافق قاضى الموضوع بالحكم فى هذه الظروف الإرهابية، هل هذه تصرفات تتمشى مع الإسلام؟
وحتى الآن كذلك لا أفهم أين قضاة الاستقلال الذين احترمنا كفاحهم ضد النظام السابق، أين المستشار زكريا عبدالعزيز، أين المستشار البسطاويسى، أين المستشاران الخضيرى وأحمد مكى، ولعل المستشار الخضيرى مشغول بقضية قتل الرئيس السابق وأعوانه عندما صرح بأننا أخطأنا بعدم قتل مبارك.. ورجاله كما قتلت الثورة الليبية القذافى.


لماذا سكتوا ورموز القضاء يهانون بكل اللغات وبكل الألفاظ التى تصل إلى قلة الأدب.. لماذا سكتوا هنا ولم يسكتوا فى قضية شيخهم المستشار عبدالمعز إبراهيم الذين أرادوا محاكمتهم وعزلهم وقعدت الاجتماعات وزادت حدة الخطاب القضائى لست أدرى.


كان يحزننى كمسلم صورة الإسلام فى بلاد العالم بعد الهجمات الإرهابية التى قام بها بن لادن فى كل مكان فى العالم، والآن يحزننى أن تخرج هذه الكلمات والألفاظ التى لا تليق برجال دين حتى ولو كانوا سياسيين ولأجل ماذا؟ لا لمن تكن من أجل مصر ولكن من أجل منصب وسلطة وجاه.


ويتبقى أن أناشد حضرات النواب الذين يضيعون كثيرا من وقتهم فى تصحيح أخطاء الماضى فى وضع قوانين أو البحث فى قوانين قديمة.


فقط أشير عليهم بأن يخرجوا من أدراج البرلمان قانون العيب الذى وضعه الرئيس السادات.. فلعل هذا وقفة وهو فعلاً ما نحتاج إليه فى ظل هذا الهياج وذلك التطاول السياسى الدينى.




مشاعر..
◄ الأديب الكبير جمال الغيطانى.. أختلف معه فى موقفه فى موضوع الشاب الجيزاوى المحتجز بالسعودية، لماذا؟ الغيطانى أحترمه لتدقيقه العلمى فى الموضوعات التى يدرسها، وخاصة أبحاثه عن مصر القديمة الإسلامية، ولكنه لم يفعل ذلك فى قضية الشاب وهاجم المملكة السعودية الشقيقة بعنف وربط موقفها من الشاب بأحداث تاريخية قديمة مثل حملة إبراهيم باشا على السعودية، ونصرة عبدالناصر لليمن، وخوفها من وصول الثورة المصرية إليها.. وانتهى إلى أن موقف السعودية من مصر ناتج من روح قبلية «بدوية متخلفة».


هو والمرشحون المحتملون للرئاسة لم يتحققوا من الأسباب وهل الشاب مسجون وسيجلد أم لا.. وطالبوا السعودية بالاعتذار والإفراج عن الشاب فوراً وفى الحال.


الآن بعد بيان السفير المصرى فى السعودية وسفير السعودية بمصر من أنه لم يحدث حبس ولا جلد، وأن السبب هو الأدوية المبالغ فيها التى تندرج تحت بند المخدرات والممنوعة فى السعودية.
الآن من عليه الاعتذار السعودية أم الذين حكموا وهاجموا قبل معرفة الحقيقة؟


◄ الفنان الكبير عادل إمام.. أسعد المصريين وفى المقابل عذبه بعض المصريين، قد أقبل أى موقف متعصب ضده من المتعصبين الإسلاميين ولكنى لا أفهم أن يكون الموقف عنيفاً من القضاء المصرى نحو فنه ونحو شخصه.. حضرات الفنانين، لا أطلب منكم اعتصامات ولا محاصرة المحكمة ولا قطع طريق المحكمة كما فعل البعض، ولكن أين أنتم؟.. القضية تمسكم أهل الفن قبل عادل إمام.


◄ لجنة التعليم بمجلس الشعب.. أعترف أننى لم أصدق أن اللجة الموقرة تعقد جلسة استماع لأطفال سنهم 3 سنوات فى البرلمان كى تناقش معهم سبل تطوير التعليم فى هذه المرحلة، اللجنة الموقرة لم تفعل ذلك فى قانون الثانوية العامة، الذى تم سلقه فى أقل من يومين، لم نسمع أنهم دعوا الطلبة ولا المتخصصين ولا حتى أولياء الأمور.. جديدة حكاية جلسة استماع للأطفال بالبرلمان.


◄ النائب عصام سلطان.. قرأت عن مواقفه السياسية القوية وهو طالب بالجامعة، ولم أعلم هل تم اعتقاله كحمدين صباحى أم لا.. وأعجبنى موقفه القوى والواضح فى ثورة 25 يناير، أداء عصام سلطان البرلمانى يشعرنى أنه محام يترافع أمام محكمة، أكثر مما يشعرنى أنه نائب يخاطب الشعب وزملاءه والمنصة، له الفضل حتى الآن فى صدور قانون العزل السياسى، ولكن هل سيتحول هذا الفضل إلى نقمة لو حكمت المحكمة الدستورية بعدم دستورية القانون، فالحكم يعنى أن قانون عصام سلطان يعطل انتخابات الرئيس، كسب القضية فى البرلمان، هل يكسبها فى المحكمة؟!.. أرجو ذلك.


◄الشيخ حازم أبوإسماعيل، لا أسكت الله له صوتًا، وبارك الله له فى هؤلاء الأنصار المخلصين الذين لايزالون يحتلون ميدان التحرير ويعطلون المرور ويغلقون مداخل المترو، مرحباً بدفاعهم عنه، ولكن أيهما أفضل الدفاع عن الدستور وعن تشكيل لجنته، مصلحة مصر أولاً أو مصالح أبوإسماعيل أولاً، نرجو أن نسمع صوته عاليًا فى دستور مصر القادم.. كما سمعناه فى جنسية والدته.


◄ المستشار بجاتو أمين عام اللجنة الرئاسية.. متحدث لبق وفقيه قانونى بارع.. كل سؤال عنده له إجابة مقنعة، ما عدا سؤال واحد هو لماذا لم يتنح ما دام المرشح عمرو موسى توجد قرابة بينه وبين والدته؟
لم يقنعنى عندما قال إنه لو طعن أحد فسيترك اللجنة لأنه لا يريدها، أليس استمراره مع وجود عمرو موسى به كثير من الشبهات؟


◄ الفريق أحمد شفيق.. تم استبعاده بسبب قانون التفصيل العزل السياسى لا بقانون الغدر الذى سبقه، ومع أن خروج الرجل كان سهلاً ولم يفعل كما فعل حازم أبوإسماعيل، إلا إن حصوله على حكم بعدم دستورية القانون سيعيد التاريخ للوراء، وسيوقف انتخابات الرئاسة، تصور لو حدث ذلك وفى نفس الوقت صدر حكم الدستورية ببطلان تشكيل مجلسى الشعب والشورى، كيف سيكون المشهد السياسى فى مصر فى الأيام القادمة؟.. باختصار فترة انتقالية جديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق