اخر الاخبار

14‏/04‏/2012

ابن الشهيد بقلم عمر حسانين


كلما قارب النصف الثانى من شهر إبريل حاصرتنى رائحة الموت، وكلما خلوت بنفسى غالبتنى دموعى، لأن فيه فقدت المجاهد الذى كافح حتى آخر نفس فى عمره كى أصبح أنا رجلاً، رحل أبى وصرنا وأشقائى أيتاما، وأمس الأول حدثتنى أم الشهيد أحمد المليجى، الضابط الذى قتله أحد جنوده غدراً.. كلماتها تقطر حسرة وألما على فلذة كبدها، تماسكت وحاولت مواساتها، لكن حين قالت «ترك طفله الوحيد (آدم) قبل أن يكمل العامين.. ما الذى يمكن أن يعوض هذا الطفل عن غياب والده؟» لم أستطع حبس دموعى، تمنيت أن أكون فى حجرة مغلقة كى أصرخ بـ«الآآآآآآآآآآآآه» بكل قوتى.


وحين تخيلت هذا الصغير وهو ينتظر عودة والده شعرت ببشاعة الجرم الذى ارتكبه قاتل الشهيد، هذه الحالة المأساوية التى يعيشها كل أبناء الشهداء، وكيف علينا أن نتواصل معهم إلى أن يعتمدوا على أنفسهم، ألا نكتفى بإقامة جنازة عسكرية ومكافأة والسلام.
شعرت بقيمة ما يقدمه الشهيد من تضحية كى ننعم نحن بالأمن، بقيمة الرسالة التى تركها ٢٠ شهيداً من أبناء الشرطة، قدموا أرواحهم فداء للوطن فى معاركهم مع «قوى الشر» خلال ٥ شهور فقط، هذه الرسالة التى تدفع المخلصين إلى مواصلة المعركة إلى نهايتها.


والمواجهات اليومية بين «الأمن» والعصابات تحتاج دعماً معنوياً ومادياً، تحتاج إلى أن نقف جميعاً حتى نعيد الأمان إلى كل شبر، ويتوقف الذين يمارسون سياسة الهدم الممنهج ضد جهاز الشرطة، وتوفر الدولة الأقنعة الواقية والمصفحات والأسلحة الحديثة، التى تمكن القوات من تحقيق أهدافها فى الحملات والمأموريات.


وأهم مما سبق أن يتم تنسيق المنظومة داخل جهاز الأمن نفسه، فلا يخفى على أحد أن تضارباً فى الرؤى وتعارضاً فى وجهات النظر وفساداً ومصالح شخصية، تعشش فى كثير من أروقة الوزارة، كلها معوقات وحجارة فى طريق إعادة الأمن كاملا، والتعارض والخلاف يسهل إصلاحه، لكن الفاسد وصاحب المصلحة لابد من بتره، حتى يستقيم الطريق


■ رسالة:


الأسبوع الماضى بعثت برسالة إلى الوزير محمد إبراهيم، طالبته بنقل قيادات بحث فاحت رائحة فسادها، وعلى طريقة من على رأسه بطحة، عاتبنى أحدهم، معتبراً أننى أشارك فى هدم «الداخلية» بكلام ليس عليه دليل.


هذا الضابط الكبير الذى تربى فى مدرسة التلفيق والسمسرة فى دماء البشر، واقتسام الغنائم مع العصابات، يرغم صغار الضباط على تنفيذ «المهام الديرتى» من تحويل القاتل إلى شاهد، والمجنى عليه إلى متهم، ومن مات فى حادث طريق إلى قتيل فى معركة، وكثير مما يشيب له الولدان، فى بلاغات من ضباط فى مكتب النائب العام وشكاوى للوزير، ترى متى تتم مساءلته؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق